ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون)

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Empty كان اسمها تبصر أو (خربة عزون)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 10 مايو 2009, 9:43 am

    سيجد المرء صعوبة في العثور على ما يثبت، من أن قرية فلسطينية عربية، اسمها تبصر، وجدت في السهل الساحلي الفلسطيني، قبل عام 1948، والآن بني على أرضها مجمع سجون، يرزح فيه أعداد كبيرة من الأسرى والأسيرات، من أجيال فلسطينية مختلفة.

    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Tabsor1

    وتغطي بيارات البرتقال، واليوسف أفندي، والبوملي، أراضي القرية الخصبة التي تم تدميرها بالكامل، وشطبها الإسرائيليون، عن الخارطة، والتي كانت تعرف أيضا باسم آخر هو (خربة عزون).

    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Tabsor2

    تقع تبصر (خربة عزون)، التي أنشئت على أرض منبسطة في السهل الساحلي، إلى الجنوب الغربي من طولكرم، وتبعد 8 كلم عن قلقيلية، وكانت وفقا للمؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي، تتصل معها "بواسطة طريق فرعية تتقاطع مع الطريق العام الساحلي على مسافة قصيرة من القرية".

    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Tabsor3

    ووجد في القرية، خلال الانتداب البريطاني، مدرسة ابتدائية للبنين، أنشأها المواطنون، وفي هذه الفترة بالذات، وصل الخطر مبكرا إلى القرية، بإقامة مستوطنة (رعنانا) اليهودية، عام 1921، جنوب القرية، وفي عام 1946، أقيمت مستوطنة (باتسرا) على أراضي القرية إلى الشمال من موقعها.
    ولم يدم الوجود العربي، بعد ذلك، طويلا في تبصر، وتتناقض روايات المؤرخين الإسرائيليين عما حل بالقرية، فبني موريس، يقول بأن معظم سكانها هجروها، منذ كانون الأول 1948، لأنهم وجدوا أنفسهم في منطقة محاصرة بالمستوطنات اليهودية، ولكن الشواهد تشير إلى أن القرية كانت ضحية عملية التطهير النهائي، التي شنتها منظمة الهاغاناة، لطرد الفلسطينيين من السهل الساحلي، في نيسان 1948.

    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Tabsor4

    ويذكر المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، بأنه في 7 نيسان 1948، قررت العصابات الصهيونية، طرد سكان القرى الواقعة على طريق تل أبيب-حيفا، وطريق جنين-حيفا، وطريق القدس-يافا، وتدميرها كلها، في تقاسم للأدوار بين منظمتي الهاغاناة والأرغون، ومن بينها بالطبع خربة عزون.
    ويقول بابيه "..وهكذا في الوقت الذي محت الأرغون الشيخ مونس، احتلت الهاغاناة ست قرى في هذه المنطقة خلال أسبوع، وكانت أولاها خربة عزون في 2 نيسان".
    وهذا يعني أن تطهير تبصر، من سكانها تم قبل القرار المذكور، بخمسة أيام، أو أن بابيه، أخطأ في التواريخ، أو لم يدقق بها.
    ومع قيام دولة إسرائيل، هدمت الدولة المغتصبة الناشئة على أنقاض نكبة الشعب الفلسطيني، القرية، وشطبتها عن الخريطة، لتثبت مكانها، اسم (رعنانا) المستوطنة اليهودية القديمة التي أقيمت على أراضي القرية.
    وتعتبر (رعنانا) اليوم من المدن الهامة في المنطقة التي تسميها الدولة العبرية (الشارون)، التي تبدو كمدينة أميركية مزدهرة، بمبانيها، وملاهيها، ومطاعم المكدونالد التي تقدم الأكل مطابقا لـ (الكشير)، أي الموافق لعقائد اليهود المتدينين.

    كان اسمها تبصر أو (خربة عزون) Tabsor5

    وأضفى قرب البحر الأبيض المتوسط من المنطقة، ومن نتانيا، المدينة اليهودية، المقامة على أرض (أم خالد العربية)، أهمية أخرى، تجذب لها السائحين.
    ولا يبالي أي من السكان، أو الزوار، بتلك القرية التي كانت ذات يوم مزدهرة، وتشتهر بحمضياتها، المخصصة الآن للتصدير.
    وحتى اسم تبصر أو خربة عزون، لم يعد يذكره أحد، حتى من المواطنين العرب الذين يسكنون القرى العربية في المثلث، وعرّف أحد هؤلاء وهو من قرية الطيبة اسم المكان العربي، ردا على سؤالي، بـ (أم خالد).
    ويمكن العثور، بعد البحث الدقيق، بين البيارات، على بقايا تؤكد على الوجود العربي الفلسطيني، الذي كان يوما ما هنا، مثل دوامر حديدية قديمة تحمل بناء اسمنتيا، استخدم على الأرجح كمنزل ريفي، من قبل أصحاب البيارة المشردين الآن. ولكن ما يمكن وصفه بالتعبير عن الوجود الفلسطيني الأبرز والأوضح في المكان، فهو يدخل ضمن المفارقات، وهو مجمع السجون، الذي بناه الإسرائيليون، على أراضي قرية تبصر ليضم أحفاد وحفيدات الذين رحّلوا، عنوة، وبقوة الحديد والنار، من بلادهم قبل أكثر من ستين عاما، وعادوا إليها، مخفورين، وعدد آخر من الأسرى الأشبال، والأسيرات، الذين قد يتمكن بعضهم من رؤية بيارات الحمضيات، من شبابيك الزنازين الضيقة، أو يتنسمون روائحها، مع نسمات الغروب، التي تهب من جهة البحر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 7:02 pm