شكل حراك تشكيل الحكومة المقبلة والسجالات السياسية بين القوائم الفائزة في الانتخابات النيابية، وعمليات الفساد الاداري والمالي المنتشرة في البلاد المحور الأبرز لاهتمامات صحف بغداد ففي الوقت الذي توقعت فيه احدى الصحف ان الاسبوع المقبل ربما ستنتقل المرحلة إلى رئاسة الجمهورية لدعوة البرلمان للانعقاد خلال هذه المدة أو تحديد موعد للانعقاد، قالت صحيفة اخرى إن السجالات في الساحة السياسية العراقية بين الكيانات السياسية المختلفة اعطت مؤشرات الى عدم وجود وفاق داخلي. فيما قالت صحيفة مستقلة ان في العراق جريمتين ترتكبان يوميا الاولى صورة القتل العشوائي الذي يقوم به الارهاب والثانية، جريمة تعذيب السجناء والمعتقلين لأي سبب كان. إنها الجريمة المغطاة والمستورة التي لا يعرف عنها إلا المعذبون أنفسهم ومن معهم في السجن أو المعتقل وكذلك الجلادون.
كماشة الجوار والصفحة القادمة
في صحيفة 'البصائر' الاسبوعية كتب مثنى حارث الضاري مقالا حمل عنوان كماشة الجوار والصفحة القادمة، جاء فيه: لا شك أن المتابع الحصيف للشأن العراقي على دراية تامة بالأسلوب المعتمد في تنفيذ الصفحات الاحتلالية ابتداء مما يسمى مجلس الحكم وحتى الصراع الدائر اليوم بين الإرادة الاحتلالية من جهة باعتبارها صاحبة الجرم الرئيس في احتلال العراق وبين ارادة التمدد الاقليمي التوسعي الساعية إلى اتخاذ العراق ساحة للصراع لتأمين مكاسب تمددية تفرضها من اجل مكتسبات تعدها استحقاقات تأمين الاحتلال الأمريكي للعراق.
واضاف الكاتب: لقد كانت مهمة انبثاق ما يسمى مجلس الحكم هي التعريف بالنظام الواجب اتباعه لمن أراد الانخراط في المشروع الاحتلالي ومع هزال هذا المسمى مجلس للحكم بصيغة الولاية الشهرية لكل فرد منهم وتلخصت مهمتهم أيضا بالتوقيع المهين لقانون إدارة الدولة ومن هنا بدأت الكماشة التمددية ذات المسعى الإقليمي أولى صفحاتها بالاعتراف الرسمي لهذا المجلس فيما سعى الاحتلال إلى شراء الاعتراف من بعض شظايا الاتحاد السوفييتي من جمهوريات منسية لشراء التأييد لهذا الكائن المسخ فلا هو كيان ملكي ولا جمهوري ولا تنطبق عليه أي من بنود الديمقراطية حتى تلك التي سعى الاحتلال إلى تسويقها، بعدها بدأت صفحة احتلالية أخرى تريد كسر الطوق الاجتماعي الذي تتحصن به الشعوب بعدم امكانية ايجاد جيش ينتسب اليها ثم يقوم بضرب مدنه وقراه فكانت مهمة الحكومة الثانية لتفعل ذلك وترتب لانتخابات أرادها الاحتلال أن تكون ذات طابع معين فضرب المدن الرافضة لوجوده وطوقها وحاصرها ومن ثم اطلق الانتخابات لتكون النتيجة اكتساحا لمكون معين يلوح لمن يسيل لعابه على هذه القصعة الاحتلالية من المكون المستهدف لتمثيله عن طريق التعيين، اما انتخابات 2005 فلم تكن ذات توجه جمعي بقدر ما كانت استكمالا لمرحلة سابقة أريد لها هذه المرة أن تبني المؤسسات بنمطها الطائفي المقيت ومواصلة الضغط على المناطق لتخفيف الجهد الميداني المقاوم للمحتل باطلاق مليشيات احزاب السلطة بالهجوم على مناطق بعينها تمهيدا لمحاولة الضرب بالنقيض النوعي فكان ما يعرف بالصحوات وغيرها ونتيجة مآلهم تغني عن الخوض في تفاصيل هذه الصفحة الاحتلالية التي قدمت طوق النجاة للمحتل فجازاها بالقتل والتشريد والملاحقة فخسروا الوجهتين فلم يحضوا باحترام حاضنتهم ولم يحضوا كما هو حال بقية الخونة برضا المحتل.
ففي صحيفة المؤتمر كتب د. مراد الصوادقي مقالا لاذعا حمل عنوان المؤتمر النفط والديمقراطية. جاء فيه: النفظ عدو الديمقراطية والعكس صحيح. فالمجتمعات النفطية لا يمكنها أن تكون ديمقراطية أبدا. لأن ذلك يضر كثيرا بمصالح القوى المدمنة على النفط ويؤثر في حركتها وقوتها، ولذلك فانها لا تسمح بتحقيق الديمقراطية في مجتمعات النفط.
وقد يقول قائل انها كلمات من وحي نظرية المؤامرة، وأقول ربما 'أنها مؤامرة والعيب فينا'، لكن الأصح أنها منهج نابع من نظرية المصلحة، فمن الأفضل التأكيد على المصلحة وليس المؤامرة، فالتفاعل القائم ما بين المجتمعات البشرية مبني على المصلحة وما يترتب عليها من خطط وتوجهات وصراعات، وتلك بديهية وقانون يحكم سلوك المجتمعات الأرضية منذ الأزل.
حين يصبح الفساد نهجاً ومذهباً ونمط حياة
وفي صحيفة 'المواطن' اليومية كتب د. يوسف السعيدي مقالا ناقدا حول عمليات الفساد المتفشية في الجهاز الحكومي حيث حمل المقال عنوانا في الصفحة الاولى 'حين يصبح الفساد نهجاً ومذهباً ونمط حياة' جاء فيه:الفساد لا ينشأ من تلقاء نفسه، بل يوجد حيث يوجد المفسدون، ولا يمكن أن ينجو منه أحد في دائرة تأثيره، ولا يمكن لأي إصلاح جدي أن يتم في وجوده، وقضية محاربته مطروحة وبإلحاح شديد منذ أمد بعيد. ومع ذلك فوتيرته لم تتناقص، بل ارتفعت درجته واتسعت رقعته، وطوق نفسه بمناخ من أوجه الفساد الصغيرة التي أوقعت أناسا من مستويات أدنى، واستطاعت البيروقراطية الفاسدة أن تبقي عليه نهجا ومذهبا بل واصبح نمطا معيشيا نحيا فيه، لأنه حين يعم الفساد لا يعود بوسع أحد التحدث عنه أو الاعتراض عليه طالما أن دائرته اتسعت فشملت شبكة واسعة من مصلحتها غض النظر أو السكوت عما يدور، إذ يلجأ المفسدون إلى إشاعة نهجهم الخاص على أوسع نطاق ممكن بين ضعاف النفوس، بحيث لا يعود بوسع أي أحد الاعتراض أو الاحتجاج ضده، عملا بالقاعدة القائلة انه إذا اراد الفاسد حماية نفسه فإن عليه أن يفسد سواه أيضا.
ويضيف الكاتب: وفجأة وعلى غير ما هو متوقع تفتح كل الأفواه على مشداقيها تطالب بالإصلاح وبالتصدي الفوري للفساد، ولا يتجرأ أحد إما خوفا أو تحرجا لذكر أي من الأسماء التي تمارس الفساد والإفساد أو أن يحدد اسما واحدا من بين الأسماء وهي كثيرة وتحتل مواقع ومناصب هامة وحيوية وكأن الفاسدين والمفسدين قد هبطوا على أرضنا من كوكب آخر، وأن جميعهم جاؤوا من خارج الشعب، الجميع يطالب بالتغيير والتطهير وكأن المرتشين والمفسدين وقطاع الطرق مستوردون من الخارج، وفي إطار الضجة المطالبة بالتغيير والتطهير تجري عملية خلط بين الأسماء، فأصبح المطالبون بالتغيير والتطهير من الفاسدين والمفسدين في سلة واحدة مع الشرفاء ويتفوق الفاسدون والمفسدون في سباق المزايدة ويتم التطهير والتغيير لكل الشرفاء، وحينما تأتي بوادر التغيير تحدث حالة من الهلع والفزع بين صفوف الفاسدين والمفسدين ويعدون العدة ليسرعوا بالهرب، او اتباع الوسائل الملتوية بحيث تكون أصواتهم هي أعلى الأصوات المطالبة بالتغيير رغم أن صورهم وقصصهم معروفة وواضحة ومستقرة في مخيلة ووجدان كل مواطن فلم يعودوا أشباحا، فالاشباح لا تمتلك الفيلات والبيوت الفاخرة، وليس لها حسابات في البنوك بالمليارات، ويرى الشعب صورهم دائما وهم يستمتعون براحة الفنادق الفاخرة يرتدون الملابس الغالية والمتمشية مع أحدث الأزياء، ويقفون أمام المرآة طويلا لكي يصلحوا من زينتهم ليتناسب مع أحاديثهم في القنوات الفضائية وتنهال علينا آراؤهم وأفكارهم الخيالية الخالية من اي مصداقية وبعيدة عن ارض الواقع بل والأكثر من هذا نسمع عن انجازات لم يلمسها الشعب، واذا بحث عنها يجدها محض سراب.
ونسمع عن معدلات انجازات خرافية وكأنها تمت لأناس يعيشون في كواكب اخرى، وتشعر بأنه لولاهم لما حدثت وان تركهم لهذه المناصب سيؤدي الى انهيار ما تحقق من منجزات ..
الانفعالية والعصبية والسجالات الجارية
الى ذلك قالت صحيفة 'الاتحاد' (يومية تصدر عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال الطالباني)، في مقال لها كتبه نائب رئيس التحرير عبد الهادي مهدي وحمل عنوان (الانفعالية والعصبية والسجالات الجارية)، إن 'السجالات في الساحة السياسية العراقية بين الكيانات السياسية المختلفة اعطت مؤشرات الى عدم وجود وفاق داخلي، لان البعض منها تجاوز ما هو مسموح به سواء تلك التي في العلن او ما يجري خلف الكواليس ويرى طريقه الى العلن بصورة مباشرة او غير مباشرة'.
وشهدت الساحة السياسية العراقية خلال الايام الماضية التي تلت موعد اجراء الانتخابات النيابية في السابع من اذار/ مارس الماضي، حراكا سياسيا بين الكتل والقوائم الفائزة في تلك الانتخابات تمهيدا لتشكيل الحكومة المقبلة.
وتابعت الصحيفة ان 'التوتر والعصبية والانفعالية اصبحت من سمات التجاذبات الجارية حاليا، ونتيجة لذلك ليس من المستغرب ان تؤدي الى تدخلات خارجية في الشأن الداخلي العراقي وبأي شكل من اشكال التدخل المعروفة'. وحسب المتابعين للملف العراقي، كما تقول الصحيفة، ان 'ما يجري بين الفرقاء وشعور البعض منهم بانه يتعرض الى نوع من الغبن والتهميش من قبل الاخرين يدفعه بلا شك الى حمل معاناته الى خارج الحدود عسى ان يجد القوة التي تحميه من ابناء بلده، وفي الوقت ذاته يخلق الارضية الخصبة لمن خارج الحدود ان يدلي بدلوه فيما يجري على الساحة العراقية وكأنما اصبح وصيا على إرادة العراقيين'. وتضيف الصحيفة 'مما لا يقبل الشك ان الاوضاع اذا سارت على هذه الشاكلة فان جميع الاطراف تتحمل المسؤولية وليس جهة دون اخرى انطلاقا من ان العراق لجميع العراقيين، وفي اي بلد لم يتمكن ابناؤه من ترميم بيتهم الداخلي فان الاخرين لا يمكن لهم ذلك'. وترى الصحيفة ان 'مسؤولية الكيانات تكون مضاعفة من اجل الحفاظ على الوحدة والهوية الوطنية، وما يلفت الانتباه الان في الساحة العراقية هناك اكثر من شخص في الكيان الواحد يصرح باسمه وبعضهم غير مخولين بذلك مع اختلاف وجهة النظر بين شخص واخر في الكيان الواحد فيما يخص ذات الموضوع، وهذا يؤدي الى تشتت الرأي وضبابية في الموقف واحراجات قد لا يتمكن الكيان من تجاوزها'.
جريمتان ترتكبان في العراق
وفي صحيفة 'المدى' المستقلة وتحت عنوان جريمتان ترتكبان فـي العراق، فما هما؟ كتب كاظم حبيب مقالا جاء فيه: كل يوم ترتكب جريمة أو أكثـر في العراق.. الجميع يسمع بها ويرى ضحاياها من شهداء وجرحى ومعوقين .. كل يوم يسود الحزن والأسى عائلات جديدة والسواد يملأ بيوت الناس .. لم يعد يستطيع العراقي ملاحقة المآتم التي تقام على أرواح تلك الضحايا البريئة التي لا ذنب لها سوى كونها من هذا الوطن الجريح النازف دماً ودموعاً دون انقطاع ومنذ أجيال وعقود وقرون ... الكل حزين على موتاه، فهم أبناء عائلة واحدة.. شعب يعتصر وتمرغ كرامته بالتراب في وطن يتصارع سياسيوه حتى اللعنة..هذه الجرائم أصبحت معتادة ترد في أخبار وتقارير وكالات الأنباء العالمية والإذاعات وقنوات التلفزة وكأن حدثاً عادياً يحصل في العراق .. الكل يتوقع أن يموت غداً بسبب انتحاري جبان أو سيارة مفخخة نصبها قاتل، إلا من يعيش في مواقع آمنة يسكنها المسؤولون ولا يصل إليها الإرهابيون القتلة.. هذه الجرائم يعيشها الشعب كل يوم، سواء أوقعت في الحلة أم بغداد أم كركوك أم ديالى والرمادي أم الموصل وضد المسيحيين على نحو خاص .. القتلة المجرمون معروفون للجميع، والقتلى الأبرياء معروفون أيضاً، فالقتلة هم أعداء الشعب والقتلى أبناء وبنات الشعب المخلصين.. هذا النوع من جرائم القوى الإرهابية مدانة من العراقيات والعراقيين، مدانة من شعوب العالم، ولكنها مسندة من قوى داخلية مريضة وجبانة وعدوانية تجد الدعم والتأييد من قوى ونظم جائرة مجاورة لا تعرف الرحمة طريقها إلى قلوب مسؤوليها وحكامها .. إنهم يملكون قلوباً جامدة باردة ميتة وعقولاً فارغة ولكنها محشوة بالنذالة والقذارة وكره الإنسان .. هذا النوع من الجرائم يعرفه الشعب ويعرف مرتكبوه وأصابع الاتهام موجهة إليهم دون أن يرتكب الشعب أي خطأ في التشخيص.
واضاف الكاتب: ولكن هناك جريمة أخرى ترتكب في العراق، جريمة تعذيب السجناء والمعتقلين لأي سبب كان. إنها الجريمة المغطاة والمستورة التي لا يعرف عنها إلا المعذبون أنفسهم ومن هو معهم في السجن أو المعتقل وكذلك الجلادون. إنها القاعدة العامة في السجون والمعتقلات العراقية وأولئك الذين في المعتقلات الأمريكية سواء بسواء. وربما يتساءل البعض: هل يمكن مقارنة الجرائم الأولى بالجرائم الثانية؟ على الرغم من بشاعة الجرائم الأولى وقتلها لعدد كبير من الأبرياء ويمارسها إرهابيون قتلة مدانون من المجتمع كله، إلا أن الجرائم الأخرى تمارس من قبل أجهزة الدولة الرسمية التي عليها احترام الإنسان والقانون وضمان تطبيقه في العراق، في حين أن هذه الأجهزة هي التي تقوم بهذه التجاوزات على الإنسان والقانون. فبالرغم من حديث السيد رئيس الوزراء الحالي عن دولة وقائمة القانون. فالقانون في العراق مستباح لا من الإرهابيين فحسب، بل ومن أجهزة الدولة التي تمارس التعذيب في السجون. حين يجري التجاوز على القانون سواء بتعذيب الناس أو بقتلهم تحت التعذيب فهو مجرم في نظر القانون الدولي والقوانين السارية في العراق ووفق لائحة حقوق الإنسان الدولية. ولهذا لا بد من مكافحة القوى التي تمارس الجريمتين.
إن ممارسة التعذيب في العراق تقليد سائد في المعتقلات والسجون العراقية، سواء أثناء التحقيق أم بعد صدور الأحكام. وهذا ما كان سائداً في العهد الملكي وفي عهود الجمهوريات المتتابعة، ولكن بشكل خاص في عهد ديكتاتورية البعث الأولى والثانية وهو ما يزال يمارس في عهد المحاصصة الطائفية. إنها الجريمة التي لا يريد الحديث عنها الكثير من الحكام في العراق، فهم 'صم بكم عمي' لا يفقهون أو لا يعترفون بوجودها اصلاً في العراق بينما هي القاعدة وليست الاستثناء. إنهم يدعون بعدم العلم بما يجري في السجون! رغم أنهم جميعاً يعرفون ما يجري في السجون والمعتقلات العراقية التي يشرف عليها الأمن الداخلي ووزارة الأمن الوطني ووزارة الداخلية ومستشار الأمن القومي الذي نصّبه المستبد بأمره بول بريمر مستشاراً لأمن العراق!!
كماشة الجوار والصفحة القادمة
في صحيفة 'البصائر' الاسبوعية كتب مثنى حارث الضاري مقالا حمل عنوان كماشة الجوار والصفحة القادمة، جاء فيه: لا شك أن المتابع الحصيف للشأن العراقي على دراية تامة بالأسلوب المعتمد في تنفيذ الصفحات الاحتلالية ابتداء مما يسمى مجلس الحكم وحتى الصراع الدائر اليوم بين الإرادة الاحتلالية من جهة باعتبارها صاحبة الجرم الرئيس في احتلال العراق وبين ارادة التمدد الاقليمي التوسعي الساعية إلى اتخاذ العراق ساحة للصراع لتأمين مكاسب تمددية تفرضها من اجل مكتسبات تعدها استحقاقات تأمين الاحتلال الأمريكي للعراق.
واضاف الكاتب: لقد كانت مهمة انبثاق ما يسمى مجلس الحكم هي التعريف بالنظام الواجب اتباعه لمن أراد الانخراط في المشروع الاحتلالي ومع هزال هذا المسمى مجلس للحكم بصيغة الولاية الشهرية لكل فرد منهم وتلخصت مهمتهم أيضا بالتوقيع المهين لقانون إدارة الدولة ومن هنا بدأت الكماشة التمددية ذات المسعى الإقليمي أولى صفحاتها بالاعتراف الرسمي لهذا المجلس فيما سعى الاحتلال إلى شراء الاعتراف من بعض شظايا الاتحاد السوفييتي من جمهوريات منسية لشراء التأييد لهذا الكائن المسخ فلا هو كيان ملكي ولا جمهوري ولا تنطبق عليه أي من بنود الديمقراطية حتى تلك التي سعى الاحتلال إلى تسويقها، بعدها بدأت صفحة احتلالية أخرى تريد كسر الطوق الاجتماعي الذي تتحصن به الشعوب بعدم امكانية ايجاد جيش ينتسب اليها ثم يقوم بضرب مدنه وقراه فكانت مهمة الحكومة الثانية لتفعل ذلك وترتب لانتخابات أرادها الاحتلال أن تكون ذات طابع معين فضرب المدن الرافضة لوجوده وطوقها وحاصرها ومن ثم اطلق الانتخابات لتكون النتيجة اكتساحا لمكون معين يلوح لمن يسيل لعابه على هذه القصعة الاحتلالية من المكون المستهدف لتمثيله عن طريق التعيين، اما انتخابات 2005 فلم تكن ذات توجه جمعي بقدر ما كانت استكمالا لمرحلة سابقة أريد لها هذه المرة أن تبني المؤسسات بنمطها الطائفي المقيت ومواصلة الضغط على المناطق لتخفيف الجهد الميداني المقاوم للمحتل باطلاق مليشيات احزاب السلطة بالهجوم على مناطق بعينها تمهيدا لمحاولة الضرب بالنقيض النوعي فكان ما يعرف بالصحوات وغيرها ونتيجة مآلهم تغني عن الخوض في تفاصيل هذه الصفحة الاحتلالية التي قدمت طوق النجاة للمحتل فجازاها بالقتل والتشريد والملاحقة فخسروا الوجهتين فلم يحضوا باحترام حاضنتهم ولم يحضوا كما هو حال بقية الخونة برضا المحتل.
ففي صحيفة المؤتمر كتب د. مراد الصوادقي مقالا لاذعا حمل عنوان المؤتمر النفط والديمقراطية. جاء فيه: النفظ عدو الديمقراطية والعكس صحيح. فالمجتمعات النفطية لا يمكنها أن تكون ديمقراطية أبدا. لأن ذلك يضر كثيرا بمصالح القوى المدمنة على النفط ويؤثر في حركتها وقوتها، ولذلك فانها لا تسمح بتحقيق الديمقراطية في مجتمعات النفط.
وقد يقول قائل انها كلمات من وحي نظرية المؤامرة، وأقول ربما 'أنها مؤامرة والعيب فينا'، لكن الأصح أنها منهج نابع من نظرية المصلحة، فمن الأفضل التأكيد على المصلحة وليس المؤامرة، فالتفاعل القائم ما بين المجتمعات البشرية مبني على المصلحة وما يترتب عليها من خطط وتوجهات وصراعات، وتلك بديهية وقانون يحكم سلوك المجتمعات الأرضية منذ الأزل.
حين يصبح الفساد نهجاً ومذهباً ونمط حياة
وفي صحيفة 'المواطن' اليومية كتب د. يوسف السعيدي مقالا ناقدا حول عمليات الفساد المتفشية في الجهاز الحكومي حيث حمل المقال عنوانا في الصفحة الاولى 'حين يصبح الفساد نهجاً ومذهباً ونمط حياة' جاء فيه:الفساد لا ينشأ من تلقاء نفسه، بل يوجد حيث يوجد المفسدون، ولا يمكن أن ينجو منه أحد في دائرة تأثيره، ولا يمكن لأي إصلاح جدي أن يتم في وجوده، وقضية محاربته مطروحة وبإلحاح شديد منذ أمد بعيد. ومع ذلك فوتيرته لم تتناقص، بل ارتفعت درجته واتسعت رقعته، وطوق نفسه بمناخ من أوجه الفساد الصغيرة التي أوقعت أناسا من مستويات أدنى، واستطاعت البيروقراطية الفاسدة أن تبقي عليه نهجا ومذهبا بل واصبح نمطا معيشيا نحيا فيه، لأنه حين يعم الفساد لا يعود بوسع أحد التحدث عنه أو الاعتراض عليه طالما أن دائرته اتسعت فشملت شبكة واسعة من مصلحتها غض النظر أو السكوت عما يدور، إذ يلجأ المفسدون إلى إشاعة نهجهم الخاص على أوسع نطاق ممكن بين ضعاف النفوس، بحيث لا يعود بوسع أي أحد الاعتراض أو الاحتجاج ضده، عملا بالقاعدة القائلة انه إذا اراد الفاسد حماية نفسه فإن عليه أن يفسد سواه أيضا.
ويضيف الكاتب: وفجأة وعلى غير ما هو متوقع تفتح كل الأفواه على مشداقيها تطالب بالإصلاح وبالتصدي الفوري للفساد، ولا يتجرأ أحد إما خوفا أو تحرجا لذكر أي من الأسماء التي تمارس الفساد والإفساد أو أن يحدد اسما واحدا من بين الأسماء وهي كثيرة وتحتل مواقع ومناصب هامة وحيوية وكأن الفاسدين والمفسدين قد هبطوا على أرضنا من كوكب آخر، وأن جميعهم جاؤوا من خارج الشعب، الجميع يطالب بالتغيير والتطهير وكأن المرتشين والمفسدين وقطاع الطرق مستوردون من الخارج، وفي إطار الضجة المطالبة بالتغيير والتطهير تجري عملية خلط بين الأسماء، فأصبح المطالبون بالتغيير والتطهير من الفاسدين والمفسدين في سلة واحدة مع الشرفاء ويتفوق الفاسدون والمفسدون في سباق المزايدة ويتم التطهير والتغيير لكل الشرفاء، وحينما تأتي بوادر التغيير تحدث حالة من الهلع والفزع بين صفوف الفاسدين والمفسدين ويعدون العدة ليسرعوا بالهرب، او اتباع الوسائل الملتوية بحيث تكون أصواتهم هي أعلى الأصوات المطالبة بالتغيير رغم أن صورهم وقصصهم معروفة وواضحة ومستقرة في مخيلة ووجدان كل مواطن فلم يعودوا أشباحا، فالاشباح لا تمتلك الفيلات والبيوت الفاخرة، وليس لها حسابات في البنوك بالمليارات، ويرى الشعب صورهم دائما وهم يستمتعون براحة الفنادق الفاخرة يرتدون الملابس الغالية والمتمشية مع أحدث الأزياء، ويقفون أمام المرآة طويلا لكي يصلحوا من زينتهم ليتناسب مع أحاديثهم في القنوات الفضائية وتنهال علينا آراؤهم وأفكارهم الخيالية الخالية من اي مصداقية وبعيدة عن ارض الواقع بل والأكثر من هذا نسمع عن انجازات لم يلمسها الشعب، واذا بحث عنها يجدها محض سراب.
ونسمع عن معدلات انجازات خرافية وكأنها تمت لأناس يعيشون في كواكب اخرى، وتشعر بأنه لولاهم لما حدثت وان تركهم لهذه المناصب سيؤدي الى انهيار ما تحقق من منجزات ..
الانفعالية والعصبية والسجالات الجارية
الى ذلك قالت صحيفة 'الاتحاد' (يومية تصدر عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال الطالباني)، في مقال لها كتبه نائب رئيس التحرير عبد الهادي مهدي وحمل عنوان (الانفعالية والعصبية والسجالات الجارية)، إن 'السجالات في الساحة السياسية العراقية بين الكيانات السياسية المختلفة اعطت مؤشرات الى عدم وجود وفاق داخلي، لان البعض منها تجاوز ما هو مسموح به سواء تلك التي في العلن او ما يجري خلف الكواليس ويرى طريقه الى العلن بصورة مباشرة او غير مباشرة'.
وشهدت الساحة السياسية العراقية خلال الايام الماضية التي تلت موعد اجراء الانتخابات النيابية في السابع من اذار/ مارس الماضي، حراكا سياسيا بين الكتل والقوائم الفائزة في تلك الانتخابات تمهيدا لتشكيل الحكومة المقبلة.
وتابعت الصحيفة ان 'التوتر والعصبية والانفعالية اصبحت من سمات التجاذبات الجارية حاليا، ونتيجة لذلك ليس من المستغرب ان تؤدي الى تدخلات خارجية في الشأن الداخلي العراقي وبأي شكل من اشكال التدخل المعروفة'. وحسب المتابعين للملف العراقي، كما تقول الصحيفة، ان 'ما يجري بين الفرقاء وشعور البعض منهم بانه يتعرض الى نوع من الغبن والتهميش من قبل الاخرين يدفعه بلا شك الى حمل معاناته الى خارج الحدود عسى ان يجد القوة التي تحميه من ابناء بلده، وفي الوقت ذاته يخلق الارضية الخصبة لمن خارج الحدود ان يدلي بدلوه فيما يجري على الساحة العراقية وكأنما اصبح وصيا على إرادة العراقيين'. وتضيف الصحيفة 'مما لا يقبل الشك ان الاوضاع اذا سارت على هذه الشاكلة فان جميع الاطراف تتحمل المسؤولية وليس جهة دون اخرى انطلاقا من ان العراق لجميع العراقيين، وفي اي بلد لم يتمكن ابناؤه من ترميم بيتهم الداخلي فان الاخرين لا يمكن لهم ذلك'. وترى الصحيفة ان 'مسؤولية الكيانات تكون مضاعفة من اجل الحفاظ على الوحدة والهوية الوطنية، وما يلفت الانتباه الان في الساحة العراقية هناك اكثر من شخص في الكيان الواحد يصرح باسمه وبعضهم غير مخولين بذلك مع اختلاف وجهة النظر بين شخص واخر في الكيان الواحد فيما يخص ذات الموضوع، وهذا يؤدي الى تشتت الرأي وضبابية في الموقف واحراجات قد لا يتمكن الكيان من تجاوزها'.
جريمتان ترتكبان في العراق
وفي صحيفة 'المدى' المستقلة وتحت عنوان جريمتان ترتكبان فـي العراق، فما هما؟ كتب كاظم حبيب مقالا جاء فيه: كل يوم ترتكب جريمة أو أكثـر في العراق.. الجميع يسمع بها ويرى ضحاياها من شهداء وجرحى ومعوقين .. كل يوم يسود الحزن والأسى عائلات جديدة والسواد يملأ بيوت الناس .. لم يعد يستطيع العراقي ملاحقة المآتم التي تقام على أرواح تلك الضحايا البريئة التي لا ذنب لها سوى كونها من هذا الوطن الجريح النازف دماً ودموعاً دون انقطاع ومنذ أجيال وعقود وقرون ... الكل حزين على موتاه، فهم أبناء عائلة واحدة.. شعب يعتصر وتمرغ كرامته بالتراب في وطن يتصارع سياسيوه حتى اللعنة..هذه الجرائم أصبحت معتادة ترد في أخبار وتقارير وكالات الأنباء العالمية والإذاعات وقنوات التلفزة وكأن حدثاً عادياً يحصل في العراق .. الكل يتوقع أن يموت غداً بسبب انتحاري جبان أو سيارة مفخخة نصبها قاتل، إلا من يعيش في مواقع آمنة يسكنها المسؤولون ولا يصل إليها الإرهابيون القتلة.. هذه الجرائم يعيشها الشعب كل يوم، سواء أوقعت في الحلة أم بغداد أم كركوك أم ديالى والرمادي أم الموصل وضد المسيحيين على نحو خاص .. القتلة المجرمون معروفون للجميع، والقتلى الأبرياء معروفون أيضاً، فالقتلة هم أعداء الشعب والقتلى أبناء وبنات الشعب المخلصين.. هذا النوع من جرائم القوى الإرهابية مدانة من العراقيات والعراقيين، مدانة من شعوب العالم، ولكنها مسندة من قوى داخلية مريضة وجبانة وعدوانية تجد الدعم والتأييد من قوى ونظم جائرة مجاورة لا تعرف الرحمة طريقها إلى قلوب مسؤوليها وحكامها .. إنهم يملكون قلوباً جامدة باردة ميتة وعقولاً فارغة ولكنها محشوة بالنذالة والقذارة وكره الإنسان .. هذا النوع من الجرائم يعرفه الشعب ويعرف مرتكبوه وأصابع الاتهام موجهة إليهم دون أن يرتكب الشعب أي خطأ في التشخيص.
واضاف الكاتب: ولكن هناك جريمة أخرى ترتكب في العراق، جريمة تعذيب السجناء والمعتقلين لأي سبب كان. إنها الجريمة المغطاة والمستورة التي لا يعرف عنها إلا المعذبون أنفسهم ومن هو معهم في السجن أو المعتقل وكذلك الجلادون. إنها القاعدة العامة في السجون والمعتقلات العراقية وأولئك الذين في المعتقلات الأمريكية سواء بسواء. وربما يتساءل البعض: هل يمكن مقارنة الجرائم الأولى بالجرائم الثانية؟ على الرغم من بشاعة الجرائم الأولى وقتلها لعدد كبير من الأبرياء ويمارسها إرهابيون قتلة مدانون من المجتمع كله، إلا أن الجرائم الأخرى تمارس من قبل أجهزة الدولة الرسمية التي عليها احترام الإنسان والقانون وضمان تطبيقه في العراق، في حين أن هذه الأجهزة هي التي تقوم بهذه التجاوزات على الإنسان والقانون. فبالرغم من حديث السيد رئيس الوزراء الحالي عن دولة وقائمة القانون. فالقانون في العراق مستباح لا من الإرهابيين فحسب، بل ومن أجهزة الدولة التي تمارس التعذيب في السجون. حين يجري التجاوز على القانون سواء بتعذيب الناس أو بقتلهم تحت التعذيب فهو مجرم في نظر القانون الدولي والقوانين السارية في العراق ووفق لائحة حقوق الإنسان الدولية. ولهذا لا بد من مكافحة القوى التي تمارس الجريمتين.
إن ممارسة التعذيب في العراق تقليد سائد في المعتقلات والسجون العراقية، سواء أثناء التحقيق أم بعد صدور الأحكام. وهذا ما كان سائداً في العهد الملكي وفي عهود الجمهوريات المتتابعة، ولكن بشكل خاص في عهد ديكتاتورية البعث الأولى والثانية وهو ما يزال يمارس في عهد المحاصصة الطائفية. إنها الجريمة التي لا يريد الحديث عنها الكثير من الحكام في العراق، فهم 'صم بكم عمي' لا يفقهون أو لا يعترفون بوجودها اصلاً في العراق بينما هي القاعدة وليست الاستثناء. إنهم يدعون بعدم العلم بما يجري في السجون! رغم أنهم جميعاً يعرفون ما يجري في السجون والمعتقلات العراقية التي يشرف عليها الأمن الداخلي ووزارة الأمن الوطني ووزارة الداخلية ومستشار الأمن القومي الذي نصّبه المستبد بأمره بول بريمر مستشاراً لأمن العراق!!
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر