عذرا أيها الوطن .........

عذرا ايها الوطن

عذرا وصية ابي المكتوبة بنحنحات الحناجر . عذرا ازمنة المسنين .عذرا للكوفية والعقال . عذرا شيلة امي . عذرا لكل دساتير قرانا واعرافنا . عذرا للفناجين المصبوغة بالبن . عذرا رائحة الخبز الحار ودخان التنانير الممتدة كاعمدة تشكر السماء على ارغفة بدأت بالنضوج . عذرا لمآذن كأكف تحاور السماء تطلب الغفران عن خطى نحو موابق سارت اليها . عذرا لأرواح رحلت واسماء طواها النسيان لم يبق سوى صوت سعالها الليلي يدور في فلك بيوت طينية تجثم كشيوخ مسنون ارهقهم جلوسهم الابدي . عذرا لوتر الربابة المصلوب على خرقة جلد . عذرا للدفوف التي نقرت في مولد الرسول وليلة الاسراء والمعراج وعاشوراء واربعينية الحسين . عذرا دموع اهلي وصوت الناعية الحزين . عذرا للمواويل . عذرا لكل قريب الى النفس او يدخل بين طيات الروح او يسكن في ابدية الجسد حتى بعد التحول الى تراب . عذرا اذا كان العذر يجديك ايها الوطن الممتد معي في فراشي ايها الغارق في دمي منذ ولادتي . ايها المترامي على اطرافي مثل لحافي في ليلة شتائية . ايها المقتول في دمي والمصلوب على اضلعي يامن تسيل دماك نهران لتروي وجع ارضك . يامن اتيت بعد البسملة وعلى ارضك ابتدأت حضارة الانسان وخطت يداه اول خطى الابجديات . فكنت قبل ان يكون سواك وكان انسانك قبل كل المتحضرين فمن رحم ارضك بزغ فجر السلالات وانفتق النور فكان التعلم رقاك وكنت رقية المتعلمين .................

هل في العيون العربيه شاطيء
ترتاح فوق رماله الاعصاب ؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلا الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد ... لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب
قبلاتهم عربية ... من ذا رأى
فيما رأى قبلا لها أنياب
يا تونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الانخاب؟
ياتونس الخضراء هذا عالم
يثري به الأمي والنصاب
فمن المحيط إلى الخليج قبائل
بطرت فلا فكر ولا آداب
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر
ثوبا وترفل في الحرير قحاب
وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز ... ومخافر ... وكلاب
والعالم العربي ....اما نعجة
مذبوحة أو حاكم قصاب
والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب
والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه ... وربك الوهاب
والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون ... فسادة ودواب
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كتب السماء كتاب
ماتت خيول بني أميةكلها
خجلا ... وظل الصرف والاعراب
فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى ... فلاعمر ... ولا خطاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
من ذا يصدق ان مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب
ما هذه مصر ... فانصلاتها
عبرية ... وامامها كذاب
ما هذه مصر ... فان سماءها
صغرت ... واننساءها أسلاب
ان جاء كافور ... فكم من حاكم
قهر الشعوب ... وتاجه قبقاب
بحرية العينين ... يا قرطاجة
شاخ الزمان ... وأنت بعد شباب
هل ليبعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسي سراب
أنا متعب ... ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة معشاب
لا تعدليني ان كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب
انالجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!
فتحملي غضبي الجميل فربما
ثارت على أمر السماء هضاب
فاذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب والاحباب
واذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الاهداب
فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهاب
ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الاعشاب
قرطاجة ...قرطاجة ... قرطاجة
هل ليل صدرك رجعة ومتاب ؟
لا تغضبي مني ... اذا غلب الهوى
ان الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورة
والله - جل جلاله – التواب

مشكورة يا سوزان جدا جدا

باعوك يا وطن عملاءك ومن خانوك ولكن يا وطن سيكتب التاريخ عنك بانك لن ترحمهم

شكرا لمرورك الحر عائدون
تحياتي .... سوزان