ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك

    avatar
    دينا عودة
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الدلو جنسيتك : سورية
    اعلام الدول : تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك Syria_a-01
    نقاط : 1094
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 17/09/2009

    تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك Empty تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك

    مُساهمة من طرف دينا عودة الإثنين 07 يونيو 2010, 11:39 am

    تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك
    سخّر طاقتها لبناء حياتك لالتخريبها

    الدكتور إبراهيم الفقي
    الأحاسيس المنفلتة تكبّلالإدراك وتشوّه صورة العالم:
    إن الأحاسيس تسبب النسيانأو ما يسمى " سكاتوما" وهي تعني إعطاء العقل أمراً مباشراً بوجود أو عدم وجود شيء،فقد يضع المرء مفاتيحه في مكان ما ثم يعود ليبحث عنها فلا يجدها، فيسأل شخصاً ماعنها فيفاجأ بأنها أمامه ولكنه لم يكن يراها. أو أن يبحث عن نظارته ويتساءل عنهاولا يعي أنه يرتديها، وما شابه ذلك كثير. فالأسكاتوما هي إعطاء العقل أمراً مباشراًبأن الفرد لا يرى شيئاً ما وبالتالي يكون الشيء أمامه وهو لايبصره.

    وتكمن خطورة " الاسكاتوما " في أن الإنسان قد يعطيللعقل أمراً مباشراً بأنه غير سعيد، ومن ثمّ يلغي له العقل كل شيء يتعلق بالسعادةحتى يشعر بالحزن، وذلك لأن العقل البشري لا يستطيع التركيز إلا على معلومة واحدة فيوقت واحد، فحينما يعطي العقل أمراً مباشراً بخصوص موضوع معين فإنه يلغي ما سواه حتىيتمكن من التركيز على أمر واحد بدقّة.

    الأحاسيس منبع الخوف بكلصوره
    في كتابٍ اسمه "كل ما تحتاج على معرفته عن الخوف" يذكر المؤلف أنالإنسان حين يولد لا يعرف إلا صورتين من صور الخوف وتصل مع تقدم السن إلى 17000 نوعمن الخوف المرضي. خوف من المصاعد، والطائرات وهي تصعد وتهبط، وخوف منها والإنسانبداخلها،وخوف من المستقبل، ومن المجهول، ومنالحشرات...

    إن الأحاسيس هي منبع الخوف ومصدر كل أنواعه. فإذا عضكلب شخصاً ما مثلاً، فإنّ دماغه سيذكره بتلك الحادثة كلما رأى كلباً ويبدأ الجسمبإفراز الأدرينالين. وإذا كان هناك طفل يلعب بعنكبوت وكانت والدته تخشى العناكبودخلت الغرفة ورأت ذلك فصرخت وارتسمت على وجهها ملامح الخوف وسارعت بقتل العنكبوت،فإن الطفل سيتعلم الخوف من العناكب وسيصرخ كلمارآها.

    الأحاسيس منبع المشاكل والخوف المرضي بكل أصنافهومجموعاته سواءٌ أكان خوفاً بسيطاً أو اجتماعياً أومركباً.

    تعلّم من الخوف
    سخّر طاقة الاستنفارللبناء لا للتخريب
    تسبب الأحاسيس ما يسمى استنفار "الهجوم أو الهروب fight or flight". فالإنسان قد منحه الله العقل القادر على تحليل الأمور والظواهر. وحينما كان الإنسان القديم يسمع وقعاً شديداً ويحس بالأرض تهتز تحت قدميه ثم يرىالوحوش قادمة نحوه لتلتهم أفراد العائلة تعلّم أن يهرب لينقذحياته.

    ومن ذلك نشأ مصطلح (forf) أي اهجم لتنقذ حياتك أواهرب لتنقذ حياتك. وفي حالة الهجوم أو الهروب يفرز الجسم الأدرينالين مما يؤدي إلىضخ الدم بقوة وسرعة في القلب والعضلات ويصبح الجسم في حالة الاستعداد القصوى وبهطاقة كبيرة تساعده على الهجوم أو الهرب حتى يستطيع الدفاع عنحياته.

    حينما كان البطل العالمي محمد علي كلاي يتمرّن جرىمع مدربه خمسة أميال على الرمال، ولما طلب منه مدربه أن يجري ميلاً آخر قال له لاأستطيع! فألحّ عليه مدربه ولكنه أصر على الرفض فرمى المدرب بنفسه عليه وجذبه بشدةإلى الوراء وقال له ستجري خمسة أميال أخرى!

    فثار كلاي وقال له: لمتفعل هذا معي؟
    فرد عليه المدرب قائلاً: أردت أن أثيرك حتى تستطيعأن تستغل قواك الكامنة. حتى يفرز جسمك الأدرينالين ويضخه في عضلاتك فيعطيك القوةالدافعة، ولأنّ البطل يصنع ما لا يصنعه غيره. وأنتبطل!

    يفرز الجسم الأدرينالين في حالتي الهجوم والهروب كييصل إلى أقصى طاقته وقوته حتى يستطيع الإنسان أن ينقذ حياته، ولكن المشكلة أن بعضالأشخاص لا يستطيعون السيطرة على أحاسيسهم ومشاعرهم، وعندما يزاحمهم أحد بسيارته أويختلف معهم في الرأي تثور مشاعرهم وأحاسيسهم على حد بعيد وتفرز أجسامهم نفس كميةالأدرينالين التي تفرزها في حالة الدفاع عن النفس وإنقاذ الحياة. والعقل يفكر بنفسالطريقة أيضاً. فيجب على الفرد أن يدرك ما يعتريه من مشاعر وأحاسيس وأن يستطيعتقدير الموقف الذي يواجهه.

    إنّ هذا الإدراك والتقديريجعل الفرد قادراً على تعديل سلوكه لأنه بمجرد أن يشتعل العقل العاطفي ويبدأ الفردفي الدخول في مرحلة الهجوم أو الهروب يصبح غير قادر على التحكّم في سلوكياتهوتصرّفاته.

    ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد من يملك نفسه عندالغضب
    يقول كثير من الناس: إنني حين أغضب لا أعي ماذا افعل، وأتصرّف فيالأمور بتهوّر ودون تعقّل" وكثيراً ما يفقد الناس حقوقهم ويرتكبون الحماقات بسببسرعة انفعالهم. ومن هنا تنبع أهمية التحكم بالذات وهذا الأمر كثيراً ما أذكره فيكتاباتي واردّده على مسامع الناس عبر القنواتالفضائية.

    إن التحكم بالذات يعد من أهم أسس التنمية البشرية ثميليه فن التواصل مع الآخرين، ثم رسم الأهداف وكيفية تحقيقها، واستكشاف التحدياتوكيفية مواجهتها، ثم عمل المخ ووظائفه وكيف يقوم بالعملياتالعقلية.

    هذه الموضوعات يتم تدريسها للناس ضمن فنون التنميةالبشرية حتى يتم إعداد المرء ليكون مهندساً أو طبيباً أو معلّماً بارعاً يستطيع فهملغة الحياة والتعامل معها. وإلاّ فقد نجد كثيراً من الناس يعجزون عن استغلالقدراتهم والتحكم في أحاسيسهم ومشاعرهم رغم حصولهم على أعلى الدرجات والمناصبالعلمية.

    وقد يطرد الفرد من وظيفته رغم كفاءته ومهارته بسببعدم قدرته على التحكم في ذاته والسيطرة على أحاسيسه، فتراه يثير المشاكل لأتفهالأسباب أو يتطاول ويخطئ في حق رؤسائه في العمل أو نحوذلك.

    إن كثيراً من الناس مع فوران أحاسيسهم واشتعالهايصبحون شديدي العدوانية ويفقدون السيطرة على أنفسهم ومن ثم يتصرّفون بحمق وعنففيسبّبون المشاكل ويثيرون المتاعب لأنفسهم ولغيرهم وقد تنفصم علاقاتهم بكثير منأصدقائهم وذويهم. ومصداق ذلك قوله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولكفاعف عنهم)

    يجب على المرء حينما يشعر بأن الأحاسيس بدأت فيالاشتعال وأنّه يفكر تفكيراً سلبياً أن يلتزم بالإدراك والملاحظة. يستطيع الإنسانبل وينبغي عليه أن يتدرّب على سلوك التحكم في الذات حتى يصير عادةً له يفعلهاتلقائياً.


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 10:49 pm