... ترجّل بعد 10 سنوات من الجهاد و المقاومة و قتل قبل استشهاده 4 جنود صهاينة
عندما استشهد قائد كتائب القسام الشهيد عماد عقل و تحديداً في حفل التأبين ظهرت إحدى مجموعات صقور فتح و أطلقت النار في الهواء تحية و وفاء لعماد و تحدث أحد مطاردي الصقور و قال : "إذا استشهد عماد عقل فكلنا عماد عقل , لقد طلّقنا الخوف ثلاث , و قسماً أن نثأر لك أيها القائد القساميّ عماد" . و لم يكن هذا المطارد سوى الشهيد الشيخ إسماعيل أبو القمصان الذي أطلق عليه لقب شيخ الصقور .
إسماعيل بدأ عمله العسكري مع مجموعات الصقور فور خروجه من السجن بعد الاعتقال الثالث عند قوات الاحتلال الصهيوني . فقد اعتقل لأول مرة بتاريخ 16/4/1988 يوم استشهاد خليل الوزير ، و استشهد حينها الشهيد سهيل غبن من مخيم جباليا ، أما الاعتقال الثاني فكان عام 1988 حيث خضع للتحقيق المتواصل لمدة 18 يوماً لم يأخذ منه السجان أي اعتراف فأفرج عنه . في حين كان اعتقاله الثالث عام 1989 بعد إصابته في كلتا قدميه خلال مواجهات أحدثت عنده عجزاً طبياً بنسبة 50 % فاعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني بعد الإصابة بثلاثة شهور لمدة عامين أمضاها إسماعيل - رحمه الله - في سجني السرايا و النقب .
و أثناء وجود إسماعيل في سجن النقب التقى بالشهيد عماد عقل و تعرّف عليه و أصبحا لا يفترقان و من شدة تعلّق إسماعيل بعماد سمى ابنه الثاني عماد الدين تخليداً لذكرى رفيق دربه بعد استشهاده .
تزوّج إسماعيل في العام 1991 بعد خروجه من السجن و أنجب ستة أبناء محمد , إسراء , دعاء , فايزة , عماد الدين و أحمد . و ما إن خرج الشهيد أبو محمد من سجنه حتى باشر بالعمل العسكري مع مجموعة من إخوانه المطاردين , و في إحدى المهام العسكرية انطلق إسماعيل مع مجموعته باتجاه مستوطنة نيسايت شمال قطاع غزة و أمطروها بوابلٍ من رصاصهم و قنابلهم .
و لم يكن حينها إسماعيل مطارداً و انسحبوا بسلام و اعتقل بعدها أحد المطاردين ممن كانوا على علاقة بالشهيد إسماعيل , فرفض شيخ الصقور تسليم نفسه و أصرّ على اللحاق بركب المطاردين , و أصبح إسماعيل أبو القمصان على رأس المطلوبين للصهاينة رفضاً منه لاتفاقيات أوسلو , كما أخبرنا أحد زملاء إسماعيل في لقاء خاص ، و قد أوكلت لإسماعيل مهمة المسئول العسكري للمنطقة الشمالية لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في العمليات العسكرية فقام بتنفيذ عدة عمليات عسكرية منها :
- مهاجمة بوابة المجلس التشريعي , قتل جنديّ و إصابة 2 آخرين و كانت هذه العملية بمعرفة الشهيد عماد عقل قائد كتائب القسام .
- هجوم مسلح على مركز جباليا رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994 لم يعترف اليهود بخسائرهم.
- مهاجمة باص صهيوني بالقنابل و الرشاشات على الخط الشرقي و أيضاً أخفى اليهود خسائرهم .
إسماعيل كانت تربطه علاقة مميزة بالشهيد عماد عقل سواء قبل المطاردة أثناء الاعتقال في سجن النقب , أو أثناء المطاردة .. فعندما خرج إسماعيل من السجن كان عماد مطارداً لقوات الاحتلال الصهيوني و بالرغم من ذلك ظلّت علاقتهما متواصلة حتى أن عماد عقل أرسل أحد إخوانه المجاهدين و معه قطعة سلاح من نوع أم 16 ليعطيها لإسماعيل و يعمل معه ضمن صفوف كتائب القسام , فردّ عليه : "أنا لا أمانع في العمل العسكري معكم , و لكن سأبقى حالياً ضمن صفوف الصقور" .
و بالرغم من ذلك ظلّ إسماعيل على اتصال مستمر مع عماد عقل . لدرجة أن إسماعيل كان يخبر عماداً بمعظم العمليات العسكرية التي كان ينفّذها ضد جنود الاحتلال .
و ذكر أحد المقربين من الشهيد إسماعيل - رحمه الله - أن الشهيد شارك مع كتائب القسام في عدة عمليات عسكرية نوعية في الانتفاضة السابقة , و لكن لم يفصح إسماعيل عنها و استمر إسماعيل في رحلة المطاردة حتى عودة سلطة الحكم الذاتي عام 1994 و انضم إسماعيل إلى جهاز المخابرات العامة و عندما طلب منه الخروج لاعتقال المجاهدين و الشرفاء و خاصة أبناء حماس قدّم استقالته على الفور لأمين الهندي مسئول المخابرات الذي رفضها و عافاه من المشاركة في الاعتقالات , فردّ عليه إسماعيل : "رفقاء السلاح لا يمكن أن أعتقلهم , إن كان لا بد من الاعتقال فليكن للعملاء و المدسوسين" . بعدها طلب إسماعيل أن ينقَلَ لجهاز الأمن العام و تم ذلك .
في هذه الأثناء كوّن الشهيد إسماعيل - رحمه الله - مجموعة سريّة لتجهيز القنابل و إعداد قذائف الأنيرجا و كان كلّ من المجايدة و عرفات على علم بهذه المجموعة التي كانت لديها إمكانيات لتطوير القنابل و صواريخ الأنيرجا كفترة إعداد فقط بدون مقابل من السلطة . فوافقا على ذلك و استطاع الشباب برفقة الشيخ إسماعيل - رحمه الله - إنتاج العديد من القنابل و قذائف الأنيرجا .
لكن كانت هناك عيون خائنة تراقب الشباب فأوصلت المعلومات إلى جهاز الأمن الوقائي الذي قام بدوره بنقل المعلومات عبر التنسيق الأمني إلى الصهاينة حيث طالبت قوات الاحتلال باعتقالهم , و حينها تنصّل عرفات و المجايدة عن علمهم بهذه المجموعة و تم اعتقالهم جميعاً و مداهمة المصنع و مصادرة جميع محتوياته ، و عندما اعتقل إسماعيل من منزله صادر الأمن الوقائي سلاحه الخاص و هو من نوع (أم 16) مطوّرة ، و هي سلاح الجندي الصهيوني إيلان سعدون الذي اختطفته مجموعة عسكرية تابعة لحركة حماس عام 1989 حيث اشتراه إسماعيل - رحمه الله - من المجاهد الأسير عبد ربه أبو خوصة و لا تزال قطعة السلاح مصادرة إلى الآن .
و بعده تم فصل الشهيد إسماعيل من عمله و عندما طلبوه بعد ثلاث سنوات للعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية و اجتمع مع موسى عرفات و طلب منه حلق لحيته مقابل عمله معه ، رفض ذلك و أصرّ على عدم العمل في السلطة نهائياً . حاول جهاز الأمن الوقائي اعتقاله و في إحدى المرات نصبوا له كميناً في جباليا فقام بسحب قنبلة يدوية عليهم فانسحبوا .
و كان إسماعيل - رحمه الله - على استعدادٍ تام للمواجهة مع السلطة و لكنه لم يكن يتمنّى ذلك . و أكّد كلّ من عرف الشهيد إسماعيل أنه كان ضد الاعتقال السياسي ضد المجاهدين خاصة عام 1996 و أصبح مكروهاً من قبل أجهزة أمن السلطة لعلاقته القوية مع كتائب القسام و حركة حماس .
ما إن اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر , حتى سارع الشهيد إسماعيل مع بعض أبناء حركة حماس كان على رأسهم الشهيد القسامي عوض سلمي الذي تربطه به علاقة مميزة ، و سارع الشهيد إسماعيل مع الشباب بأسلحتهم الشخصية يطلقون النار و إلقاء القنابل اليدوية في مناطق بيت لاهيا و بيت حانون و البوليس الحربي .
في هذه الأثناء تم تشكيل لجان المقاومة الشعبية و عندما تم عرض الأمر على الشهيد أبي محمد - رحمه الله - وافق على الانخراط في صفوفها بشرط أساسيّ و وحيد و هو التنسيق مع كافة الأجهزة العسكرية و خاصة كتائب القسام . و عندما أرادت أن تكون لجان المقاومة تابعة لحركة فتح رفض أحد قادتها و هو أبو ماهر حلس و الذي قال حينها ليس لنا في هذا اللون من النضال .
ثم مارسوا عملهم بشكلٍ مستقل بالرغم من محاولة الأجهزة احتوائهم .
أوكلت للشهيد القائد مهمة قيادة الجناح العسكري من لجان المقاومة الشعبية , حيث أطلق عليه إسماعيل ألوية الناصر صلاح الدين تيمّناً بالقائد صلاح الدين . و عندما لم يجد إسماعيل و إخوانه يد العون من أحدٍ في البداية لجأوا إلى بيع حليّ زوجاتهم و قام القائد أبو محمد رحمه الله ببيع سيارته الخاصة .
و يعتبر إسماعيل أبو القمصان أول من أطلق قذائف الأنيرجا و كانت على الموقع العسكري في حاجز إيرز و هو نفس الموقع الذي هاجمه الشهيد القسامي تيسير العجرمي و كان حريصاً برفقة إخوانه في كتائب القسام على تطوير قذائف الهاون و الأنيرجا و زيادة مداها و فعاليتها و شارك في إطلاق قذائف الهاون على مستوطنات إيلي سيناي و دوغيت و نيسانيت و أجدوروت و نتساريم و كفاردروم- بشكلٍ مستمر و يوميّ .
و في إحدى المحاولات لتجريب صواريخ أنيرجا بعد تطوّرها و أثناء عملية التجريب في حيّ الشجاعية لاحقتهم سيارة استخبارات عسكرية و أطلقت النار عليهم في منطقة الرأس فانسحب الشباب دون الرد .
في هذه الأثناء تم التخطيط للعملية المشتركة الأولى بين لجنة المقاومة الشعبية و كتائب القسام و هي قصف مستوطنة أجدوروت بـ 12 قذيفة هاون و أطلقت من أربعة مدافع و شارك فيها 30 مقاتلاً من الطرفين و كان من بين المشاركين إلى جانب الشهيد إسماعيل الشهيد القسامي عثمان الرزانية و الشهيدين القساميين سهيل و محمد زيادة .. و بعد انتهاء عملية القصف الذي تم تصويره , انسحب الشباب و استقبلهم أهالي بيت حانون بالتكبير و التحية لهم ، و لم يقتصر الاستقبال على الأهالي بل شاركهم أحد المواقع العسكرية حيث أدّى ضابط الموقع و جنوده التحية العسكرية لهم و ما إن وصلوا إلى بيت حانون حتى أطلقت عليهم قوات الشرطة الفلسطينية النار عليهم فأصيب ثلاثة من المجاهدين أحدهم بشللٍ نصفيّ و يعالج الآن خارج الوطن ، و عندما تم تشكيل لجنة تحقيق في الحادث بناء على طلب الرئيس و كان رأس هذه اللجنة قادة الأجهزة الأمنية قالوا للشيخ إسماعيل نحن معكم و لكننا ضد التنسيق مع كتائب القسام فرفض الشيخ إسماعيل ذلك و قال لهم إنني على استعداد تام للتنسيق مع أي مجاهد و إن كان ابن كتائب القسام . بعدها أصبح إسماعيل مطلوباً للسلطة بصورة رسمية .
في هذه الأثناء قام أبو محمد - رحمه الله - بنصب عبوة موجهة لدبابة صهيونية عند نتساريم و تم التفجير بصورة مباشرة . إضافة إلى دوره المميز في المشاركة بتجهيز العديد من العبوات التي حملها العديد من استشهاديي القسّام خاصة الشهيد نافذ النذر ، كذلك عبوة موجهة زرعها الشهيد جهاد المصري قرب مستوطنة نيسايت بتاريخ 2/8/2001 .
و أكّدت المصادر ذاتها أن الشهيد إسماعيل كان على علاقة قوية مع الشهيد القسامي نضال ناصر إضافة إلى دوره المميز في تدريب العديد من الشهداء و خاصة مسلمة الأعرج و جهاد المصري و علي مهنا و محمد صلاح .. و عرف عن الشهيد أبو محمد حرصه على المشاركة في جنازات الشهداء جميعاً .
في إحدى المرات أثناء تطويره لصواريخ أنيرجا أصيب في قدمه , و أثناء الإصابة حضر الأمن الوقائي لاعتقاله فهبّ الناس لحماية إسماعيل و منع الوقائي من اعتقاله ، و في تلك الأثناء حضرت إحدى مجموعات كتائب القسام و أخذت إسماعيل إلى أحد أطباء العلاج الطبيعي لمعالجته .
و أكّدت مصادر خاصة أن الشهيد كانت تربطه علاقة مميزة و شخصية مع العديد من قادة العمل العسكري في كتائب القسام و على رأسهم محمد الضيف- عدنان الغول و سعد العرابيد ، حيث إنه كان أوّل من اطمئن على سلامتهم من محاولة الاغتيال الفاشلة حيث اتصل بهم فردّ عليهم أنهم بخير و أن بلال الغول اختاره الله إلى جواره شهيداً .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر