بعض الأسئلة المشروعة
الكاتب: ريما كتانة نزال
أسئلة المصير الفلسطيني مفتوحة على فضاء بلا حدود. والأسئلة كثيرة ومعقدة، ولا تقتصر على الأسئلة ذات الطابع السياسي، بل تبدو أسئلة المشكلات ذات الطبيعة الديمقراطية والاجتماعية والاقتصاية تتصدر القائمة. لا ينقصنا التشخيص والتحليل الصائب، لكن ينقصنا أن نخرج من تخوم التنظير، ونفتقد الى الإرادة الكافية للعمل والتطبيق.
وتستمد الأسئلة مشروعيتها من واقع مشدود على وتر الاحتلال واجراءاته اليومية، ومن ارتفاع منسوب الفقر والجوع والوجع، ومن واقع الموارد المحدودة، من مستقبل يحيطه الغموض والضباب. وتستمد الأسئلة شرعيتها من مبدأ المساءلة والمحاسبة بالقدر الذي تمنحه حقوق المواطنة دون زيادة أو نقصان. الأسئلة كثيرة وصعبة والاجابات عابرة وسطحية.
السؤال الذي بدأ يشغل الرأي العام بقوة حاليا، ما أفرزته الحركة الغوغائية التي قامت بها عناصر اتجاه المؤتمر الوطني المعارض للمفاوضات المباشرة. والذي خلق احتقانا لم ينفسه القرار المحمود للأخ الرئيس تشكيل لجنة تحقيق للتدقيق في الحادث الملعون.. فالأسئلة التي تدور بالأذهان تتجاوز نتائج أي تحقيق، وتتجاوز اعلان أسماء الذين ارتضوا لانفسهم الانجرار الى التخريب على رفاق النضال والسلاح في لبنان وسوريا وتونس..
القضية المطروحة بإلحاح وعلى وجه الخصوص؛ عن طبيعة التثقيف والتعبئة الذي يحشى بها رأس فرد ما عندما يُكلف بمهمة قمع أو تخريب تحرك سياسي تقوم بتنظيمه قوى المعارضة الوطنية والديمقراطية. وهم لفيف عريض من المستقلين والأحزاب والفصائل السياسية ذات باع مشهود ومعروف في النضال الفلسطيني المعاصر، قوى تستمد شرعيتها من تاريخها ومن دماء شهدائها ومعتقليها. سأتساءل كذلك عن المفردات التي يشحن بها هؤلاء الأفراد الى الدرجة التي تمكنهم من قذف قيادات معروفة جيدا ونعتهم بالعمالة وأكثر.. سأتساءل عن كلمة السر التي جعلت تلك العناصر تتجرأ على تخوين المناضلات والمناضلين، سأتساءل عن آخر ايعاز قبل انطلاقهم لساحة الكراهية والحقد. سأستفسر عن مدى معرفتهم بدلالات مصطلحات كالقانون والحقوق والمعارضة والمشاركة والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير. سأستفسر أكثر عن الجهة التي نظمت الحملة، حيث لا يمكن لخطوة منظمة من النوع الذي شوهدت في "نادي البروتستنت" ان تكون عفوية، وأن لا تكون مرتبطا بجهة معينة.. فمن هي تلك الجهة..!
وتنبش الأسئلة المطروحة كيفية ومقدار تعلمنا من تجاربنا ومن كوارثنا التي نصنعها بيدنا، وقديما قيل بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ويبدو بأننا سنلدغ ونلدغ مرات ومرات قبل أن نتعلم..
ما ارتكب في قاعة "نادي البروتستانت" خطير ومخيف، وهومثقل على نحو خاطئ بدروس غزة، فالتعبئة والتحريض ضد الآخر المختلف سياسيا، قد أدى قبل ثلاث سنوات الى الوقوع في الوحل والحرام، والحقن الممنهج قد أدى هناك إلى استسهال الضغط على الزناد بوجه القريب والأخ والجار. وما جرى في رام الله يطرح الأسئلة الصعبة حول طبيعة المخاطر التي تحيط بالنظام السياسي الفلسطيني، وحول الجنوح المتدرج نحو الأساليب البوليسية والقمعية، وعن انخفاض سقف الحريات العامة.. وبما يوصل الى ان من حقنا ان نقلق على مستقبل الديمقراطية الفلسطينية المهددة بالضياع. والمحمََلة بتجربة غزة المشؤومة.
ان القوى التي نظمت التحرك المعارض للمفاوضات المباشرة قبل تحديد مرجعيتها وأهدافها هي قوى راشدة ومسؤولة، وتحركها منضبط ومرشَ لاقصى الدرجات. والتحرك يقوي السلطة ولا يضعفها او يسيء اليها. ومن حق هذه القوى أن تستهدف الضغط على السلطة للعودة عن قرارها بالذهاب الى المفاوضات المباشرة دون ضمانات، لأن السلطة قبل غيرها تعرف بأن مسلسل الضغوط لن يتوقف عند حدود الذهاب الى المفاوضات. وألا توحي لنا المفاوضات الجارية بين الأطراف الاسرائيلية للتوافق حول الحل السياسي المفترض معنا بشيء..
ان لجنة التحقيق التي اعلن عن تشكيلها الأخ الرئيس خطوة مرحَب بها، لكن عملها لا يمكن ان يعطي إلا من خلال تشكيل متوازن للجنة، ومن خلال التوصل الى نتائج تعلن خلال فترة زمنية محدودة. ولا بد للجنة أن تمد الأمور على استقامتها لاستخلاص دروس وعبر الحادثة، بالإجابة على الأسئلة المطروحة، وأن تطرح المستلزمات والخطوات الكفيلة بمنع تكرار ما حدث، وكيفية معالجة النهج الذي يستهدف التطاول على الحريات العامة المكفولة في النظام الأساسي، وبما يلبي وضع الخطة والبرنامج الذي يأخذ بالاعتبار محددات الحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتماسكه، ويلحظ سبل الحفاظ على السلم الأهلي، ويكفل زرع الوعي حول احترام حرية الرأي والتعبير.
وفي ذات الوقت، على القوى المعارضة أن تواصل تحركاتها وأن توسعها.. دون التغاضي عن أهمية أن تعطي المصداقية لتحركاتها وموقفها السياسي. مطلوب من قوى المعارضة أن تقدم البديل النضالي، في الساحة الرئيسية للصراع مع الاحتلال، فالقوى المعارضة دون استثناء فعلها ضعيف على صعيد مقاومة الاحتلال، لذلك ينبغي أن تضع في رأس اهتمامها المقاومة الشعبية واستنهاضها، وان تبقى على صلة ومعبرة عن نبض الشارع وتطلعاته.
فالتحركات الشعبية في مناطق الجدار والاستيطان في حدودها الدنيا، ولا أعفي أحد من المسؤولية عن ضعفها، حيث لم تضع كلا من قوى الاعتدال والمعارضة في اهتماماتها تنظيم المقاومة الشعبية واستنهاضها. حيث معركة المفاوضات أو معارضتها لا تخاض في قاعة المفاوضات فقط، بل تخاض في الميدان، حيث يقام الجدار وتبنى المستوطنات..
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر