بقلم: زئيف جابوتنسكي
حاولت مصر منذ وقعت على معاهدة السلام مع إسرائيل أن تسبب اضعاف قوة إسرائيل بوسيلتين على الأقل. كانت الأولى تأييد زيادة الإرهاب الخارجي من قطاع غزة على إسرائيل. عندما بدأ الفلسطينيون يهربون وسائل قتالية من مصر إلى القطاع من طريق الانفاق في رفح، تبنت مصر سياسة التجاهل المطلق. كانت حجة عدم العمل في منع التهريب أنهم لا يملكون قدرا كافيا من القوة العسكرية لوقف ذلك على امتداد 14 كيلومتر من الحدود مع القطاع.
وآنذاك، ازاء عيوننا الدهشة، نجح مبارك في جعل رئيس حكومة إسرائيل يطلب إلى المصريين الموافقة على فتح اتفاقات السلام لمضاعفة القوة العسكرية التي يحل لمصر أن تملكها في منطقة الحدود. احتال مبارك على شارون ليبلغ به هذا الموقف البائس بحكمة تثير الحسد. استغل مبارك أزمة شارون الذي أدرك ان خطته للانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة ستجعل الأنفاق شارعاً سريعاً يزود الإرهاب. لهذا بحث شارون عن سبيل للتحلل من مسؤوليته عن الاخفاق المتوقع في نظر الرأي العام، وضحى بالمبدأ الذي اتفق عليه في اتفاق السلام وفحواه ان تكون القوة المصرية في منطقة الحدود ضئيلة قليلة التسليح.
وبيّن أنه بعد أن تفضلت مصر على شارون بمضاعفتها القوة وزيادة وسائل قتالية مطورة، ظل الوضع يزداد سوءا. أمل مبارك الاستمرار على تكميش إسرائيل إلى أن يصبح على حدودها الغربية قوة مصرية جدية، مسلحة جيدا وبطلب من الإسرائيليين أيضاً. خسرت صفقته في اللحظة التي مكنت فيها إسرائيل حماس، في ضعفها من السيطرة على القطاع. ان حركة حماس هي أخت للأخوان المسلمين، أعداء نظام الحكم في مصر. لهذا يحاول المصريون اليوم وقف الطوفان برغم أن هذا أصعب كثيراً اليوم. وتكمن الوسيلة الثانية في هجوم لا ينقطع على إسرائيل، في كل محفل دولي لأنها لا توقع على ميثاق منع نشر السلاح الذري. وهذا جهد في السعي لتقويض ضمان وجود إسرائيل في المستوى الاستراتيجي. من البين لكل ولد ما معنى اجراء يفرض على إسرائيل أن تفتح للرقابة ترسانتها المنسوبة اليها بحسب نشرات أجنبية، في حين أن إيران وسورية وغيرهما تخفي أفعالها في هذا المجال. لقد علمتنا التجربة.
وربما يكون قد فتح الآن مسار يمكننا من مضاءلة النشاط المصري، والنشاط العربي في مواجهة مصالحنا أيضاً. بدأت أزمة النيل قبل نحو من أسبوع عندما وقعت أثيوبيا واوغندا ورواندا وتزانيا على اتفاق لاستغلال ماء النيل بحسب احتياجاتها بغير اعتبار للاحتكار المصري ـ السوداني الذي منحه البريطانيون اياهما في 1929. إن التزام إسرائيل الحياد في شأن أزمة النيل والمساعدة في استغلال أنجع للماء (بحسب تخصيص الحصص الموجود اليوم في مصر وفي سائر الدول التي يمر النيل بها) عوض وقف الضغوط على أمن إسرائيل القومي ـ قد يفضي إلى النتيجة التي نريدها. يفهم مبارك هذه اللغة جيداً، وينبغي أن نفرض أن يوجد من يتحدث اليه. فقد قلنا انه ذكي جداً.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر