يبدو صوتها هادئا خافتا، مع ذلك كان يحمل جرأة متوقعة في فاضحة فساد "ملائكة الرحمة"، الذين استحالوا في نظرها إلى "ملائكة عذاب"، فكتبت عنهم تحقيقا استغرق من وقتها 6 أشهر بالتمام والكمال، وحمل عنوان "الطب في فلسطين ... حقل للتجارب وجرائم بلا أدلة"، قبل أن تظفر عنه بجائزة "الصحفي المتقصي لأفضل تحقيق صحافي مكتوب لفئة الشباب ما دون سن 25" ضمن جائزة الصحافي المتقصي للعام 2009، المُقدم من مؤسسة ثومسون والسفارة البريطانية.
مجدولين رضا حسونة، إحدى مراسلات إخباريات، والتي عملت في عشرات المؤسسات الإعلامية رغم أنه عمرها لتوّه تجاوز العشرين، والتي تعتلي لوحة شرف قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، رحّبت بحديثنا معها، رغم ظروفها النفسية السيئة التي تعيشها، في ظل مرضٍِ ألمّ بوالدها، أجبرها غير مكرهة على المكوث معه في المستشفى لساعات طوال يوميا، عايشت خلالها ما كتبت عنه من إهمال طبي في مستشفيات الفلسطينيين.. حاورناها عبر الهاتف، وكان الحوار التالي:
السر في والدها!
ولدت حسونة في مدينة نابلس، في 20 من آب/ أغسطس ، وتسكن في قرية بيت أمرين قضاء المدينة. مجدولين هي آخر عنقود عائلة محافظة مكونة من 8 أفراد، لم يتبقَ منهم سواها، إذ تعيش وحدها حاليا مع والديها، بعد أن تزوج إخوتها وانتقلوا إلى بيوت مستقلة. تتحدث ضيفتنا بثقة عن نفسها، فتقول: "أنا إنسانة عقلانية ومتواضعة، وأرجح العقل على العاطفة في كل أمور حياتي، أشكر الله على أنني وصلت لهذه المرحلة في سن مبكرة، وأطمح لأكثر من ذلك".
كان لوالدها "بالذات" تأثير كبير عليها؛ إذ منحها ثقته التي عرفت كيف تستغلها بما يرضي الله، وزرع بها بذور الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وعلمها كيف تحترم المجتمع وتقاليده. كان دائما يعتبرها الأفضل، ولا يقبل منها أي تقصير، لذلك عودت نفسها منذ الطفولة أن تكون متميزة قدر الإمكان. تواصل حديثها، وقد بدا على نبرات صوتها سكون الحديث عمّن ترك بحق بصمة واضحة على حياتها: "والدي هو أساس حياتي، ومدينة له بكل إبداعاتي.. تعلقي به كبير جدا، دائما يذكرني بوجوب أن لدي هدف وقضية أعيش لأجلهما، ويذكرني بقول الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل: "الإنسان دون هدف كسفينة دون دفة، كلاهما سينتهي به الأمر على الصخور"؛ أشكره ووالدتي على كثير من الأشياء التي منحاني إياها رغم تعليق البعض عليها".
بطش الاحتلال وقضية الوطن جعلاها صحافية
درست مجدولين في الفرع العلمي في مدارس القرية، وكانت متفوقة في المدرسة، وتحصل دائما على المرتبة الأولى، وبالرغم من ذلك تبلورت فكرة دراستها للصحافة منذ كانت في الثانوية العامة، دون أن تلقي بالا لدراستها في الفرع العلمي. تستطرد: "التحقت بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث اجتزت امتحان قبول الصحافة بامتياز من أول مرة، وأنا الآن الأولى على قسم الصحافة والإعلام في الجامعة، كنت مميزة في كافة مجالات الإعلام، ولإيماني بقدراتي اجتزت الكثير من المصاعب وتغلبت عليها".
وحول ميولها الصحفية تقول ضيفتنا إنها ومنذ طفولتها كانت تمتلك موهبة الكتابة الأدبية، وكان والدها يستغرب من قدرتها على كتابة أشعار وخواطر تبدو أكبر من سنها، ثم تضيف وكأنها لامست السبب الحقيقي لذلك: "قضية الوطن هي من غرست هذا الحس الصحفي بي، فخلال الانتفاضة كنت لا أزال طفلة، وكان يضايقني شعور أن أقف مكتوفة الأيدي أمام ممارسات الاحتلال البشعة، وأمام الظلم المستفحل في المجتمع، فقررت أن أختار تخصصا يساعدني على تفريغ ما بي عن طريق القلم والصوت والصورة"، ثم تقول: "لذلك كان لدي إيمان بأنني إذا دخلت تخصص الصحافة ستساعدني الموهبة التي أملكها في الإبداع، كما كنت أشعر أن لدي جرأة وشخصية قوية، أحببت أن أستغلهما في هذا التخصص بالذات الذي يحتاج لمثل هذه الصفات دون غيره".
"فراشات محنّطة"
وحول هواياتها، تقول مجدولين إنها تفضل مطالعة الكتب وشراءها، خاصة السياسية والدينية والروايات، فبالنسبة لها "أجمل وأثمن هدية هو الكتاب"، ومن المستحيل أن تتواجد في مكان دون أن يكون الكتاب برفقتها، وتجدها تستغل كل دقيقة فراغ للمطالعة والاختلاء بنفسها بعيدا عمّن حولها: "فالإنسان بحاجة للحظات يكون فيها وحيدا، وإذا أراد الله بعبده خيرا آنسه بالوحدة"، وتضيف: "يمكن أن تقول أن الكتاب هو الصديق الوحيد الوفي لي والذي ألجا إليه في أوقات الفرح والحزن، وأشعر أنه يفهم الانسان خاصة إذا فهمه الإنسان نفسه وتشارك معه وجدانيا". مجدولين تحب التصوير أيضا، حيث تعود الجميع على رؤيتها برفقة الكاميرا المعلقة دائمة على كتفها، فهي تؤمن أن أجمل الصور كما المحبة "هدية المصادفة، إنها ككل الأشياء النادرة، نعثر عليها حيث لا نتوقعها"، وتكشف مجدولين عن هواية "قد تبدو غريبة" هي تحنيط الفراشات وتربيتها وجمع كل ما يتعلق بها، وتبرر ذلك قائلة: "بنظري هي ليست مخلوقا ضعيفا كما تبدو للناس، فهي تملك جرأة لا يستطيع أقوى المخلوقات امتلاكها، فهي تحب الضوء، ولأنها تحبه تظل تقترب منه حتى تحترق، ومن هذا المنطلق تجد أن الفراشات مخلوقات جريئة، وأنا أحب أن أكون كالفراشة التي تقترب من الصعاب حتى لو كان فيها هلاكها، المهم أن أعرف ما أريد". وتشير إلى أنها تطالع الصحف اليومية ورقيا، وليس عبر الانترنت؛ "لما للورق من متعة خاصة".
سلاحها الأساسي: ثقافتها
صقلت حسونة شخصيتها الصحفية بالمطالعة والثقافة؛ "فهي سلاح أساسي"، وبمبادئ فكرية لا تستطيع أن تحيد عنها في أي عمل تقوم به، ومنذ أول يوم ولجت فيه إلى تخصصها، بدأت تعمل وتتطوع هنا وهناك، ولم تترك وسيلة إعلامية لم تدخلها، كما تحمل مئات الدورات من مختلف المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية العريقة في المجال الإعلامي، لذلك كانت دراستها مكملة لعملها، وكان أساتذتها في قسم الصحافة يعجبون جدا بأدائها وخاصة في الكتابة الصحفية.
قرأت الكثير من الكتب لعدة كتاب أجانب وعرب، كانت تتنوع الكتب ما بين السياسية والوطنية والدينية وكتب الثورة والشعر والروايات. آخر كتاب لازالت تقرأه "مكان بين الأمم" لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولها كتابات منشورة في كتاب مترجم إلى اللغة الانجليزية بالإضافة للعربية اسمه " ليمون بالنعناع .."، والذي احتوى على أفضل الكتابات الأدبية على مستوى الوطن.
عن قدوتها في مهنتها، تقول إنه يوجد الكثير من الصحفيين القديرين في مجال الإعلام، لكنها لا تركز على شخص واحد تعتبره قدوتها، وعلى الرغم من ذلك لا تخفي إعجابها بأداء مراسل الجزيرة إلياس كرام، "فهو متحدث جيد وأداؤه ملفت للانتباه"، كما أن هناك مفكرين مثل الدكتور عبد الستار قاسم، الذي تحب أفكاره وتناقشه دائما بكثير من الأمور.
"الدراسة لا تكفي وحدها"
وتعتبر أن الدراسة الأكاديمية غير كافية لتأهيل طالب الصحافة للعمل، فعلى رأي غاندي "الإرادة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقترن بالسعي المتواصل". تشرح: "جيد أن تكون على إطلاع بالإطار النظري للصحافة لكن إذا اتبعته وحده تصبح كالببغاء مجرد مردد لما قاله هذا أو ذاك، لكن بالطبع التجربة والعمل وخوض التحقيقات الجريئة وكشف ما وراء الخبر هو الأهم، حتى لو تعرض الصحفي لمخاطر وتهديدات"، وتضيف: "يجب أن يعلم الصحفي المتميز أنه معرض للتهديدات والإشاعات الباطلة، ومن هنا يعرف أنه في الطريق الصحيح وفي طريق الشهرة، فالإنسان العادي لا يتعرض لما يتعرض له الصحفي المتميز. والحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء، كما يجب على الصحفي أن يتقبل النقد برحابة صدر، لكن للأسف مشكلة معظمنا هو أننا نفضل أن يقضي علينا المديح على أن ينقذنا النقد".
التحقيق.. فن الصعاب
وعن فن التحقيق الصحفي ترى أن أجمل ما يميزه أنه يعكس إبداع الصحفي وجرأته إذا أحسن استخدامه، كما أنه فن ممتع "يثير خوف المسؤولين وتحفظهم"، وهو مهم في كافة المجالات، وفي كافة وسائل الإعلام، وتعتقد أنه من الواجب أن يكون هناك تحقيقات تلفزيونية وصوتية، بل ويمكن للصورة الفوتوغرافية نفسها أن تكون تحقيقا بحد ذاتها، فالأخبار العادية السطحية باتت مملة، والناس تحب الإطلاع على تفاصيل صغيرة لا يكشفها إلا التحقيق.
وحول الصعوبات التي تواجه الصحفي أثناء إجرائه تحقيقا، تقول إن الصعوبة الأساسية هي صعوبة إدانة واثبات المسبب للمشكلة، فبالرغم من تواجد المشكلة وبروزها للجميع إلا أن هناك صعوبة في إثباتها، وهنا تأتي مهارة الصحفي في الكشف عن المسببين ومواجهتهم وليس الأسباب فقط، بالإضافة إلى عدم تعاطي المسؤولين مع الصحفيين، واستخدامهم للدبلوماسية المفرطة، وملاحقة الصحفي الذي يكشف مثل هذه المشاكل وتهديده.
توقعت الجائزة ولم تفرح بها!
وحول تحقيقها الذي فازت عبر تقديمه بجائزة أفضل تحقيق استقصائي لفئة الشباب العرب على مستوى الدول العربية، فتقول إنها أجرته قبل المشاركة في المسابقة، وقدمته لمساق تحرير صحفي 2 (التحقيق)، وكان دافعه معاناة أشخاص سببت لهم الأخطاء الطبية إعاقات، وجرحت قلوبهم ولم يستطيعوا أن يأخذوا حقهم، ولم ينصفهم القضاء، وبناء على ذلك قدمت هذا التحقيق للمسابقة مضيفة إليه بعض الإحصاءات، واختصرته حسب عدد الكلمات المطلوبة في المسابقة، تضيف: "استغرق التقصي وقتا طويلا ومعاناة كبيرة، أكثر من 6 أشهر على مدار فصل كامل، ولا زلت أتقصى عن هذا الموضوع وسأكتب تحقيقات أخرى في هذا المجال".
وعن سر فوز تحقيقها تقول حسونة: "لأنه كان قريبا من معاناة الناس وموضوعيا شمل كل الجهات المعنية، ومعمقا ومتكاملا ومصاغا بطريقة قوية وملفتة للانتباه". وأثار التحقيق ضجة إعلامية كبيرة خاصة أنه نوقش في الإذاعات المحلية، وتم تهديدها بسببه من بعض الأطراف، "وهذا بالتأكيد لن يثنِ عزيمتها ولن تتوانى في فضح الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء من قبل من يدعون أنهم ملائكة رحمة والذين تحولوا إلى ملائكة عذاب".
هل كنتِ تتوقعين الفوز بالجائزة؟، تجيب ضيفتنا بثقة: "كنت متوقعة الفوز على الأقل على مستوى المتقدمين من فلسطين، وكنت واثقة من أن التحقيق قوي وسيلفت انتباه اللجنة، أما نبأ الفوز فكان وقعه عاديا علي، لأنني كنت بمزاج غير مهيأ للفرح، فوالدي كان مريضا وكان جل اهتمامي به".
كل التحقيقات التي كتبتها شعرت بالرضا عنها؛ لأنها حتى وإن كان في بعضها مشكلة عدم تعاطي الجهات الرسمية معها، إلا أنها كانت راضية بأنها لم تقصر وطرقت كل الأبواب، وطرحت الموضوع بشكل موضوعي ومتكامل، "فأنا دائما راضية عن أدائي وتحقيقاتي الصحفية".
مجدولين رضا حسونة، إحدى مراسلات إخباريات، والتي عملت في عشرات المؤسسات الإعلامية رغم أنه عمرها لتوّه تجاوز العشرين، والتي تعتلي لوحة شرف قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، رحّبت بحديثنا معها، رغم ظروفها النفسية السيئة التي تعيشها، في ظل مرضٍِ ألمّ بوالدها، أجبرها غير مكرهة على المكوث معه في المستشفى لساعات طوال يوميا، عايشت خلالها ما كتبت عنه من إهمال طبي في مستشفيات الفلسطينيين.. حاورناها عبر الهاتف، وكان الحوار التالي:
السر في والدها!
ولدت حسونة في مدينة نابلس، في 20 من آب/ أغسطس ، وتسكن في قرية بيت أمرين قضاء المدينة. مجدولين هي آخر عنقود عائلة محافظة مكونة من 8 أفراد، لم يتبقَ منهم سواها، إذ تعيش وحدها حاليا مع والديها، بعد أن تزوج إخوتها وانتقلوا إلى بيوت مستقلة. تتحدث ضيفتنا بثقة عن نفسها، فتقول: "أنا إنسانة عقلانية ومتواضعة، وأرجح العقل على العاطفة في كل أمور حياتي، أشكر الله على أنني وصلت لهذه المرحلة في سن مبكرة، وأطمح لأكثر من ذلك".
كان لوالدها "بالذات" تأثير كبير عليها؛ إذ منحها ثقته التي عرفت كيف تستغلها بما يرضي الله، وزرع بها بذور الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وعلمها كيف تحترم المجتمع وتقاليده. كان دائما يعتبرها الأفضل، ولا يقبل منها أي تقصير، لذلك عودت نفسها منذ الطفولة أن تكون متميزة قدر الإمكان. تواصل حديثها، وقد بدا على نبرات صوتها سكون الحديث عمّن ترك بحق بصمة واضحة على حياتها: "والدي هو أساس حياتي، ومدينة له بكل إبداعاتي.. تعلقي به كبير جدا، دائما يذكرني بوجوب أن لدي هدف وقضية أعيش لأجلهما، ويذكرني بقول الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل: "الإنسان دون هدف كسفينة دون دفة، كلاهما سينتهي به الأمر على الصخور"؛ أشكره ووالدتي على كثير من الأشياء التي منحاني إياها رغم تعليق البعض عليها".
بطش الاحتلال وقضية الوطن جعلاها صحافية
درست مجدولين في الفرع العلمي في مدارس القرية، وكانت متفوقة في المدرسة، وتحصل دائما على المرتبة الأولى، وبالرغم من ذلك تبلورت فكرة دراستها للصحافة منذ كانت في الثانوية العامة، دون أن تلقي بالا لدراستها في الفرع العلمي. تستطرد: "التحقت بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث اجتزت امتحان قبول الصحافة بامتياز من أول مرة، وأنا الآن الأولى على قسم الصحافة والإعلام في الجامعة، كنت مميزة في كافة مجالات الإعلام، ولإيماني بقدراتي اجتزت الكثير من المصاعب وتغلبت عليها".
وحول ميولها الصحفية تقول ضيفتنا إنها ومنذ طفولتها كانت تمتلك موهبة الكتابة الأدبية، وكان والدها يستغرب من قدرتها على كتابة أشعار وخواطر تبدو أكبر من سنها، ثم تضيف وكأنها لامست السبب الحقيقي لذلك: "قضية الوطن هي من غرست هذا الحس الصحفي بي، فخلال الانتفاضة كنت لا أزال طفلة، وكان يضايقني شعور أن أقف مكتوفة الأيدي أمام ممارسات الاحتلال البشعة، وأمام الظلم المستفحل في المجتمع، فقررت أن أختار تخصصا يساعدني على تفريغ ما بي عن طريق القلم والصوت والصورة"، ثم تقول: "لذلك كان لدي إيمان بأنني إذا دخلت تخصص الصحافة ستساعدني الموهبة التي أملكها في الإبداع، كما كنت أشعر أن لدي جرأة وشخصية قوية، أحببت أن أستغلهما في هذا التخصص بالذات الذي يحتاج لمثل هذه الصفات دون غيره".
"فراشات محنّطة"
وحول هواياتها، تقول مجدولين إنها تفضل مطالعة الكتب وشراءها، خاصة السياسية والدينية والروايات، فبالنسبة لها "أجمل وأثمن هدية هو الكتاب"، ومن المستحيل أن تتواجد في مكان دون أن يكون الكتاب برفقتها، وتجدها تستغل كل دقيقة فراغ للمطالعة والاختلاء بنفسها بعيدا عمّن حولها: "فالإنسان بحاجة للحظات يكون فيها وحيدا، وإذا أراد الله بعبده خيرا آنسه بالوحدة"، وتضيف: "يمكن أن تقول أن الكتاب هو الصديق الوحيد الوفي لي والذي ألجا إليه في أوقات الفرح والحزن، وأشعر أنه يفهم الانسان خاصة إذا فهمه الإنسان نفسه وتشارك معه وجدانيا". مجدولين تحب التصوير أيضا، حيث تعود الجميع على رؤيتها برفقة الكاميرا المعلقة دائمة على كتفها، فهي تؤمن أن أجمل الصور كما المحبة "هدية المصادفة، إنها ككل الأشياء النادرة، نعثر عليها حيث لا نتوقعها"، وتكشف مجدولين عن هواية "قد تبدو غريبة" هي تحنيط الفراشات وتربيتها وجمع كل ما يتعلق بها، وتبرر ذلك قائلة: "بنظري هي ليست مخلوقا ضعيفا كما تبدو للناس، فهي تملك جرأة لا يستطيع أقوى المخلوقات امتلاكها، فهي تحب الضوء، ولأنها تحبه تظل تقترب منه حتى تحترق، ومن هذا المنطلق تجد أن الفراشات مخلوقات جريئة، وأنا أحب أن أكون كالفراشة التي تقترب من الصعاب حتى لو كان فيها هلاكها، المهم أن أعرف ما أريد". وتشير إلى أنها تطالع الصحف اليومية ورقيا، وليس عبر الانترنت؛ "لما للورق من متعة خاصة".
سلاحها الأساسي: ثقافتها
صقلت حسونة شخصيتها الصحفية بالمطالعة والثقافة؛ "فهي سلاح أساسي"، وبمبادئ فكرية لا تستطيع أن تحيد عنها في أي عمل تقوم به، ومنذ أول يوم ولجت فيه إلى تخصصها، بدأت تعمل وتتطوع هنا وهناك، ولم تترك وسيلة إعلامية لم تدخلها، كما تحمل مئات الدورات من مختلف المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية العريقة في المجال الإعلامي، لذلك كانت دراستها مكملة لعملها، وكان أساتذتها في قسم الصحافة يعجبون جدا بأدائها وخاصة في الكتابة الصحفية.
قرأت الكثير من الكتب لعدة كتاب أجانب وعرب، كانت تتنوع الكتب ما بين السياسية والوطنية والدينية وكتب الثورة والشعر والروايات. آخر كتاب لازالت تقرأه "مكان بين الأمم" لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولها كتابات منشورة في كتاب مترجم إلى اللغة الانجليزية بالإضافة للعربية اسمه " ليمون بالنعناع .."، والذي احتوى على أفضل الكتابات الأدبية على مستوى الوطن.
عن قدوتها في مهنتها، تقول إنه يوجد الكثير من الصحفيين القديرين في مجال الإعلام، لكنها لا تركز على شخص واحد تعتبره قدوتها، وعلى الرغم من ذلك لا تخفي إعجابها بأداء مراسل الجزيرة إلياس كرام، "فهو متحدث جيد وأداؤه ملفت للانتباه"، كما أن هناك مفكرين مثل الدكتور عبد الستار قاسم، الذي تحب أفكاره وتناقشه دائما بكثير من الأمور.
"الدراسة لا تكفي وحدها"
وتعتبر أن الدراسة الأكاديمية غير كافية لتأهيل طالب الصحافة للعمل، فعلى رأي غاندي "الإرادة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقترن بالسعي المتواصل". تشرح: "جيد أن تكون على إطلاع بالإطار النظري للصحافة لكن إذا اتبعته وحده تصبح كالببغاء مجرد مردد لما قاله هذا أو ذاك، لكن بالطبع التجربة والعمل وخوض التحقيقات الجريئة وكشف ما وراء الخبر هو الأهم، حتى لو تعرض الصحفي لمخاطر وتهديدات"، وتضيف: "يجب أن يعلم الصحفي المتميز أنه معرض للتهديدات والإشاعات الباطلة، ومن هنا يعرف أنه في الطريق الصحيح وفي طريق الشهرة، فالإنسان العادي لا يتعرض لما يتعرض له الصحفي المتميز. والحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء، كما يجب على الصحفي أن يتقبل النقد برحابة صدر، لكن للأسف مشكلة معظمنا هو أننا نفضل أن يقضي علينا المديح على أن ينقذنا النقد".
التحقيق.. فن الصعاب
وعن فن التحقيق الصحفي ترى أن أجمل ما يميزه أنه يعكس إبداع الصحفي وجرأته إذا أحسن استخدامه، كما أنه فن ممتع "يثير خوف المسؤولين وتحفظهم"، وهو مهم في كافة المجالات، وفي كافة وسائل الإعلام، وتعتقد أنه من الواجب أن يكون هناك تحقيقات تلفزيونية وصوتية، بل ويمكن للصورة الفوتوغرافية نفسها أن تكون تحقيقا بحد ذاتها، فالأخبار العادية السطحية باتت مملة، والناس تحب الإطلاع على تفاصيل صغيرة لا يكشفها إلا التحقيق.
وحول الصعوبات التي تواجه الصحفي أثناء إجرائه تحقيقا، تقول إن الصعوبة الأساسية هي صعوبة إدانة واثبات المسبب للمشكلة، فبالرغم من تواجد المشكلة وبروزها للجميع إلا أن هناك صعوبة في إثباتها، وهنا تأتي مهارة الصحفي في الكشف عن المسببين ومواجهتهم وليس الأسباب فقط، بالإضافة إلى عدم تعاطي المسؤولين مع الصحفيين، واستخدامهم للدبلوماسية المفرطة، وملاحقة الصحفي الذي يكشف مثل هذه المشاكل وتهديده.
توقعت الجائزة ولم تفرح بها!
وحول تحقيقها الذي فازت عبر تقديمه بجائزة أفضل تحقيق استقصائي لفئة الشباب العرب على مستوى الدول العربية، فتقول إنها أجرته قبل المشاركة في المسابقة، وقدمته لمساق تحرير صحفي 2 (التحقيق)، وكان دافعه معاناة أشخاص سببت لهم الأخطاء الطبية إعاقات، وجرحت قلوبهم ولم يستطيعوا أن يأخذوا حقهم، ولم ينصفهم القضاء، وبناء على ذلك قدمت هذا التحقيق للمسابقة مضيفة إليه بعض الإحصاءات، واختصرته حسب عدد الكلمات المطلوبة في المسابقة، تضيف: "استغرق التقصي وقتا طويلا ومعاناة كبيرة، أكثر من 6 أشهر على مدار فصل كامل، ولا زلت أتقصى عن هذا الموضوع وسأكتب تحقيقات أخرى في هذا المجال".
وعن سر فوز تحقيقها تقول حسونة: "لأنه كان قريبا من معاناة الناس وموضوعيا شمل كل الجهات المعنية، ومعمقا ومتكاملا ومصاغا بطريقة قوية وملفتة للانتباه". وأثار التحقيق ضجة إعلامية كبيرة خاصة أنه نوقش في الإذاعات المحلية، وتم تهديدها بسببه من بعض الأطراف، "وهذا بالتأكيد لن يثنِ عزيمتها ولن تتوانى في فضح الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء من قبل من يدعون أنهم ملائكة رحمة والذين تحولوا إلى ملائكة عذاب".
هل كنتِ تتوقعين الفوز بالجائزة؟، تجيب ضيفتنا بثقة: "كنت متوقعة الفوز على الأقل على مستوى المتقدمين من فلسطين، وكنت واثقة من أن التحقيق قوي وسيلفت انتباه اللجنة، أما نبأ الفوز فكان وقعه عاديا علي، لأنني كنت بمزاج غير مهيأ للفرح، فوالدي كان مريضا وكان جل اهتمامي به".
كل التحقيقات التي كتبتها شعرت بالرضا عنها؛ لأنها حتى وإن كان في بعضها مشكلة عدم تعاطي الجهات الرسمية معها، إلا أنها كانت راضية بأنها لم تقصر وطرقت كل الأبواب، وطرحت الموضوع بشكل موضوعي ومتكامل، "فأنا دائما راضية عن أدائي وتحقيقاتي الصحفية".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر