يتحدث مثقال فايز (50 عامًا) بمرارة عن أكثر من 2000 دونم من الأراضي في خلة العزب شرق بيت فوريك سيطر عليها مستوطنو مستوطنة 'ايتمار'، وتعود هذه المساحة الشاسعة لكل أفراد أسرته من إخوة وأبناء عم.
يقول فايز'هي مساحة على امتداد النظر بجناحيها اللذين يمتدان من الناحيتين ليربط بينهما وادٍ فيه بئر كان يرتوي منه الشجر والبشر'.
ولأبي فايز الأب سبعة أبناء و300 دونم من تلك المساحة التي كانت توفر له ما يتجاوز 120 'تنكة' زيت وفي أسوأ الأحوال 80 'تنكة' في كل موسم زيتون.
ويشير: 'منذ استيلاء المستوطنين على الأرض انخفض محصول موسم الزيتون إلى 10 تنكات؛ فتنكيل المستوطنين بنا خلال اليومين المسموح بهما بدخول الأرض لقطف الزيتون وحرث الأرض، وتقليم الأشجار بعد التنسيق مع الارتباط العسكري لا يمكننا إلا من قطف الجزء القليل رغم مرافقة 15 من أفراد الأسرة من جمع أكثر كمية ممكنة من ثمار الزيتون'.
ويتابع: 'حتى هذا الجهد يذهب في كثير من الأحيان هباءً إذا قرر قطعان المستوطنين مباغتتنا والاستيلاء على المفارش المحملة بكل ما قطفنا من ثمار الزيتون لنعود بخفي حنين وبرصيد من الرعب الذي يرافقنا إثر ملاحقتنا برصاص أولئك الذين قرروا أن تكون الأرض من حقهم ليسمحوا لأصحاب الأرض بمجرد زيارة عابرة، وإن استفادوا من ثرواتها فالمستوطن بطريقة ما يحدد كمية تلك الثروات أو عدمها'.
لم يتوقف الاستيطان عند خلة العزب ليسلب أبا فايز كالعديد من أهالي بيت فوريك المزيد من الأراضي الخصبة، فقد طال أيضا معظم مساحات جبل الشراربة، حيث أجود مزارع الزيتون، وسيطر على (40) دونمًا لأبي فايز أيضًا، تلك الأراضي المرتفعة التي لوّح لها بيده، وهو يعي بأن من غير الممكن الوصول إليها.
ويؤكد رئيس بلدية بيت فوريك عاطف حنني أن مستوطني مستوطنة 'إيتمار' وإلى جانب مستوطنة 'ماخورا' لا يدخرون جهدًا ليستولوا بكل الطرق على أخصب أراضي بيت فوريك، وعمد المستوطنون في عدة مرات لقتل المزارعين خلال موسم جني الزيتون بأبشع الطرق حتى يبثوا الرعب في نفوس أصحاب الأراضي.
وأضاف حنني أن أهالي بيت فوريك يصرون على التواجد في أراضيهم كلما تمكنوا من ذلك رغم المضايقات المستمرة من قبل المستوطنين الذين لا ينفكون يلاحقون الناس بالحجارة والرصاص.
وأشار إلى أن الاستيطان لم يترك من تلك المرتفعات التي تحيط ببلدة بيت فوريك، إلا القليل وحتى المساحات المتبقية يحظر على أصحابها الاقتراب منها، وأن اقتربوا فبإذن من الارتباط العسكري، ومن تجرأ على ذلك فهو يعرض نفسه لخطر الموت، فالطريقة البشعة التي قتل بها المستوطنون الشيخ محمد خطاطبة (75 عامًا) عام 1998 لم تغادر بعد أذهان أهالي البلدة الذين يرددون بألم شديد كيف استخدم المستوطنون ذات المنشار الذي كان يقلم به الشيخ محمد أشجار الزيتون في أرضه لـ(ينشروا) به لحمه ويفصلوه عن عظم ذراعيه.
ويذكروا أيضا استشهاد محمد الزلموط الذي هشم المستوطنون رأسه بالحجارة لأنه خالف رغبتهم وتوجه لأرضه ليجني ثمار الزيتون مع أفراد أسرته، وشأنه شأن فريد نصاصرة الذي أصابته رصاصة عام 2000 وهو يعمل في حقله لترديه قتيلا ويترك وراءه ثلاثة أبناء.
أما ناجح حنني (55 عامًا)، فقد خسر (130) دونمًا أي كل ما يملك من أراضي زراعية والتي تمت مصادرتها منذ عام 1977 بعد أن أحرق آنذاك الجيش الإسرائيلي كل مساحات القمح التي قد اقترب موعد حصادها.
وذكر حنني بحسرة:'لم يبق إلا شهر على حصاد القمح، فسنابله كانت جميلة جدًا في موسم الربيع ذاك، إلا أنهم أحرقوها بتلك المواد الكيمياوية التي رشوها من طائرات الهيليكوبتر' وانتهى الأمر بالاستيلاء على الأرض لأجرّد من كل أرضي'.
رئيس بلدية بيت فوريك عاطف حنني قال، إن مستوطنة 'إيتمار' سيطرت على (15000) دونم، فيما سيطرت مستوطنة 'ماخورا' على (5000) دونم، ويؤكد أن نصف مساحات الجبال المحيطة بالبلدة هي مناطق محظورة، فيما يسجل أهالي البلدة تخوفهم من نية المستوطنين المبيتة للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الزراعية للبلدة.
يذكر أن بلدة بيت فوريك التي تقع شرق مدينة نابلس وهي على مشارف السفوح الغربية لجبال شفا الغور تتوسط المسافة ما بين مدينة نابلس والأغوار أي بين حفرة الانهدام الأفرو آسيوية بغور الفارعة وجبال نابلس الشرقية، يشكل مجموع الأراضي الزراعية نسبة 27% من مجمل مساحة البلدة أي ما يعادلها بالدونمات 10.000 دونم فيما تمت مصادرة 11000 دونم (سهول البنايق والرهوات وكريرا).
واعتبرت أراضي هذه السهول بدل أراضي غائبين فقام حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي بتأجيرها لإحدى الشركات الاستيطانية، وذهبت لصالح المستوطنات المقامة عليها مستوطنتي 'مخورا' (1972) وجزء من مستوطنة 'ايتمار' وتشكل هذه المساحة 30% من الأراضي الإجمالية، 5 آلاف دونم معلنة أراض مغلقة لأغراض عسكرية إسرائيلية وهي بنسبة 13.63% وبذلك تشكل مجمل الأراضي تحت السيطرة الإسرائيلية ما نسبته 43.63% أي اقل بقليل من نصف المساحة الإجمالية للبلدة.
كما يعلو جبل 'الشيخ محمد' نقطة عسكرية وبؤرة استيطانية تابعة لمستوطنة 'إيتمار' وهي أعلى نقطة إستراتيجية مطلة على جميع منطقة نابلس وحتى شرق الأردن.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر