ماتت عملية السلام واكرام الميت دفنه
الكاتب: عبلة درويش
في ظل اصرار الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية على عدم امكانية استئناف المفاوضات مع الاسرائيليين الا بوقف الاستيطان كاملا واعتراف اسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية على الرابع من حزيران 67، تعمل اسرائيل بظنها في الخفاء وهو في الواقع بات مكشوفا من سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة المتشابهة في هدفها والمختلفة في صورتها الظاهرية، تعمل في الوقت الضائع الذي تطالب فيه باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، على تعزيز وتقوية جذور الاستيطان والمستوطنين في اراضي الضفة الغربية المحتلة.
حيث بات من الواضح ان الحكومة الاسرائيلية تعمل على مقاس المستوطنين وتستمر في قضمها لاراضي المواطنين يوما بعد يوم، لارضاء المستوطنين، في الوقت نفسه تقل مساحة الاراضي الفلسطينية وتزداد بالتالي الاراضي المحتلة والمسروقة من قبل المستوطنين، فلو قمنا بحساب يدوي ترى ان المستوطنين يسرقون كل اسبوع تقريبا 10 دونمات من اراضي قرية او بلدة ومدينة فلسطينية مثلا تحت حراسة وحماية الجيش الاسرائيلي، ويبني المستوطنون في مناطق فلسطينية اخرى وحدات استيطانية، ما معناه ان الارض الفلسطينية "لسنا بصدد الحديث الان عن ارض فلسطين التاريخية بل عن حدود 67"، تقل مساحتها يوما بعد يوم، وهي الفرصة "الغبية" التي نوفرها للاحتلال ويسرقها من وقتنا وهم يماطلون ويجادلون ويريدون التفاوض من اجل التفاوض في حلقة مفرغة، وفي حال استمر قضم الاراضي وسرقة التراب والشجر والحجر، اين سنقيم دولتنا الفلسطينية القابلة للحياة والاستيطان لم يتوقف منذ عام 1967.
فهل نحن بحاجة لاتفاق مع المحتل دون مفاوضات ؟ ام مفاوضات دون اتفاق كما كانت دوما؟ ام اتفاق لهدف الاتفاق ام مفاوضات لهدف الاستئناف فقط ؟ ففي كل يوم يمر من جهود المفاوض الفلسطيني والقيادة تكون اسرائيل قد فرضت "واقعا جديدا على مساحة من الارض" اذا لا بد من تحديد خط السير نحو الهدف افضل وانجح من البحث عن الهدف والطريق ضالة، فان بتنا نسير نحو هدفنا الفلسطيني يجب ان نرصف الطريق بالامل والنجاح والمعرفة واشارات التوجيه والارشاد واضواء الطرق لليل والنهار لنصل الى الهدف بطريق معروفة واضحة بدلا من ان نجرب عدة طرق طويلة ووعرة واخرى لا منتهية واخرى غير معبدة واخريات مرصودة ومرفوضة وممنوعة ومحجوبة عن الاتفاق وليس على جدول اعمال اسرائيل او اي دولة وسيطة.
فكل هدف يتوقعه الفلسطينيون ويسعون اليه سيصل بالنهاية لذات النقطة التي تريدها اسرائيل والتي تسير في دائرة مغلقة لا تحوي اي حل سوى الحل الذي يركب على مزاج اسرائيل وعلى مقاسها وحسب متطلباتها.
فبعد الرفض الاسرائيلي لطرح الادارة الامريكية او بالمعنى الادق عدم قدرة وفشل امريكا بإقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان لثلاثة اشهر مدفوعة الأجر مسبقا، تعد الادارة الامريكية لورقة اتفاق مصاغة امريكيا، ولكن هي ستأتي على مقاس اسرائيل الذي بات "مقاسا محيرّا" فلا هو مقاس طفل ولا بالغ ولا مسن، مقاس يتوزع بين الاعمار... مقاس طفل امريكا المدلل... ومقاس بالغ متيقن يدعم سكانه ومستوطنيه.. ومقاس مسن بات الكل يراضيه كي لا يزعل، الا ان المقاس الفلسطيني واضح وثابت ولكن يبدو ان قسم التفصيل في البيت الابيض اضاع مقاس الدولة الفلسطينية.
وليأتي ميتشل بجولاته المكوكية الاخيرة بمصطلح جديد وهو "المفاوضات المتوازية" ولكن هل نحن بصدد البحث وايجاد مسمى لاطار الحل ام ايجاد حل، فان استطاعت الادارة الامريكية ان تجد حلا وان تقنع اسرائيل بالحل حينها يكون العنوان سهلا وسنجد له الف حل، فنحن لسنا بحاجة الى تكتيك جديد بل لاستراتيجية جديدة واضحة تفرض التسوية وشروطها استنادا الى قرارات الشرعية الدولية بدل من استمرار الاستنكار والقول ان الاستيطان غير شرعي.
ولكن في ظل رعاية الادارة الامريكية لعملية السلام في الشرق الاوسط وعجزها طوال السنتين الماضيتين برئاسة اوباما عن ايجاد حل او اقناع اسرائيل بحل، فهي بالواقع لن تتنازل عن رعاية عملية السلام، وستبقى العملية برعايتها ولكن... هل ستكون الرعاية لاجل الرعاية اي رعاية لعملية سلام فارغة المضمون وادارة لازمة وانتظار ما تحمله الايام من نتائج، الا ان الاشهر الاخيرة اثبتت بجدارة ان عملية السلام ولدت ميتة واكرام الميت دفنه.
الكاتب: عبلة درويش
في ظل اصرار الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية على عدم امكانية استئناف المفاوضات مع الاسرائيليين الا بوقف الاستيطان كاملا واعتراف اسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية على الرابع من حزيران 67، تعمل اسرائيل بظنها في الخفاء وهو في الواقع بات مكشوفا من سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة المتشابهة في هدفها والمختلفة في صورتها الظاهرية، تعمل في الوقت الضائع الذي تطالب فيه باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، على تعزيز وتقوية جذور الاستيطان والمستوطنين في اراضي الضفة الغربية المحتلة.
حيث بات من الواضح ان الحكومة الاسرائيلية تعمل على مقاس المستوطنين وتستمر في قضمها لاراضي المواطنين يوما بعد يوم، لارضاء المستوطنين، في الوقت نفسه تقل مساحة الاراضي الفلسطينية وتزداد بالتالي الاراضي المحتلة والمسروقة من قبل المستوطنين، فلو قمنا بحساب يدوي ترى ان المستوطنين يسرقون كل اسبوع تقريبا 10 دونمات من اراضي قرية او بلدة ومدينة فلسطينية مثلا تحت حراسة وحماية الجيش الاسرائيلي، ويبني المستوطنون في مناطق فلسطينية اخرى وحدات استيطانية، ما معناه ان الارض الفلسطينية "لسنا بصدد الحديث الان عن ارض فلسطين التاريخية بل عن حدود 67"، تقل مساحتها يوما بعد يوم، وهي الفرصة "الغبية" التي نوفرها للاحتلال ويسرقها من وقتنا وهم يماطلون ويجادلون ويريدون التفاوض من اجل التفاوض في حلقة مفرغة، وفي حال استمر قضم الاراضي وسرقة التراب والشجر والحجر، اين سنقيم دولتنا الفلسطينية القابلة للحياة والاستيطان لم يتوقف منذ عام 1967.
فهل نحن بحاجة لاتفاق مع المحتل دون مفاوضات ؟ ام مفاوضات دون اتفاق كما كانت دوما؟ ام اتفاق لهدف الاتفاق ام مفاوضات لهدف الاستئناف فقط ؟ ففي كل يوم يمر من جهود المفاوض الفلسطيني والقيادة تكون اسرائيل قد فرضت "واقعا جديدا على مساحة من الارض" اذا لا بد من تحديد خط السير نحو الهدف افضل وانجح من البحث عن الهدف والطريق ضالة، فان بتنا نسير نحو هدفنا الفلسطيني يجب ان نرصف الطريق بالامل والنجاح والمعرفة واشارات التوجيه والارشاد واضواء الطرق لليل والنهار لنصل الى الهدف بطريق معروفة واضحة بدلا من ان نجرب عدة طرق طويلة ووعرة واخرى لا منتهية واخرى غير معبدة واخريات مرصودة ومرفوضة وممنوعة ومحجوبة عن الاتفاق وليس على جدول اعمال اسرائيل او اي دولة وسيطة.
فكل هدف يتوقعه الفلسطينيون ويسعون اليه سيصل بالنهاية لذات النقطة التي تريدها اسرائيل والتي تسير في دائرة مغلقة لا تحوي اي حل سوى الحل الذي يركب على مزاج اسرائيل وعلى مقاسها وحسب متطلباتها.
فبعد الرفض الاسرائيلي لطرح الادارة الامريكية او بالمعنى الادق عدم قدرة وفشل امريكا بإقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان لثلاثة اشهر مدفوعة الأجر مسبقا، تعد الادارة الامريكية لورقة اتفاق مصاغة امريكيا، ولكن هي ستأتي على مقاس اسرائيل الذي بات "مقاسا محيرّا" فلا هو مقاس طفل ولا بالغ ولا مسن، مقاس يتوزع بين الاعمار... مقاس طفل امريكا المدلل... ومقاس بالغ متيقن يدعم سكانه ومستوطنيه.. ومقاس مسن بات الكل يراضيه كي لا يزعل، الا ان المقاس الفلسطيني واضح وثابت ولكن يبدو ان قسم التفصيل في البيت الابيض اضاع مقاس الدولة الفلسطينية.
وليأتي ميتشل بجولاته المكوكية الاخيرة بمصطلح جديد وهو "المفاوضات المتوازية" ولكن هل نحن بصدد البحث وايجاد مسمى لاطار الحل ام ايجاد حل، فان استطاعت الادارة الامريكية ان تجد حلا وان تقنع اسرائيل بالحل حينها يكون العنوان سهلا وسنجد له الف حل، فنحن لسنا بحاجة الى تكتيك جديد بل لاستراتيجية جديدة واضحة تفرض التسوية وشروطها استنادا الى قرارات الشرعية الدولية بدل من استمرار الاستنكار والقول ان الاستيطان غير شرعي.
ولكن في ظل رعاية الادارة الامريكية لعملية السلام في الشرق الاوسط وعجزها طوال السنتين الماضيتين برئاسة اوباما عن ايجاد حل او اقناع اسرائيل بحل، فهي بالواقع لن تتنازل عن رعاية عملية السلام، وستبقى العملية برعايتها ولكن... هل ستكون الرعاية لاجل الرعاية اي رعاية لعملية سلام فارغة المضمون وادارة لازمة وانتظار ما تحمله الايام من نتائج، الا ان الاشهر الاخيرة اثبتت بجدارة ان عملية السلام ولدت ميتة واكرام الميت دفنه.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر