يعود المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة في فيلمه الروائي (زنديق) الذي عرض مساء السبت الماضي في رام الله، ضمن فعاليات مهرجان (القصبة السينمائي الدولي 2010) الى مدينة الناصرة ليقدم حاضرها وماضيها باسلوب جديد.
ويطرح خليفة في فيلمه، الذي يؤدي فيه الفنان محمد البكري الشخصية الرئيسية باسم (ميم) سؤالا مغايرا لما يطرح دائما على اللاجئين الفلسطينيين الذي رحلوا او اجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 1948 ليكون موجها الى من بقوا في بيوتهم 'لماذا بقيتم لماذا لم ترحلوا أريد ان اعرف ماذا جرى معكم؟'. ويقدم الفيلم صورا حية من مدن الناصرة التي تضم كنيسة العذراء مريم، وبيت لحم التي يفصلها جدار اسمنتي عن مدينة القدس، ورام الله العاصمة السياسية للفلسطينيين، في رحلة عودة بعد سنوات من الغربة للمشاركة في عزاء احد الاقرباء، لتبدأ منه حكاية ليلة واحدة يختصر فيها خليفة على مدار ساعة ونصف الساعة حكاية شخصية لحكاية شعب. ويرفض المخرج خليفة ان يكون الفيلم سيرة ذاتية له رغم التشابه الى حد التطابق بين شخصيته الحقيقية والشخصية التي يقدمها البكري في الفيلم، وقال لرويترز بعد العرض 'الفيلم ليس سيرة ذاتية وربما يكون بطله توأمي لكنه لا يشبهني، ورغم ان نسبة كبيرة من الادوات في الفيلم متعلقة بي شخصيا'.
ويرى خليفة ان فيلمه يدعو 'الى التحرر قبل التحرير' من خلال ما يقدمه من مشاهد لمدينة الناصرة، التي تبدو ليلا مدينة اشباح الا من شباب يعتدون على من يمر في أزقتها ليلا محاولين الثأر لعملية قتل يكون فيها القاتل ابن شقيق بطل الفيلم. وقال 'واجهت بعض الانتقادات من الجمهور الذي حضر الفيلم عند عرضه في الناصرة قبل يومين، قالوا ان الناصرة ليست هكذا فكان جوابي ان الناس الطيبين كانوا نائمين'.
تمثل الكثير من مشاهد الفيلم اسقاطات على الواقع بكل ما فيه من ابعاد سياسية واجتماعية، بدأت من المشهد الاول للجدار الذي تقيمه اسرائيل على اراضي الفلسطينيين، ورحلة البحث عن قبري والديه في مقبرة الناصرة، من دون ان يفلح في العثور عليهما، مرورا بالعلاقة الجنسية العابرة مع فتاة يهودية في اسرائيل وعدم ايجاد فندق يسمح له بان يمضي ليلته فيه هربا من الثأر.
ويبدو ان المخرج اراد لكل مشاهد ان يتسع خياله ليسقط المشهد على الواقع الذي يريد، في عرض تتخلله عودة البطل الى كاميرته بحثا عن مشاهد صورها تؤنس وحدته، ولم يجد سوى سيارته كي يمضي فيها جزءا من ليلته بعد ان اغلقت دونه كل الابواب حتى منزله الذي حاول العودة اليه في البداية ليجد نفسه مطاردا من عائلة القتيل الذي قتله ابن شقيقه.
ويستحضر خليفة في مشهد يعيد الى الاذهان تلك المفاتيح التي حملها اللاجئون لمنازلهم عندما رحلوا او اجبروا على الرحيل عنها عام 1948 على امل العودة اليها بعد ايام.. عندما يعود البطل الى منزل العائلة المهجور يجد المفتاح مخبأ اسفل حجر امام الباب، فيدخل اليه ويسترجع بعض ذكرياته مع والدته التي يلح عليها في سؤاله 'لماذا بقيتم'.
ويشاهد الجمهور بعد ذلك عكس ما يتوقع، اذ بدلا من ان يحتفظ بما يجده من صورة للعائلة يجده يحرقها، بل انه يحرق الصليب معها وعندما يسأل عن معجزة الماء في كنيسة العذراء في الناصرة يجيب رجل ثمل ان شركة اسرائيلية سحبت الماء من المكان.
ويشتمل الفيلم ضمن مشاهده على عرض لواقع عدد من اهالي غزة الذين يتسللون لاسرائيل بهدف العمل او احضار اطفال لاستغلالهم وبيع اعضائهم، ويذكر المشهد بحالة الانقسام التي يعيشها الفلسطينيون عند سؤال البطل لاحد الاطفال - الذين يلتقي بهم بعد ان يخبره انه من مخيم رفح الذي هدمت اسرائيل نصفه - عن والده ليكون الجواب انه معقتل ولكن ليس عند اسرائيل بل لدى حركة المقاومة الاسلامية حماس.
كما شكلت المرأة عنصرا اساسيا في الفيلم بكل ما يمكن ان تعكسه من مدلولات، مثلت فيها الارض والشعب احيانا، واحيانا اخرى المرأة ذاتها، لينتهي الفيلم في مشهد تظهر فيه امرأة برداء ابيض تسير في ماء بحيرة او نهر تدعو البطل ان يتبعها، فيما كان هو يصور، ليضع الكاميرا ويحاول ان يتبعها قبل ان تختفي في الماء.
واثار الفيلم ذكريات عدد ممن شاهدوه حتى ان عددا منهم لم يستطع ان يحبس دموعه، ومنهم السيدة عفاف زلاطيمو التي قالت لرويترز فيما كانت تحاول ان تمسك دموعها 'أنا من سكان القدس ومن مواليد عام اربعة وثلاثين لقد شاهدت بعيني ما جرى (عام 1948) في باب الواد ووادي الجوز (في القدس) ومنذ خمسين عاما وانا اعيش في امريكا ولم انس ما جرى واحسست بألم كبير وانا اسمع حواره (البطل) مع امه وهو يسألها لماذا بقيتم'.
وقال الفنان خالد الحوراني بعد العرض مخاطبا المخرج الذي وقف على المنصة ليجيب على اسئلة الحضور 'الفيلم رائع فيه كثير من الحب والجمال شكرا لميشيل خليفة'.
واوضح الفنان محمد البكري بطل الفيلم في حديث لرويترز بعد العرض
'الفيلم يعكس شاعرية ورومانسية ميشيل خليفة كمخرج وكاتب وشاعر'.
واضاف 'الفيلم يشكل اضافة جديدة لمسيرته الفنية وليس بالضرورة ان يكون انعكاسا للواقع لكن يمكنه القول ان ميشيل نجح في ايصال ما يريد في كل مشهد تم تقديمه'.
واعرب خليفة عن أمله ان يأتي جيل فلسطيني جديد من المخرجين يتمكن من اخراج افلام يكون لها حضور في سوق السينما التجارية في الوقت الذي لا تزال فيه الافلام الحالية تعرض في المهرجانات وامام عشاق فن السينما. وقال 'السينما الفلسطينية ملتزمة تحكي التجربة الانسانية للفلسطينيين ولديها الكثير من المسؤولية'.
واضاف ان هذا الفيلم 'نقطة تغيير بالنسبة لي على كل الاحوال'.
واستهل العرض بكلمة لجورج ابراهيم مدير عام مسرح وسينماتك القصبة قال فيها 'الليلة نحتفل بمبدع فلسطيني ولد في الناصرة وتعلم المسرح في بلجيكا التي يعمل فيها مدرسا للمسرح حاليا وبعد سلسلة افلامه (الذاكرة الخصبة) و(معلول تحتفل بدمارها) ،(عرس الجليل) وحصوله على العديد من الجوائز العالمية، نقدم الليلة فيلمه الروائي الرائع (زنديق)'.
واختتمت مساء الاحد أنشطة مهرجان القصبة السينمائي الدولي الذي انطلق في السابع من الشهر الجاري وتضمن عرض ستين فيلما فلسطينيا وعربيا واجنبيا عرضت في مدن رام الله وبيت لحم والقدس وجنين وغزة.
ويطرح خليفة في فيلمه، الذي يؤدي فيه الفنان محمد البكري الشخصية الرئيسية باسم (ميم) سؤالا مغايرا لما يطرح دائما على اللاجئين الفلسطينيين الذي رحلوا او اجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 1948 ليكون موجها الى من بقوا في بيوتهم 'لماذا بقيتم لماذا لم ترحلوا أريد ان اعرف ماذا جرى معكم؟'. ويقدم الفيلم صورا حية من مدن الناصرة التي تضم كنيسة العذراء مريم، وبيت لحم التي يفصلها جدار اسمنتي عن مدينة القدس، ورام الله العاصمة السياسية للفلسطينيين، في رحلة عودة بعد سنوات من الغربة للمشاركة في عزاء احد الاقرباء، لتبدأ منه حكاية ليلة واحدة يختصر فيها خليفة على مدار ساعة ونصف الساعة حكاية شخصية لحكاية شعب. ويرفض المخرج خليفة ان يكون الفيلم سيرة ذاتية له رغم التشابه الى حد التطابق بين شخصيته الحقيقية والشخصية التي يقدمها البكري في الفيلم، وقال لرويترز بعد العرض 'الفيلم ليس سيرة ذاتية وربما يكون بطله توأمي لكنه لا يشبهني، ورغم ان نسبة كبيرة من الادوات في الفيلم متعلقة بي شخصيا'.
ويرى خليفة ان فيلمه يدعو 'الى التحرر قبل التحرير' من خلال ما يقدمه من مشاهد لمدينة الناصرة، التي تبدو ليلا مدينة اشباح الا من شباب يعتدون على من يمر في أزقتها ليلا محاولين الثأر لعملية قتل يكون فيها القاتل ابن شقيق بطل الفيلم. وقال 'واجهت بعض الانتقادات من الجمهور الذي حضر الفيلم عند عرضه في الناصرة قبل يومين، قالوا ان الناصرة ليست هكذا فكان جوابي ان الناس الطيبين كانوا نائمين'.
تمثل الكثير من مشاهد الفيلم اسقاطات على الواقع بكل ما فيه من ابعاد سياسية واجتماعية، بدأت من المشهد الاول للجدار الذي تقيمه اسرائيل على اراضي الفلسطينيين، ورحلة البحث عن قبري والديه في مقبرة الناصرة، من دون ان يفلح في العثور عليهما، مرورا بالعلاقة الجنسية العابرة مع فتاة يهودية في اسرائيل وعدم ايجاد فندق يسمح له بان يمضي ليلته فيه هربا من الثأر.
ويبدو ان المخرج اراد لكل مشاهد ان يتسع خياله ليسقط المشهد على الواقع الذي يريد، في عرض تتخلله عودة البطل الى كاميرته بحثا عن مشاهد صورها تؤنس وحدته، ولم يجد سوى سيارته كي يمضي فيها جزءا من ليلته بعد ان اغلقت دونه كل الابواب حتى منزله الذي حاول العودة اليه في البداية ليجد نفسه مطاردا من عائلة القتيل الذي قتله ابن شقيقه.
ويستحضر خليفة في مشهد يعيد الى الاذهان تلك المفاتيح التي حملها اللاجئون لمنازلهم عندما رحلوا او اجبروا على الرحيل عنها عام 1948 على امل العودة اليها بعد ايام.. عندما يعود البطل الى منزل العائلة المهجور يجد المفتاح مخبأ اسفل حجر امام الباب، فيدخل اليه ويسترجع بعض ذكرياته مع والدته التي يلح عليها في سؤاله 'لماذا بقيتم'.
ويشاهد الجمهور بعد ذلك عكس ما يتوقع، اذ بدلا من ان يحتفظ بما يجده من صورة للعائلة يجده يحرقها، بل انه يحرق الصليب معها وعندما يسأل عن معجزة الماء في كنيسة العذراء في الناصرة يجيب رجل ثمل ان شركة اسرائيلية سحبت الماء من المكان.
ويشتمل الفيلم ضمن مشاهده على عرض لواقع عدد من اهالي غزة الذين يتسللون لاسرائيل بهدف العمل او احضار اطفال لاستغلالهم وبيع اعضائهم، ويذكر المشهد بحالة الانقسام التي يعيشها الفلسطينيون عند سؤال البطل لاحد الاطفال - الذين يلتقي بهم بعد ان يخبره انه من مخيم رفح الذي هدمت اسرائيل نصفه - عن والده ليكون الجواب انه معقتل ولكن ليس عند اسرائيل بل لدى حركة المقاومة الاسلامية حماس.
كما شكلت المرأة عنصرا اساسيا في الفيلم بكل ما يمكن ان تعكسه من مدلولات، مثلت فيها الارض والشعب احيانا، واحيانا اخرى المرأة ذاتها، لينتهي الفيلم في مشهد تظهر فيه امرأة برداء ابيض تسير في ماء بحيرة او نهر تدعو البطل ان يتبعها، فيما كان هو يصور، ليضع الكاميرا ويحاول ان يتبعها قبل ان تختفي في الماء.
واثار الفيلم ذكريات عدد ممن شاهدوه حتى ان عددا منهم لم يستطع ان يحبس دموعه، ومنهم السيدة عفاف زلاطيمو التي قالت لرويترز فيما كانت تحاول ان تمسك دموعها 'أنا من سكان القدس ومن مواليد عام اربعة وثلاثين لقد شاهدت بعيني ما جرى (عام 1948) في باب الواد ووادي الجوز (في القدس) ومنذ خمسين عاما وانا اعيش في امريكا ولم انس ما جرى واحسست بألم كبير وانا اسمع حواره (البطل) مع امه وهو يسألها لماذا بقيتم'.
وقال الفنان خالد الحوراني بعد العرض مخاطبا المخرج الذي وقف على المنصة ليجيب على اسئلة الحضور 'الفيلم رائع فيه كثير من الحب والجمال شكرا لميشيل خليفة'.
واوضح الفنان محمد البكري بطل الفيلم في حديث لرويترز بعد العرض
'الفيلم يعكس شاعرية ورومانسية ميشيل خليفة كمخرج وكاتب وشاعر'.
واضاف 'الفيلم يشكل اضافة جديدة لمسيرته الفنية وليس بالضرورة ان يكون انعكاسا للواقع لكن يمكنه القول ان ميشيل نجح في ايصال ما يريد في كل مشهد تم تقديمه'.
واعرب خليفة عن أمله ان يأتي جيل فلسطيني جديد من المخرجين يتمكن من اخراج افلام يكون لها حضور في سوق السينما التجارية في الوقت الذي لا تزال فيه الافلام الحالية تعرض في المهرجانات وامام عشاق فن السينما. وقال 'السينما الفلسطينية ملتزمة تحكي التجربة الانسانية للفلسطينيين ولديها الكثير من المسؤولية'.
واضاف ان هذا الفيلم 'نقطة تغيير بالنسبة لي على كل الاحوال'.
واستهل العرض بكلمة لجورج ابراهيم مدير عام مسرح وسينماتك القصبة قال فيها 'الليلة نحتفل بمبدع فلسطيني ولد في الناصرة وتعلم المسرح في بلجيكا التي يعمل فيها مدرسا للمسرح حاليا وبعد سلسلة افلامه (الذاكرة الخصبة) و(معلول تحتفل بدمارها) ،(عرس الجليل) وحصوله على العديد من الجوائز العالمية، نقدم الليلة فيلمه الروائي الرائع (زنديق)'.
واختتمت مساء الاحد أنشطة مهرجان القصبة السينمائي الدولي الذي انطلق في السابع من الشهر الجاري وتضمن عرض ستين فيلما فلسطينيا وعربيا واجنبيا عرضت في مدن رام الله وبيت لحم والقدس وجنين وغزة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر