احتفلت بيت لحم اليوم، بتدشين مبنى مؤسسة يوحنا بولس الثاني، وافتتاح أول فرع لجامعة بيروجا لتعلم اللغة الايطالية، بمشاركة حشد من الشخصيات الاعتبارية والقناصل الأجانب والمواطنين.
واستعرض سهيل دعيبس منسق عام أكاديمية كرة القدم إحدى أذرع مؤسسة يوحنا بولس الثاني، في كلمة ألقاها خلال الحفل، نشاطات المؤسسة ونشأتها، وعملها في الاستثمار بالأرض والإنسان الفلسطيني، مشددا على أنها تمثل اليوم رمزا لجمع أبناء بيت لحم لتدشين مبناها الرئيس في الشرق الأوسط.
من ناحيتها، قالت استيفانا جانيني رئيس جامعة بيروجا الايطالية، إن وجودها في فلسطين مهم لايطاليا وفلسطين، لأنها ستعمل على رسم خطة ثقافية لفلسطين، مشيرة إلى أن الطلبة الـ25 الأوائل المشاركين في دورة اللغة الايطالية سيشكلون نواة لهذا المشروع المهم والحيوي.
وأشارت إلى ثلاثة خطوط لعمل جامعتها في فلسطين، الأول تعاون دبلوماسي هام لحوض البحر المتوسط عبر فلسطين، والثاني منح فرص أفضل لحرية الحركة بين المشاركين في هذه البرامج بغض النظر عن دياناتهم وثقافاتهم وجنسياتهم، معتبرة خطوة تعليم اللغة الايطالية للفلسطينيين خطوة أولى في هذا النهج، والثالث سيعمل على تعميق وتقوية العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والايطالي عبر مؤسسة يوحنا بولس الثاني، لبناء مجتمع شرق أوسطي جديد يقوم على الاحترام ضمن السياسات الأوربية.
من جهته، قال الأب جوفاني باتستيتا ممثل مجلس الأساقفة في ايطاليا، إنه يشعر بالسعادة لوجوده هنا للاحتفال بتدشين مبنى المؤسسة، وتحديدا لوجودها في بيت لحم هذه المدينة التي شهدت ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ما يعكس اهتمام مجلس الأساقفة ببيت لحم وفلسطين.
وأشار إلى أن ايطاليا ومجلس الأساقفة قدموا الكثير لفلسطين وساندوها في حقوقها المشروعة، مؤكدين على استمرار هذا الدعم في كافة النواحي، قائلا: 'أنتم كفلسطينيين لستم وحدكم في محنتكم هذه، هناك من يهتم بكم ويقف إلى جانبكم'.
بدوره، شدد الأب إبراهيم فلتس رئيس مؤسسة يوحنا بولس في الشرق الأوسط، على نوعية التجربة التي تنفذها مؤسسة يوحنا بولس الثاني، واعتبر افتتاح هذا الفرع لهذه الجامعة العريقة جدا في ايطاليا الأول من نوعه على مستوى العالم، معتبرا ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز لبيت لحم ولفلسطين، مشيرا إلى أن افتتاح فرع الجامعة هو استمرار لسياسة الأخوة الفرنسيسكان منذ قرون في الشرق الأوسط.
وأشار إلى توقيع المؤسسة اتفاقا استراتيجيا بتاريخ 14 حزيران من العام الماضي مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ممثلا برئيسه اللواء جبريل الرجوب، وهي الاتفاقية التي تمخض عنها ولادة أول أكاديمية لكرة القدم في فلسطين، تم بعدها افتتاح فروع للأكاديمية في بيت لحم والقدس وغزة، والآن جاري العمل على افتتاح فرعين جديدين لها في أريحا وجنين.
وثمن جهود اللواء الرجوب الذي قاد الكرة الفلسطينية إلى نهضة حقيقية وحقق قفزة نوعية، لأنه عمل بجد ونظام كان له الأثر في النهوض الذي شهدته الكرة الفلسطينية، ولفت الأنظار عالميا تجاهها من خلال الاتحاد الدولي لكرة القدم وبالتالي لفت الأنظار إلى ما تعانيه فلسطين.
وأعلن فلتس عن شراء مؤسسة يوحنا بولس الثاني مستشفى 'بيني' في بيت لحم، حيث سيتحول إلى أكبر مستشفى للأطفال يخدم كل أطفال فلسطين وليس بيت لحم وحدها، وسيكون من أكثر المستشفيات تطورا، إضافة إلى شراء مبنى قديم بجانب المؤسسة، سيتم تحويله إلى مركز صحي لخدمة أهالي بيت لحم، بالشراكة مع مؤسسة الرحمة الايطالية.
من ناحيته، شكر اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس اتحاد كرة القدم، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في كلمته مؤسسة يوحنا بولس الثاني مقدما تهانيه للأب إبراهيم فلتس على تعيينه وكيلا عاما لحراسة الأراضي المقدسة، قائلا: 'إن الأب فلتس ومؤسسته التي عمل على وضع فلسفتها صاحبة رسالة ومنظومة أخلاقية تركز على الانفتاح على الآخر' .
وعبر عن إعجابه بقدرات الأب فلتس التي تعكس جزءا من إبداعات رجل الدين في بذل الجهد والعطاء، والإخلاص للقضية والشعب الفلسطيني، معبرا عن أمله في أن يحذوا كافة رجال الدين حذو الأب فلتس وأن يأخذوا العبرة منه في العمل والعطاء.
وأكد الرجوب على أن الفلسطينيين يشعرون بفخر لتوقيعهم اتفاقا مع مؤسسة تحمل اسم رجل مهم عمل على دعم ومساندة الفلسطينيين ألا وهو البابا يوحنا بولس الثاني، الذي كانت مواقفه مشرفة داعمة لقضايا الشعب الفلسطيني العادلة، مشيرا إلى شعور الفلسطينيين بالافتخار لاستضافة بيت لحم وفلسطين المقر الرئيس لهذه المؤسسة في الشرق الأوسط.
وأكد على أن الرياضة الفلسطينية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام من قبل القيادة وكافة الجهات، وعلى رأسها مؤسسة يوحنا بولس الثاني، مشيرا إلى أن نجاحات الرياضة الفلسطينية أزعجت الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمنع حتى الآن 6 من لاعبي المنتخب الوطني من السفر للعب المباراة الدولية في موريتانيا الشقيقة.
وأعلن الرجوب عن تنظيم اللجنة الأولمبية زيارة لرئيس الأولمبية الدولية جاك روج إلى فلسطين، مشيرا إلى أن برنامج الزيارة سيتضمن زيارة بيت لحم ليوم كامل، حيث سيستقبله الأب فلتس في هذه المدينة المقدسة.
وطالب الرجوب رجال الدين جميعا في فلسطين الانفتاح على العالم الخارجي، مشيرا إلى أن شعبنا الفلسطيني يريد مجتمعا ديمقراطيا فيه تعددية تحتكم لإقرار طوعي بقبولنا لبعضنا البعض، منوها إلى أن حالة الانقسام الحالية مخزية للجميع، مؤكدا أن الرياضة الفلسطينية لن تسمح لأحد أن يجرها نحو الانقسام أو جعلها ضحية له.
بعد ذلك، قام الأب فلتس بتسليم اللواء الرجوب درع المؤسسة، ومن ثم قام الاثنان بتسليم درع المؤسسة لعدة شخصيات ساهمت بتطويرها ودعمها، وهم: جوفاني باتستيتا ممثل مجلس الأساقفة، ورئيسة الجامعة الايطالية ومؤسسة العمال المسيحيين الايطاليين والقنصل الايطالي في القدس وممثلو شركة المقاولات التي نفذت ترميم المؤسسة.
وجرت المراسم، بحضور وزيرة السياحة والآثار الدكتورة خلود دعيبس، ومدير جهاز المخابرات العامة في المحافظات الشمالية العميد إسماعيل فراج، والنائب البطريركي وليم الشوملي، والقنصل الايطالي العام في القدس، ونائب محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، والدكتور سمير حزبون رئيس الغرفة التجارية، ورؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، وعدد من رجال الدين المسيحي ومديري الأجهزة الأمنية.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918