من المعروف أن معظم المفكرين والزعماء الصهاين إما نشأوا في بيئة حسيدية, أو تعرفوا على فكرها الحلولي بشكل واع أو غير واع.
بل إن الصهيونية ضرب من «الحسيدية اللادينية» أو الحسيدية داخل إطار حلولية بدون إله ووحدة الوجود المادية. والدارس المدقق يكتشف أن ثمة تشابها بين الحسيدية والصهيونية, فالجماهير التي اتبعت كلا من الصهيونية والحسدية كانت في وضع طبقي متشابه, أي جماهير توجد خارج التشكيلات الرأسمالية القومية بسبب الوظائف المالية والتجارية التي اضطلعت بها مثل نظام الأرندا. لذلك, نجد أن جماهير الحسيدية, شأنها شأن جماهير الصهيونية, تتفق على حب صهيون, الأرض التي ستشكل الميراث الذي سيمارسون فيه شيئا من السلطة. كما قامت الحسيدية بإضعاف انتماء يهود اليديشية الحضاري والنفسي إلى بلادهم, وهذه نتيجة طبيعية لأية تطلعات مشيحانية الأمر الذي جعل اليهود مرتعا خصبا للعقيدة الصهيونية. كما أن الحسيدية والصهيونية تؤمنان بحلولية متطرفة تضفي قداسة على كل الأشياء اليهودية وتفصلها عن بقية العالم. وفي الحقيقة, فقد كانت الهجرة الحسيدية التي تعبر عن النزعة القومية الدينية فاتحة وتمهيدا للهجرة الصهيونية.
والصهيونية, مثل الحسيدية, حركة مشيحانية تهرب من حدود الواقع التاريخ لمركب إلى حالة من النشوة الصوفية, تأخذ شكل اوهام عقائدية عن أرض الميعاد التي تنتظر اليهود. ويعتقد المفكر النيتشوي الصهيوني بوبر أنه لا يمكن بعث اليهودية دون الحماس الحسيدي, بل يرى أن الرواد الصهاينة قد بعثوا هذا الحماس.
ولكن الحسيدية تظل, في نهاية الأمر, حركة صوفية حلولية واعية بأنها حركة صوفية, ولذا فإن غيبتها منطقية داخل إطارها, ولا تتجاوز أفعالها, التابعة من المشيحانية الباطنية, نطاق الفرد المؤمن بها وأفعاله الخاصة, أما سلوكه العام فقد ظل خاضعا إلى حد كبير لمقاييس المجتمع. ولذا, ظل حب صهيون بالنسبة إلى هذه الجماهير حبا لمكان مقدس لا يتطلب الهجرة الفعلية. أما الصهيونية, فهي حركة علمانية, ذات طابع عملي حرفي. كما أن الفكرة الصهيونية لا تنصرف إلى السلوك الشخصي لليهودي وإنما إلى سلوكه السياسي. ولكي تتحقق الصهيونية, لا بد أن تتجاوز حدودها الذاتية لتبتلع فلسطين, وتطرد الفلسطينيين بحيث يتحول حب صهيون إلى استعمار استيطاني. ومما لا شك فيه أن الحسيدية قد ساهمت في إعداد بعض قطاعات جماهير شرق أوروبا لتتقبل الأفكار الصهيونية العلمانية الغيبية, عن طريق عزلها عن الحضارات التي كانت تعيش فيها, وإشاعة الأفكار الصوفية الحلولية شبه الوثنية التي لا تتطلب أي قدر من إعمال العقل أو الفهم أو الممارسة. ولكن هذا لا يعني أن الحسيدية مسئولة عن ظهور الصهيونية, فكل ما هناك أنها خلقت مناخا فكريا ودينيا مواتيا لظهورها.
ومما يجدر ذكره أن بعض الحسيديين عارضوا فكرة الدولة الصهيونية وأسسوا حزب أجودات إسرائيل. ولكن بعد إنشاء الدولة, بل قبل ذلك, أخذو يساندون النشاط الصهيوني, وهم الآن من غلاة المتشددين في المطالبة بالحفاظ على الحدود الآمنة و«الحدود المقدسة» و«الحدود التاريخية لإرتس يسرائيل». ولكن هناك فرقا حسيدية قليلة لا تزال تعارض الصهيونية ودولة إسرائيل بعداوة, من بينها جماعة ساتمار (ناطوري كارتا). (انظر الباب المعنون «الصهيونية الإثنية الدينية»).
بل إن الصهيونية ضرب من «الحسيدية اللادينية» أو الحسيدية داخل إطار حلولية بدون إله ووحدة الوجود المادية. والدارس المدقق يكتشف أن ثمة تشابها بين الحسيدية والصهيونية, فالجماهير التي اتبعت كلا من الصهيونية والحسدية كانت في وضع طبقي متشابه, أي جماهير توجد خارج التشكيلات الرأسمالية القومية بسبب الوظائف المالية والتجارية التي اضطلعت بها مثل نظام الأرندا. لذلك, نجد أن جماهير الحسيدية, شأنها شأن جماهير الصهيونية, تتفق على حب صهيون, الأرض التي ستشكل الميراث الذي سيمارسون فيه شيئا من السلطة. كما قامت الحسيدية بإضعاف انتماء يهود اليديشية الحضاري والنفسي إلى بلادهم, وهذه نتيجة طبيعية لأية تطلعات مشيحانية الأمر الذي جعل اليهود مرتعا خصبا للعقيدة الصهيونية. كما أن الحسيدية والصهيونية تؤمنان بحلولية متطرفة تضفي قداسة على كل الأشياء اليهودية وتفصلها عن بقية العالم. وفي الحقيقة, فقد كانت الهجرة الحسيدية التي تعبر عن النزعة القومية الدينية فاتحة وتمهيدا للهجرة الصهيونية.
والصهيونية, مثل الحسيدية, حركة مشيحانية تهرب من حدود الواقع التاريخ لمركب إلى حالة من النشوة الصوفية, تأخذ شكل اوهام عقائدية عن أرض الميعاد التي تنتظر اليهود. ويعتقد المفكر النيتشوي الصهيوني بوبر أنه لا يمكن بعث اليهودية دون الحماس الحسيدي, بل يرى أن الرواد الصهاينة قد بعثوا هذا الحماس.
ولكن الحسيدية تظل, في نهاية الأمر, حركة صوفية حلولية واعية بأنها حركة صوفية, ولذا فإن غيبتها منطقية داخل إطارها, ولا تتجاوز أفعالها, التابعة من المشيحانية الباطنية, نطاق الفرد المؤمن بها وأفعاله الخاصة, أما سلوكه العام فقد ظل خاضعا إلى حد كبير لمقاييس المجتمع. ولذا, ظل حب صهيون بالنسبة إلى هذه الجماهير حبا لمكان مقدس لا يتطلب الهجرة الفعلية. أما الصهيونية, فهي حركة علمانية, ذات طابع عملي حرفي. كما أن الفكرة الصهيونية لا تنصرف إلى السلوك الشخصي لليهودي وإنما إلى سلوكه السياسي. ولكي تتحقق الصهيونية, لا بد أن تتجاوز حدودها الذاتية لتبتلع فلسطين, وتطرد الفلسطينيين بحيث يتحول حب صهيون إلى استعمار استيطاني. ومما لا شك فيه أن الحسيدية قد ساهمت في إعداد بعض قطاعات جماهير شرق أوروبا لتتقبل الأفكار الصهيونية العلمانية الغيبية, عن طريق عزلها عن الحضارات التي كانت تعيش فيها, وإشاعة الأفكار الصوفية الحلولية شبه الوثنية التي لا تتطلب أي قدر من إعمال العقل أو الفهم أو الممارسة. ولكن هذا لا يعني أن الحسيدية مسئولة عن ظهور الصهيونية, فكل ما هناك أنها خلقت مناخا فكريا ودينيا مواتيا لظهورها.
ومما يجدر ذكره أن بعض الحسيديين عارضوا فكرة الدولة الصهيونية وأسسوا حزب أجودات إسرائيل. ولكن بعد إنشاء الدولة, بل قبل ذلك, أخذو يساندون النشاط الصهيوني, وهم الآن من غلاة المتشددين في المطالبة بالحفاظ على الحدود الآمنة و«الحدود المقدسة» و«الحدود التاريخية لإرتس يسرائيل». ولكن هناك فرقا حسيدية قليلة لا تزال تعارض الصهيونية ودولة إسرائيل بعداوة, من بينها جماعة ساتمار (ناطوري كارتا). (انظر الباب المعنون «الصهيونية الإثنية الدينية»).
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر