ليس سهلاً الوصول إلى مريض إيدز في الأرض الفلسطينية، ومكالمته عبر التلفون أمر يحتاج إلى أيام، وقد لا تنجح المحاولة.
لكن المرضى موجودون، ومحاطون بسرية كاملة... إنهم مجرد أرقام مجهولة، يعرف عنها طبيب واحد في معظم الحالات، موجودة على ملفات في وزارة الصحة التي تضرب جدارا سريا غير قابل للاختراق حول الأشخاص المصابين.
قال مسؤول في وزارة الصحة' تبقى الأمور سرية. نحن نحافظ على سرية المريض، لكننا نتكفل بعلاج الحالة بشكل كامل'.
ومنذ العام 1994، وثقت وزارة الصحة التي استملت ملفات المرضى من الجانب الإسرائيلي عقب اتفاقيات أوسلو ( 67 إصابة) بمرض الإيدز، 62% منهم أصيبوا نتيجة علاقات جنسية شرعية وغير شرعية، و17% عبر نقل الدم، و5 حالات كانوا من مدمني المخدرات.
وقال د. إياد عرفة مدير الطب الوقائي في الوزارة، إن آخر مريض بالإيدز سجل نهاية العام الماضي، وهو رجل يتراوح عمره بين 40-50 سنة.
والإيدز مرض لا يمكن الإلمام بكافة المعلومات عن صاحبه في الأرض الفلسطينية على قاعدة احترام خصوصية الفرد، وفقط واحد من المرضى خرج إلى وسائل الإعلام في إحدى الدول العربية وتحدث بصراحة عن مرضه، كما أفاد طبيب يعمل في قطاع الصحة العامة الحكومي.
وفقط حاليا بقي 35 مصابا بمرض الإيدز على قيد الحياة في الأرض الفلسطينية، لكن طبيب في وزارة الصحة، أشار إلى أن منطق آخر يقول انه مقابل كل حالة مكتشفة ومسجلة، هناك حالتين غير مكتشفتين.
ويعتبر المرض إحدى التحديات الصحية العالمية الكبرى في الوقت الحاضر.
وتقدر منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز الذي أصيبوا بمرض نقص المناعة في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2007 بحوالي 35 ألف شخص.
وقد تم تقدير عدد الوفيات الناتجة عن الإيدز في الإقليم بنحو 25 ألف حالة وفاة في عام 2007.
في الأرض الفلسطينية الأعداد معروفة إلى حد كبير، لكن المصابين سريون إلى حد اكبر.انه سر عميق.
وفي العام 1994 تشكلت لجنة وطنية فلسطينية، لمكافحة الإيدز، المرض الذي عرف مطلع ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة وينتشر بشكل كبير في جنوب أفريقيا.
لكن هنا في الأرض الفلسطينية الإيدز وغيره من الإمراض المنقولة جنسيا، لا يتم التطرق للمصابين بها علنا، لدواع اجتماعية تتعلق بالموروث الاجتماعي والديني الذي يرفض العلاقات الجنسية غير الشرعية، ويعتبرها خرقا لقواعد العقيدة الدينية.
وتحاول القطاعات الصحية الفلسطينية الحكومية الحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيا، لذلك اتجهت إلى تبني إستراتيجية توزيع الواقي الذكري على الرجال في حالة شبهة وجود أي مرض يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة.
وقال د. وسام صبيحات وهو طبيب مختص في وزارة الصحة' نحن نوزع الواقي الذكري مجانا. هذا ليس دعاية لعلاقات غير شرعية. انه مجرد أمر طبي بحت'.
وأضاف' نحن أحيانا نواجه مشكلة أن الرجال يرفضون الفكرة ويعتبرونها أمر معيب. يعتقدون أن هذا الأمر يتعلق بالذين لهم علاقات غير شرعية'.
ويوزع الواقي الذكري بشكل مجاني في العيادات الحكومية والخاصة.
وأشار صبيحات خلال محاضرة ألقاها عن واقع المرض في فلسطين إلى أن دراسة طبية محلية أجريت من قبل طبيب في وزارة الصحة أشارت إلى أن 11-13% من الفلسطينيات يعانين من مشاكل التهابية في الجهاز التناسلي.
والدراسة أجريت على خمسة آلاف امرأة في الأرض الفلسطينية لمدة سنتين.
ويعول أطباء على الزوجات في إقناع أزوجاهن لاستخدام الواقي الذكري المعروف أيضاً باسم 'كوندوم'. وهناك نحو 45 من مصابي الإيدز في فلسطين كانوا من المتزوجين.
لكن ثمة ما يشير إلى وصمة العار التي تلاحق مرضى الإيدز، لذلك يرى أطباء في القطاع الحكومي أن المهم إزالة الوصمة، على قاعدة أن مصابي الإيدز ليسوا كلهم من رواد العلاقات الجنسية غير الشرعية.
وقال صبيحات في إشارة منه إلى الفكرة النمطية السائدة التي تربط الإصابة بالمرض بالاتصال الجنسي غير الشرعي'يجب أن نتعدى مرحلة العيب. من الممكن أن يصاب الشخص بطريقة عادية'.
وتسعى وزارة الصحة إلى الوصول إلى البؤر التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات، التي غالبا ما ترتبط بانتشار الفيروسات عبر الحقن التي يستخدمها أكثر من شخص ويمكن أن تزداد فيها نسبة احتمالية الإصابة بالفيروس إذا كان احد المتعاطين مصابا.
وفضل أطباء ومسؤولون في وزارة الصحة عدم ذكر تلك البؤر لاعتبارات كثيرة. وقال مسؤول كبير في الوزارة إن هناك دراسة مهمة في هذا الشأن ستصدر قريباً.
وقال أستاذ الإعلام والاتصال السكاني في جامعة النجاح الوطنية د. فريد أبو ضهير، خلال محاضرة ألقاها عن دور الإعلام في تغطية قضية مرض الإيدز في الأرض الفلسطينية' إن الوصول إلى المعلومة في هذا الشأن هو ما يجعل التغطية أكثر صعوبة. التغطية بحاجة إلى الأيمان بالقضية والإلمام بها ودرجة من المهنية في تناولها'.
وقال د.صبيحات' الهدف من كل ما نقوم به هو توعية الناس وتغيير النظرة السلبية التي تحيط بمرضى الإيدز. نحن نسعى للتوعية عبر طرق كثيرة'.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر