سهادُ البين أرَّقني طويلا
ويسلبني الكَرى حتى المقيلا
وجمرُ البعد ألهبَ لي كياني
وأشعلَ بين أحشائي فتيلا
وحاربني بسيف الهَجر شوقي
فأرداني بساحته قَتيلا
وصار الوجهُ مُصفراً حزينا
وجسمي – يا أحيبابي – نحيلا
وقد رقد الجميعُ ولا سميرٌ
يقاسمني التأَوُّهَ والعويلا
سكونٌ والدُّجى يغشى الفيافي
وضوءُ البدر يلتثم النخيلا
ووحدي في ظلام الليل أدعو
إلهاً لا يخيبُني جليلا
بأنْ يا ربِّ لُمَّ الشملَ وارحمْ
قلوباً أُطعِمَتْ هجراً وبيلا
نهاريَ من سوادِ البعدِ ليلٌ
وليليَ صارَ من بينٍ ثقيلا
أناجيَ البدرَ في الظلماءِ وَهْناً
تمهلْ كي تسامرَني قليلا
أحنُّ إلى ربوع حماةَ شوقاً
وأذكرُ ماضياً عذباً جميلا
نواعيرُ المياه بلا فُتورٍ
تقلِّبُ في حماةَ السلسبيلا
بعدْتُ وصوتُها وقعٌ يُدَوِّي
يصلُّ بمسمعي دوماً صليلا
يقول: كفاكَ ترحالاً مريراً
يصيِّر كلَّ ذي عزٍ ذليلا
فتربُ حماةَ خيرٌ من كنوزٍ
وإنْ كثرتْ، أَفِقْ، يكفي رحيلا
وما زالت حدائقُ أمِّ حُسْنٍ
تداعبُ عاصياً يهوى الطلولا
ثوت – رغم البعاد – بلبِّ عيني
حماةُ فقلتُ: أحسنت المقيلا
ويا عاصي جريتَ بدمعِ عيني
وطرفي كانَ مُسْودَّاً كحيلا
فلا تعجبْ إذا ما لماءُ أضحى
ليومٍ فاحماً يجري كليلا
فإن البعدَ جَفَّفَ لي المآقي
ويأبى الكحلُ إلا أنْ يسيلا
تذكرتُ الطفولةَ في رياضٍ
بكازو كم تفيَّأتُ الظليلا (1)
وداعبتُ الثرى عطِراً شَذِيّاً
تنسَّمتُ الصَّّبا فيها عليلا
وجمَّعْتُ الزنابقَ والأقاحي
صباحاً نشْرُها يغدو بليلا
تذكرتُ الصِّبا فاسأل دمعي
ودمع العينِ قد عشقَ المسيلا
يسح من المآقي مثلَ طلٍّ
وجَفني صارَ ذرَّافاً هطولا
أحنُّ إلى أبي وأخي وأمي
وأذكر يومَ أزمعتُ الرحيلا
تقولُ الأمُّ يا طفلي سلاماً
وربُّ الكون يهديك السبيلا
أبيت اليومَ والأيام تمضي
يمرُّ العمرُ جيلاً ثمَّ جيلا
وتغربُ شمس أيامٍ تقضت
ولستُ أرى بها إلا الأصيلا
تعاقبت السنونَ ولا عناقٌ
لأمي أو أبي يروي الغليلا
تعاقبت السنونَ ولا خليلٌ
فبعدُ الدارِ يحرمني الخليلا
وقلتُ مقالة حُفِرَتْ بقلبي
وأرجو أن أنيرَ بها العقولا:
إذا بعُدت ديارُ الأهل عني
غدا قلبي بساحتهم نزيلا
يطيرُ مع البلابل والحُبارى
بلا هادٍ ولم يطلب دليلا
لأن القلب في الأعماق نادى:
لغير حماةَ عمري لن أميلا
حماةٌ في شغاف الروحِ تثوي
ودمعي كم سقى فيها الطلولا
فليت الدهرَ أبقاني صغيراً
ولم أكبَرْ ولم أهوَ الرَّحيلا
الشيخ الشاعر مصطفى قسم عباس ( من ديوانه بدر الدجى سيدنا محمد )
ويسلبني الكَرى حتى المقيلا
وجمرُ البعد ألهبَ لي كياني
وأشعلَ بين أحشائي فتيلا
وحاربني بسيف الهَجر شوقي
فأرداني بساحته قَتيلا
وصار الوجهُ مُصفراً حزينا
وجسمي – يا أحيبابي – نحيلا
وقد رقد الجميعُ ولا سميرٌ
يقاسمني التأَوُّهَ والعويلا
سكونٌ والدُّجى يغشى الفيافي
وضوءُ البدر يلتثم النخيلا
ووحدي في ظلام الليل أدعو
إلهاً لا يخيبُني جليلا
بأنْ يا ربِّ لُمَّ الشملَ وارحمْ
قلوباً أُطعِمَتْ هجراً وبيلا
نهاريَ من سوادِ البعدِ ليلٌ
وليليَ صارَ من بينٍ ثقيلا
أناجيَ البدرَ في الظلماءِ وَهْناً
تمهلْ كي تسامرَني قليلا
أحنُّ إلى ربوع حماةَ شوقاً
وأذكرُ ماضياً عذباً جميلا
نواعيرُ المياه بلا فُتورٍ
تقلِّبُ في حماةَ السلسبيلا
بعدْتُ وصوتُها وقعٌ يُدَوِّي
يصلُّ بمسمعي دوماً صليلا
يقول: كفاكَ ترحالاً مريراً
يصيِّر كلَّ ذي عزٍ ذليلا
فتربُ حماةَ خيرٌ من كنوزٍ
وإنْ كثرتْ، أَفِقْ، يكفي رحيلا
وما زالت حدائقُ أمِّ حُسْنٍ
تداعبُ عاصياً يهوى الطلولا
ثوت – رغم البعاد – بلبِّ عيني
حماةُ فقلتُ: أحسنت المقيلا
ويا عاصي جريتَ بدمعِ عيني
وطرفي كانَ مُسْودَّاً كحيلا
فلا تعجبْ إذا ما لماءُ أضحى
ليومٍ فاحماً يجري كليلا
فإن البعدَ جَفَّفَ لي المآقي
ويأبى الكحلُ إلا أنْ يسيلا
تذكرتُ الطفولةَ في رياضٍ
بكازو كم تفيَّأتُ الظليلا (1)
وداعبتُ الثرى عطِراً شَذِيّاً
تنسَّمتُ الصَّّبا فيها عليلا
وجمَّعْتُ الزنابقَ والأقاحي
صباحاً نشْرُها يغدو بليلا
تذكرتُ الصِّبا فاسأل دمعي
ودمع العينِ قد عشقَ المسيلا
يسح من المآقي مثلَ طلٍّ
وجَفني صارَ ذرَّافاً هطولا
أحنُّ إلى أبي وأخي وأمي
وأذكر يومَ أزمعتُ الرحيلا
تقولُ الأمُّ يا طفلي سلاماً
وربُّ الكون يهديك السبيلا
أبيت اليومَ والأيام تمضي
يمرُّ العمرُ جيلاً ثمَّ جيلا
وتغربُ شمس أيامٍ تقضت
ولستُ أرى بها إلا الأصيلا
تعاقبت السنونَ ولا عناقٌ
لأمي أو أبي يروي الغليلا
تعاقبت السنونَ ولا خليلٌ
فبعدُ الدارِ يحرمني الخليلا
وقلتُ مقالة حُفِرَتْ بقلبي
وأرجو أن أنيرَ بها العقولا:
إذا بعُدت ديارُ الأهل عني
غدا قلبي بساحتهم نزيلا
يطيرُ مع البلابل والحُبارى
بلا هادٍ ولم يطلب دليلا
لأن القلب في الأعماق نادى:
لغير حماةَ عمري لن أميلا
حماةٌ في شغاف الروحِ تثوي
ودمعي كم سقى فيها الطلولا
فليت الدهرَ أبقاني صغيراً
ولم أكبَرْ ولم أهوَ الرَّحيلا
الشيخ الشاعر مصطفى قسم عباس ( من ديوانه بدر الدجى سيدنا محمد )
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر