حق العودة الاسم السري لفلسطين
الياس سحاب
كان من المفرح حقاً ألا تمر الذكرى الثالثة والستون لاغتصاب فلسطين في شهر مايو/أيار من دون أن تترافق مع حدثين فلسطينيين جاءا مترافقين، لفتح كوة ولو صغيرة في جدار الإحباط المحيط بالقضية منذ سنوات، الذي لا تتكرر معه ذكرى اغتصاب فلسطين في الأعوام الأخيرة بالذات، إلا مترافقة مع مزيد من النجاح “الإسرائيلي” في قضم وتهويد المزيد من أرض فلسطين التاريخية في الضفة الغربية والقدس الشرقية: 1- الحدث الأول هو نجاح مصر الثورة في دفع كل من منظمتي فتح وحماس لتوقيع اتفاقية المصالحة، إثباتاً لعدم قدرة الفلسطينيين على مواصلة السير في طريق الاستغناء عن وحدتهم الوطنية، وإثباتاً لبداية عودة مصر إلى ممارسة دورها العربي (وخاصة الفلسطيني) بعد ثورتها المجيدة في 25 يناير . 2- الحدث الثاني المهم على رمزيته، هو ظهور فكرة زحف فلسطيني ولو رمزياً من الحدود العربية المحيطة بفلسطين، باتجاه الإشارة الى إصرارهم على الحصول على حق العودة إلى وطنهم التاريخي . وفي رأيي إن الحدث الثاني جاء ليضغط على الحدث الأول،وليزيد من قيمته وفعاليته، ويجعله قادراً على تجاوز كونه تفاهماً بين فتح وحماس لتنظيم سيطرتهما على السلطة في كل من الضفة والقطاع . فقد بدأت تلوح منذ سنوات، في عدد من الأوساط الفلسطينية الرسمية، خاصة أوساط السلطة الفلسطينية في رام الله، إشارات السير في المفاوضات العبثية مع “إسرائيل”، مع تنازل متدرج عن أوراق أساسية للقوة الفلسطينية، وذلك من فرط التعب واليأس والإحباط .
وقد برزت في أكثر من مناسبة، احتمالات جادة في تنازل السلطة عن ورقة القوة الفلسطينية الأساسية: “حق العودة” . ما يجعل أي مفاوضات، حتى لو نجحت، لا يمكن أن توصلنا إلا إلى حل لا يعني سوى الخضوع للمشروع الصهيوني الاستيطاني، فتتبخر فلسطين التاريخية إلى الأبد، أرضاً وشعباً، ولا يبقى منها سوى دويلة مسخ تحت السيطرة الصهيونية العنصرية، على عشرة في المئة فقط من أرض فلسطين التاريخية .
ومن حقنا أن نأمل أنه إذا تكامل الحدثان الفلسطينيان المرافقان لذكرى اغتصاب فلسطين لهذا العام: التوقيع على اتفاقية المصالحة، والمسيرات السلمية إلى كل حدود فلسطين، فإن من شأن الحدث الثاني أن ينفخ روحاً عظيمة في الحدث الأول، فيمنعه أن يتحول إلى مجرد مصالحة شكلية قد تتراجع إلى الوراء أمام الاختلاف على أي من التفاصيل التنفيذية، إلى منعطف في تاريخ النضال الفلسطيني، تجلس فيه جميع المنظمات الفلسطينية، الكبرى والصغرى، جلسة إعادة نظر شاملة في استعادة المحتوى التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل لجميع قطاعات شعب فلسطين في كل أرجاء الدنيا، وليس في الضفة والقطاع فقط، وفي التنبه إلى أن الهوة الأعظم التي يمكن أن نقع بها في فخ التصفية النهائية لقضية فلسطين، هي فخ التنازل عن حق العودة . فحق العودة، منذ سيطرة الصهيونية على ثلاثة أرباع فلسطين في العام ،1948 ثم استكمال السيطرة على الربع المتبقي في العام ،1967 قد تحول بين أيدي الفلسطينيين وفي قلوبهم وعقولهم إلى الاسم السري البديل لفلسطين، حق العودة إليها واستعادتها مهما طال الزمن .
إن أي حل تفاوضي يتنازل فيه الفلسطينيون عن حق العودة، هو حل لا يعني سوى التنازل النهائي عن كل فلسطين . كما أن الحل التفاوضي المؤسس على حق عودة كل فلسطيني إلى فلسطين، هو الحل الوحيد القادر على إنجاز الهزيمة التاريخية للعقيدة الصهيونية العنصرية الاستعمارية .
المصدر : جريدة الخليج الاماراتية 10/5/2011
الياس سحاب
كان من المفرح حقاً ألا تمر الذكرى الثالثة والستون لاغتصاب فلسطين في شهر مايو/أيار من دون أن تترافق مع حدثين فلسطينيين جاءا مترافقين، لفتح كوة ولو صغيرة في جدار الإحباط المحيط بالقضية منذ سنوات، الذي لا تتكرر معه ذكرى اغتصاب فلسطين في الأعوام الأخيرة بالذات، إلا مترافقة مع مزيد من النجاح “الإسرائيلي” في قضم وتهويد المزيد من أرض فلسطين التاريخية في الضفة الغربية والقدس الشرقية: 1- الحدث الأول هو نجاح مصر الثورة في دفع كل من منظمتي فتح وحماس لتوقيع اتفاقية المصالحة، إثباتاً لعدم قدرة الفلسطينيين على مواصلة السير في طريق الاستغناء عن وحدتهم الوطنية، وإثباتاً لبداية عودة مصر إلى ممارسة دورها العربي (وخاصة الفلسطيني) بعد ثورتها المجيدة في 25 يناير . 2- الحدث الثاني المهم على رمزيته، هو ظهور فكرة زحف فلسطيني ولو رمزياً من الحدود العربية المحيطة بفلسطين، باتجاه الإشارة الى إصرارهم على الحصول على حق العودة إلى وطنهم التاريخي . وفي رأيي إن الحدث الثاني جاء ليضغط على الحدث الأول،وليزيد من قيمته وفعاليته، ويجعله قادراً على تجاوز كونه تفاهماً بين فتح وحماس لتنظيم سيطرتهما على السلطة في كل من الضفة والقطاع . فقد بدأت تلوح منذ سنوات، في عدد من الأوساط الفلسطينية الرسمية، خاصة أوساط السلطة الفلسطينية في رام الله، إشارات السير في المفاوضات العبثية مع “إسرائيل”، مع تنازل متدرج عن أوراق أساسية للقوة الفلسطينية، وذلك من فرط التعب واليأس والإحباط .
وقد برزت في أكثر من مناسبة، احتمالات جادة في تنازل السلطة عن ورقة القوة الفلسطينية الأساسية: “حق العودة” . ما يجعل أي مفاوضات، حتى لو نجحت، لا يمكن أن توصلنا إلا إلى حل لا يعني سوى الخضوع للمشروع الصهيوني الاستيطاني، فتتبخر فلسطين التاريخية إلى الأبد، أرضاً وشعباً، ولا يبقى منها سوى دويلة مسخ تحت السيطرة الصهيونية العنصرية، على عشرة في المئة فقط من أرض فلسطين التاريخية .
ومن حقنا أن نأمل أنه إذا تكامل الحدثان الفلسطينيان المرافقان لذكرى اغتصاب فلسطين لهذا العام: التوقيع على اتفاقية المصالحة، والمسيرات السلمية إلى كل حدود فلسطين، فإن من شأن الحدث الثاني أن ينفخ روحاً عظيمة في الحدث الأول، فيمنعه أن يتحول إلى مجرد مصالحة شكلية قد تتراجع إلى الوراء أمام الاختلاف على أي من التفاصيل التنفيذية، إلى منعطف في تاريخ النضال الفلسطيني، تجلس فيه جميع المنظمات الفلسطينية، الكبرى والصغرى، جلسة إعادة نظر شاملة في استعادة المحتوى التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل لجميع قطاعات شعب فلسطين في كل أرجاء الدنيا، وليس في الضفة والقطاع فقط، وفي التنبه إلى أن الهوة الأعظم التي يمكن أن نقع بها في فخ التصفية النهائية لقضية فلسطين، هي فخ التنازل عن حق العودة . فحق العودة، منذ سيطرة الصهيونية على ثلاثة أرباع فلسطين في العام ،1948 ثم استكمال السيطرة على الربع المتبقي في العام ،1967 قد تحول بين أيدي الفلسطينيين وفي قلوبهم وعقولهم إلى الاسم السري البديل لفلسطين، حق العودة إليها واستعادتها مهما طال الزمن .
إن أي حل تفاوضي يتنازل فيه الفلسطينيون عن حق العودة، هو حل لا يعني سوى التنازل النهائي عن كل فلسطين . كما أن الحل التفاوضي المؤسس على حق عودة كل فلسطيني إلى فلسطين، هو الحل الوحيد القادر على إنجاز الهزيمة التاريخية للعقيدة الصهيونية العنصرية الاستعمارية .
المصدر : جريدة الخليج الاماراتية 10/5/2011
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر