بقلم: عاموس جلبوع
الخروج من لبنان، قبل عشر سنوات بالضبط، يحظى هذه الايام بوابل من الشتائم من جهة ومطر من الثناء من جهة اخرى. وفي نيتي اجراء معادلة بينه وبين فك الارتباط عن قطاع غزة في 2005 واستخلاص الدرس للمستقبل منه. تحليل الحدثين يبين أن وجه الشبه بين الحدثين اكثر من وجه الخلاف، ولكن الدرس المركزي يوجد بالذات في وجه الخلاف.
ماذا يعني ذلك؟ هناك ثماني مزايا مشابهة: في لبنان وفي غزة منظمة اسلامية متطرفة (حماس وحزب الله) تعززت جدا من ناحية سياسية وتعاظمت من ناحية عسكرية واصبحت تهديدا على اسرائيل؛ في لبنان ايضا، مثلما في غزة، شددت ايران تغلغلها ونفوذها؛ في الحالتين انسحب الجيش الاسرائيلي حتى المتر الاخير؛ في غزة وفي لبنان على حد سواء لم تسد تهدئة في اعقاب خروج الجيش الاسرائيلي (وان كان الهدوء في لبنان فاق بكثير ذاك الذي في قطاع غزة) والجيش الاسرائيلي اضطر في الجهتين الى تنفيذ "حملات تعديلية" واسعة النطاق؛ في المكانين كانت مجموعة سكانية دفعت ثمنا باهظا: في لبنان كان هذا هو جيش جنوب لبنان الذي خدم باخلاص دولة اسرائيل على مدى السنين وخانته، وفي قطاع غزة كان اولئك سكان غوش قطيف الذين اقتلعوا من منازلهم. في الحالتين، معالجة المجموعتين السكانيتين كان مخجلا.
الخروج من لبنان، وفي وقت لاحق من غزة نظر اليه الفلسطينيون والعالم الاسلامي – العربي كانتصار للعنف على المجتمع الاسرائيلي الضعيف؛ الحالتان جسدتا للجمهور الاسرائيلي بانه حتى لو كانت اسرائيل تعطي، ظاهرا، للخصم كل ما يريد – فهو سيبقى غير راض وسيواصل المطالبة بالمزيد فالمزيد؛ والقاسم المشترك الثامن والاخير: الحالتان كانتا ثمرة قرار شخصي لرئيسي الوزراء (شارون وباراك) وكلاهما على حد سواء لم يستخلصا من ذلك أي ربح سياسي في معسكريهما.
في وجه الخلاف بين الحالتين تبرز حقيقة أنه في لبنان لم يتم اخلاء مستوطنات، وان كان هناك ضغط اجتماعي جماهيري قوي جدا للخروج – وفي غزة الامور معاكسة. ولكن النقطة المختلفة الاكثر جوهرية، والتي لا يعطى الرأي فيها بما فيه الكفاية، هي التالية: فك الارتباط عن غزة كان احادي الجانب بشكل مطلق – بدون اتفاق او تعاون مع السلطة الفلسطينية، بدون التعاون مع أي جهة عربية او دوية. في لبنان وان كنا نريد الخروج باتفاق (يأتي كنتيجة لاتفاق سلام مع سوريا)، والخروج كان احادي الجانب حيال لبنان وسوريا، الا انه كان بالتوافق التام مع الولايات المتحدة والدول الغربية، الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن. وقد صادق المجلس في 16 حزيران 2000 على أن اسرائيل خرجت تماما من لبنان وادت نصيبها في تنفيذ قرار الامم المتحدة في هذا الشأن.
بتعبير آخر، كانت شرعية دولية واضحة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان، وكذا ايضا شرعية معينة لردود فعل عسكرية اسرائيلية على هجمات من داخل الاراضي اللبنانية. في غزة، بالمقابل، لم يكن هناك أي اعتراف دولي بانهاء احتلالنا، وعليه فلا يزالون يروننا المسؤولين عن السكان المحليين. فضلا عن ذلك، لهذا الخلاف الجوهري بين الحالتين كانت حتى الان عدة اثار ثقيلة الوزن: الامم المتحدة لم تنشر بعد أي "تقرير غولدستون" عن "جرائم" اسرائيل في حرب لبنان الثانية؛ حرب لبنان الثانية انتهت بوقف نار دولي وبقرار من مجلس الامن (1701)، خلافا لوقف النار احادي الجانب في حملة "رصاص مصبوب".
الدرس المركزي للمستقبل هو: كل فك ارتباط، انسحاب او خروج من مناطق يهودا والسامرة دون أن يكون مترافقا مع موافقة دولية – مآله الفشل.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر