يقضي العامل الفلسطيني عبد الله السلال (46 عاماً) يومه متنقلاً بين المؤسسات الإنسانية أملاً في الحصول على بطاقة (كوبون) تموين من لجنة الزكاة هذه أو مساعدات عينية ونقدية من الجمعية تلك؛ عله يستطيع توفير بعض المستلزمات الأساسية التي تحتاجها أسرته المكونة من 13 فرداً، والتي أصبحت تعتمد بشكل أساسي على ما تتسلمه من المؤسسات الإغاثية المحلية والدولية.
ويبدو السلال في حالة غضب ويأس شديدين من الحالة الاقتصادية المزرية التي وصل إليها، بصورة جعلته يمد يده لطلب العون والمساعدة من أهل الخير بعدما كان يفي بمتطلبات أسرته ويقدم هو المساعدات للفقراء والمعوزين. إلا أن انضمامه إلى القافلة الطويلة للعاطلين عن العمل في قطاع غزة أدى إلى استنزاف "القرش الذي كان يخبئه في اليوم الأبيض لينفعه في اليوم الأسود" كما يقول. ويضيف: "لم أكن اعتقد أن اليوم الأسود سيتحول إلى أيام وسنين توصلني إلى مرحلة طلب المساعدة والتسول على أبواب الجمعيات الخيرية، ولكن ما في اليد حيلة". ويستطرد: "كنت أعمل داخل إسرائيل ومع بداية انتفاضة الأقصى تحولت للعمل في المستوطنات، وبعد الانسحاب الإسرائيلي عملت في أحد المصانع المحلية إلى أن توقفت عن العمل بسبب نفاذ المواد الخام قبل حوالي عامين، ومنذ ذلك الحين وأنا عاطل عن العمل".
ولا يختلف حال يونس النمارطة (42 عاماً) كثيراً عن سابقه، فالمعاناة واحدة والبحث المتواصل عن جهات تقدم العون للأسر الفقيرة هي نفسها، وذلك مع فقدان الأمل في الحصول على عمل يوفر من خلاله قوت أبنائه الصغار. ويقول: "أوضاع العمال الاقتصادية في قطاع غزة صعبة للغاية، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة التي اشتد فيها الحصار وجلس معظم العمال في بيوتهم دون مصدر رزق". ويضيف: "لم أكن أتخيل أن تعيش أسرتي في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية، التي جعلتنا نحفظ أسماء وعناوين كل الجمعيات الخيرية بحثاً عن كيس الدقيق أو السلة الغذائية". ويتابع: "صحيح أن بعض الجهات تقدم مساعدات طارئة من حين إلى آخر لكنها لا تفعل شيئاً، ونحن لا نريد أن يقدم أحد لنا المساعدات، وإنما ندعو الجميع إلى العمل على رفع الحصار وفتح المعابر حتى تعود الحياة إلى قطاع غزة من جديد".
ويأتي الأول من آيار (مايو) عيد العمال العالمي هذا العام على الطبقة العاملة في غزة وهي تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة، خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي دمرت خلاله آلة الحرب الإسرائيلية معظم مقومات الحياة الاقتصادية في مختلف القطاعات الإنتاجية فيه.
وتقدر الغرفة التجارية الفلسطينية في تقرير أصدرته إجمالي عدد العاطلين عن العمل بنحو 200 ألف عامل حسب الإحصاءات الاقتصادية الرسمية نتيجة إغلاق المعابر والحصار، الأمر الذي أدى إلى توقف الحياة الاقتصادية بشكل كامل وحرمان هؤلاء العمال من مصادر رزقهم.
ويصف وزير العمل في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أحمد الكرد أوضاع العمال بـ"المأساوية للغاية" نتيجة للحصار وما ترتب عليه من توقف المنشآت الاقتصادية عن العمل، لافتاً إلى أن معدلات البطالة وصلت إلى 65 في المئة بينما تبلغ معدلات الفقر حوالي 80 في المئة في الوقت الذي يعتمد فيه أكثر من 85 في المئة من السكان على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجهات الدولية والمحلية.
وقال : "إذا كان هذا اليوم يمثل عيد بالنسبة الى عمال العالم، فإنه بمثابة يوم ألم وحسرة بالنسبة الى عمال فلسطين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل، ويواجهون الأمرين في توفير قوت عائلاتهم". وأضاف: "هناك حوالي 143 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة في الأعمار التي تتراوح ما بين 22 عاماً وحتى 65 عاماً، وهي أرقام غير مسبوقة".
وأكد الكرد أن المشكلة الأساسية تكمن في الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات والذي تمنع سلطات الاحتلال بموجبه دخول المواد الأساسية اللازمة للصناعة، موضحاً أن الحكومة المقالة قدمت مساعدات لنحو 240 ألف عامل بشكل طارئ إضافة إلى مساعدة 25 ألف عامل دفعت مساعداتهم من استقطاعات الموظفين الدائمين، علاوة على البرامج التشغيلية الأخرى.
وذكر أنه في يوم العمال العالمي تطرح الحكومة المقالة في غزة برنامج الضمان الاجتماعي لحوالي 50 ألف أسرة ستتلقى مساعدات شهرية منتظمة، بهدف التخفيف من حالة الحصار وتبعاته الصعبة على العمال الفلسطينيين، داعياً كافة الجهات ذات العلاقة إلى توحيد الجهود من أجل فك الحصار الخانق عن قطاع غزة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر