اعتُبر الجيش الإسرائيلي حتى ما قبل حرب العام ،1973 بأنه بمثابة البقرة المقدسة التي يحرم على أي من الإسرائيليين التعرض لها بأي أذى أو انتقاد مادي أو معنوي. وكان من المحظور بصورة قاطعة حتى ذلك الحين، توجيه إصبع الاتهام ولو بالإشارة فقط في وسائل الإعلام المختلفة، إلى أي نوع من عيوب هذا الجيش وعوراته والفجوات التي قد تعتريه في هيكلياته التنظيمية، أو أجهزته التنفيذية أو أدائه العملاني.
وقد أدى هذا الحرص الشديد، حتى المغالاة، ليس فقط إلى تلميع صورة هذا الجيش والحفاظ على معنوياته وصون سمعته الردعية، وإنما أيضاً إلى تلميع وتكريس صورة المؤسسة السياسية الراعية له، والتي ربطت نجاحها بنجاحه، بل واستمدت منه الكثير من القوة والمدى البشري والمعنوي والشعبي.
ومعلوم أن هذا الوضع استمر من دون إزعاج حتى صدمة حرب عام 1973، التي شكّلت منعطفاً مهماً ومعلماً تاريخياً في ضعضعة أسس هذا الوضع وتبين أن الجيش الذي لا يقهر، ما هو سوى جيش عادي كسائر الجيوش، يقتُل ويُقتل.
يخضع للخدمة الإلزامية في إسرائيل كل رجل اعتبارا من سن 18-55 عاما وكل أنثى من 18-38 عاما. وتبلغ مدة الخدمة الإلزامية للرجال 36 شهرا لمن هم في سن 18-36 سنة. وتبلغ 24 شهرا لمن هم في سن 27-29 سنة. وبالنسبة للنساء فإن فترة الخدمة الإلزامية 20 شهرا. أما الأطباء رجالا ونساء فيخضعون للتجنيد من 28-38 عاما. ويُستثنى كذلك الإسرائيليون من أصول عربية من الخدمة الإلزامية إلا أن باب التطوّع مفتوح للإسرائيليين العرب. ورغم ذلك سمح للدروز بالخدمة في أسلحة معينة اعتبارا من العام 1956.
وعند الانتهاء من الخدمة يتم استدعاء الاحتياطي للتدريب يوما كل شهر أو ثلاثة أيام كل ثلاثة أشهر، إضافة إلى فترة أخرى من أسبوعين إلى ستة حسب الرتبة والخبرة والسن والجنس. ويحق لوزير الدفاع استدعاء الاحتياطي كله أو بعضه لأي مدة حسب الحاجة بشرط تفسير ذلك أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست.
وكانت شعبة الطاقة البشرية في الجيش قد كشفت النقاب عن أنه فقط 5.3% من السكان يؤدون الخدمة الاحتياطية، وأفادت معطيات هذه الشعبة بما يلي:
5% من الذين خدموا في الخدمة النظامية فقط يؤدون الخدمة الاحتياطية الفعلية، لفترات تزيد على أربعة أيام في السنة.
يلتحق بخدمة الاحتياط فقط 65% من الذين يمكن دعوتهم للاحتياط.
كما بلغ المتوسط السنوي لأيام الخدمة الاحتياطية نحو 29 يوماً خلال سنوات انتفاضة الحجارة، وانخفض هذا المتوسط إلى 16 يوماً حتى عام ،1999 ثم عاد وارتفع ليصل إلى 27 يوماً في عام ،2001 وتوقعات 30 يوماً في عام ،2003 ويذكر أن الكنيست صادق مؤخراً على استدعاء الجندي الاحتياطي العادي في عام 2003 لمدة 43 يوماً، مقابل 57 يوماً للضباط وذوي المناصب، حتى إن قسماً من قادة الكتائب سيخدمون أكثر من هذا.
ويستحق الذين قدموا إلى إسرائيل وسنهم فوق 18 سنة تسهيلات في الخدمة العسكرية، حسب سنهم وحالتهم العائلية. يمكن تجنيد قادمين فقط بعد سنة من قدومهم. يتم تجنيد القادم الذي خدم في الجيش في موطنه الأصلي، لفترة خدمة قصيرة. ويحصل القادمون الأفراد وذوو العائلات في الخدمة النظامية في الجيش على مساعدة مالية خاصة. ويعتبر القادمون البالغون الذين يخدمون في فترة التأهيل المهني (حتى أربعة شهور) جنوداً احتياطيين ويستحقون مكافأة الخدمة الاحتياطية من التأمين «الوطني”.
ظاهرة التهرب
تدرج موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية مجموعة الطرق التي يمكن بواسطتها «الاستنكاف أو الامتناع أو التملص من الخدمة العسكرية» في الدول أو الأوقات التي تكون فيها هذه الخدمة إلزامية، مثل الولايات المتحدة إبان حرب الفيتنام أو إسرائيل، في عداد «الامتناع عن الجندية». ويعتبر هذا الامتناع خيارًا يلجأ إليه رافضو الخدمة العسكرية والمتهربون منها غير المعنيين بإشهار رفضهم، والتعرّض بسبب ذلك إمّا لطائلة السجن أو لإدانة المجتمع الذي تتحكم فيه الأفكار العسكرية. وعلى سبيل الدقة فإن الموسوعة نفسها تميز بين مصطلحين: الأول الامتناع عن التجنّد والذي يشمل استغلال الطرق القانونية المتاحة لعدم الخدمة في الجيش. والثاني، التهرّب من التجنّد، ويشمل استغلالاً لطرق غير قانونية من أجل عدم الخدمة في الجيش. وثمة توكيد على أن التهرّب من الجيش هو جنحة جنائية. كما أن الامتناع عن التجنّد في الجيش في إسرائيل، باعتبارها دولة «في حالة حرب دائمة»، تعتبر عملاً سلبيًا في الذهنية الإسرائيلية العامة.
ومن الطرق التي يمكن بواسطتها الامتناع أو التهرّب من أداء الخدمة العسكرية، مع مراعاة أن بعض هذه الطرق تناسب الذكور فقط وبعضها الآخر يناسب الإناث فقط، وثمة طرق تناسب الجنسين معًا:
أ- طمس القدرات الذهنية والمادية الحقيقية (تخفيض «البروفيل»).
ب - الهجرة إلى خارج البلاد.
ت - الرفض العلني للخدمة العسكرية، الزواج أو الولادة (للإناث فقط)، ث - إعفاء لأسباب دينية (للإناث فقط).
ج- إعفاء لأسباب ضميرية (للإناث فقط).
ح- الدراسة في المدارس الدينية اليهودية (للذكور فقط)!.
ومن أشكال التهرب من الخدمة الظهور بمظهر المعادي للدولة ورموزها، وهو الشكل الذي استخدمه فيلوديا فلاديمير، وهو شاب إسرائيلي تجاوز الثامنة عشرة وقد حان وقت التحاقه بالجيش. سلك طريقاً مغايراً للأكثرية وقرر أن يظهر نفسه موالياً لجهة تعتبرها إسرائيل عدواً لها. واحتار بين فكرتين: نقش شعار النازية أو كتابة «الله اكبر». وبعد تفكير عميق قرر أن الاقتراح الثاني سيكون أكثر استفزازاً وربما تكون النتيجة ابعد من مجرد رفضه في الجيش. عندها توجه إلى فنان ينقش الوشم على الجسد وطلب منه رسم شعار النازية على زنده ثم حمل حقيبته وتوجه في اليوم الأول إلى الجيش.
وكان ذلك استفزازاً بشكل كبير وأثار غضب المسؤولين الذين قرروا اعتقاله على الفور واصطحابه مكبل اليدين إلى عائلته حيث عمدوا إلى تفتيش المنزل بحثاً عن مستندات لها علاقة بهذا الشعار. وبعد تحقيقات مع العائلة واحتجازه ساعات طويلة لم يتمكن الجنود من الحصول على مستندات تثبت توجهه النازي فأفرج عنه ولكن بشرط عدم التحاقه بالجيش. وهكذا حقق فلاديمير هدفه.
وقد أدى هذا الحرص الشديد، حتى المغالاة، ليس فقط إلى تلميع صورة هذا الجيش والحفاظ على معنوياته وصون سمعته الردعية، وإنما أيضاً إلى تلميع وتكريس صورة المؤسسة السياسية الراعية له، والتي ربطت نجاحها بنجاحه، بل واستمدت منه الكثير من القوة والمدى البشري والمعنوي والشعبي.
ومعلوم أن هذا الوضع استمر من دون إزعاج حتى صدمة حرب عام 1973، التي شكّلت منعطفاً مهماً ومعلماً تاريخياً في ضعضعة أسس هذا الوضع وتبين أن الجيش الذي لا يقهر، ما هو سوى جيش عادي كسائر الجيوش، يقتُل ويُقتل.
يخضع للخدمة الإلزامية في إسرائيل كل رجل اعتبارا من سن 18-55 عاما وكل أنثى من 18-38 عاما. وتبلغ مدة الخدمة الإلزامية للرجال 36 شهرا لمن هم في سن 18-36 سنة. وتبلغ 24 شهرا لمن هم في سن 27-29 سنة. وبالنسبة للنساء فإن فترة الخدمة الإلزامية 20 شهرا. أما الأطباء رجالا ونساء فيخضعون للتجنيد من 28-38 عاما. ويُستثنى كذلك الإسرائيليون من أصول عربية من الخدمة الإلزامية إلا أن باب التطوّع مفتوح للإسرائيليين العرب. ورغم ذلك سمح للدروز بالخدمة في أسلحة معينة اعتبارا من العام 1956.
وعند الانتهاء من الخدمة يتم استدعاء الاحتياطي للتدريب يوما كل شهر أو ثلاثة أيام كل ثلاثة أشهر، إضافة إلى فترة أخرى من أسبوعين إلى ستة حسب الرتبة والخبرة والسن والجنس. ويحق لوزير الدفاع استدعاء الاحتياطي كله أو بعضه لأي مدة حسب الحاجة بشرط تفسير ذلك أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست.
وكانت شعبة الطاقة البشرية في الجيش قد كشفت النقاب عن أنه فقط 5.3% من السكان يؤدون الخدمة الاحتياطية، وأفادت معطيات هذه الشعبة بما يلي:
5% من الذين خدموا في الخدمة النظامية فقط يؤدون الخدمة الاحتياطية الفعلية، لفترات تزيد على أربعة أيام في السنة.
يلتحق بخدمة الاحتياط فقط 65% من الذين يمكن دعوتهم للاحتياط.
كما بلغ المتوسط السنوي لأيام الخدمة الاحتياطية نحو 29 يوماً خلال سنوات انتفاضة الحجارة، وانخفض هذا المتوسط إلى 16 يوماً حتى عام ،1999 ثم عاد وارتفع ليصل إلى 27 يوماً في عام ،2001 وتوقعات 30 يوماً في عام ،2003 ويذكر أن الكنيست صادق مؤخراً على استدعاء الجندي الاحتياطي العادي في عام 2003 لمدة 43 يوماً، مقابل 57 يوماً للضباط وذوي المناصب، حتى إن قسماً من قادة الكتائب سيخدمون أكثر من هذا.
ويستحق الذين قدموا إلى إسرائيل وسنهم فوق 18 سنة تسهيلات في الخدمة العسكرية، حسب سنهم وحالتهم العائلية. يمكن تجنيد قادمين فقط بعد سنة من قدومهم. يتم تجنيد القادم الذي خدم في الجيش في موطنه الأصلي، لفترة خدمة قصيرة. ويحصل القادمون الأفراد وذوو العائلات في الخدمة النظامية في الجيش على مساعدة مالية خاصة. ويعتبر القادمون البالغون الذين يخدمون في فترة التأهيل المهني (حتى أربعة شهور) جنوداً احتياطيين ويستحقون مكافأة الخدمة الاحتياطية من التأمين «الوطني”.
ظاهرة التهرب
تدرج موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية مجموعة الطرق التي يمكن بواسطتها «الاستنكاف أو الامتناع أو التملص من الخدمة العسكرية» في الدول أو الأوقات التي تكون فيها هذه الخدمة إلزامية، مثل الولايات المتحدة إبان حرب الفيتنام أو إسرائيل، في عداد «الامتناع عن الجندية». ويعتبر هذا الامتناع خيارًا يلجأ إليه رافضو الخدمة العسكرية والمتهربون منها غير المعنيين بإشهار رفضهم، والتعرّض بسبب ذلك إمّا لطائلة السجن أو لإدانة المجتمع الذي تتحكم فيه الأفكار العسكرية. وعلى سبيل الدقة فإن الموسوعة نفسها تميز بين مصطلحين: الأول الامتناع عن التجنّد والذي يشمل استغلال الطرق القانونية المتاحة لعدم الخدمة في الجيش. والثاني، التهرّب من التجنّد، ويشمل استغلالاً لطرق غير قانونية من أجل عدم الخدمة في الجيش. وثمة توكيد على أن التهرّب من الجيش هو جنحة جنائية. كما أن الامتناع عن التجنّد في الجيش في إسرائيل، باعتبارها دولة «في حالة حرب دائمة»، تعتبر عملاً سلبيًا في الذهنية الإسرائيلية العامة.
ومن الطرق التي يمكن بواسطتها الامتناع أو التهرّب من أداء الخدمة العسكرية، مع مراعاة أن بعض هذه الطرق تناسب الذكور فقط وبعضها الآخر يناسب الإناث فقط، وثمة طرق تناسب الجنسين معًا:
أ- طمس القدرات الذهنية والمادية الحقيقية (تخفيض «البروفيل»).
ب - الهجرة إلى خارج البلاد.
ت - الرفض العلني للخدمة العسكرية، الزواج أو الولادة (للإناث فقط)، ث - إعفاء لأسباب دينية (للإناث فقط).
ج- إعفاء لأسباب ضميرية (للإناث فقط).
ح- الدراسة في المدارس الدينية اليهودية (للذكور فقط)!.
ومن أشكال التهرب من الخدمة الظهور بمظهر المعادي للدولة ورموزها، وهو الشكل الذي استخدمه فيلوديا فلاديمير، وهو شاب إسرائيلي تجاوز الثامنة عشرة وقد حان وقت التحاقه بالجيش. سلك طريقاً مغايراً للأكثرية وقرر أن يظهر نفسه موالياً لجهة تعتبرها إسرائيل عدواً لها. واحتار بين فكرتين: نقش شعار النازية أو كتابة «الله اكبر». وبعد تفكير عميق قرر أن الاقتراح الثاني سيكون أكثر استفزازاً وربما تكون النتيجة ابعد من مجرد رفضه في الجيش. عندها توجه إلى فنان ينقش الوشم على الجسد وطلب منه رسم شعار النازية على زنده ثم حمل حقيبته وتوجه في اليوم الأول إلى الجيش.
وكان ذلك استفزازاً بشكل كبير وأثار غضب المسؤولين الذين قرروا اعتقاله على الفور واصطحابه مكبل اليدين إلى عائلته حيث عمدوا إلى تفتيش المنزل بحثاً عن مستندات لها علاقة بهذا الشعار. وبعد تحقيقات مع العائلة واحتجازه ساعات طويلة لم يتمكن الجنود من الحصول على مستندات تثبت توجهه النازي فأفرج عنه ولكن بشرط عدم التحاقه بالجيش. وهكذا حقق فلاديمير هدفه.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر