الأسير إياد طقاطقة ..الرحمة لك واللعنة علينا

الكاتب: عيسى قراقع
اعرف أنك سقطت في رام الله مغشيا عليك مزدحما بوجعك وألمك ويأسك الذي طال..
كان وجهك أسود قانيا، تتطلع الى من يساعدك في إجراء عملية زراعة الكبد لتتخلص من الوباء، وتعيش ككل الناس مع أولادك وأسرتك.

وأعرف أنك تحدثت معنا و توسلت إلينا وتأملت فينا خيرا، ولكننا خذلناك فكل جهودنا ذهبت هباءا، ولم تأخذ منا سوى كتاب الموافقة الحكومي على مساعدتك، ولكن عمليا لم تر شيئا حتى مت يائسا غاضبا تلعننا جميعا ونستحق اللعنة.

كتاب مساعدتك انتقل هنا وهناك مدة أربع شهور في أروقة وزارة المالية، توقف ثم مشى ثم توقف، أنت يأست ونحن يأسنا، ومرضك تضخم وليلك ازداد عتمة، وصراخك أصبح داميا حتى جئت بنفسك الى رام الله، لتسقط أمام وزارة المالية سقوطك الأخير

لا كلمات توفيك حقك، لقد مت، ولا أغلى من حياتك التي سلبت إهمالا وتقصيرا ، لا شيء لا شيء أيها الشهيد ينفع الآن، ربما كنت ستنجو من المرض وتعيش ، ربما كنت لتشعر أن هناك من مد يد المساعدة لتقول لنا أن في الدنيا خير، ولكن أمنياتك تعثرت وتعفرت بالمرض والتراب واصفرت الدنيا في وجهك حتى فقعت.

هل أعتذر أم العن هذا الواقع الذي يجد الإنسان نفسه عاجزا عن فعل أي شيء، هي كلمات وكلمات وكلمات...

من الصعب أن يكون المرء مجرد مراسل لمشروع شهيد، ومن المفارقة أن نقول أن السجن ليس مكانا للأحرار ولا الدنيا كذلك.

منذ 18/4 ونحن ندور معك، والمرض فيك يدور، أنت سقطت قبلنا ونحن سقطنا في فخ القدر وما يسمى الإجراءات الآلية في مكاتب هناك باردة جدا جدا .

هذه الكلمات هي رثاء من نفسي الى نفسي، ولا أريد من احد أن يناقشني فيها، أو يسألني عنها، لأني في حالة عزاء ووجوم ، وأصبحت قلقا من القادم.

رحمك الله ... ولعننا الله الى يوم الدين، لن يغفر الله لنا، ولن يسامح من استهتر بحياتك.

وزير شؤون الأسرى والمحررين