القدس والخذلان العربي
الكاتب: بهاء رحال
أرض القداسة والحضارة ومهد الرسالات السماوية وعاصمة التاريخ المنبعث من عبق التكوين في المواجهة ، دقت ساعة الخطر وصارت المدينة وجهاً لوجه في مرحلة الحسم التي أرادته دولة الاحتلال بهذا الشكل والسيناريو المعد مسبقاً وسط هذا الزمن البائس الذي فَقدت فيه القدس كل مقومات الصمود والتواصل ، وعُزلت عن عمقها ومحيطها العربي والاسلامي وعاشت كل هذا الزمن الغريب المنكسر الذي أحاط بها من كل إتجاه وصارت القدس عاصمة العواصم وبلد الانبياء بلا حجيج وبلا زائرين الا القليلين الذين يجاهدون بإيمانهم عند كل صلاة حتى يتمكنوا من الوصول الى أقدس بقعة بالعالم وليحافظوا على لغة المكان .
اليوم لا تجد القدس الا على هامش المؤتمرات والندوات واللقاءات الحميمة بين الملوك والرؤساء والزعماء الحاضرين خجلاً ، والوفود الرسمية والشعبية والمنظمات الأهلية التي تعقد ندوات شكلية دون فائدة ، ترى فيها وجوهاً غريبة وأشكال مختلفة لا تحمل من القدس شيئاً ، وتسمع قرارات لها طابعها المعهود بالشجب والاستنكار والتوسل ومعونات لم تصل بعد ولن تصل لان الزمان صار مختلفاً وباتت عواصم المونديال أهم بكثير من القدس الباكية على هذا الخذلان الذي لم تعرفه من قبل عبر التاريخ ، ولم تكن بهذه العزلة يوماً ولم تكن بهذه الغرابة التي تراها في زقاق القدس العتيقة كل يوم .
تزداد الهجمة يوماً بعد يوم ، وتنكشف المخططات وتنجلي حقيقة الاستهداف الصهيوني المباشر للقدس بكل ما فيها من تاريخ وعراقة وقداسة وإيمان ، ويتصارع الجند المدججين بالسلاح مع حجارة المكان ورائحة التاريخ المنبعث منها ، يشددون من قبضتهم الحديدية حولها ويستحكمون بجدران من الاسمنت ، كلما شعروا بأنها تنتصر عليهم وعلى قوتهم وجبروتهم ، ثم يعودوا بالكرّة مرةً أخرى في محاولة منهم للالتفاف على التاريخ والانتصار على المكان .
في كل مرة تزداد الهجمة الصهيونية الاسرائيلية على القدس يتراجع الموقف العربي الرسمي والشعبي اكثر دون حياء ، وتسقط نظريات الدفاع من الواجهة وتصير القدس تصرخ بوحدتها وعزلتها في محاولة منها لنفض غبار النسيان عن الذاكرة العربية التي تماهت مع الموقف الرسمي الآخذ بالنسيان المطلق ، وفي كل مرة تزداد خطط الاحتلال وعمليات التنفيذ على الارض ويتوسع البناء الاستيطاني الهادف الى تغيير الطابع التاريخي والجغرافي والديني في المدينة التي تقف في المواجهه وحدها بينما تترقب الأمم الغربية والعربية لحظات الصراع القائم بين حجارة المكان وقداسته والجند المستوردين لتغييب المكان تزوير التاريخ فيه .
تتواصل الهجمة التي تقودها اسرائيل بجندها وسياسييها وخرافاتها وعلمائها وأموالها وتسخر كل الامكانيات لصالح الاستيلاء على كل شبر في القدس بينما ينشغل العرب في همومهم المونديالية وقضاياهم الهامشية وملذاتهم التي تصرف عليها مئات الملايين من الدولارات بينما لا يصل للقدس دولاراً واحداً ، هذا هو حال الأمة التي تفاخر بأمجادها ولا تتوانى عن الحديث عن تاريخها في كل المحافل بينما تترك القدس عاصمة التاريخ ورافعة المجد في قبضة أعداء الحياة، فأي أمه هذه التي لا تسعى للحفاظ على مقداستها ، وأي أمة هذه التي تنفق ملايين الدولارات لاستضافة بطولات كرة القدم ولا تنفق دولاراً واحداً لمواجهة الهجمة الاحتلالية على القدس .
الأمة التي لا تحافظ على قداسة مقدساتها لا تستحق الحياة
الكاتب: بهاء رحال
أرض القداسة والحضارة ومهد الرسالات السماوية وعاصمة التاريخ المنبعث من عبق التكوين في المواجهة ، دقت ساعة الخطر وصارت المدينة وجهاً لوجه في مرحلة الحسم التي أرادته دولة الاحتلال بهذا الشكل والسيناريو المعد مسبقاً وسط هذا الزمن البائس الذي فَقدت فيه القدس كل مقومات الصمود والتواصل ، وعُزلت عن عمقها ومحيطها العربي والاسلامي وعاشت كل هذا الزمن الغريب المنكسر الذي أحاط بها من كل إتجاه وصارت القدس عاصمة العواصم وبلد الانبياء بلا حجيج وبلا زائرين الا القليلين الذين يجاهدون بإيمانهم عند كل صلاة حتى يتمكنوا من الوصول الى أقدس بقعة بالعالم وليحافظوا على لغة المكان .
اليوم لا تجد القدس الا على هامش المؤتمرات والندوات واللقاءات الحميمة بين الملوك والرؤساء والزعماء الحاضرين خجلاً ، والوفود الرسمية والشعبية والمنظمات الأهلية التي تعقد ندوات شكلية دون فائدة ، ترى فيها وجوهاً غريبة وأشكال مختلفة لا تحمل من القدس شيئاً ، وتسمع قرارات لها طابعها المعهود بالشجب والاستنكار والتوسل ومعونات لم تصل بعد ولن تصل لان الزمان صار مختلفاً وباتت عواصم المونديال أهم بكثير من القدس الباكية على هذا الخذلان الذي لم تعرفه من قبل عبر التاريخ ، ولم تكن بهذه العزلة يوماً ولم تكن بهذه الغرابة التي تراها في زقاق القدس العتيقة كل يوم .
تزداد الهجمة يوماً بعد يوم ، وتنكشف المخططات وتنجلي حقيقة الاستهداف الصهيوني المباشر للقدس بكل ما فيها من تاريخ وعراقة وقداسة وإيمان ، ويتصارع الجند المدججين بالسلاح مع حجارة المكان ورائحة التاريخ المنبعث منها ، يشددون من قبضتهم الحديدية حولها ويستحكمون بجدران من الاسمنت ، كلما شعروا بأنها تنتصر عليهم وعلى قوتهم وجبروتهم ، ثم يعودوا بالكرّة مرةً أخرى في محاولة منهم للالتفاف على التاريخ والانتصار على المكان .
في كل مرة تزداد الهجمة الصهيونية الاسرائيلية على القدس يتراجع الموقف العربي الرسمي والشعبي اكثر دون حياء ، وتسقط نظريات الدفاع من الواجهة وتصير القدس تصرخ بوحدتها وعزلتها في محاولة منها لنفض غبار النسيان عن الذاكرة العربية التي تماهت مع الموقف الرسمي الآخذ بالنسيان المطلق ، وفي كل مرة تزداد خطط الاحتلال وعمليات التنفيذ على الارض ويتوسع البناء الاستيطاني الهادف الى تغيير الطابع التاريخي والجغرافي والديني في المدينة التي تقف في المواجهه وحدها بينما تترقب الأمم الغربية والعربية لحظات الصراع القائم بين حجارة المكان وقداسته والجند المستوردين لتغييب المكان تزوير التاريخ فيه .
تتواصل الهجمة التي تقودها اسرائيل بجندها وسياسييها وخرافاتها وعلمائها وأموالها وتسخر كل الامكانيات لصالح الاستيلاء على كل شبر في القدس بينما ينشغل العرب في همومهم المونديالية وقضاياهم الهامشية وملذاتهم التي تصرف عليها مئات الملايين من الدولارات بينما لا يصل للقدس دولاراً واحداً ، هذا هو حال الأمة التي تفاخر بأمجادها ولا تتوانى عن الحديث عن تاريخها في كل المحافل بينما تترك القدس عاصمة التاريخ ورافعة المجد في قبضة أعداء الحياة، فأي أمه هذه التي لا تسعى للحفاظ على مقداستها ، وأي أمة هذه التي تنفق ملايين الدولارات لاستضافة بطولات كرة القدم ولا تنفق دولاراً واحداً لمواجهة الهجمة الاحتلالية على القدس .
الأمة التي لا تحافظ على قداسة مقدساتها لا تستحق الحياة
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر