مثّل الاتصال الذي تلقاه جمال البار (28 عاما)، ليلة الخميس الماضي حدثا سعيدا سيقربه من اللحظة التي طالما انتظرها، وهي إتمام زفافه على خطيبته التي مضى على ارتباطه بها أكثر من عام. ففي هذا الاتصال أبلغه صديقه أحمد أنه أخيرا عثر له على طقم أثاث لحجرة النوم مستخدَم، مكون من سرير وخزانة للملابس، بسعر 7500 شيكل (1800 دولار). وعلى الرغم من أن جمال لم يكن يملك أي قدر من هذا المبلغ، فقد كان مطمئنا لوعود أشقائه الخمسة بمساعدته في شراء الطقم، حتى يتنسى له إقامة حفل الزفاف في أقرب وقت. وقال جمال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يدع محلا لبيع الأثاث في مخيم النصيرات الذي يقطن فيه، والذي يقع في المنطقة الوسطى من القطاع، إلا وتوجه إليه باحثا عن طقم نوم، وبعد ذلك طاف على جميع محلات بيع الأثاث في المنطقة الوسطى، لكنه لم يجد طاقما بإمكانه أن يشتريه، إلا في محلين، لكنهما كان يعرضان عددا من الأطقم المتهاوية وغالية الثمن. وقرر جمال اللجوء إلى طريقة أخرى للبحث، حيث أوصى أصدقاءه في المناطق المختلفة بأن يسألوا له عن عائلات معنية ببيع أطقم نوم مستخدمة، وبعد شهرين من التحري، أبلغه صديقه أحمد بنبأ عثوره على الطقم. في قطاع غزة ببساطة لم يعد هناك أثاث سواء أطقم نوم أو أطقم كنب، إلا المستخدمة، وهي قليلة جدا، فمنذ نحو العامين توقفت معامل إنتاج الأثاث عن العمل تقريبا لعدم توفر المواد الخام وتحديدا الخشب، بسبب الحصار. الذي يتوجه إلى محلات بيع الأثاث في قطاع غزة، يلفت نظره ندرة ما تعرضه من معروضات، ومعظمها من الأثاث المستخدم غالي الثمن بشكل خاص. محلات أبو رصاص في المنطقة الوسطى من القطاع التي كانت تُعنى ببيع الأثاث أصبحت تهتم ببيع المواد التي يتم تهريبها عبر الأنفاق. وباستثناء سرير مفرد، فإن الذي يمر أمام هذه المحلات لا يجد أي معروض يربطها بالأثاث.
الكثير من أصحاب المناجر التي تنتج الأثاث أغلقوا مناجرهم وحاولوا العثور على أعمال أخرى. جمال ناصر الذي يملك منجرة كبيرة في المنطقة الوسطى من القطاع، يحاول حاليا العثور على عمل ضمن أحد برامج مواجهة البطالة التي تمولها الدول المانحة.
ويربط معظم الشباب الفلسطيني المقبل على الزواج مخططاته للزواج بتوفر الأثاث. نبيل أبو سمحة الذي يعمل ممرضا، يرفض ـ رغم المحاولات الحثيثة التي يقوم بها إخوانه ـ فكرة الزواج حاليا، قبل أن يؤثث شقته. ويقول نبيل لـ«الشرق الأوسط» إنه يملك 5000 دينار، وهو مستعد لدفع 3000 دينار كمهر للعروس، لكنه يعي أنه لا يمكن شراء الأثاث بمبلغ ألفي دينار، وبالتالي فقد اختار الصبر حتى تتحسن الظروف، ويرفع الحصار ويكون بالإمكان العثور على أثاث بسعر مناسب.
لكن ليس كل الشباب كان مستعدا لتأجيل الزواج إلى أن يتم العثور على أثاث، فبعض الشباب أقدم على الزواج دون أن يوفر طقم نوم، فهناك شاب فلسطيني أبلغ «الشرق الأوسط» أنه اتفق مع خطيبته وأهلها على أن يتم الاستغناء عن السرير بالنوم على فرشات إسفنج توضع على أرضيات الغرف، وعن الخزانة بوضع الملابس في أكياس كبيرة. وأضاف الشاب الذي يعمل في مجال تنظيف الشقق والمكاتب في مدينة غزة: «لو ربطت موضوع الزواج بتوفر الأثاث، فمعنى هذا أني لن أتزوج أبدا، وهذا ما عرفَته خطيبتي فتفهمت قراري الزواج دون طقم نوم».
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر