ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    تـأهيل القلاع والحصون والحفاظ على التراث في عُمان حصن 'خصب': مشروع رائد يحصد جائزة عالمية/ د. وليد أحمد السيد

    avatar
    يزن المصري
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر السمك جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : تـأهيل القلاع والحصون والحفاظ على التراث في عُمان حصن 'خصب': مشروع رائد يحصد جائزة عالمية/ د. وليد أحمد السيد  Jordan_a-01
    نقاط : 4341
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

    تـأهيل القلاع والحصون والحفاظ على التراث في عُمان حصن 'خصب': مشروع رائد يحصد جائزة عالمية/ د. وليد أحمد السيد  Empty تـأهيل القلاع والحصون والحفاظ على التراث في عُمان حصن 'خصب': مشروع رائد يحصد جائزة عالمية/ د. وليد أحمد السيد

    مُساهمة من طرف يزن المصري الثلاثاء 20 يوليو 2010, 12:24 pm

    تحتل صيانة القلاع والحصون في سلطنة عمان مكانة خاصة في البرامج والخطط المؤسساتية والحكومية ضمن سياسة المحافظة على التراث العمراني. وتنتشر هذه القلاع التاريخية في أرجاء السلطنة بأعداد تتجاوز بضعة آلاف بما يشكل ذاكرة عمرانية وتاريخية مهمة للواقع والماضي العماني. وفي سبيل المحافظة على هذا التاريخ المهم والمراحل التي مرت بها السلطنة في تاريخها الحديث تصدت الوزارات لعملية إعادة تأهيل وترميم هذه القلاع والحصون ومنها وزارة السياحة لتعميق وترسيخ وتطوير ثقافة السياحة الإقليمية والعالمية.
    وعملية تأهيل وتطوير القلاع والحصون في السلطنة لا تتم في إطار محلي، ولكنها عملية واعية تتجاوز البعد الإقليمي لتشمل إطارا عربيا وعالميا. في المؤتمر الدولي للتراث العمراني الذي عقد في الرياض بين 23 ـ 28 حزيران ( يونيو) والذي شاركت به قابلت السيد سيف بن خميس الرواحي، رئيس قسم الصيانة بدائرة القلاع والحصون في وزارة السياحة، حيث قدم ورقة بحثية مهمة تتناول مختلف الجوانب التي تقوم بها وزارة السياحة لتأهيل وتطوير القلاع والحصون. وقد سبق لكاتب هذه السطور ومن خلال مكتبي الاستشاري في مسقط قبل عدة سنوات التعرف على جوانب مهمة في عملية تطوير وترميم وإعادة تأهيل بعض الحصون وتقديم التراث العمراني في السلطنة بإطار ثقافي وتثقيفي من خلال إعادة إنتاج المكتشفات والحفريات في متاحف غالبا ما يتم تأهيلها من أبنية تراثية تشكل جزءا من الحفاظ التراثي على المقتنيات والأبنية التراثية سواء بسواء.
    الورقة التي تقدم بها السيد سيف بن خميس الرواحي للمؤتمر جاءت معبرة تماما عن توجه وزارة السياحة والسلطنة عموما في إطار الحفاظ التراثي والمحافظة التاريخية على القلاع والحصون. كما كان المؤتمر فرصة مهمة لتبادل معرفي خبراتي وإقليمي حيث حفل برنامج المؤتمر بالزيارات المهمة لمواقع تاريخية في المملكة العربية السعودية منها الدرعية التاريخية ووسط مدينة الرياض حيث حصن المصمك، وقرى أثرية مثل الغاط والمجمعة حيث تمت عمليات مهمة لإعادة تأهيل بعض الأبنية التراثية في إطار إعادة إحياء حرف تقليدية وإعادة إحياء مناطقية بهدف تطوير وتنمية وتشجيع السياحة الداخلية والإقليمية والعالمية. مشاركة السيد الرواحي كمندوب عن وزارة السياحة العمانية كانت تجسد هذه الرؤية الصائبة بضرورة تبادل الخبرات المعرفية بين الدول الشقيقة والعمل على رفد الحركة السياحية الإقليمية بالبرامج الهادفة والخبرة المتبادلة.
    ورقة السيد سيف بن خميس الرواحي تناولت المشروع الرائد لتطوير الحصون والقلاع والذي توليه السلطنة بإشراف وزارة السياحة تمثلها دائرة تطوير المواقع التاريخية جل اهتمامها منذ وقت طويل يزيد عن مطلع الألفية الثالثة ببضع سنوات. ويشير السيد سيف الرواحي إلى أن فكرة المشروع قد انبثقت عن رؤية سديدة وحكيمة من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وأوامره السامية عام 1999 م بنقل عدد من القلاع والحصون المنتشرة في مختلف محافظات ومناطق السلطنة إلى وزارة التجارة والصناعة ممثلة في 'المديرية العامة للسياحة' آنذاك قبل إنشاء وزارة السياحة بموجب المرسوم السلطاني رقم 61 - 2004 ليتم تحويل تلك المعالم التاريخية إلى مزارات يتعرف من خلالها الزائر على مكنونات التاريخ العماني وما تتميز به من سمات معمارية إضافة إلى التعريف بالمناطق المحيطة بها وما تختزنه من معالم تاريخة كالأفلاج والأبراج والأسوار والعادات والتقاليد والحرف التقليدية العمانية، ليتم تقديمها على شكل معارض دائمة مع إضافة الرموز التطويرية الملائمة لطبيعة كل موقع دون المساس بهويته، وذلك باستخدام وسائل العرض الحديثة وتوفير مختلف المرافق الضرورية للزوار مع الأخذ بكافة متطلبات الأمن والسلامة. ويشير السيد سيف الرواحي في ورقته البحثية المقدمة للمؤتمر الذي انعقد بالرياض إلى أن وزارة السياحة تشرف حاليا على 23 قلعة موزعة على مختلف مناطق ومحافظات السلطنة حيث تقع كل من قلعة مطرح وحصن قريات في محافظة مسقط وحصون بركاء والنعمان والسويق والحزم وقلعتي الرستاق ونخل في منطقة الباطنة وحصن خصب في محافظة مسندم وحصون الحلة والخندق في محافظة البريمي وحصن عبري في منطقة الظاهرة وحصون بيت الرديدة وجبرين وقلعة نزوى في المنطقة الداخلية وحصون المنترب وجعلان بني بو حسن ورأس الحد وبلاد صور والسنيسلة في المنطقة الشرقية وحصون طاقة ومرباط وسدح في محافظة ظفار. ويبين السيد سيف الرواحي من موقعه بالوزارة كرئيس قسم المقتنيات التراثية أنه منذ أن انطلقت أعمال التطوير تم الانتهاء من تطوير عدد من المواقع وافتتاحها بشكل متكامل أمام الجمهور، كما تعكف الوزارة حاليا على تطوير بقية القلاع والحصون التابعة لها. وفي بحثه يبرز السيد سيف الرواحي مجموعة من الجوانب التفصيلية التي تتم مراعاتها عند القيام بأية أعمال تطوير لكل موقع على حدة، ومن أهمها عدم المساس بهوية الموقع الأصلي، وإدخال الأفكار التطويرية بما يتناسب والمكونات الثقافية للحصن أو القلعة، وكذلك تأهيل الموقع باستخدام الأدوات والمواد التراثية التقليدية 'كالصاروج والأحجار'. يضاف إلى ذلك استخدام لوائح العرض المعلوماتية بطريقة علمية تتناسب وطبيعة الموقع. ومن أهم جوانب التطوير التي يبرزها السيد سيف الرواحي في ورقته البحثية إشراك المجتمع المحلي وتوفير متطلبات الزائر والمحافظة على المقتنيات التراثية وتوفير المعلومات الضرورية لعملية التطوير ومراعاة الحياة التقليدية والحرف التقليدية السائدة.
    وفي إطار عمل وزارة السياحة على المستويات العالمية أدرجت الوزارة مجموعة من الأعمال المهمة التي قامت بها في سبيل تطوير وترميم هذه القلاع وإعادة تأهيلها سياحيا في مهرجان دولي يعقد سنويا في لندن بما يحاكي مهرجان الأوسكار السينمائي السنوي. وهذا المهرجان الثقافي المهم (Museums & Heritage Awards) والذي عقد في 12 ايار( مايو) هذا العام لمنح جوائز التميز للعام 2010 لأفضل الأعمال المقدمة، شهد تظاهرة متميزة في قاعة (Church House) في منطقة وستمنستر في قلب العاصمة البريطانية لندن. أنظر (http://www.museumsandheritage.com). وتهدف الجائزة التي تمثل أكبر التظاهرات السنوية في قطاع الحفاظ على المتاحف والتراث إلى تقييم ومكافأة أفضل النماذج العالمية في مجال المتاحف وصالات العرض ومناطق جذب مرتادي الحفاظ على التراث.
    في الاحتفالية الأخيرة هذا العام لمنح الجوائز حضرت أكثر من 250 جهة محترفة في عالم المتاحف وصالات العرض التاريخية، ومن الجهات الفائزة لهذا العام على المستوى الدولي كان (Ulster Museum) وكذلك متحف التاريخ الطبيعي في لندن. الجائزة الكلاسيكية فازت بها مجموعة من الحمامات الرومانية مقدمة من بلدية سومرست في إنكلترا، أما جائزة المبادرة التعليمية ففازت بها مدرسة لندن للطب وطب الأسنان وترشحت لها بقوة في المرتبة الثانية حدائق لندن الشهيرة في جنوب لندن والتي تضم جميع النباتات الموجودة في العالم في حدائق 'كيو' الشهيرة، بالإضافة إلى معرض مقدم من جامعة (UCL) لندن، وآخر من المكتبة البريطانية العامة (British Library). كما فاز هذا العام بجائزة المعرض المتنقل متحف بريستول. أما الفائز بالجائزة العالمية فكان 'حصن خصب' في سلطنة عمان، والذي وصف في أدبيات الجائزة بأنه رائع جدا ومثير للإعجاب بالكيفية التي يمكن للزائر بها من التفاعل بنجاح مع الجديد والسهل الممتنع وصوله للمجتمعات المحلية والتي تمت معالجتها بحساسية عالية واهتمام بالغ. أما الترشيحات الأخرى التي تقدمت للجائزة العالمية والتي فاز بها حصن خصب فكانت (D J Willrich Ltd) مقدمة من ألمانيا، ومتحف (Gallo-Roman Museum) في بلجيكا واستوديو (MET) في لندن. وهذا التفوق العالمي والفوز بهذه الجائزة لحصن خصب ضمن قائمة قصيرة مشار إليها من ترشيحات عالمية يعكس الحساسية الفائقة والجودة العالية للترشيح المقدم من سلطنة عمان وتميزها في مجال رعاية وترميم وإعادة تأهيل القلاع والحصون بالسلطنة، وهو مما يدعو للإعجاب والفخر معا بهذا الخط الملتزم تجاه التراث والذي يتم دعمه على أعلى المستويات بدءا من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ومرورا بأجهزة الدولة الحكومية والتي تمثلها وزارة السياحة ودوائرها المختلفة. وقد لمس كاتب هذه السطور هذا التوجه للاهتمام ورعاية التراث من معايشة واقعية خلال سنوات عديدة مضت وضمن تجارب خاصة في القطاع الخاص وتجارب محدودة في القطاع العام في بلديات مسقط وصلالة.
    ونأمل أن تزداد المشاركات العربية في هذه الجائزة العالمية لتعكس توجهات وبرامج حكومية رائدة للحفاظ التراثي على الكثير من الحصون والقلاع وتعميق ثقافة المتاحف في الوعي العام لدى الجمهور العربي، حيث أنها حاليا وفي الكثير من الدول العربية تبدو علاقة ضعيفة ولا ترقى إلى مستوى أهميتها برفع الثقافة والوعي لدى المواطنين بالتراث وذاكرة المكان من جهة، فضلا عن أنها تسهم في رفع مستوى الوعي الوطني والحس بالثراء التاريخي للإقليم في مواجهة مد وأطروحات التغريب الهوياتي والثقافي وأخطار العولمة الثقافية.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 21 سبتمبر 2024, 12:55 pm