كثيرة هي الرؤوس الهامة التي تنتشر في فلسطين، ولكن بعضها اكتسب أهمية وشهرة إضافيتين، لمواقعها الاستراتيجية وارتباطها بأحداث تاريخية، ولدورها المستمر، ومن بينها (رأس بيت جالا) وهي أحد أعلى القمم المطلة على مدينة القدس، ويبلغ ارتفاع هذه القمة التي يطلق عليها لشهرتها (الرأس) فقط، 923 مترا فوق سطح البحر، وتطل على مناطق واسعة غرب فلسطين، وشرقها، ومن بينها البحرين الأبيض المتوسط والميت.
وتقع مدينة بيت جالا على بعد 5 كلم جنوب غرب القدس، وبسبب قربها من المدينة المقدسة، اطلعت بدور تاريخي في كل ما تعرضت له القدس من أحداث وغزوات وفتوحات وثورات وتمردات وانتصارات ونكبات.
الجدار يحيط برأس بيت جالا
ولعبت المدينة أدوارا ثقافية متنوعة في التاريخ الفلسطيني، حيث وجدت فيها مبكرا المدارس، والأطر الثقافية في عهد الاحتلال البريطاني، التي سرعان ما أصبحت أطرا تضم المثقفين الفلسطينيين، مثل (جمعية المثقفين العرب).
وعندما احتل الكيان الصهيوني ما تبقى من فلسطين في عام 1967، كانت المدينة تملك أكثر من 13 ألف دونم، ولم يمض وقت طويل حتى أظهر الاحتلال الجديد أطماعه في أراض المدينة، فصادر منطقة (صليب) وهي مجموعة من التلال الأخاذة وبنى عليها مستوطنة (جيلو) التي يعتبرها المحتلون الآن أحد أحياء القدس، وكان يملك أراضي هذه المنطقة عائلات: أبو غطاس، وأبو عيد، وأبو هدبا، وأبو عمشا، والأعرج، وخميس، وأبو قبع، ونزال، وتحولت مستوطنة جيلو إلى مكان يطلق منه القذائف على سكان مدينة بيت جالا خلال انتفاضة الأقصى، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى، وتدمير عشرات المنازل.
وتواصل الاستيطان وقضم الأراضي والذي أتى على أكثر من نصف مساحة المدينة، بالإضافة إلى وضع اليد على مساحات شاسعة أخرى قريبة من الجدار الاستيطاني، أو تعتبرها حكومة الاحتلال جزءاً من حدود بلدية القدس الصهيونية، وأراض أخرى تستخدم كمعسكرات لجيش الاحتلال.
وإذا كانت شهية الاحتلال لالتهام أراضي بيت جالا، مسعورة، فإن لعاب الاحتلال سال أكثر على منطقة (الرأس) فوضع يده عليها منذ أيام الاحتلال الأولى، ليدخل مرحلة جديدة من تاريخه لم تنته حتى الآن.
وخاض سكان المدينة والفلسطينيون بشكل عام نضالا متواصلا ضد مصادرة (الرأس)، واتخذ الاحتلال ردا على ذلك سلسلة إجراءات من بينها حل المجلس البلدي في المدينة، والمعركة الوطنية من أجل (الرأس) هي جزء مهم من الإرث النضالي للشعب الفلسطيني في سبعينات القرن الماضي.
منشأت صهيونية على الرأس
وكانت الإرساليات الروسية أقامت مبنى لها على (الرأس) في أوائل القرن العشرين، أما الاحتلال البريطاني، فأقام محطة إذاعة الشرق الأدنى عليه، وبنى معسكرا لحمايتها.
وفي عام 1948، شكل أهالي المدينة حامية للدفاع عن مدينتهم ضد العصابات الصهيونية، واتخذوا من (الرأس) مكانا للمجاهدين، وكانت المنطقة آنذاك تحت حماية الجيش المصري الذي كان يمد الحامية بالمؤمن، وتمكن متطوعو الحامية من صد عدة هجمات شنها الصهاينة على المدينة.
وشاركت الحامية مع المتطوعين العرب والجيش المصري، في هجمات على مواقع صهيونية عديدة في منطقة القدس، وأظهر أفراد الحامية شجاعة وبسالة واضحتين.
ومنع أفراد الحامية، أية عمليات نزوح عن المدينة، التي صمدت حتى عام 1967، الذي شهد عملية استيلاء صهيونية على أحد أهم الرؤوس في فلسطين وهو (رأس بيت جالا) وصادروه ومنعوا مالكي أراضيه من الوصول إلى أراضيهم وهم من عائلات: ربيع، وزرينة، وقسطة وآخرين.
وأقام الصهاينة محطات إرسال ورصد عديدة على (الرأس) وأنشؤوا مدرسة عسكرية ميدانية أطلقوا عليها اسم (هار جيلو).
ولم يتوقف البناء الاستيطاني في (الرأس) الذي أنهت الآن سلطات الاحتلال بناء الجدار الاستيطاني العازل حوله، لعزله بشكل تام عن محيطه العربي، لتستمر معاناته وليفقد الفلسطينيون، مؤقتا، أحد أهم الرؤوس في بلادهم.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر