على الحائط الغربي للمقهى كلمات للراحل محمود درويش في لوحة فنية، احتل مرسيل خليفة فيها الركن الأيمن، تروي معاناة النبي يوسف عليه السلام مع إخوته، فيما ترحل العيون في كل يوم إلى المدينة المقدسة، لتعانق المساجد والكنائس في زهرة المدائن مع فيروز في الركن الأيسر من اللوحة.
وفي لوحة أخرى يستمر ابن العاشرة حنظلة في إدارة ظهره للعالم، بانتظار العودة إلى الوطن، حافي القدمين مرقع الثياب، في لوحة فنية خصصت لرسومات الراحل ناجي العلي، تروي قصص المعاناة والكفاح، وزاوية خصصت لروايات كبار الأدباء، ومعرض للصور الفوتوغرافية تعكس جرائم الاحتلال وحب الفلسطينيين للحياة، على طول الحائط الشمالي للمقهى.
فكرة فريدة يمثلها المقهى الثقافي 'جفرا' بوسط رام الله، في مدينة تسعى جاهدة لمواكبة التقدم والموضة، وإن بحلة غربية.
ويتذكر صاحب الفكرة والمقهى الإعلامي خالد الفقية، ولادة الفكرة بإقامة المقهى، بالقول 'هي فكرة قديمة، لازمتني لسنوات بعد زيارتي لإحدى مقاهي العاصمة السورية دمشق، في بناء أثري قديم، زين بلوحات ورسومات تراثية، يقصده الإعلاميون، والمثقفون، وطلبة الجامعات، من الجنسين'.
ويضيف الفقية الذي يحاول استنساخ الفكرة، بعدما عجز عن إيجاد بناء بنفس المواصفات في مدينة رام الله حديثة الأبنية، 'ما يميز أجواء ذاك المقهى هو مزجه بين الحداثة والفلكلور، وأسعاره الشعبية التي تجعل من المكان مقصدا، وهذا بالضبط ما أحاول نقله إلى هنا بطابع فلسطيني، يجمع كل ألوان التراث والثقافة الفلسطينية والعالمية'.
وعن أجواء المقهى، يشرح الفقية 'حاولنا أن نجمع في مكان واحد رموزا أدبية، وفنية، وثقافية، يلتقي عليها الجميع في ظل التجاذبات والانقسامات، بفن يجسد قضايا الوطن وهمومه بكلمات كبار الشعراء، ولوحات الفنانين، ومعارض لصور فوتوغرافية، وإبداعات فنية'.
ويقول الفقية 'عدا عن الفن والرسومات، أقمنا مكتبة تزيد رواياتها عن 100، ونعمل على ان تصل إلى الألف، تضم كبار الأدباء والروائيين العرب والأجانب، وهي فرصة جيدة لطلبة الجامعات الذين يقصدون المقهى من الجنسين، وإن كان اهتمامهم الآن منصب على المونديال'.
على الحائط الشمالي للمقهى الذي خصص للراغبين في عرض أعمالهم، أقام المصور الصحفي جمال العاروي معرضا للصور الفوتوغرافية، يصفه الفقية بأنه حائط 'مقاومة ثقافية' للحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية، في وجه حملات التشويه.
ويقول العاروري الذي عرض إبداعات التقطها على امتداد سنوات عمله الطويلة، جمعت بين وحشية الاحتلال، وجمالية الحياة في الأرض المحتلة، 'هذا المعرض هو انعكاس لواقع الحياة الفلسطينية بحلوها ومرها، تعكس صمودا قويا، ورغبة جامحة في الحياة'.
ويشمل الجاليري صورا 'لمشاهد من الانتفاضة، وحصار الرئيس الشهيد أبو عمار، ومشاهد من جدار الفصل العنصري، وغيرها، وأخرى تعكس حب الشعب الفلسطيني للحياة، وإصراره عليها.
ويختتم الفقية كلامه 'المقهى لم يتجاوز عمره الشهر، ونأمل لهذه التجربة أن تستمر'.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر