تشهد وسائل الإعلام الإسرائيلية المقروءة والمسموعة والمرئية، وعلى مدار الساعة، موجات من الرسائل الإعلامية التحريضية والعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته وقضاياه العادلة.
وأصدر قطاع المعلومات في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا'، تقريرا رصد فيه ما جاء في الاعلام الإسرائيلي من تحريض وتمييز ضد الفلسطينيين، هذا نصه:
'لعل الراصد والمتابع لهذه الوسائل، يلمس هذه الحقيقة من خلال ما تقوم به، من تزوير للحقائق، أو تجييرها بغرض التحريض على الفلسطينيين والعرب بشكل عام، وإذكاء النوازع العنصرية لدى بعض متلقيها. ومساهمة منها في تحقيق هذه الأهداف أدمنت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية احتضان رموز ودعاة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، ليبثوا سموم مواقفهم التحريضية والعنصرية عبر ماكينتها الإعلامية، ولتمثل بذلك هذه المنابر أداة رئيسية للتحريض والحض على العنصرية وبث روح الكراهية والعنف، مجافية بذلك المبادئ الأساسية للعمل الصحفي، وفي مقدمتها الموضوعية والنزاهة وتحفيز نوازع الخير.
هناك الكثير من الأمثلة التي تشهد على المزاج العنصري والتحريضي لبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، نورد بعضها من خلال رصد عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال النصف الثاني من شهر تموز ـ يوليو والنصف الأول من شهر آب ـ أغسطس 2010.
إذاعة 'ريشيت بيت'، وبتاريخ 20/ تموز ـ يوليو، وفي إطار برنامج 'الصباح' ذكر الدكتور تسفي تسيمرت أن 'الدروز ليسوا عرباً، ولا فلسطينيين'، وطالب بـ 'إسقاط الهوية الفلسطينية والعربية عنهم'. وفي نشرة أخبار منتصف اليوم، الذي يذاع عبر أثير الإذاعة نفسها حرض جرشون تسالمون، رئيس 'جمعية أمناء الهيكل' على المسلمين والفلسطينيين، واتهم قيادة الشعب اليهودي بـ 'تخريب جبل الهيكل'، و'التنازل عنه للعدو العربي بعد تحريره عام 1967'، بحيث أصبح، حسب تسالمون، 'مركزاً سياسياً للحركة الإسلامية وحركة حماس بالتحديد'، واتهم العرب بأنهم 'يكرهون اليهود بلا سبب'.
القناة التلفزيونية الإسرائيلية الأولى وبتاريخ 20/ تموزـ يوليو، ومن خلال برنامج 'مبات' طالب عضو الكنيست الليكودي اليشاع بيلج الحكومة الإسرائيلية بوقف الترخيص للسكان العرب بالبناء للسكان، وأظهر البرنامج أن المساعدات الإسبانية لبناء منازل للفلسطينيين ما هو إلا 'تدخل خارجي' في شؤون البلاد.
وفي اليوم التالي 21/ تموزـ يوليو، ومن خلال شاشة القناة الأولى أيضاً، برر عضو الكنيست الليكودي رازي بركائي عبر برنامج نقطة ساخنة القوانين الإسرائيلية العنصرية ضد الفلسطينيين قائلا: 'إن على إسرائيل أن تدافع عن أمنها من (خطر) المواطنين العرب'، وحرض بركائي ضد عضوي الكنيست العربيان حنين زعبي وأحمد الطيبي، لمشاركتهما في الحملات الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر، كما طالب بـ 'فرض قانون الولاء لدولة إسرائيل على أهالي الجولان والقدس الشرقية' المحتلين.
استضافت إذاعة 'ريشت بيت' يوم 21/ تموزـ يوليو، في سياق برنامج 'هذا اليوم' داني ايالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي ادعى أن سبب الارتفاع في منسوب ظاهرة معاداة السامية هو الشعب الفلسطيني ومحور الشر الإيراني ـ السوري الذي يمول ويغذي معاداة السامية بمساعدة اليسار الراديكالي في أوروبا.
وكانت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي قد بثت يوم 23/ تموزـ يوليو تقريراً حول المقاطعة الفلسطينية لمنتجات المستوطنات، حرّضت خلاله ضد المواطنين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية ووصفت قرار مقاطعة منتجات المستوطنات 'بالانتفاضة ثالثة'، واعتبر الحملة 'عملية إرهابية وحربا على إسرائيل'.
الموقع الإلكتروني الإخباري 'إسرائيل اليوم'، وبتاريخ 5/ آب ـ أغسطس نشر مقالا للكاتب درور ايدار حول الاحتجاجات على هدم قرية العراقيب، حرّض فيه على المواطنين العرب واصفاً إياهم بـ 'التجار في القانون'، واعتبر الإسرائيليين الذين يتظاهرون دعماً للبدو بأنهم 'يساعدون البدو على سلب ما تبقى من أرض إسرائيل'، واتهمهم بـ 'الوقوف ضد القرارات الواضحة للمحكمة (الإسرائيلية) العليا'.
ونشرت صحيفة 'يديعوت احرينوت' بتاريخ 9/ آب ـ أغسطس مقالا للكاتب الصحفي والمحاضر في الجامعة العبرية د. جدي ثاوب طرح خلاله 'رؤية' لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقوم على 'تقسيم البلاد بين طرفي الصراع بشكل أحادي الجانب'، واعتبر أن هذا 'الحل' من شأنه أن 'ينقذ دولة إسرائيل من الزوال'. ويعتقد ثاوب في مقاله بأنه 'لا يوجد شريك (للإسرائيليين) للسلام، و(لذلك) يجب فصل التقسيم عن عملية الإخلاء'، وأضاف 'لا يجب أن نجعل من عملية إخلاء المستوطنات شرطاً، والحل يكمن في تهجير المواطن الفلسطيني من دولة إسرائيل'.
أورد موقع 'NRG' التابع لصحيفة معاريف الإسرائيلية بتاريخ 11/ آب ـ أغسطس خبراً رئيسياً ادعى الموقع أنه خبر 'موثق' مفاده 'أن حنين زعبي كانت تعلم بحصول أحداث عنف على متن السفينة (إحدى سفن أسطول الحرية)، وأن (هناك) شريط فيديو يظهر زعبي وهي تقف إلى جانب المسلحين، وتحاول منع الجنود من نقل مصاب بحالة حرجة إلى المستشفى'.
كما نقل الخبر عن عضو الكنيست عيتنائل شنلر من حزب كاديما قوله: 'يجب على القيادة العربية أن تكون مسؤولة، وأن تطلب من زعبي التخلي عن منصبها في الكنيست'. ووصفت عضو الكنيست اليمينية ميري ريجف، في السياق نفسه، حنين زعبي بـ 'الخائنة'، و'الكاذبة'، وطالبت بـ 'نزع الحصانة البرلمانية عنها فوراً'. وفي الموضوع ذاته صرح أحد نواب الكنيست عن حزب 'إسرائيل بيتنا' اليميني قائلا: 'هذا الفيديو هو إثبات آخر لحقيقة أن المكان الأنسب للزعبي ورفاقها هو في حكومة حماس' وطالب بطردهم إلى مناطق السلطة الفلسطينية. كما اتهم عضو الكنيست 'ميخائيل بن آري' عن حزب الاتحاد القومي زعبي: بأنها 'جزء من جهاز إرهاب دولة ضد دولة إسرائيل'.
وحرّض الكاتب عدي اربل على صفحات هآرتس بتاريخ 11/ آب ـ أغسطس على تهجير السكان العرب من حي الشيخ جراح (في القدس) باعتبار أن 'الحي ملك لليهود منذ القدم، واسمه حي شمعون الصديق'، وادعى أن اليهود هم 'أصحاب البيوت الأصليين'، وأنهم 'عادوا لكي يقطنوا منازلهم، ولديهم الحق في جباية رسوم إيجار من العرب القاطنين في منازلهم'. وبرر اربل، من خلال زعم مشحون بالزيف والتحريض، برر أوامر المحاكم الإسرائيلية التي تجبر الفلسطينيين على إخلاء بيوتهم في القدس بأنها 'ردّ على رفض العرب دفع الإيجار لأصحاب هذه البيوت الأصليين'، (وهم بالنسبة للكاتب الإسرائيليين).
دعا عضو الكنيست اليميني ادرى ارئيل في مقالة نشرها في الموقع الإخباري 'إسرائيل اليوم' بتاريخ 13/ آب ـ أغسطس، إلى تهويد مدينة الخليل، وطرد سكانها الفلسطينيين، والسيطرة على الحرم الإبراهيمي الشريف، ووصف العرب بـ 'المخربين الذين يندسون إلى بيوت المستوطنين اليهود لقتلهم وإخلاء مدينة الخليل منهم'.
نشر موقع 'NRG' التابع لصحيفة معاريف بتاريخ 15/ آب ـ أغسطس مقالة بعنوان 'بيت قرطبة نموذجاً: الغرب الجاهل لم يفهم أن موجة الإسلام ستغرقه' تناول فيه كاتبه ارئيل سيجل قضية بناء مسجد قرطبة في نيويورك، فحرّض ضد المسلمين، وربط بين الديانة الإسلامية وأحداث 11/ سبتمبر التي أودت بحياة 3000 شخصا. وأضاف الكاتب 'قرطبة ليست رمزاً للتعددية، بل لطموح المسلمين إلى فرض حكم إسلامي في أوروبا'. ووصف الكاتب الغرب بـ 'الجاهل'، لأنه، حسب زعم الكاتب 'لم يستوعب بعد أن موجة الإسلام ستغرقه، وأن الإسلام، في القرن الواحد والعشرين يريد أن يجتث الحضارة الغربية.
أما الموقع الإخباري Ynet فقد نشر بتاريخ 17/ آب ـ أغسطس مقالا ينضح تحريضا على الإسلام والمسلمين بعنوان 'باسم الإسلام تحدث تقريباً كل أعمال الإرهاب على وجه الأرض' لـ شاؤول روزنفيلد، قال فيه: 'كان على أولئك الذين سيقيمون مسجد قرطبة (في نيويورك) مراعاة حقيقة أن للإسلام أهداف أخرى بعيدة الأمد'، وأضاف روزنفيلد: 'يطلقون على كبار أئمتهم معتدلين لكي ينالوا ثقة الغربيين الأغبياء، المسلمون المعتدلون ذوي مواقف مزدوجة والذين يوصلون للمثقفين الغربيين مغازي مزدوجة'.
كما بثّت إذاعة 'رشيت بيت' بتاريخ 19/ آب ـ أغسطس، في برنامجها اليومي 'هذا الصباح' تقريرا مشحونا بالعنصرية لمراسلتها امرات فايس وصفت فيه الفلسطينيين بالهمجية والنزوع نحو الشر قائلة: 'قبل خمس سنوات خرج الجيش الإسرائيلي من 'غوش قطيف' وأقفل الباب، الجيش خرج والعرب دخلوا، هدموا وعاثوا فساداً وأيضاً أحرقوا الكنس اليهودية، ولا يمكن أن يكون هناك سلام مع الأشرار الدمويين'.
أن تجنيد وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها لبث رسائل التحريض والعنصرية اتجاه الفلسطينيين والعرب والمسلمين عموما يمثل تهديداً حقيقياً لاستمرار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقتل بذور الثقة التي يمكن أن تؤسس لسلام وأمن حقيقي في المنطقة برمتها.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918