تلفزيون اسرائيل يهرع لتنظيف صورة اسرائيل من حادثة دهس الاطفال بسلوان

تقرير معا - امام ردود الفعل الغاضبة من كل العالم عقب نشر الصحافيين لفيلم قصير يظهر كيفية قيام مستوطن يهودي بدهس اطفال في بلدة سلوان الفلسطينية ، سارع التلفزيون الاسرائيلي وبشكل ( محترف ) لفبركة قصة مغايرة لفيلم الصحافيين الذين غطوا الحادثة .

وبالفعل فقد بثت القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي رواية " تراجيدية " تظهر معاناة المستوطنين في هذه الحادثة ، وخلال دقائق مليئة بدموع المستوطنات وزفير المستوطنين ، اظهر التقرير حجم " الخطر " الذي كان يعيشه المستوطنون في تلك الحادثة !!

ولهذا الغرض اصطحب التلفزيون الاسرائيلي سيدة مستوطنة الى سلوان وكما هو متوقع يقوم غلمان فلسطينيون برجم سيارتها بالحجارة ويبدأ التقرير بصورة مستوطنة تبكي من شدة الخوف وهي تحاول حماية طفلتها البالغة من العمر 14 عاما ، وتبكي المستوطنة وتشكو وتظل الكاميرا عليها وهي تنتحب ورجال الاسعاف يحاولون معالجة يدها التي اصيبت بحجر .

وبعدها فقط ، تنتقل الكاميرا الى المستوطن ( دافيد باري ) الذي دهس الاطفال ، ويقول التقرير على لسان المراسل : انه لولا هرب بسرعة من المكان لكان ابنه الذي رافقه بالسيارة وعمره 13 عاما في خطر الموت .

ثم يتحدث المستوطن ويروي رواية كيف كان يتعرض للخطر ، وبعد ان يأخذ حقه في الكلام والتصوير وعرض وجهة نظره ، يعود التقرير ويقول ان المستوطن دافيد لا يريد ان يتحدث للتلفزيون ، فيعود المراسل مرة اخرى ويعرض وجهة نظر المستوطن مرة ثالثة من وجهة نظر امنية بحتة .

ثم تعود الصورة الى المستوطنة وابنتها بشكل مماثل ثم تدخل صور من ايام مختلفة لشبان كبار يرجمون الحجارة على سيارات المستوطنين .

مدربو الاعلام في وكالة معا درسوا التقرير ووضعوا الملاحظات التالية عليه تحت عنوان "عيوب مهنية في التقرير" :

اولا : لم يذكر التقرير الاسرائيلي ولم يأت على ذكر سبب اندلاع المواجهات في سلوان وان مجموعات المستوطنين واكثر من مرة في الاسابيع الماضية حاولت احراق المسجد والمنازل واحرقت سيارات المواطنين العرب .

ثانيا : لم يذكر التقرير ماذا يفعل المستوطنون هناك ولماذا يأتون الى سلوان العربية ويدخلون شوارعها وهي منطقة تماس ومواجهات منذ اسابيع ؟

ثالثا : لم يقابل التلفزيون الاسرائيلي اي مواطن عربي ليدلي برأيه او يدافع عن نفسه .