الفتاة المقدسية أمل.. أسيرة مع وقف التنفيذ!!::ربما بدأت سجون الاحتلال تعج بالأسيرات الفلسطينيات كما هو الحال مع الأسرى الرجال وكبار السن والأطفال، فأعدادهن تزداد يومياً وظروفهن تسوء كلما زارتهن أسيرة جديدة وخرجت للعالم تحكي قصصهن.
وقد لا تكون قصة الفتاة المقدسية أمل عبيدي (22 عاما) أسوأ من قصص أسيرات أمضين زهرات شبابهن في تلك السجون ومللن الانتظار هناك، لكنها بلا شك تستحق التوثيق والاهتمام.
ففي الساعة الواحدة من فجر السادس من كانون الأول الماضي، داهمت قوات الاحتلال حي رأس العامود في المدينة المقدسة فارضة منع التجول وجالبة بأكبر قدر من الجنود بين أزقة ذاك الحي الأصيل.. عشرات الجنود ورجال الشرطة وما يسمى بحرس الحدود، فاعتقد الأهالي أن مقاوماً مسؤولاً عن قتل عشرات المستعمرين هو المطلوب في هذه العملية.
ولم يوفر الجنود تحطيم أثاث منزل عائلة أمل أو التفتيش بدقة متناهية ومصادرة كل الأوراق من غرفتها وبعض الكتب الجامعية، بينما كانت هي في هذه اللحظات تنتظر انتهاء الجنود من مهمتهم علها تنال قسطاً من النوم قبل أن تخرج في الصباح لجامعة بيت لحم حيث تدرس في مجال العلاج الوظيفي هناك.
اعتقال!
ساعات من التفتيش والتمحيص والمصادرة، وفي نهاية الأمر قالها جندي بصوت حاد:" أمل؟ تعالي معنا"، ورغم غرابة هذا الأمر عليها والذي تقول إنها لم تتوقعه أبداً استجابت لأوامر الجندي وذهبت إليه، فما كان منه إلا أن قيد يديها وأدخلها آلية عسكرية وسط صراخ والديها وبكاء أخوتها الأطفال.
تمالكت أمل نفسها في هذه الأوقات التي تصفها بالعصيبة، وتوضح تماماً ما حدث معها فتضيف:" وضعوني داخل الآلية وكنت لا أزال مستغربة من الأمر برمته، لم أفعل سوى الدعاء بصوت منخفض جداً، ثم أوصلني الجنود إلى سجن المسكوبية حيث يخضع الأسرى للتحقيق، ومكثت هناك 28 يوماً".
شبح متواصل وتعذيب نفسي
تابعت أمل الكلام بحرقة عن معاملة جنود الاحتلال لها، فالشبح الجسدي لمعظم ساعات النهار كان عنوان تلك الأيام التي أمضتها في التحقيق، وغيرها من المعاملة السيئة والتعذيب النفسي كالتهديد باعتقال أفراد عائلتها إن لم تعترف بالجرم الذي ارتكبته، كله كان مقدراً على تلك الفتاة أن تحياه لحظة بلحظة.
وحول التهمة التي استدعت جلبها إلى تلك الزنازين ومعاملتها بهذه الطريقة، تبدي أمل استغراباً شديداً، فتؤكد أن كل ما تمحور التحقيق حوله هو نشاطات جامعية اعتيادية يقوم بها أكثر من 50 ألف طالب.
وتضيف:" كنت أجلس على الكرسي لساعات طويلة وأنا مقيدة اليدين ومعصوبة العينين، ولم أدرك تهمتي لدى الاحتلال، كنت أشعر بالبرد القارس فيفتحون مكيف الهواء البارد على أعلى مستوياته، وكان الطعام سيئاً للغاية".
مع "المجرمات"
بعد انقضاء قرابة الشهر داخل سجن المسكوبية نقلت سلطات الاحتلال أمل إلى سجن هشارون القريب من مدينة حيفا، فتنفست الصعداء لأنها سترى وجوهاً فلسطينية خالية من المحققين والجنود، لكنها تفاجأت بنقلها إلى سجن نزيلاته من المعتقلات على خلفيات جنائية كالسرقة وتعاطي المخدرات ومعظمهن من اليهود.
وتصف أمل تلك الفترة التي قضتها في هذا السجن بالأسوأ على الإطلاق، فتقول إن معاملتهن كانت سيئة سواء من قبل الإدارة أو من السجينات أنفسهن، ثم ما لبثت أن أمضت بضعة أيام فيه حتى خاضت إضراباً عن الطعام مطالبة الإدارة بنقلها إلى سجن الأسيرات الفلسطينيات المعتقلات على خلفيات أمنية كما يسميهن الاحتلال.
وبالفعل تحققت مطالبها وتم نقلها إلى ذاك المعتقل فاجتمعت بأولئك الأسيرات اللواتي أمضين سنوات داخل الأسر، كما داعبت قليلاً ذاك الطفل يوسف الزق الذي أكمل عامه الأول داخل السجون مع والدته الأسيرة، فأحست أمل بالراحة قليلاً وبالحنين إلى الأهل أكثر.
وتقول:" أمضيت أوقاتاً سعيدة مع الأسيرات رغم الظروف الصعبة جدا، فكل شيء ممنوع وحتى الأشغال اليدوية ممنوعة، لكن الأسيرات يتمتعن بمعنويات عالية وينتظرن أي صفقة للتبادل لحظة بلحظة حتى أن بعضهن وضبن أمتعتهن استعداداً للخروج!".
قرار الإفراج.. وقرار العقوبة
تروي لنا أمل عن تلك اللحظات التي استطاع فيها المحامي إطلاق سراحها في السادس من شباط الجاري بشرط دفع كفالة مالية تقدر بـ 15 ألف شيكل ريثما يحين موعد المحاكمة، لكن الأمر الذي تقوم به سلطات الاحتلال لأول مرة بحق أسيرة فلسطينية هو أنها فرضت على أمل الإقامة الجبرية داخل منزلها دون السماح لها حتى بالاتصال مع صديقاتها من الجامعة حتى موعد المحاكمة في الشهر المقبل.
وبالفعل ما زالت أمل حتى اللحظة حبيسة بيتها لا تستطيع الخروج منه رغم ضرورة ذهابها إلى الجامعة وإكمال ما تبقى عليها في هذا الفصل الدراسي الأخير من سنين دراستها.
فتتابع:" إذا لم أذهب إلى الجامعة في هذه الفترة قد أتأخر لمدة سنتين عن التخرج مع أنه لم يتبق لي أي مواد سوى مشروع التخرج، وبالفعل لن أتمكن من ذلك لأن محاكمتي ستكون في الخامس والعشرين من آذار المقبل وحتى ذلك التاريخ أكون فوّتّ الكثير من المحاضرات والدروس".
وتبقى أمل مهددة حتى داخل المنزل، فالبيت مراقب والاتصالات كذلك، وإذا اخترقت هذا الحظر فعائلتها مطالبة بدفع المبلغ ذاته الذي سبق لها أن دفعته.
وتقول:" هذه التجربة غيرتني كثيراً، فأصبحت أحس بقيمة كل شيء، كما أنني أمضي وقتي بالقراءة والدراسة علني أعود قريباُ إلى الجامعة، لكن الأمر صعب جدا ومستقبلي التعليمي مهدد".
</I>وقد لا تكون قصة الفتاة المقدسية أمل عبيدي (22 عاما) أسوأ من قصص أسيرات أمضين زهرات شبابهن في تلك السجون ومللن الانتظار هناك، لكنها بلا شك تستحق التوثيق والاهتمام.
ففي الساعة الواحدة من فجر السادس من كانون الأول الماضي، داهمت قوات الاحتلال حي رأس العامود في المدينة المقدسة فارضة منع التجول وجالبة بأكبر قدر من الجنود بين أزقة ذاك الحي الأصيل.. عشرات الجنود ورجال الشرطة وما يسمى بحرس الحدود، فاعتقد الأهالي أن مقاوماً مسؤولاً عن قتل عشرات المستعمرين هو المطلوب في هذه العملية.
ولم يوفر الجنود تحطيم أثاث منزل عائلة أمل أو التفتيش بدقة متناهية ومصادرة كل الأوراق من غرفتها وبعض الكتب الجامعية، بينما كانت هي في هذه اللحظات تنتظر انتهاء الجنود من مهمتهم علها تنال قسطاً من النوم قبل أن تخرج في الصباح لجامعة بيت لحم حيث تدرس في مجال العلاج الوظيفي هناك.
اعتقال!
ساعات من التفتيش والتمحيص والمصادرة، وفي نهاية الأمر قالها جندي بصوت حاد:" أمل؟ تعالي معنا"، ورغم غرابة هذا الأمر عليها والذي تقول إنها لم تتوقعه أبداً استجابت لأوامر الجندي وذهبت إليه، فما كان منه إلا أن قيد يديها وأدخلها آلية عسكرية وسط صراخ والديها وبكاء أخوتها الأطفال.
تمالكت أمل نفسها في هذه الأوقات التي تصفها بالعصيبة، وتوضح تماماً ما حدث معها فتضيف:" وضعوني داخل الآلية وكنت لا أزال مستغربة من الأمر برمته، لم أفعل سوى الدعاء بصوت منخفض جداً، ثم أوصلني الجنود إلى سجن المسكوبية حيث يخضع الأسرى للتحقيق، ومكثت هناك 28 يوماً".
شبح متواصل وتعذيب نفسي
تابعت أمل الكلام بحرقة عن معاملة جنود الاحتلال لها، فالشبح الجسدي لمعظم ساعات النهار كان عنوان تلك الأيام التي أمضتها في التحقيق، وغيرها من المعاملة السيئة والتعذيب النفسي كالتهديد باعتقال أفراد عائلتها إن لم تعترف بالجرم الذي ارتكبته، كله كان مقدراً على تلك الفتاة أن تحياه لحظة بلحظة.
وحول التهمة التي استدعت جلبها إلى تلك الزنازين ومعاملتها بهذه الطريقة، تبدي أمل استغراباً شديداً، فتؤكد أن كل ما تمحور التحقيق حوله هو نشاطات جامعية اعتيادية يقوم بها أكثر من 50 ألف طالب.
وتضيف:" كنت أجلس على الكرسي لساعات طويلة وأنا مقيدة اليدين ومعصوبة العينين، ولم أدرك تهمتي لدى الاحتلال، كنت أشعر بالبرد القارس فيفتحون مكيف الهواء البارد على أعلى مستوياته، وكان الطعام سيئاً للغاية".
مع "المجرمات"
بعد انقضاء قرابة الشهر داخل سجن المسكوبية نقلت سلطات الاحتلال أمل إلى سجن هشارون القريب من مدينة حيفا، فتنفست الصعداء لأنها سترى وجوهاً فلسطينية خالية من المحققين والجنود، لكنها تفاجأت بنقلها إلى سجن نزيلاته من المعتقلات على خلفيات جنائية كالسرقة وتعاطي المخدرات ومعظمهن من اليهود.
وتصف أمل تلك الفترة التي قضتها في هذا السجن بالأسوأ على الإطلاق، فتقول إن معاملتهن كانت سيئة سواء من قبل الإدارة أو من السجينات أنفسهن، ثم ما لبثت أن أمضت بضعة أيام فيه حتى خاضت إضراباً عن الطعام مطالبة الإدارة بنقلها إلى سجن الأسيرات الفلسطينيات المعتقلات على خلفيات أمنية كما يسميهن الاحتلال.
وبالفعل تحققت مطالبها وتم نقلها إلى ذاك المعتقل فاجتمعت بأولئك الأسيرات اللواتي أمضين سنوات داخل الأسر، كما داعبت قليلاً ذاك الطفل يوسف الزق الذي أكمل عامه الأول داخل السجون مع والدته الأسيرة، فأحست أمل بالراحة قليلاً وبالحنين إلى الأهل أكثر.
وتقول:" أمضيت أوقاتاً سعيدة مع الأسيرات رغم الظروف الصعبة جدا، فكل شيء ممنوع وحتى الأشغال اليدوية ممنوعة، لكن الأسيرات يتمتعن بمعنويات عالية وينتظرن أي صفقة للتبادل لحظة بلحظة حتى أن بعضهن وضبن أمتعتهن استعداداً للخروج!".
قرار الإفراج.. وقرار العقوبة
تروي لنا أمل عن تلك اللحظات التي استطاع فيها المحامي إطلاق سراحها في السادس من شباط الجاري بشرط دفع كفالة مالية تقدر بـ 15 ألف شيكل ريثما يحين موعد المحاكمة، لكن الأمر الذي تقوم به سلطات الاحتلال لأول مرة بحق أسيرة فلسطينية هو أنها فرضت على أمل الإقامة الجبرية داخل منزلها دون السماح لها حتى بالاتصال مع صديقاتها من الجامعة حتى موعد المحاكمة في الشهر المقبل.
وبالفعل ما زالت أمل حتى اللحظة حبيسة بيتها لا تستطيع الخروج منه رغم ضرورة ذهابها إلى الجامعة وإكمال ما تبقى عليها في هذا الفصل الدراسي الأخير من سنين دراستها.
فتتابع:" إذا لم أذهب إلى الجامعة في هذه الفترة قد أتأخر لمدة سنتين عن التخرج مع أنه لم يتبق لي أي مواد سوى مشروع التخرج، وبالفعل لن أتمكن من ذلك لأن محاكمتي ستكون في الخامس والعشرين من آذار المقبل وحتى ذلك التاريخ أكون فوّتّ الكثير من المحاضرات والدروس".
وتبقى أمل مهددة حتى داخل المنزل، فالبيت مراقب والاتصالات كذلك، وإذا اخترقت هذا الحظر فعائلتها مطالبة بدفع المبلغ ذاته الذي سبق لها أن دفعته.
وتقول:" هذه التجربة غيرتني كثيراً، فأصبحت أحس بقيمة كل شيء، كما أنني أمضي وقتي بالقراءة والدراسة علني أعود قريباُ إلى الجامعة، لكن الأمر صعب جدا ومستقبلي التعليمي مهدد".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر