ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    'المسحراتي'... مذاق خاص لرمضان في القدس العتيقة

    عـائـــدون
    عـائـــدون
    Admin
    Admin


    ذكر الحمل جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : 'المسحراتي'... مذاق خاص لرمضان في القدس العتيقة  Palestine_a-01
    رقم العضوية : 1
    نقاط : 10504
    السٌّمعَة : 11
    تاريخ التسجيل : 23/01/2009

    'المسحراتي'... مذاق خاص لرمضان في القدس العتيقة  Empty 'المسحراتي'... مذاق خاص لرمضان في القدس العتيقة

    مُساهمة من طرف عـائـــدون الإثنين 30 أغسطس 2010, 1:38 am

    راسم عبد الواحد

    لا يمكن للمرء أن يتخيل قدوم الضيف السنوي الغالي على الفلسطينيين، خاصة من يسكنون في البلدة القديمة بمدينة القدس، دون أن يكون مُصاحبا معه عادات رافقت السكان والتصقت بهم، وأصبحت جزءاً مهماً من ذاكرتهم ومن طقوسهم المصاحبة لهذا القادم الذي يحل شهرا كاملا ويغادر والقلوب تهفو له.

    رمضان، هذا الضيف المُنتظر كل عام، لما يحمله من بركات ومن نفحات إيمانية، ومن صفحات بيضاء ناصعة لتاريخ الأمة، له نكهة أخرى في القدس، كما كل الأشياء، فالمدينة القديمة تعتبر من الكنوز الأثرية النفيسة والفريدة والنادرة، وتجمع بين أزقتها وحواريها وأسواقها التاريخية عبق التاريخ وحضارات الأمم، وتجمع بين الأجناس والأديان واللهجات والعادات.

    فيها العربي المسلم، والعربي المسيحي والأرمني، وفيها الإفريقي، والمغربي، والشامي، والمصري، والأفغاني، والكردي، والهندي، وغيرها من أجناس عشقت المدينة وأحبتها واستقرت بجوارها وبين حجارة أسوارها العتيقة.

    المقدسيون في البلدة القديمة تحديداً حافظوا إلى حد كبير على بعض الطقوس المشتركة والخاصة بالشهر الفضيل، ومن أبرز ما حافظوا عليه هو الإعلان عن بدء الصوم والإمساك من خلال 'مدفع رمضان' والذي ما زال حتى الآن 'يُلعلع' في سماء المدينة، رغم محاولات الاحتلال للتضييق على ذلك، وعلى العائلة المقدسية 'صندوقة' التي تتولى إطلاقه منذ مئات الأعوام.

    لكن ما يضفي جمالاً ورونقاً خاصاً ويعطي الشهر مذاقه الخاص في القدس العتيقة هو الحفاظ على عادات موروثة ومُحببة وأهمها 'المسحراتي' الذي يخترق عتمة الليل ليوقظ النائمين من أجل التسحّر قبل بزوغ فجر نهارٍ جديد.

    وكثير ما تسمع من أبناء المدينة، وخاصة من كبار السن والطاعنين، عن حكاياتٍ ظريفة ونوادر متعددة تُصاحب عمل المسحراتي الذي يلجأ للضرب إما على 'طبلة' أو أي شيء ممكن أن يكون له صدىً يسمعه النائمون ليصحوا.

    ورغم انتشار الأدوات والأجهزة الخاصة التي يمكنها تنبيه السكان لمواعيد التسحّر إلا أن رغبة جامحة تنتاب الجميع للحفاظ على طقوس المسحّراتي الذي يحاول في كثير من الأحيان استخدام صوته المرافق لقرعاته على الطبل، تارة بأناشيد وأهازيج خاصة، وأخرى بالحثّ على الاستيقاظ مع الكثير من الطرائف والنوادر.

    ولا تختلف دوافع من يؤثرون على عادة المسحّراتي، خاصة من الشبّان، وتنحصر أغلبها في هدفٍ واحد وهو الحفاظ على أي عادة أو تقليدٍ موروث عن الآباء والأجداد يؤكد هوية المدينة التي يحاول الاحتلال سرقة تاريخها وتراثها وحضارتها.

    يقول المسحّراتي أنور محمد سعيد، من القدس القديمة، إنه ورث هذا التقليد عن والده ويقوم بعمل 'المسحراتي' منذ ثلاث سنوات، في أزقة البلدة القديمة، مؤكداً أنه يقوم بذلك بدافع الانتماء للمدينة وحفاظاً على هذه العادات التي بمجملها تحافظ على هوية القدس وتراثها.

    وبسبب انتشار الكثير من الحواري والأزقة في القدس القديمة، فإن أكثر من مسحراتي يقوم بالمهمة، وينتظر المسحّراتي نهاية الشهر الكريم ليعود وطبلته في يوم العيد ماراً على منازل المواطنين مهنئا وطالباً مقابلاً، غير ملزم، بدلاً من عمله الممتد على مدار أيام الشهر الكامل.

    وفي كل الأحوال، يخشى كثيرون أن يكون مصير 'المسحراتي' المُرافق للشهر الفضيل، كمصير الكثير من العادات الجميلة الموروثة، وأن يتلاشى ويستغني عنه الصائمون بأجهزة استيقاظ مبتكرة وحديثة، وتندثر هذه العادة المُحببة كما تلاشت عادة 'الحكواتي' وغيرها من عادات موروثة منذ مئات السنين وتوقفت مع حركة النهضة التكنولوجية العالمية الحديثة، فهل يحافظ المقدسيون على هذه العادة ويتندرون بها أم يكون مصيرها التغييب والتهميش والضياع؟!!.

    ــــــــ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 29 سبتمبر 2024, 5:39 am