معنى النكبة مجدّدًا: يافا التاريخ، يافا المستقبل../ سامي أبو شحادة |
14/05/2009 14:39 |
قبل الخوض بشكل مباشر بموضوع هذه المقالة، علينا التطرق إلى بعض الملاحظات حول مدينة يافا، من أجل وضعها في سياق تاريخي وجغرافي يساعدنا على فهم أعمق لنكبة أهم مركز مدني حديث في فلسطين الانتدابية من حيث النشاط الاقتصادي، عدد السكان والحياة الثقافية. مدينة يافا كانت أكبر المدن العربية الفلسطينية الانتدابية من الناحية الديموغرافية. بلغ عدد سكان المدينة 80 ألفاً، وعدد سكان القرى القريبة والتي اعتبرت قضاء يافا ما يقارب 40 ألف نسمة. في الفترة ما بعد قرار التقسيم الصادر في 29 نوفمبر 1947 ونكبة فلسطين في 15 أيّار عام 1948، طردت العصابات الصهيونية ما يزيد عن %95 من سكان مدينة يافا العرب أصحاب البلاد الأصليين، وهي ما زالت تمنع عودتهم حتى يومنا هذا. شكّل اليافيون أكثر من %15 من اللاجئين الفلسطينيين، وهم اليوم منتشرون في كافة بقاع الأرض. قلب فلسطين النابض من الناحية الاقتصادية كانت مدينة يافا. منذ بدايات القرن التاسع عشر، تطور في مدينة يافا حقل اقتصادي جديد، وضع يافا في مكانة مرموقة في السوق الاقتصادي العالمي. كان هذا الحقل عبارة عن زراعة بيارات حمضيات بشكل عام والبرتقال بشكل خاص. كان تطور هذا الحقل الاقتصادي سريعًا جدًّا، حيث وصل إلى تصدير عشرات الملايين من صناديق الحمضيات سنويًّا في الثلاثينيات من القرن الماضي. هذا التطور وفَّر آلاف فرص العمل والاستثمار الجديدة سنويًّا الأمر الذي أدّى إلى ربط يافا بأهم المراكز الاقتصادية في حينه على مستوى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. بالإضافة إلى ذلك تمّ افتتاح العديد من شركات الاستيراد والتصدير، المصارف، شركات النقل البري والبحري وغير ذلك من المجالات الاقتصادية الكثيرة الأخرى. لم يكتف الاقتصاد اليافي بهذا التطور، بل طور أيضا مجال الصناعة حيث وُجدت في يافا مصانع سكب الحديد، وأخرى لتصنيع الزجاج، الثلج، السجائر، المنسوجات، الحلويات، بناء هياكل وسائل النقل، المياه الغازية، صناعات غذائية متنوعة والعديد من الصناعات الأخرى. أما الركن الثالث الذي استند عليه الاقتصاد في يافا الانتدابية فقد كان السياحة. عشرات آلاف السياح والحجاج كانوا يزورون المدينة العريقة، والتي تحتضن بعض الأماكن المقدّسة للديانة المسيحيّة. طوّر هذا المجال شبكة الاتصالات والمواصلات بين يافا وسائر أرجاء الوطن الفلسطيني والعالم العربي. كما تمّ بناء العديد من الفنادق وشركات النقل والخدمات السياحية، ممّا ساهم كثيرًا في إيجاد فرص عمل واستثمار إضافيّة في المدينة. شكلت يافا أهم مركز ثقافي بفلسطين دون منازع، حيث احتوت على أهمّ الصحف الفلسطينية اليوميّة- صحيفة فلسطين وصحيفة الدفاع- وعشرات الصحف والمجلات ودور الطبع والنشر، كما أنّ أهم وأجمل دور السينما والمسارح في فلسطين كانت موجودة في يافا. بالإضافة إلى ذلك انتشرت فيها أيضا عشرات النوادي الرياضية والثقافية، والتي أصبح بعضها صرحا ثقافيًّا هامًّا بتاريخ المدينة الحديث مثل النادي الأرثوذكسي والنادي الإسلامي. نقل البريطانيون أيام الحرب العالمية الثانية محطة إذاعة الشرق الأدنى إلى يافا، ومثلت هذه المحطة أحد المراكز الهامة للحياة الثقافية بالمدينة في السنوات 1941-1948. هذا البُعد الثقافي ربط يافا بأهم المراكز الثقافية العربية في حينه كالقاهرة وبيروت، وأصبحت أحدى منارات العلم والثقافة في المنطقة. قصّة نكبة مدينة يافا هي قصة تحوّل هذا المركز المدني الحديث، بين ليلة وضحاها، إلى حي صغير وهامشيّ يعاني التمييز والجريمة والتدمير منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا. | |||
يافا بعد الحرب: ثلاث نكبات متتالية 1948-1951 | |
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر