كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس عن تقدم الرئيس مبارك جنازة وزير الخارجية السابق صديقنا أحمد ماهر الذي توفي فجأة. وكانت آخر مرة رأيته فيها يوم الأربعاء الماضي في منزل صديقنا هشام ناظر سفير السعودية، ودخل في وصلة مزاح ونكت معي ومع صديقنا وزميلنا بـ'الدستور' خالد محمود رمضان ولم يكن يشكو من أي شيء. وأشارت الصحف إلى تحذيرات الرئيس من أي إخلال بالأمن أثناء انتخابات مجلس الشعب القادمة، وارتياح بعد حديث البابا شنودة الثالث مع زميلنا وصديقنا ورئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون عبداللطيف المناوي الذي اعتذر فيه للمسلمين عن تصريحات الأنبا بيشوي، وترحيب الأزهر بالحديث، وتحذير وزير الإعلام أنس الفقي القنوات الفضائية التي تذيع على النايل سات من تناول العقائد الدينية، وإلا سيتم اتخاذ إجراءات ضدها محافظة على أمن البلاد، وذكرى وفاة عبدالناصر - آسف - أقصد خالد الذكر، وكان رسم زميلنا وصديقنا الفنان الكبير حلمي التوني في 'الأهرام' غاية في التعبير، إذ كان لعبدالناصر وهو ينظر للأهرامات وبجواره كتب: في عام 1798 قال نابليون لجنوده، ان أربعين قرنا تنظر إليكم من خلف هذه الأهرامات'. وإلى بعض مما عندنا:
عبد الناصر يعيش بين المصريين رغم طول الغياب
ونبدأ تقريرنا اليوم، وكلنا سعادة، ببعض أبرز ردود الأفعال على الذكرى الأربعين لوفاة خالد الذكر، وإذا لم أفعل أنا ذلك، فما فائدة التوكيل الذي أحمله وأتعيش من ورائه؟ وأبدأ بالأستاذ بكلية طب جامعة القاهرة ومؤسس حركة 9 مارس لأساتذة الجامعات، وأحد أبرز معارضي نظامنا الوطني، الدكتور محمد أبو الغار وقوله في 'العربي' لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية ولا مسؤولا عن الإعلام في أمانة القاهرة، وإنما عضو قاعدي: 'مما لا شك فيه أن جمال عبد الناصر كان زعيما ذا شعبية طاغية لا تقارن برؤساء الجمهورية الذي جاءوا بعده، ومما لا شك فيه أن هناك جمهورا كبيرا للرئيس الراحل داخل الشعب المصري الآن ومن المؤكد أن هذا التيار أكبر بكثير جدا من حجم الحزب الناصري.
هذه الشعبية الطاغية هي وليدة انجازات جبارة حققها عبد الناصر ومن أهمها تحقيق الإرادة الوطنية، فكان القرار المصري يؤكد داخل مصر وبإرادة مصرية، وكانت محاولة عبد الناصر إقامة دولة صناعية حديثة هي شيء عظيم، صحيح أن هذا الأمر أصيب بانتكاسة كبرى بعد ذلك ولكن المحاولة كانت طفرة في التفكير.لقد حقق عبد الناصر طفرة كبيرة في تقريب الفوارق بين الطبقات وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية وكذلك أعطى للعمال والفلاحين حقوقا أخذوها لأول مرة، هذه المشروعات العظيمة وهذه الانجازات الكبيرة قد فشلت في النهاية وتفككت تدريجيا بسبب خسارة حرب يونيه 1967 ثم بسبب سياسات الرئيس السادات ومبارك. لقد كان لمصر وضع متميز في المنطقة وكلمة مسموعة وكان المصري محترما في أي بلد عربي لأن بلده كان محترما، الفساد في عهد عبد الناصر كان نادرا وكان فسادا تافها مقارنة بفساد العهد الحالي الذي وصل إلى عنان السماء.
يتهم الكثيرون عبد الناصر بأنه كان ديكتاتوراً وقبل أن نتحدث عن هذه التهمة يجب أن نتذكر انه في فترة حكم عبد الناصر كانت كل أفريقيا محكومة حكماً ديكتاتورياً وكل البلاد العربية ومازالت نظامها دكتاتوري أو فاشي أو ما يجمع بين الاثنين وأمريكا الجنوبية ودول أوروبا الشرقية، كانت كلها تحكم بأنظمة شمولية، ديكتاتورية، كانت الديمقراطية فقط في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية والهند فقط لا غير، يعني ذلك أن هذا كان الوضع الطبيعي آن ذاك في دول العالم الثالث ولم يشذ عبد الناصر عن ذلك ولا يمكن محاسبته بمقاييس القرن الواحد والعشرين الذي أصبح فيه العالم كله باستثناء العرب يعيشون في ديمقراطية وحرية'.
دعوة الاجيال القادمة للتمثل بعبد الناصر
وإذا كان الدكتور محمد أبو الغار من محبي خالد الذكر ومعارضي نظامنا الوطني، وبالتالي من الطبيعي أن يقول ما قال، فما رأي المساكين، المناكيد، من الذين يعمي الحقد قلوبهم في قول الدكتور الشوادفي منصور شريف الاستاذ بجامعة المنوفية والمشرف العام على مركز الدراسات الوطنية بمحافظة المنوفية التابع للحزب الوطني الحاكم في 'الأخبار' يوم الاثنين: 'مما لا شك فيه أن يوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، يوم رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كأنه الأمس.
فالزعيم لم تفارق صورته ذهني ولا خيالي أنا وأمثالي من جيل الخمسينات والستينات الذين تفتحت أعيننا على انتصاراته العظيمة على المستعمر الأجنبي، إنني فعلا أعتز أنني من ذلك الجيل الذي عاش مرفوعاً للهامة وشرب منه نبل الوطنية والشموخ في عهد ناصر، لقد تشرفنا بالانتساب إليه عربا مسلمين ومسيحيين، إنك يا زعيم هذه الأمة مازلت خالدا في أذهان وعقول أبنائها، والتاريخ سجل بأحرف من نور انك قدر المستطاع أرسيت العدل الاجتماعي والاشتراكية، فحررت الضعفاء والفقراء، فرفعوا هاماتهم عالية فتعلموا في عهدك وتملكوا الأرض والمصانع، وأعدت لهم حريتهم المستباحة فأعدت لهم قناة سويسهم المسلوبة وبنيت لهم سدا عاليا أمن لهم نيلهم وأرزاقهم ورفعت هاماتهم إلى السماء.
انني أناشد الأجيال التي لم تر ناصر ولم تعش أمجاده أن تستلهم من ذكراه حب الوطن، ودرء الفتن، واستعادة الوعي بعظمة هذه الأمة، بالحفاظ على وحدتها، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف هذا الوطن'.
كيف تعامل الاعلام مع وفاة عبدالناصر
إييه، إييه، وهكذا يذكرنا الشوادفي بالذي كان ياما كان، في عهد خالد الذكر وسالف العصر والأوان. وهو نفس ما فعله بنفس العدد زميلنا مصطفى حسن في قوله، وأنعم به من قول: 'يمر غدا 40 عاما على رحيل الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكنت أعمل في دسك الأخبار مع استاذي الكبير محمد فهمي عبد اللطيف رحمه الله وكنا نقوم بإعداد الطبعة الأولى من الأخبار، وفجأة انهالت الاتصالات الهاتفية عن سر قطع إذاعة القاهرة برنامجها المعتاد وبدأت في إذاعة القرآن الكريم ولم تذع خبر وفاة الرئيس عبد الناصر إلا في الساعة 8 مساء تقريبا وانقلبت صالة تحرير الأخبار بين البكاء من صدمة النبأ ومحاولة قيام قيادات الصحيفة بتقديم العمل الصحافي وتغطية أنباء الرحيل المفاجىء ومن الرئيس القادم، وبعد 40 عاما من رحيل عبد الناصر ما زال يعيش في القلوب ولم يغب عن الجماهير التي عشقته وعاش مخلصا لها، وسيبقى اسم عبد الناصر كمنارة للتاريخ المصري الحديث، رجل من الشعب وهب حياته للوطن وعاش ومات نظيف اليد ولم نسمع عن قضايا فساد مالي أو أخلاقي، وكان حريصا على كرامة المواطن ليعيش مرفوع الرأس وكان يفهم مشاكل الناس ويشعر بآلامهم'.
سجال حول رواية هيكل عن قهوة السادات
وإلى قضية أخرى لا تزال تحتل مساحة من الاهتمام، وهي ما ذكره أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل عن شائعة دس السادات السم لخالد الذكر في فنجان القهوة، ونفيه لها، وقول صديقنا القيادي النقابي والناصري كمال أبو غيطة في عموده - نوبة صحيان - بجريدة 'الكرامة'، لسان حال حزب حركة الكرامة تحت التأسيس، وهي جريدة وحزب ناصريان: 'تذكرت على الفور إشاعة كانت تتردد في أعقاب موت الزعيم المناضل، مؤداها أن د. علي العطفي عميد معهد العلاج الطبيعي والذي كان يعالج جمال عبدالناصر بالتدليك، قام بتدليك جمال عبدالناصر بسموم لا تظهر آثارها في أي تشريح، وذلك تنفيذا لخطة 'إسرائيل'، القصة مختلفة، وقد حققتها بنفسي، حيث شاءت الأقدار أن أركب سيارة السجن أثناء اغتيالات سبتمبر لأجد داخل السيارة شخصا عرفني بنفسه بأنه علي العطفي، بادرت د. علي العطفي بسؤال، ورجوته أن يصدقني القول حيث انني وهو مقيدان واستحلفته أن يقول لي حقيقة الإشاعة، فأكد لي بأنه لم ير جمال عبدالناصر في حياته، وبعد خروجه سألت الأخ العزيز خالد عبدالناصر فأكد لي أن د. علي العطفي لم يدخل منزل الرئيس أبدا. أميل إلى أن المناضل جمال عبدالناصر مات موتة طبيعية، وان الآراء التي حكيت حول قتله لم تنجح، سواء من الأمريكان أو الصهاينة، وحكي لي الصديق العزيز المهندس أبو العلا ماضي بأنه سمع من زينب الغزالي أن 12 قرارا باغتيال جمال عبدالناصر صدرت في منزلها وطبعا لم تنجح، لماذا نستبعد أن يكون رئيسنا لم يحتمل قلبه الذي اتسع باتساع وطنه العربي الكبير لم يحتمل ذبح المقاومة الفلسطينية بمقاييس ذلك الزمان'.
الاخوان كانوا يستهدفون عبد الناصر
وصديقنا العزيز أبو العلا محظور سابق - آسف - إخواني سابق، وهو وكيل مؤسسي - حزب الوسط - تحت التأسيس، وأنا أصدقه في نقله الرواية عن السيدة زينب الغزالي - عليها رحمة الله - ولكني أتشكك فيها لأنها للأسف اعتادت على عدم قول الحقيقة في كثير من الأحيان إلا أنه كان هناك تخطيط للاغتيال في تنظيم 1965 بقيادة المرحوم سيد قطب وقيادتها هي وعبدالفتاح إسماعيل - عليهما رحمة ربك - وتم تجنيد اسماعيل الفيومي وهو أحد حراس خالد الذكر لقتله عندما تصدر الأوامر بذلك، وأما حكاية الأحد عشر قرارا الأخرى فالله أعلم بها، ولا اعتقد ان المحظورة - ييه، آسف أقصد الإخوان ـ يفكرون في الاغتيالات الآن، وان كان لواء الشرطة السابق ورجل الأعمال وعضو مجلس الشورى المعين عن الحزب الوطني واستاذ القانون الجنائي الدكتور نبيل لوقا بباوي قد حذر من اغتيال الجماعة لوحيد حامد، بقوله في جريدة 'الميدان' الاسبوعية المستقلة: 'إذا ظلت سياسة الإخوان كما هي التي وضعها حسن البنا فمن المؤكد أن وحيد حامد سوف يقتل ماديا بعد أن تم قتله معنويا من خلال الانترنت والفيس بوك، وإذا قتل وحيد حامد سوف ينقلب ثمانون مليون مصري على الإخوان المسلمين وسوف ينقلب مائتان وخمسون مليون عربي على الإخوان المسلمين، ولذلك نتمنى من مجلس شورى الإخوان أن يعيد صياغة سياسة الاغتيالات للخصوم وأن يفتح صفحة جديدة مع الشعب المصري بإلغاء نظام الاغتيالات المادية والتصفية الجسدية وإلغاء نظام الاغتيال المعنوي للخصوم من خلال الانترنت وأتمنى من الإخوان المسلمين بدلا من سياسة تكفير الآخر أن يعرضوا وجهة نظرهم من خلال عمل فني بحيث يستمتع الجمهور المصري بالرأي والرأي الآخر والحكم في النهاية لذكاء المشاهد، وأتمنى من الآخ العزيز حبيب العادلي والأخ العزيز حسن عبد الرحمن أن تكون هناك حراسة دائمة على وحيد حامد للحيلولة دون قتله وأتمنى من الأخ العزيز وحيد حامد أن يغير من محل وجوده الدائم أثناء الكتابة في أحد الفنادق الكبرى لأن مقتل وحيد حامد سوف يكون كارثة قومية لأن تجربة قتل الخازندار والنقراشي مازالت في الأذهان'.
وهكذا فقد أعذر من أنذر، وحسن عبد الرحمن هو اللواء حسن مدير مباحث أمن الدولة، والغريب في الأمر أنه يخاطف اثنين، وهما العادلي وعبد الرحمن، ينتميان إلى جيل من ضباط أمن الدولة يتميز بالوعي السياسي، والهدوء والدقة، وعدم توريط النظام في أي مشاكل بقدر الإمكان، ولم تنفع هذه المحاولات الاستعراضية معهم، أما المكان الذي طلب من وحيد تغييره واعتاد التواجد فيه للكتابة فهو فندق الميرديان، أو غراند حياة الآن، ولا أعرف ان كان قد غيره إلى فندق آخر أم لا.
هيكل ينفي التهمة عن السادات
ثم نعود إلى موضوعنا الأصلي، عن حكاية هيكل والسادات، وقول زميلنا وصديقنا عبدالله السناوي رئيس تحرير'العربي': 'هيكل نفى التهمة عن 'السادات' ونفى في الوقت نفسه الاستنتاج الذي استخلصه البعض من هذه الواقعة التي كان أحد شهودها من أن 'السادات' دس السم في فنجان القهوة، رغم النفي الصريح لتلك التهمة الخطيرة التي لا يوجد دليل قاطع عليها، تعرض 'الأستاذ' الى حملات تجريح تجاوزت كل حد سياسي أو أخلاقي، كأن ليس من حقه أن يروي ما شاهد وعاين بنفسه في برنامج طبيعته من عنوانه: 'تجربة حياة'.
كان في هذه الحلقة المثيرة يروي المشاهد الأخيرة في حياة الريس، وما جرى في مؤتمر القمة الاستثنائي في سياق الحديث المطول عن 'الطريق إلى أكتوبر، في صحبة جمال عبد الناصر' والذي سوف يتبعه حديث مطول آخر في هذا الطريق، 'بصحبة أنور السادات' كان الكلام في سياقه ولم يكن له أدنى صلة بمرور أربعين عاما على رحيل 'عبد الناصر' أو إثارة شكوك حول طبيعة وفاته بهذه المناسبة، فقد انتهى 'هيكل' من تسجيل هذه الحلقة الأخيرة في هذا الجزء من شهادته في 'تجربة حياة' قبل نحو 4 أشهر من بثها قبل أن يبدأ إجازة الصيف الطويلة، وقد قيل على نطاق واسع أن هيكل يصفي حسابات شخصية مع 'السادات' والحقيقة أن العلاقة بين الرجلين انفصمت لأسباب سياسية وليست شخصية، فبعد حرب أكتوبر كانت للرئيس 'السادات' تصوراته الخاصة في الإدارة السياسية لنتائجها، اختلف ،هيكل معها وكانت هناك مداخلات ومشادات بينهما حول هذه الإدارة قبل أن تفترق الطرق بينهما. وكانت السيدة 'جيهان السادات' شاهدة على هذه الأجواء الملتهبة بين صديقين قديمين على وشك أن يفترقا كل في طريق، وذات مساء قرب نهاية الصداقة بينهما - في لقاء له طابع عائلي احتد 'هيكل' في النقاش عندما أخذ الرئيس 'السادات' يسهب في شرح مواقفه الجديدة قائلا انه سوف يراهن بالكامل على الولايات المتحدة، وقد أبلغ 'هيكل' في هذا المساء السيدة زوجته 'هدايت تيمور' التي كانت بصحبته في هذا اللقاء العائلي العاصف انه سوف يغادر 'الأهرام' لأنه غير مستعد للدفاع عن سياسة غير مقتنع بها، ففي هذه الحالة سوف يخسر نفسه، قبل أن يقول لها مطمئنا: 'ثقي أن الخيار الأخلاقي سوف ينتصر في النهاية' ترك 'هيكل' الأهرام باختياره، ولم يكن صحيحاً أن 'السادات' أقاله، أو أن هناك أزمة شخصية بينهما في ذلك الوقت حاول 'السادات' أن يستعيده مرة أخرى وعرض عليه تولي مواقع تنفيذية عليا، ولكن 'هيكل رفض وأخذ يروي في 'الطريق إلى رمضان' تحفظاته وانتقاداته للتوجهات المصرية الجديدة في الإدارة السياسية بعد حرب أكتوبر، وأثارت تلك الانتقادات حنق 'السادات' عليه وجعل من الخلاف السياسي صداما شخصيا أودع بسببه هيكل في السجن أثناء اعتقالات سبتمبر الشهيرة.
قصة العلاقة بين الرجلين أكثر تعقيدا مما يروى، ولا يستطيع أحد أن يدين 'السادات' بلا دليل قاطع ونهائي ولا يستطيع أحد في الوقت نفسه أن ينفي احتمال أن يكونوا قد نجحوا في الوصول إلى جمال عبد الناصر.
هذه مسألة يحسمها التاريخ وتحسمها الوثائق عندما تكشف ما تبقى في جعبتها من أسرار، ما كشفه 'هيكل' من وثائق وتسجيلات مودعة في الأرشيف السري يطرح السؤال ويضغط عليه، وهو سؤال مشروع ومشروعيته تسندها وثائق ومستندات، ولن تغلق الأبواب أمامه حفلات الشتائم والتطاول على 'الأستاذ' فشهادته لها قيمتها وإلا ما كان لها هذا الدوي الذي جرى في الأيام الأخيرة والعلاقة بين 'هيكل والسادات' هي موضوع الحلقات الجديدة في 'سيرة حياة' التي سوف تبث في نوفمبر المقبل، وهي حلقات قد تحمل مفاجآت جديدة تشرح وتفسر بالوثائق قصة ما جرى بعد رحيل جمال عبد الناصر المفاجىء'.
محاولات التخلص من عبد الناصر بدأت مبكرا
أيضاً وفي نفس العدد قال زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' وعضو مجلس نقابة الصحافيين يحيى قلاش: 'هيكل أكد بالإشارة إلى وثائق وكتابات أن محاولات التخلص من عبد الناصر بدأت مبكرا، وبلغت ذروتها - بمؤشرات ودلائل كثيرة - عام 1970 الذي صادف رحيله على هذا النحو الدرامي - وفي إطار تفنيده لكل الحجج حول موته 'الطبيعي' أو العمدي جاء تعرضه لواقعة فنجان قهوة السادات ونفيه الواضح وغير الملتبس للواقعة التي كان هو شاهدها، إلا أنها أثارت عاصفة من الجدل والحوار وبعضها حاول أن يواصل مهمة معرفة الحقيقة التي لا يستطيع أحد الجزم بها دون أدلة قاطعة وأسانيد كما ذكر هو نفسه، وبعضها كان مناسبة للإثارة الصحافية المشروعة حول إعادة فتح ملف موت عبد الناصر ومحاولات اغتياله، وكذلك ما حدث لقادة تاريخيين على مستوى العالم ما زال ملف موتهم ملغزا ويكتنفه الغموض.
إلا أن 'زوبعة فنجان السادات' أثارت كذلك سخفاً معتادا رأينا هيكل غير ملتفت إليه رغم اننا نتوقف عنده للعظة والعبرة ورصد هذا المستوى من الدرك الأسفل الذي ننحدر إليه تباعا على كافة المناحي في حياتنا.
وهيكل الذي اعتقد انه ليس في حاجة إلى حملة مباخر أو دراويش عودنا ألا يخشى سفهاء أو أصحاب غرض مغلوبين على أمرهم، وعلمي كذلك انه شديد النفور من الصنف الأول ولم يهتم يوما بالصنف الثاني'.
وعند هذا الحد، سنتوقف عن متابعة هذه المعركة إلا إذا كان فيها جديد، والآن إلى المعركة الأخرى الملتهبة.
الأقباط ودعوة المسلمين للعودة للجزيرة العربية
وإلى أشقائنا الأقباط والفتنة الطائفية التي أطلت علينا برأسها، سواء من المظاهرات بسبب كاميليا شحاتة أو كلام صديقنا العزيز الدكتور محمد سليم العوا، أو كلام الانبا بيشوي.
ونبدأ مع زميلنا بـ'الأهرام' محمد السعدني وقوله يوم الاثنين: 'حتى وقت قريب كنا نعتبر ما يقوله غلة المتطرفين المسيحيين في بلاد المهجر، من أن مسلمي مصر هم أحفاد الحفاة العراة وأن عليهم أن يرحلوا إلى موطنهم الأصلي في الجزيرة العربية نوعا من الهراء الذي لا يستحق الالتفات اليه أو الانتباه خاصة أن الكنيسة المصرية الرسمية كانت دوما تسارع إلى تأكيد عدم مسؤوليتها عن هذا الهراء، إلى أن فوجئنا بكلام منسوب إلى الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكنيسة المصرية يحمل المعنى نفسه ولكنه مغلف بورق من السوليفان، يقول: إن المسلمين هم ضيوف مرحب بهم على المسيحيين، ثم في موضع آخر يشكك في احدى الآيات القرآنية.
- ليس مطلوبا تصعيد الأمر الى القضاء، ولكن المطلوب هو الاتفاق على العودة بالخطاب الديني إلى سابق عهده، وأن يحترم كل طرف الآخر ولا يقترب من المسائل الخلافية، وأن يكون الضرب بيد من حديد من نصيب أي طرف يحاول اللعب بوحدة الوطن.
- انها مسؤولية الأزهر والكنيسة معا، ثم انها مسؤولية الدولة التي عليها دور كبير في تعميق قيمة المواطنة والمشاركة الديمقراطية قبل أن تغرق السفينة بمن فيها؟!'.
نعود للماضي فهذا معناه أننا نضيق بالحاضر
ونترك 'الأهرام' ونتوجه إلى 'المصري اليوم' في نفس اليوم بعد أن علمنا بوجود مقال مهم جدا، كتبه أحد أشقائنا الأقباط وهو الدكتور ماجد موريس استشاري الطب النفسي بالمعهد الطبي القومي في دمنهور، وقال فيه: 'عندما نعود للماضي فهذا معناه أننا نضيق بالحاضر، وكلما ازداد اشتياقنا له ورجوعنا إليه يعني هذا أن الحاضر غدا قبيحا منفرا، لن أعود لتاريخ سحيق، ولكنني أستعيد الآن جلستي على مقعد في الروضة بجوار زميلي ماهر محمد صبري، أنا أقول له إن عبد الناصر مسيحي، وهو يؤكد لي أن عبد الناصر مسلم وننصرف كل يوم دون أن نصل لنتيجة لأن الفارق كان لا يعني شيئا، جرت الأيام سريعة وتراكمت أحداث بعد أحداث، تغيرات خارجية وأخرى داخلية مستجدات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ليس هذا مقام ذكرها، الى ان وصلنا إلى زمن الفتنة والتلاشي، زمن عشوائي بغيض يصدق عليه القول الشعبي 'القوالب نامت والأنصاص قامت' أو بالعربي الفصيح 'إذا نام الأسد قفزت القرود إلى الأشجار'.
1- قبل 4 أو 5 عقود كان النظام الناصري، وأضفت الديكتاتورية ظلالها على جميع المؤسسات، وسادت كاريزما الرجل الأوحد عبد الناصر من المحيط للخليج تناظرها في أفئدة الأقباط كاريزما رجل الصلاة الطيب البابا كيرلس، وساهم هذا التوازن في جو عام من الاستقرار.
3- تغير المناخ السياسي في عهد الرئيس السادات ولعدة أسباب كانت ضرورة المزاوجة بين الدين والسياسة.
4- مع اتساع الرقعة الديمقراطية والانفتاح السياسي والاقتصادي غاب عن الساحة دور الزعيم الأوحد 'عبدالناصر والسادات' وحل محله دور أكثر إنسانية 'مبارك' ولم يعد ممكنا أن تجتمع كل خيوط المشكلة أي مشكلة، في يد شخص واحد، تعددت الأطراف الفاعلة والمتأثرة بكل قضية من القضايا وبكل حدث من الأحداث، وهذا ما أدى إلى كشف ما كنا نعتبره واجب الستر.
7- نصل لشخص الأنبا بيشوي وهو مربط الفرس بعد هذا التمهيد فتقول ان علامات استفهام كثيرة تحيط به منذ زمن ليس بقريب.
علامات استفهام تحيط بتشدده العقيدي ضد الطوائف غير الأرثوذكسية، وعلامات استفهام تحيط بموقفه من آراء الأب متى المسكين والإجراءات التي كان يتخذها من رجال الكنيسة الذين يعرضون كتبه في مكتبات الكنائس أو يستشهدون بأقواله في عظاتهم. علامات استفهام تحيط بسيطرته على المناطق التي تدر دخلا للكنيسة القبطية من التبرعات والنذور في كنائس مارجرجس بميت دمسيس والست دميانة بالبراري ببلقاس وأبانوب بسمنود والست رفقة بسنباط، إضافة لإيكال البابا له مهمة الإشراف على عدد من مناطق الصعيد ورئاسته مجالس إدارة عدد من كنائس القاهرة بالأحياء الغنية، علامات استفهام تحيط بدوره في الوقيعة بين ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي بالقاهرة وبين البابا شنودة.
8- قداسة البابا شنودة الثالث تربينا على عظاتكم وأثرت قصائدكم في وجداننا، وكنت وما زلت مصدر افتخارنا بمواقفك الوطنية الحكيمة وبمحبتك الصادقة للجميع، نعلم أنه من الصعب على الإنسان أن يستيقظ ذات يوم ليصحح رؤيته لواحد من محبيه وكبار معاونيه، ولكن المسؤولية التاريخية أهم وأبقى والحفاظ على سلامة الشعب ووحدة الكنيسة أهم وأبقى، وأخطاء المعاونين في النهاية تحسب تاريخيا على القائد وليس على البطانة 'أخطاء صلاح نصر تحسب على عبد الناصر، وهزيمة عبد الحكيم عامر نسبت لعبد الناصر وكان اختفاء عامر من الساحة بعد الهزيمة خطوة في نيل إبراء الذمة'، لقد استنت يا قداسة البابا سنة أن يختار الشعب من يرعاه، فإن كان هذا التوجه صادقا وأغلب ظني أنه كذلك، فلماذا لا تستجيب لرغبة الشعب في عودة هذه الشخصية للدين ويمكن جمع 10 آلاف توقيع على هذا المطلب'.
موقف الحكومة من غلاء المواد الغذائية
وإلى حكومة ما أشبه وما يستجد، وما قبلهما معروف ولا داعي لمضايقتكم بتكراره، وهو الشؤم والنحس والبيزنس، لدرجة أن زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب، واصل إظهار عظيم إعجابه به وبرئيسها فقال عنه أمس: 'سمعت أن د. نظيف راجع التقارير الرسمية عن غلاء الخضراوات بنسبة ثلاثمائة في المائة، كما راجع أسعار المواد الغذائية وعلى رأسها اللحوم، وبعد أن صدق على التقرير توجه إلى مصلحة الشهر العقاري ليسجل اختراعه للغلاء الفاحش غير المسبوق في مصر، كما سمعت أن موسوعة غينس سجلت الرقم القياسي الذي وصل إليه د. نظيف في تطليع روح الناس بنسبة ألفين في المائة'.
الغاء عقد 'مدينتي' وبيع للشركة نفسها
ومن المواد الغذائية الى عقد مدينتي الذي حكمت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة ببطلانه واعتبره الدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر متفقا مع شرع الله والقانون، وقال عنه أمس في عموده اليومي بـ'الجمهورية' - قرآن وسنة -'المحكمة الموقرة أصدرت حكمها الذي أصاب حقائق الشرع الحنيف قبل أن يجيء متفقا مع صحيح القانون وذلك دون إخلال بحقوق الغير حسني النية الذين دفعوا ما عليهم من مستحقات كاملة. لقد حرر هذا الحكم القضائي قطعة عزيزة من أرض مصر، وأعادها إلى أحضان الكنانة حتى يهنأ بها أبناؤها المساكين. لقد حرر الحكم العادل هذه القطعة الغالية لأرض الكنانة من سيطرة الغيد الحسان في لبنان وغير لبنان، وأطاح بما شاب عقد التصرف فيها من بطلان وأصبح الحق فيها خالصا للمواطن الغلبان وحتى يؤمن الناس جميعا ان المالك الحقيقي هو الله الواحد الديان اللهم صلي وسلم وبارك على النبي العدنان خاتم النبيين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام'.
والحقيقة أن النجار هو أحد أبناء مصر المساكين لأنه لم يتابع أي شيء بعد صدور الحكم، وهو أن اللجنة المحايدة التي شكلها رئيس الوزراء قررت إلغاء عقد البيع، ثم بيع الأرض بالأمر المباشر أيضا لنفس الشركة وهو ما دفع زميلنا وصديقنا بالجريدة محمد العزبي لأن يسخر من هكذا حكومة بالقول في نفس العدد: 'الاستهتار والتفريط وشبهة الفساد التي لا نعرف من أين تهب رائحته، بدأ العمل السريع لإنقاذ الموقف، ليس غضباً لخرق القانون وإنما إنقاذ للمستثمر الشاطر، وتشكلت لجنة 'محايدة' للخروج من المأزق، انتهت إلى أن تتسلم الحكومة أرض 'مدينتي' لتعيدها في التو واللحظة لنفس الشركة، أي منه وإليه، من قال بأن اللجنة محايدة، ومن بين أعضائها ممثل للهيئة العمرانية للمجتمعات وهي طرف في القضية وهي التي سبق وباعت الأرض.
هل يهتم جمهرة الناس بالجدل الدائر حول أرض 'مدينتي'؟ وهل يغضبون حقا عندما يعرفون حجم وهول ما يجري في كل شبر على أرض مصر؟ وهل لديهم وقت لرفاهية متابعة مثل تلك الأمور وهم يبحثون عن رغيف عيش يحيط بتوفره الغموض بعد أن أوقفنا - بأيدينا - زراعة القمح وفضلنا 'الكانتلوب'؟
وهل يجدون وقتا بعد الطوابير المرهقة بحثا عن كتاب لدراسة تلاميذهم، فلا الكتب الحكومية توفرت، ولا الخارجية غير محرمة، لكل ذلك وغيره يضحك الناس بمكر وبلاهة وهم يتابعون حدوتة 'مدينتي'!!'.
حكايات وروايات عن منع الروايات والمسرحيات
وأخيرا إلى الحكايات والروايات، وستكون هذه المرة من مجلة الإذاعة والتليفزيون في عددها قبل الماضي، في الحديث الذي أجرته زميلتنا الجميلة أميرة سعيد، مع الطبيب أحمد ابن الأديب والكاتب الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوي صاحب الروايات والكتب والمسرحيات الشهيرة، مثل الأرض، والفتى مهران، ومسرحيات أخرى تم منعها لأسباب دينية، ومعارك خاضها ضده عدد من علماء الدين، قال عنها أحمد: 'الشيخ عبد الحليم محمود كان يحب الشرقاوي جدا ولكن الخلاف بينهما كان خلافا فكريا لا يرقى إلى أن يهدم أحدهما الآخر، ولكن استغلت المؤسسة الدينية ومجموعة من المثقفين هذا في محاولة هدم الصورة المشرقة للفكر المستنير الذي يمثله عبد الرحمن الشرقاوي، وكل من حذا حذوه، إنما كانت فكرة الخلاف أساسا تدور في نطاق فكري، فالشيخ عبدالحليم محمود قال إن مما يسترعي الانتباه أن العشرة المبشرين بالجنة كانوا كلهم من الأغنياء، مما كرس فكر الرأسمالية، بمعنى أنت غني فاشتر الجنة بأموالك، إنما الفقير ليس مبشرا بالجنة. وتصدى عبد الرحمن الشرقاوي لهذا، لأن الغنى والفقر بيد الله وأن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم، فتصدى عبد الرحمن الشرقاوي بنص هذا الحديث وتصدى بأحاديث أخرى بشرت فقراء معدمين مثل عمار بن ياسر وعلي بن أبي طالب بالجنة والرسول نفسه كان فقيرا، ففكرة ترسيخ المفاهيم الرأسمالية في الإسلام على أن الدين رأسمالي وفكر البتروإسلام تحديدا جاءت بها مجموعة من الناس من خارج الدائرة الإسلامية المستنيرة، كانوا يقومون بصرف الأموال على الإسلام وذلك لترسيخ دعوة السلفية الوهابية التي من شأنها ترسيخ دعائم حكمها ولكن عبد الرحمن الشرقاوي كان ضد هذا الفكر.
الشيخ الغزالي وفيلم عبد الرحمن الشرقاوي
الشيخ الغزالي حذا حذو السلفيين لنفس السبب، وكان عبد الرحمن الشرقاوي مرشحا وقتها لنيل جائزة الملك فيصل، وهي أعلى جائزة لكاتب أو لمفكر إسلامي مستنير وكان الملك فيصل رحمه الله، يعشق كتابات عبد الرحمن الشرقاوي وكان يريد إعطاءه هذه الجائزة، فتم تشويه عبد الرحمن الشرقاوي وتشويه أفكاره وتصويره على أنه فكر خارج عن الإسلام، وذلك لغرض خدمة المؤسسة الدينية المستفيدة بالدين وبالسلفية وبالفكر المتحجر، والتي ليس من مصلحتها عدم إقامة واسطة بين العبد وربه، ومن هنا كانوا يحاربون كل أعمال عبد الرحمن الشرقاوي لدرجة أن فيلما مثل 'الرسالة' ظل ممنوعا في مصر طوال حياة عبد الرحمن الشرقاوي، لدرجة أن الشرقاوي طالب برفع اسمه من الفيلم حتى يتم عرضه، هذا الفيلم تسبب في اعتناق أكثر من خمسين ألف إنسان عبر العالم الإسلام، ولكن تم منع الفيلم لأن عبد الرحمن الشرقاوي كتب سيناريو وحوار هذا الفيلم.
هذا الفيلم تم الإفراج عنه منذ 5 سنوات وذلك بعد أن عرضه العالم العربي والإسلامي، وأيضا تم عرضه بعد وفاة عبد الرحمن الشرقاوي بأكثر من 15 سنة ولكن طوال حياة الشرقاوي هذا العمل كان ممنوعا من العرض، ايضا مسرحيتا 'الحسين' يتكلمون عنهما كأعظم عمل مسرحي على مر تاريخ المسرح، فلم يحدث على مر تاريخ المسرح المصري والعربي أو حتى اليوناني عمل بهذا القدر من العظمة والحبكة الفنية الرفيعة.
عبد الناصر كان من أشد المعجبين بأعمال الشرقاوي، وعبد الناصر هو الذي أجاز عمله العظيم 'محمد رسول الحرية' لأن الأزهر وقف ضد هذا العمل، ووقف ضد كثير من أعماله الإسلامية، وصدر قرار من عبد الناصر شخصيا، بنشر هذه الأعمال، وحياه عليها'.
والدكتور الشيخ عبد الحليم محمود، درس في فرنسا، وكان من كبار الصوفيين، وأصبح وكيلا للأزهر في عهد خالد الذكر وكان عضوا في التنظيم الطليعي السري بالاتحاد الاشتراكي والتنظيم السياسي الوحيد، ثم تولى مشيخة الأزهر في عهد السادات، ووقف بصلابة ضد التعديلات في قوانين الأحوال الشخصية التي وقفت وراءها السيدة جيهان السادات، وقال انها لن تمر إلا فوق جثته.
ولم يتم تمريرها إلا بعد وفاته - عليه رحمة الله - وأما الداعية الشيخ المرحوم محمد الغزالي، فكان حتى ثورة يوليو 1952 عضوا في مكتب الإرشاد، بجماعة الإخوان وتم فصله منها بعد قيادته هو ومجموعة على رأسها عبد الرحمن السندي المسؤول عن الجهاز الخاص، محاولة انقلاب على المرشد الثاني المرحوم المستشار أحمد حسن الهضيبي والاستيلاء على المقر الرئيسي للجماعة في حي الحلمية بالقاهرة ولكن المحاولة انتهت بالفشل عام 1953، وترك الغزالي الجماعة، وعمل مع الثورة، وتولى منصب المسؤول عن الدعوة بوزارة الأوقاف.
عبد الناصر يعيش بين المصريين رغم طول الغياب
ونبدأ تقريرنا اليوم، وكلنا سعادة، ببعض أبرز ردود الأفعال على الذكرى الأربعين لوفاة خالد الذكر، وإذا لم أفعل أنا ذلك، فما فائدة التوكيل الذي أحمله وأتعيش من ورائه؟ وأبدأ بالأستاذ بكلية طب جامعة القاهرة ومؤسس حركة 9 مارس لأساتذة الجامعات، وأحد أبرز معارضي نظامنا الوطني، الدكتور محمد أبو الغار وقوله في 'العربي' لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية ولا مسؤولا عن الإعلام في أمانة القاهرة، وإنما عضو قاعدي: 'مما لا شك فيه أن جمال عبد الناصر كان زعيما ذا شعبية طاغية لا تقارن برؤساء الجمهورية الذي جاءوا بعده، ومما لا شك فيه أن هناك جمهورا كبيرا للرئيس الراحل داخل الشعب المصري الآن ومن المؤكد أن هذا التيار أكبر بكثير جدا من حجم الحزب الناصري.
هذه الشعبية الطاغية هي وليدة انجازات جبارة حققها عبد الناصر ومن أهمها تحقيق الإرادة الوطنية، فكان القرار المصري يؤكد داخل مصر وبإرادة مصرية، وكانت محاولة عبد الناصر إقامة دولة صناعية حديثة هي شيء عظيم، صحيح أن هذا الأمر أصيب بانتكاسة كبرى بعد ذلك ولكن المحاولة كانت طفرة في التفكير.لقد حقق عبد الناصر طفرة كبيرة في تقريب الفوارق بين الطبقات وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية وكذلك أعطى للعمال والفلاحين حقوقا أخذوها لأول مرة، هذه المشروعات العظيمة وهذه الانجازات الكبيرة قد فشلت في النهاية وتفككت تدريجيا بسبب خسارة حرب يونيه 1967 ثم بسبب سياسات الرئيس السادات ومبارك. لقد كان لمصر وضع متميز في المنطقة وكلمة مسموعة وكان المصري محترما في أي بلد عربي لأن بلده كان محترما، الفساد في عهد عبد الناصر كان نادرا وكان فسادا تافها مقارنة بفساد العهد الحالي الذي وصل إلى عنان السماء.
يتهم الكثيرون عبد الناصر بأنه كان ديكتاتوراً وقبل أن نتحدث عن هذه التهمة يجب أن نتذكر انه في فترة حكم عبد الناصر كانت كل أفريقيا محكومة حكماً ديكتاتورياً وكل البلاد العربية ومازالت نظامها دكتاتوري أو فاشي أو ما يجمع بين الاثنين وأمريكا الجنوبية ودول أوروبا الشرقية، كانت كلها تحكم بأنظمة شمولية، ديكتاتورية، كانت الديمقراطية فقط في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية والهند فقط لا غير، يعني ذلك أن هذا كان الوضع الطبيعي آن ذاك في دول العالم الثالث ولم يشذ عبد الناصر عن ذلك ولا يمكن محاسبته بمقاييس القرن الواحد والعشرين الذي أصبح فيه العالم كله باستثناء العرب يعيشون في ديمقراطية وحرية'.
دعوة الاجيال القادمة للتمثل بعبد الناصر
وإذا كان الدكتور محمد أبو الغار من محبي خالد الذكر ومعارضي نظامنا الوطني، وبالتالي من الطبيعي أن يقول ما قال، فما رأي المساكين، المناكيد، من الذين يعمي الحقد قلوبهم في قول الدكتور الشوادفي منصور شريف الاستاذ بجامعة المنوفية والمشرف العام على مركز الدراسات الوطنية بمحافظة المنوفية التابع للحزب الوطني الحاكم في 'الأخبار' يوم الاثنين: 'مما لا شك فيه أن يوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، يوم رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كأنه الأمس.
فالزعيم لم تفارق صورته ذهني ولا خيالي أنا وأمثالي من جيل الخمسينات والستينات الذين تفتحت أعيننا على انتصاراته العظيمة على المستعمر الأجنبي، إنني فعلا أعتز أنني من ذلك الجيل الذي عاش مرفوعاً للهامة وشرب منه نبل الوطنية والشموخ في عهد ناصر، لقد تشرفنا بالانتساب إليه عربا مسلمين ومسيحيين، إنك يا زعيم هذه الأمة مازلت خالدا في أذهان وعقول أبنائها، والتاريخ سجل بأحرف من نور انك قدر المستطاع أرسيت العدل الاجتماعي والاشتراكية، فحررت الضعفاء والفقراء، فرفعوا هاماتهم عالية فتعلموا في عهدك وتملكوا الأرض والمصانع، وأعدت لهم حريتهم المستباحة فأعدت لهم قناة سويسهم المسلوبة وبنيت لهم سدا عاليا أمن لهم نيلهم وأرزاقهم ورفعت هاماتهم إلى السماء.
انني أناشد الأجيال التي لم تر ناصر ولم تعش أمجاده أن تستلهم من ذكراه حب الوطن، ودرء الفتن، واستعادة الوعي بعظمة هذه الأمة، بالحفاظ على وحدتها، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف هذا الوطن'.
كيف تعامل الاعلام مع وفاة عبدالناصر
إييه، إييه، وهكذا يذكرنا الشوادفي بالذي كان ياما كان، في عهد خالد الذكر وسالف العصر والأوان. وهو نفس ما فعله بنفس العدد زميلنا مصطفى حسن في قوله، وأنعم به من قول: 'يمر غدا 40 عاما على رحيل الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكنت أعمل في دسك الأخبار مع استاذي الكبير محمد فهمي عبد اللطيف رحمه الله وكنا نقوم بإعداد الطبعة الأولى من الأخبار، وفجأة انهالت الاتصالات الهاتفية عن سر قطع إذاعة القاهرة برنامجها المعتاد وبدأت في إذاعة القرآن الكريم ولم تذع خبر وفاة الرئيس عبد الناصر إلا في الساعة 8 مساء تقريبا وانقلبت صالة تحرير الأخبار بين البكاء من صدمة النبأ ومحاولة قيام قيادات الصحيفة بتقديم العمل الصحافي وتغطية أنباء الرحيل المفاجىء ومن الرئيس القادم، وبعد 40 عاما من رحيل عبد الناصر ما زال يعيش في القلوب ولم يغب عن الجماهير التي عشقته وعاش مخلصا لها، وسيبقى اسم عبد الناصر كمنارة للتاريخ المصري الحديث، رجل من الشعب وهب حياته للوطن وعاش ومات نظيف اليد ولم نسمع عن قضايا فساد مالي أو أخلاقي، وكان حريصا على كرامة المواطن ليعيش مرفوع الرأس وكان يفهم مشاكل الناس ويشعر بآلامهم'.
سجال حول رواية هيكل عن قهوة السادات
وإلى قضية أخرى لا تزال تحتل مساحة من الاهتمام، وهي ما ذكره أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل عن شائعة دس السادات السم لخالد الذكر في فنجان القهوة، ونفيه لها، وقول صديقنا القيادي النقابي والناصري كمال أبو غيطة في عموده - نوبة صحيان - بجريدة 'الكرامة'، لسان حال حزب حركة الكرامة تحت التأسيس، وهي جريدة وحزب ناصريان: 'تذكرت على الفور إشاعة كانت تتردد في أعقاب موت الزعيم المناضل، مؤداها أن د. علي العطفي عميد معهد العلاج الطبيعي والذي كان يعالج جمال عبدالناصر بالتدليك، قام بتدليك جمال عبدالناصر بسموم لا تظهر آثارها في أي تشريح، وذلك تنفيذا لخطة 'إسرائيل'، القصة مختلفة، وقد حققتها بنفسي، حيث شاءت الأقدار أن أركب سيارة السجن أثناء اغتيالات سبتمبر لأجد داخل السيارة شخصا عرفني بنفسه بأنه علي العطفي، بادرت د. علي العطفي بسؤال، ورجوته أن يصدقني القول حيث انني وهو مقيدان واستحلفته أن يقول لي حقيقة الإشاعة، فأكد لي بأنه لم ير جمال عبدالناصر في حياته، وبعد خروجه سألت الأخ العزيز خالد عبدالناصر فأكد لي أن د. علي العطفي لم يدخل منزل الرئيس أبدا. أميل إلى أن المناضل جمال عبدالناصر مات موتة طبيعية، وان الآراء التي حكيت حول قتله لم تنجح، سواء من الأمريكان أو الصهاينة، وحكي لي الصديق العزيز المهندس أبو العلا ماضي بأنه سمع من زينب الغزالي أن 12 قرارا باغتيال جمال عبدالناصر صدرت في منزلها وطبعا لم تنجح، لماذا نستبعد أن يكون رئيسنا لم يحتمل قلبه الذي اتسع باتساع وطنه العربي الكبير لم يحتمل ذبح المقاومة الفلسطينية بمقاييس ذلك الزمان'.
الاخوان كانوا يستهدفون عبد الناصر
وصديقنا العزيز أبو العلا محظور سابق - آسف - إخواني سابق، وهو وكيل مؤسسي - حزب الوسط - تحت التأسيس، وأنا أصدقه في نقله الرواية عن السيدة زينب الغزالي - عليها رحمة الله - ولكني أتشكك فيها لأنها للأسف اعتادت على عدم قول الحقيقة في كثير من الأحيان إلا أنه كان هناك تخطيط للاغتيال في تنظيم 1965 بقيادة المرحوم سيد قطب وقيادتها هي وعبدالفتاح إسماعيل - عليهما رحمة ربك - وتم تجنيد اسماعيل الفيومي وهو أحد حراس خالد الذكر لقتله عندما تصدر الأوامر بذلك، وأما حكاية الأحد عشر قرارا الأخرى فالله أعلم بها، ولا اعتقد ان المحظورة - ييه، آسف أقصد الإخوان ـ يفكرون في الاغتيالات الآن، وان كان لواء الشرطة السابق ورجل الأعمال وعضو مجلس الشورى المعين عن الحزب الوطني واستاذ القانون الجنائي الدكتور نبيل لوقا بباوي قد حذر من اغتيال الجماعة لوحيد حامد، بقوله في جريدة 'الميدان' الاسبوعية المستقلة: 'إذا ظلت سياسة الإخوان كما هي التي وضعها حسن البنا فمن المؤكد أن وحيد حامد سوف يقتل ماديا بعد أن تم قتله معنويا من خلال الانترنت والفيس بوك، وإذا قتل وحيد حامد سوف ينقلب ثمانون مليون مصري على الإخوان المسلمين وسوف ينقلب مائتان وخمسون مليون عربي على الإخوان المسلمين، ولذلك نتمنى من مجلس شورى الإخوان أن يعيد صياغة سياسة الاغتيالات للخصوم وأن يفتح صفحة جديدة مع الشعب المصري بإلغاء نظام الاغتيالات المادية والتصفية الجسدية وإلغاء نظام الاغتيال المعنوي للخصوم من خلال الانترنت وأتمنى من الإخوان المسلمين بدلا من سياسة تكفير الآخر أن يعرضوا وجهة نظرهم من خلال عمل فني بحيث يستمتع الجمهور المصري بالرأي والرأي الآخر والحكم في النهاية لذكاء المشاهد، وأتمنى من الآخ العزيز حبيب العادلي والأخ العزيز حسن عبد الرحمن أن تكون هناك حراسة دائمة على وحيد حامد للحيلولة دون قتله وأتمنى من الأخ العزيز وحيد حامد أن يغير من محل وجوده الدائم أثناء الكتابة في أحد الفنادق الكبرى لأن مقتل وحيد حامد سوف يكون كارثة قومية لأن تجربة قتل الخازندار والنقراشي مازالت في الأذهان'.
وهكذا فقد أعذر من أنذر، وحسن عبد الرحمن هو اللواء حسن مدير مباحث أمن الدولة، والغريب في الأمر أنه يخاطف اثنين، وهما العادلي وعبد الرحمن، ينتميان إلى جيل من ضباط أمن الدولة يتميز بالوعي السياسي، والهدوء والدقة، وعدم توريط النظام في أي مشاكل بقدر الإمكان، ولم تنفع هذه المحاولات الاستعراضية معهم، أما المكان الذي طلب من وحيد تغييره واعتاد التواجد فيه للكتابة فهو فندق الميرديان، أو غراند حياة الآن، ولا أعرف ان كان قد غيره إلى فندق آخر أم لا.
هيكل ينفي التهمة عن السادات
ثم نعود إلى موضوعنا الأصلي، عن حكاية هيكل والسادات، وقول زميلنا وصديقنا عبدالله السناوي رئيس تحرير'العربي': 'هيكل نفى التهمة عن 'السادات' ونفى في الوقت نفسه الاستنتاج الذي استخلصه البعض من هذه الواقعة التي كان أحد شهودها من أن 'السادات' دس السم في فنجان القهوة، رغم النفي الصريح لتلك التهمة الخطيرة التي لا يوجد دليل قاطع عليها، تعرض 'الأستاذ' الى حملات تجريح تجاوزت كل حد سياسي أو أخلاقي، كأن ليس من حقه أن يروي ما شاهد وعاين بنفسه في برنامج طبيعته من عنوانه: 'تجربة حياة'.
كان في هذه الحلقة المثيرة يروي المشاهد الأخيرة في حياة الريس، وما جرى في مؤتمر القمة الاستثنائي في سياق الحديث المطول عن 'الطريق إلى أكتوبر، في صحبة جمال عبد الناصر' والذي سوف يتبعه حديث مطول آخر في هذا الطريق، 'بصحبة أنور السادات' كان الكلام في سياقه ولم يكن له أدنى صلة بمرور أربعين عاما على رحيل 'عبد الناصر' أو إثارة شكوك حول طبيعة وفاته بهذه المناسبة، فقد انتهى 'هيكل' من تسجيل هذه الحلقة الأخيرة في هذا الجزء من شهادته في 'تجربة حياة' قبل نحو 4 أشهر من بثها قبل أن يبدأ إجازة الصيف الطويلة، وقد قيل على نطاق واسع أن هيكل يصفي حسابات شخصية مع 'السادات' والحقيقة أن العلاقة بين الرجلين انفصمت لأسباب سياسية وليست شخصية، فبعد حرب أكتوبر كانت للرئيس 'السادات' تصوراته الخاصة في الإدارة السياسية لنتائجها، اختلف ،هيكل معها وكانت هناك مداخلات ومشادات بينهما حول هذه الإدارة قبل أن تفترق الطرق بينهما. وكانت السيدة 'جيهان السادات' شاهدة على هذه الأجواء الملتهبة بين صديقين قديمين على وشك أن يفترقا كل في طريق، وذات مساء قرب نهاية الصداقة بينهما - في لقاء له طابع عائلي احتد 'هيكل' في النقاش عندما أخذ الرئيس 'السادات' يسهب في شرح مواقفه الجديدة قائلا انه سوف يراهن بالكامل على الولايات المتحدة، وقد أبلغ 'هيكل' في هذا المساء السيدة زوجته 'هدايت تيمور' التي كانت بصحبته في هذا اللقاء العائلي العاصف انه سوف يغادر 'الأهرام' لأنه غير مستعد للدفاع عن سياسة غير مقتنع بها، ففي هذه الحالة سوف يخسر نفسه، قبل أن يقول لها مطمئنا: 'ثقي أن الخيار الأخلاقي سوف ينتصر في النهاية' ترك 'هيكل' الأهرام باختياره، ولم يكن صحيحاً أن 'السادات' أقاله، أو أن هناك أزمة شخصية بينهما في ذلك الوقت حاول 'السادات' أن يستعيده مرة أخرى وعرض عليه تولي مواقع تنفيذية عليا، ولكن 'هيكل رفض وأخذ يروي في 'الطريق إلى رمضان' تحفظاته وانتقاداته للتوجهات المصرية الجديدة في الإدارة السياسية بعد حرب أكتوبر، وأثارت تلك الانتقادات حنق 'السادات' عليه وجعل من الخلاف السياسي صداما شخصيا أودع بسببه هيكل في السجن أثناء اعتقالات سبتمبر الشهيرة.
قصة العلاقة بين الرجلين أكثر تعقيدا مما يروى، ولا يستطيع أحد أن يدين 'السادات' بلا دليل قاطع ونهائي ولا يستطيع أحد في الوقت نفسه أن ينفي احتمال أن يكونوا قد نجحوا في الوصول إلى جمال عبد الناصر.
هذه مسألة يحسمها التاريخ وتحسمها الوثائق عندما تكشف ما تبقى في جعبتها من أسرار، ما كشفه 'هيكل' من وثائق وتسجيلات مودعة في الأرشيف السري يطرح السؤال ويضغط عليه، وهو سؤال مشروع ومشروعيته تسندها وثائق ومستندات، ولن تغلق الأبواب أمامه حفلات الشتائم والتطاول على 'الأستاذ' فشهادته لها قيمتها وإلا ما كان لها هذا الدوي الذي جرى في الأيام الأخيرة والعلاقة بين 'هيكل والسادات' هي موضوع الحلقات الجديدة في 'سيرة حياة' التي سوف تبث في نوفمبر المقبل، وهي حلقات قد تحمل مفاجآت جديدة تشرح وتفسر بالوثائق قصة ما جرى بعد رحيل جمال عبد الناصر المفاجىء'.
محاولات التخلص من عبد الناصر بدأت مبكرا
أيضاً وفي نفس العدد قال زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' وعضو مجلس نقابة الصحافيين يحيى قلاش: 'هيكل أكد بالإشارة إلى وثائق وكتابات أن محاولات التخلص من عبد الناصر بدأت مبكرا، وبلغت ذروتها - بمؤشرات ودلائل كثيرة - عام 1970 الذي صادف رحيله على هذا النحو الدرامي - وفي إطار تفنيده لكل الحجج حول موته 'الطبيعي' أو العمدي جاء تعرضه لواقعة فنجان قهوة السادات ونفيه الواضح وغير الملتبس للواقعة التي كان هو شاهدها، إلا أنها أثارت عاصفة من الجدل والحوار وبعضها حاول أن يواصل مهمة معرفة الحقيقة التي لا يستطيع أحد الجزم بها دون أدلة قاطعة وأسانيد كما ذكر هو نفسه، وبعضها كان مناسبة للإثارة الصحافية المشروعة حول إعادة فتح ملف موت عبد الناصر ومحاولات اغتياله، وكذلك ما حدث لقادة تاريخيين على مستوى العالم ما زال ملف موتهم ملغزا ويكتنفه الغموض.
إلا أن 'زوبعة فنجان السادات' أثارت كذلك سخفاً معتادا رأينا هيكل غير ملتفت إليه رغم اننا نتوقف عنده للعظة والعبرة ورصد هذا المستوى من الدرك الأسفل الذي ننحدر إليه تباعا على كافة المناحي في حياتنا.
وهيكل الذي اعتقد انه ليس في حاجة إلى حملة مباخر أو دراويش عودنا ألا يخشى سفهاء أو أصحاب غرض مغلوبين على أمرهم، وعلمي كذلك انه شديد النفور من الصنف الأول ولم يهتم يوما بالصنف الثاني'.
وعند هذا الحد، سنتوقف عن متابعة هذه المعركة إلا إذا كان فيها جديد، والآن إلى المعركة الأخرى الملتهبة.
الأقباط ودعوة المسلمين للعودة للجزيرة العربية
وإلى أشقائنا الأقباط والفتنة الطائفية التي أطلت علينا برأسها، سواء من المظاهرات بسبب كاميليا شحاتة أو كلام صديقنا العزيز الدكتور محمد سليم العوا، أو كلام الانبا بيشوي.
ونبدأ مع زميلنا بـ'الأهرام' محمد السعدني وقوله يوم الاثنين: 'حتى وقت قريب كنا نعتبر ما يقوله غلة المتطرفين المسيحيين في بلاد المهجر، من أن مسلمي مصر هم أحفاد الحفاة العراة وأن عليهم أن يرحلوا إلى موطنهم الأصلي في الجزيرة العربية نوعا من الهراء الذي لا يستحق الالتفات اليه أو الانتباه خاصة أن الكنيسة المصرية الرسمية كانت دوما تسارع إلى تأكيد عدم مسؤوليتها عن هذا الهراء، إلى أن فوجئنا بكلام منسوب إلى الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكنيسة المصرية يحمل المعنى نفسه ولكنه مغلف بورق من السوليفان، يقول: إن المسلمين هم ضيوف مرحب بهم على المسيحيين، ثم في موضع آخر يشكك في احدى الآيات القرآنية.
- ليس مطلوبا تصعيد الأمر الى القضاء، ولكن المطلوب هو الاتفاق على العودة بالخطاب الديني إلى سابق عهده، وأن يحترم كل طرف الآخر ولا يقترب من المسائل الخلافية، وأن يكون الضرب بيد من حديد من نصيب أي طرف يحاول اللعب بوحدة الوطن.
- انها مسؤولية الأزهر والكنيسة معا، ثم انها مسؤولية الدولة التي عليها دور كبير في تعميق قيمة المواطنة والمشاركة الديمقراطية قبل أن تغرق السفينة بمن فيها؟!'.
نعود للماضي فهذا معناه أننا نضيق بالحاضر
ونترك 'الأهرام' ونتوجه إلى 'المصري اليوم' في نفس اليوم بعد أن علمنا بوجود مقال مهم جدا، كتبه أحد أشقائنا الأقباط وهو الدكتور ماجد موريس استشاري الطب النفسي بالمعهد الطبي القومي في دمنهور، وقال فيه: 'عندما نعود للماضي فهذا معناه أننا نضيق بالحاضر، وكلما ازداد اشتياقنا له ورجوعنا إليه يعني هذا أن الحاضر غدا قبيحا منفرا، لن أعود لتاريخ سحيق، ولكنني أستعيد الآن جلستي على مقعد في الروضة بجوار زميلي ماهر محمد صبري، أنا أقول له إن عبد الناصر مسيحي، وهو يؤكد لي أن عبد الناصر مسلم وننصرف كل يوم دون أن نصل لنتيجة لأن الفارق كان لا يعني شيئا، جرت الأيام سريعة وتراكمت أحداث بعد أحداث، تغيرات خارجية وأخرى داخلية مستجدات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ليس هذا مقام ذكرها، الى ان وصلنا إلى زمن الفتنة والتلاشي، زمن عشوائي بغيض يصدق عليه القول الشعبي 'القوالب نامت والأنصاص قامت' أو بالعربي الفصيح 'إذا نام الأسد قفزت القرود إلى الأشجار'.
1- قبل 4 أو 5 عقود كان النظام الناصري، وأضفت الديكتاتورية ظلالها على جميع المؤسسات، وسادت كاريزما الرجل الأوحد عبد الناصر من المحيط للخليج تناظرها في أفئدة الأقباط كاريزما رجل الصلاة الطيب البابا كيرلس، وساهم هذا التوازن في جو عام من الاستقرار.
3- تغير المناخ السياسي في عهد الرئيس السادات ولعدة أسباب كانت ضرورة المزاوجة بين الدين والسياسة.
4- مع اتساع الرقعة الديمقراطية والانفتاح السياسي والاقتصادي غاب عن الساحة دور الزعيم الأوحد 'عبدالناصر والسادات' وحل محله دور أكثر إنسانية 'مبارك' ولم يعد ممكنا أن تجتمع كل خيوط المشكلة أي مشكلة، في يد شخص واحد، تعددت الأطراف الفاعلة والمتأثرة بكل قضية من القضايا وبكل حدث من الأحداث، وهذا ما أدى إلى كشف ما كنا نعتبره واجب الستر.
7- نصل لشخص الأنبا بيشوي وهو مربط الفرس بعد هذا التمهيد فتقول ان علامات استفهام كثيرة تحيط به منذ زمن ليس بقريب.
علامات استفهام تحيط بتشدده العقيدي ضد الطوائف غير الأرثوذكسية، وعلامات استفهام تحيط بموقفه من آراء الأب متى المسكين والإجراءات التي كان يتخذها من رجال الكنيسة الذين يعرضون كتبه في مكتبات الكنائس أو يستشهدون بأقواله في عظاتهم. علامات استفهام تحيط بسيطرته على المناطق التي تدر دخلا للكنيسة القبطية من التبرعات والنذور في كنائس مارجرجس بميت دمسيس والست دميانة بالبراري ببلقاس وأبانوب بسمنود والست رفقة بسنباط، إضافة لإيكال البابا له مهمة الإشراف على عدد من مناطق الصعيد ورئاسته مجالس إدارة عدد من كنائس القاهرة بالأحياء الغنية، علامات استفهام تحيط بدوره في الوقيعة بين ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي بالقاهرة وبين البابا شنودة.
8- قداسة البابا شنودة الثالث تربينا على عظاتكم وأثرت قصائدكم في وجداننا، وكنت وما زلت مصدر افتخارنا بمواقفك الوطنية الحكيمة وبمحبتك الصادقة للجميع، نعلم أنه من الصعب على الإنسان أن يستيقظ ذات يوم ليصحح رؤيته لواحد من محبيه وكبار معاونيه، ولكن المسؤولية التاريخية أهم وأبقى والحفاظ على سلامة الشعب ووحدة الكنيسة أهم وأبقى، وأخطاء المعاونين في النهاية تحسب تاريخيا على القائد وليس على البطانة 'أخطاء صلاح نصر تحسب على عبد الناصر، وهزيمة عبد الحكيم عامر نسبت لعبد الناصر وكان اختفاء عامر من الساحة بعد الهزيمة خطوة في نيل إبراء الذمة'، لقد استنت يا قداسة البابا سنة أن يختار الشعب من يرعاه، فإن كان هذا التوجه صادقا وأغلب ظني أنه كذلك، فلماذا لا تستجيب لرغبة الشعب في عودة هذه الشخصية للدين ويمكن جمع 10 آلاف توقيع على هذا المطلب'.
موقف الحكومة من غلاء المواد الغذائية
وإلى حكومة ما أشبه وما يستجد، وما قبلهما معروف ولا داعي لمضايقتكم بتكراره، وهو الشؤم والنحس والبيزنس، لدرجة أن زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب، واصل إظهار عظيم إعجابه به وبرئيسها فقال عنه أمس: 'سمعت أن د. نظيف راجع التقارير الرسمية عن غلاء الخضراوات بنسبة ثلاثمائة في المائة، كما راجع أسعار المواد الغذائية وعلى رأسها اللحوم، وبعد أن صدق على التقرير توجه إلى مصلحة الشهر العقاري ليسجل اختراعه للغلاء الفاحش غير المسبوق في مصر، كما سمعت أن موسوعة غينس سجلت الرقم القياسي الذي وصل إليه د. نظيف في تطليع روح الناس بنسبة ألفين في المائة'.
الغاء عقد 'مدينتي' وبيع للشركة نفسها
ومن المواد الغذائية الى عقد مدينتي الذي حكمت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة ببطلانه واعتبره الدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر متفقا مع شرع الله والقانون، وقال عنه أمس في عموده اليومي بـ'الجمهورية' - قرآن وسنة -'المحكمة الموقرة أصدرت حكمها الذي أصاب حقائق الشرع الحنيف قبل أن يجيء متفقا مع صحيح القانون وذلك دون إخلال بحقوق الغير حسني النية الذين دفعوا ما عليهم من مستحقات كاملة. لقد حرر هذا الحكم القضائي قطعة عزيزة من أرض مصر، وأعادها إلى أحضان الكنانة حتى يهنأ بها أبناؤها المساكين. لقد حرر الحكم العادل هذه القطعة الغالية لأرض الكنانة من سيطرة الغيد الحسان في لبنان وغير لبنان، وأطاح بما شاب عقد التصرف فيها من بطلان وأصبح الحق فيها خالصا للمواطن الغلبان وحتى يؤمن الناس جميعا ان المالك الحقيقي هو الله الواحد الديان اللهم صلي وسلم وبارك على النبي العدنان خاتم النبيين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام'.
والحقيقة أن النجار هو أحد أبناء مصر المساكين لأنه لم يتابع أي شيء بعد صدور الحكم، وهو أن اللجنة المحايدة التي شكلها رئيس الوزراء قررت إلغاء عقد البيع، ثم بيع الأرض بالأمر المباشر أيضا لنفس الشركة وهو ما دفع زميلنا وصديقنا بالجريدة محمد العزبي لأن يسخر من هكذا حكومة بالقول في نفس العدد: 'الاستهتار والتفريط وشبهة الفساد التي لا نعرف من أين تهب رائحته، بدأ العمل السريع لإنقاذ الموقف، ليس غضباً لخرق القانون وإنما إنقاذ للمستثمر الشاطر، وتشكلت لجنة 'محايدة' للخروج من المأزق، انتهت إلى أن تتسلم الحكومة أرض 'مدينتي' لتعيدها في التو واللحظة لنفس الشركة، أي منه وإليه، من قال بأن اللجنة محايدة، ومن بين أعضائها ممثل للهيئة العمرانية للمجتمعات وهي طرف في القضية وهي التي سبق وباعت الأرض.
هل يهتم جمهرة الناس بالجدل الدائر حول أرض 'مدينتي'؟ وهل يغضبون حقا عندما يعرفون حجم وهول ما يجري في كل شبر على أرض مصر؟ وهل لديهم وقت لرفاهية متابعة مثل تلك الأمور وهم يبحثون عن رغيف عيش يحيط بتوفره الغموض بعد أن أوقفنا - بأيدينا - زراعة القمح وفضلنا 'الكانتلوب'؟
وهل يجدون وقتا بعد الطوابير المرهقة بحثا عن كتاب لدراسة تلاميذهم، فلا الكتب الحكومية توفرت، ولا الخارجية غير محرمة، لكل ذلك وغيره يضحك الناس بمكر وبلاهة وهم يتابعون حدوتة 'مدينتي'!!'.
حكايات وروايات عن منع الروايات والمسرحيات
وأخيرا إلى الحكايات والروايات، وستكون هذه المرة من مجلة الإذاعة والتليفزيون في عددها قبل الماضي، في الحديث الذي أجرته زميلتنا الجميلة أميرة سعيد، مع الطبيب أحمد ابن الأديب والكاتب الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوي صاحب الروايات والكتب والمسرحيات الشهيرة، مثل الأرض، والفتى مهران، ومسرحيات أخرى تم منعها لأسباب دينية، ومعارك خاضها ضده عدد من علماء الدين، قال عنها أحمد: 'الشيخ عبد الحليم محمود كان يحب الشرقاوي جدا ولكن الخلاف بينهما كان خلافا فكريا لا يرقى إلى أن يهدم أحدهما الآخر، ولكن استغلت المؤسسة الدينية ومجموعة من المثقفين هذا في محاولة هدم الصورة المشرقة للفكر المستنير الذي يمثله عبد الرحمن الشرقاوي، وكل من حذا حذوه، إنما كانت فكرة الخلاف أساسا تدور في نطاق فكري، فالشيخ عبدالحليم محمود قال إن مما يسترعي الانتباه أن العشرة المبشرين بالجنة كانوا كلهم من الأغنياء، مما كرس فكر الرأسمالية، بمعنى أنت غني فاشتر الجنة بأموالك، إنما الفقير ليس مبشرا بالجنة. وتصدى عبد الرحمن الشرقاوي لهذا، لأن الغنى والفقر بيد الله وأن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم، فتصدى عبد الرحمن الشرقاوي بنص هذا الحديث وتصدى بأحاديث أخرى بشرت فقراء معدمين مثل عمار بن ياسر وعلي بن أبي طالب بالجنة والرسول نفسه كان فقيرا، ففكرة ترسيخ المفاهيم الرأسمالية في الإسلام على أن الدين رأسمالي وفكر البتروإسلام تحديدا جاءت بها مجموعة من الناس من خارج الدائرة الإسلامية المستنيرة، كانوا يقومون بصرف الأموال على الإسلام وذلك لترسيخ دعوة السلفية الوهابية التي من شأنها ترسيخ دعائم حكمها ولكن عبد الرحمن الشرقاوي كان ضد هذا الفكر.
الشيخ الغزالي وفيلم عبد الرحمن الشرقاوي
الشيخ الغزالي حذا حذو السلفيين لنفس السبب، وكان عبد الرحمن الشرقاوي مرشحا وقتها لنيل جائزة الملك فيصل، وهي أعلى جائزة لكاتب أو لمفكر إسلامي مستنير وكان الملك فيصل رحمه الله، يعشق كتابات عبد الرحمن الشرقاوي وكان يريد إعطاءه هذه الجائزة، فتم تشويه عبد الرحمن الشرقاوي وتشويه أفكاره وتصويره على أنه فكر خارج عن الإسلام، وذلك لغرض خدمة المؤسسة الدينية المستفيدة بالدين وبالسلفية وبالفكر المتحجر، والتي ليس من مصلحتها عدم إقامة واسطة بين العبد وربه، ومن هنا كانوا يحاربون كل أعمال عبد الرحمن الشرقاوي لدرجة أن فيلما مثل 'الرسالة' ظل ممنوعا في مصر طوال حياة عبد الرحمن الشرقاوي، لدرجة أن الشرقاوي طالب برفع اسمه من الفيلم حتى يتم عرضه، هذا الفيلم تسبب في اعتناق أكثر من خمسين ألف إنسان عبر العالم الإسلام، ولكن تم منع الفيلم لأن عبد الرحمن الشرقاوي كتب سيناريو وحوار هذا الفيلم.
هذا الفيلم تم الإفراج عنه منذ 5 سنوات وذلك بعد أن عرضه العالم العربي والإسلامي، وأيضا تم عرضه بعد وفاة عبد الرحمن الشرقاوي بأكثر من 15 سنة ولكن طوال حياة الشرقاوي هذا العمل كان ممنوعا من العرض، ايضا مسرحيتا 'الحسين' يتكلمون عنهما كأعظم عمل مسرحي على مر تاريخ المسرح، فلم يحدث على مر تاريخ المسرح المصري والعربي أو حتى اليوناني عمل بهذا القدر من العظمة والحبكة الفنية الرفيعة.
عبد الناصر كان من أشد المعجبين بأعمال الشرقاوي، وعبد الناصر هو الذي أجاز عمله العظيم 'محمد رسول الحرية' لأن الأزهر وقف ضد هذا العمل، ووقف ضد كثير من أعماله الإسلامية، وصدر قرار من عبد الناصر شخصيا، بنشر هذه الأعمال، وحياه عليها'.
والدكتور الشيخ عبد الحليم محمود، درس في فرنسا، وكان من كبار الصوفيين، وأصبح وكيلا للأزهر في عهد خالد الذكر وكان عضوا في التنظيم الطليعي السري بالاتحاد الاشتراكي والتنظيم السياسي الوحيد، ثم تولى مشيخة الأزهر في عهد السادات، ووقف بصلابة ضد التعديلات في قوانين الأحوال الشخصية التي وقفت وراءها السيدة جيهان السادات، وقال انها لن تمر إلا فوق جثته.
ولم يتم تمريرها إلا بعد وفاته - عليه رحمة الله - وأما الداعية الشيخ المرحوم محمد الغزالي، فكان حتى ثورة يوليو 1952 عضوا في مكتب الإرشاد، بجماعة الإخوان وتم فصله منها بعد قيادته هو ومجموعة على رأسها عبد الرحمن السندي المسؤول عن الجهاز الخاص، محاولة انقلاب على المرشد الثاني المرحوم المستشار أحمد حسن الهضيبي والاستيلاء على المقر الرئيسي للجماعة في حي الحلمية بالقاهرة ولكن المحاولة انتهت بالفشل عام 1953، وترك الغزالي الجماعة، وعمل مع الثورة، وتولى منصب المسؤول عن الدعوة بوزارة الأوقاف.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر