"كابوس" أو قل "حالة طوارئ" تعلن في أي بيت وصل ابن أو ابنة فيه لهذا العام الحاسم في حياة كل أو معظم طلابنا في مدارسنا العربية والفلسطينية. يسمونه "الثانوية العامة" أو "التوجيهي" اصطلاحنا وبمعنى أنها السنة الموجهة للمستقبل الجامعي والدراسي بشكل عام. فمعظم جامعاتنا تعتبر معيار القبول في التخصصات المختلفة على نتيجة هذه السنة الدراسية من عمر الطالب، ولو أن بعضها بدأ من سنوات قريبة تأخذ بالاعتبار نتائج السنوات الدراسية الآخرى وبالذات الدراسة الثانوية منها. لكن بقيت هذه السنة ونتيجتها من أهم العناصر والمقايس التي يعتمد القبول والرفض عليها بشكل أساسي.
ولهذا السبب بالذات ينقلب حال البيت الذي يكون فيه طالب أو طالبة في مواجهة هذا الاستحقاق الهام والمصيري، وعليه يصبح حال هذا الطالب او تلك الطالبة كحال المرأة الحامل مع فارق التشبيه، فيعفى من اي جهد او مساعدة في عمل البيت او الحقل فهما "توجيهي" !! ويأتي الطعام الى طاولته او غرفة نومه فعليه ان يتغذى جيداً ليستطيع التركيز وعليه الاهتمام بصحته من اجل الحصول على المعدل العالي الذي يأهله لدخول كلية الطب او الهندسة!!
وهكذا يجد هذا الطالب المسكين نفسه تحت ضغط كل شيء: الأهل ، المجتمع وحتى الدراسة نفسها التي تبدو له وكأنها عالم جديد بدأ بالتعرف على احداثياته لأول مرة بالرغم من أن معظم من خاض هذه التجربة او عاش هذا الكابوس يعرف تماما ان منهاج الثانوية العامة وفي مناهجنا المحلية ومناهج الدول العربية هو نسخة مكررة ولو بتعقيد بسيط من مناهج المرحلة الاعدادية.
هذا هو الواقع الذي مررت أنا ومر ملايين الطلبة به منذ عشرات السنيين وبعد ان تجاوزنا القرن العشرين وتطور كل شيء ولم يعد الاعتماد فقط على العلم وحده، بل تعداه للاستفادة من الخبرة العملية . فلم يعد من المفاجأة ان يكون الانسان عالما وهو فاشل دراسياً!! وبعد ان كانت التكنولوجيا العالية التقنية عالما من الخيال الى زمن قريب، فاصبح الموبايل او ما يسمى بالجوال سلعة رائجة وهو حتى الثمانينيات لم يكن معروفا الا في الدول المتطورة كاليابان أو الولايات المتحدة. وها هو الكمبيوتر او الحاسب الآلي لا يخلو منه بيت، تستخدمه حتى سيدة البيت او الطالب المتعلم او حتى من لم يدخل المدرسة اصلا. والأكثر من ذلك قد نجد طالبا يبدع في ابتكار فريد في مجال الكمبيوتر او مجال الميكانيك وقد فشل في تحقيق نتيجة تؤهله لتحقيق حلم والديه في دراسة الهندسة او الطب او ماشابه.
من هذه القناعة ، بدأت المدارس والهيئات التعليمية في انحاء العالم المتقدم تبحث عن اساليب اخرى لتقييم قدرات الطلبة وتوجيههم لشق طرق حياتهم بعيدا عن الضغط النفسي والكوابيس المخيفة التي تؤثر على تركيزهم وحتى لتحد من تأثير المفاجآت وما أكثرها في ايام الامتحانات النهائية وفي هذه السنة المصيرية في حياة طلبتنا.
لن اقول ان لا فوائد من الثانوية العامة وامتحاناتها ، ولن اقول ايضا انها تخلو من ايجابيات قد تكون كثيرة ، لكن اجزم أننا لن نستطيع في سنة دراسية لا تتعدى الثمانية اشهر او اقل من بناء الشخصية المطلوبة لمواجهة الاستحقاق الجامعي، كما اننا لن نستطيع ضمان عدم وقوع الظلم في القبول في الكليات والتخصصات المختلفة حسب رغبة الطالب او رغبة اهله وحتى المجتمع احيانا، والاهم من ذلك حاجة السوق و التخمة التي تملأ الشركات والمرافق والمؤسسات، والمحزن في هذا كله عدم اختبار وامتحان رغبة الطالب وميوله قبل امتحانه ومعرفة نتيجة تلقينه لسنوات دراسية عديدة.
ومما يزيد الأمر سوءا ان يلعب العنصر المادي بالاضافة الى نتيجة التوجيهي في مصير الطالب وفي مصير المجتمع ايضا وحاجاته، فمن يملك المال يحصل على القبول في الكثير من الجامعات الخاصة او ما يسمى بالموازي وفي اي تخصص يريد ويبقى المعدم ليصادم الاقدار ويبدأ معاناته في اي كلية ترميه الاقدار وجيب والده الخالي اليها .
لقد حان الوقت ولم يفت بالتأكيد لمسؤولينا ووزارات التعليم في فلسطين وفي بلداننا العربية جميعا لأخذ هذا الأمر على محمل الجد مع ثقتنا جميعا بامتلاكنا للعقول العلمية القادرة على البحث عن طرق بديلة لتقييم قدرات الطالب وميوله على مدار سنين الدراسة حتى الابتدائية منها قبل ان يدركه الوقت و يصله اليأس من نيل حقه في اختيار ميوله فيصل الى الكابوس الفظيع الذي يسمى " التوجيهي" وهو بعيد كل البعد عن التوجيه و الارشاد ، ولنستفيد من التجارب الناجحة في الدول المتقدمة التي تكتشف المواهب والميول في سن مبكرة للطالب فما فيه من فائدة الا وصقلتها ودعمتها و ما من شائبة الا ونقتها وابعدت الطالب عنها قبل فوات الأوان.
ولهذا السبب بالذات ينقلب حال البيت الذي يكون فيه طالب أو طالبة في مواجهة هذا الاستحقاق الهام والمصيري، وعليه يصبح حال هذا الطالب او تلك الطالبة كحال المرأة الحامل مع فارق التشبيه، فيعفى من اي جهد او مساعدة في عمل البيت او الحقل فهما "توجيهي" !! ويأتي الطعام الى طاولته او غرفة نومه فعليه ان يتغذى جيداً ليستطيع التركيز وعليه الاهتمام بصحته من اجل الحصول على المعدل العالي الذي يأهله لدخول كلية الطب او الهندسة!!
وهكذا يجد هذا الطالب المسكين نفسه تحت ضغط كل شيء: الأهل ، المجتمع وحتى الدراسة نفسها التي تبدو له وكأنها عالم جديد بدأ بالتعرف على احداثياته لأول مرة بالرغم من أن معظم من خاض هذه التجربة او عاش هذا الكابوس يعرف تماما ان منهاج الثانوية العامة وفي مناهجنا المحلية ومناهج الدول العربية هو نسخة مكررة ولو بتعقيد بسيط من مناهج المرحلة الاعدادية.
هذا هو الواقع الذي مررت أنا ومر ملايين الطلبة به منذ عشرات السنيين وبعد ان تجاوزنا القرن العشرين وتطور كل شيء ولم يعد الاعتماد فقط على العلم وحده، بل تعداه للاستفادة من الخبرة العملية . فلم يعد من المفاجأة ان يكون الانسان عالما وهو فاشل دراسياً!! وبعد ان كانت التكنولوجيا العالية التقنية عالما من الخيال الى زمن قريب، فاصبح الموبايل او ما يسمى بالجوال سلعة رائجة وهو حتى الثمانينيات لم يكن معروفا الا في الدول المتطورة كاليابان أو الولايات المتحدة. وها هو الكمبيوتر او الحاسب الآلي لا يخلو منه بيت، تستخدمه حتى سيدة البيت او الطالب المتعلم او حتى من لم يدخل المدرسة اصلا. والأكثر من ذلك قد نجد طالبا يبدع في ابتكار فريد في مجال الكمبيوتر او مجال الميكانيك وقد فشل في تحقيق نتيجة تؤهله لتحقيق حلم والديه في دراسة الهندسة او الطب او ماشابه.
من هذه القناعة ، بدأت المدارس والهيئات التعليمية في انحاء العالم المتقدم تبحث عن اساليب اخرى لتقييم قدرات الطلبة وتوجيههم لشق طرق حياتهم بعيدا عن الضغط النفسي والكوابيس المخيفة التي تؤثر على تركيزهم وحتى لتحد من تأثير المفاجآت وما أكثرها في ايام الامتحانات النهائية وفي هذه السنة المصيرية في حياة طلبتنا.
لن اقول ان لا فوائد من الثانوية العامة وامتحاناتها ، ولن اقول ايضا انها تخلو من ايجابيات قد تكون كثيرة ، لكن اجزم أننا لن نستطيع في سنة دراسية لا تتعدى الثمانية اشهر او اقل من بناء الشخصية المطلوبة لمواجهة الاستحقاق الجامعي، كما اننا لن نستطيع ضمان عدم وقوع الظلم في القبول في الكليات والتخصصات المختلفة حسب رغبة الطالب او رغبة اهله وحتى المجتمع احيانا، والاهم من ذلك حاجة السوق و التخمة التي تملأ الشركات والمرافق والمؤسسات، والمحزن في هذا كله عدم اختبار وامتحان رغبة الطالب وميوله قبل امتحانه ومعرفة نتيجة تلقينه لسنوات دراسية عديدة.
ومما يزيد الأمر سوءا ان يلعب العنصر المادي بالاضافة الى نتيجة التوجيهي في مصير الطالب وفي مصير المجتمع ايضا وحاجاته، فمن يملك المال يحصل على القبول في الكثير من الجامعات الخاصة او ما يسمى بالموازي وفي اي تخصص يريد ويبقى المعدم ليصادم الاقدار ويبدأ معاناته في اي كلية ترميه الاقدار وجيب والده الخالي اليها .
لقد حان الوقت ولم يفت بالتأكيد لمسؤولينا ووزارات التعليم في فلسطين وفي بلداننا العربية جميعا لأخذ هذا الأمر على محمل الجد مع ثقتنا جميعا بامتلاكنا للعقول العلمية القادرة على البحث عن طرق بديلة لتقييم قدرات الطالب وميوله على مدار سنين الدراسة حتى الابتدائية منها قبل ان يدركه الوقت و يصله اليأس من نيل حقه في اختيار ميوله فيصل الى الكابوس الفظيع الذي يسمى " التوجيهي" وهو بعيد كل البعد عن التوجيه و الارشاد ، ولنستفيد من التجارب الناجحة في الدول المتقدمة التي تكتشف المواهب والميول في سن مبكرة للطالب فما فيه من فائدة الا وصقلتها ودعمتها و ما من شائبة الا ونقتها وابعدت الطالب عنها قبل فوات الأوان.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر