اظن كل مواطن عربي من المحيط الى الخليج يشعر بمرارة الأحباط عندما يقرأ او يسمع عن اكتشاف او اختراع اوانطلاق نحوالفضاء من قبل الدول الغربية او الأسيوية , يشعر ان لمسة المباهاة التي تجر الشعوب الى الكبرياء والعظمة والتفوق بعيدة عن مشاعره العربية التي تتغذي يومياً بالفشل والهزائم والقمع والديكتاتورية , وانظمة لاهم لها سوى ابقاء كراسيها ثابتة لا تتحرك لأن الحراك يوجع الروؤس , لذلك من الأفضل ان يبقى الوضع ساكنا والمياه ضحلة والسماء حديدية مغلقة لأن الطيران يعلم الحرية والسعي نحو الكبرياء الذي هو نقيض الذل , وكلما نزعنا فتيل الكبرياء كلما التصقت الشعوب بكراسي الزعماء خوفاً من اليتم كأن أبوة هؤلاء المزعومة تفرض على الشعوب عشق الأنحناء .
وسط طوفان الأختراعات والأكتشافات العلمية والسباق المحموم بين الدول عسكرياً واقتصادياً ونووياً , تنتابنا شفقة على انفسنا ومهما حاولنا فتح كتب التاريخ ومد اصابعنا الى انجازاتنا العلمية الأسلامية التي وصل صيتها الى دول العالم وما زالت هذه الأنجازات تشكل فرحاً عربياً عابراً نزهو به ونكلل به الجباه , الا ان الواقع يشير الى غرقنا في مستنقعات الالفارغة المعلقة في اعالي الأشجار والتي مهما علا صوتها لن تثير أي ثعلب يمر ويعتقد انها مليئة باللحم .
الدخول الى تفاصيل الفشل والمرارة العربية سيزيد من اشتعال الحرائق وجميعنا نحفظ رائحة شواء احاسيسنا , وسنرى الأنظمة العربية كأنياب مصاصي الدماء , التي ثقبت جلودنا ونهبت ما تبقى من اعتزازنا التاريخي والقومي , لكن رغم هذا نتساءل عن حقنا في مسيرة العلم والتكنولوجيا , في المسيرة الصناعية الشاسعة الواسعة التي حولت الدول الى قوى عظمى , وحولت الشعوب الى اضواء لامعة تخطف الأحترام والثقة , اين نحن على هذه الخرائط الصاعدة الى فروسية المجد ؟ اين نحن على مقابض الحضور النووي ؟ اين نحن على شراسة التواجد والتأثير ؟ لا يوجد لنا بصمات , ومن لايوجد له بصمات صناعية وتكنولوجية هو ضعيف , مسحوق , ذليل حتى ولو بنى مليون برج كبرج العرب .
نترك الأرقام ولغة المال والبترول , ونترك سلالم البورصات وابجدية الثروات العربية ولايهمنا اذا حاول الزعماء الأدعاء ان الأزمة المالية التي تطيح بدول العالم لن تطيح بالأقتصاد العربي , كأن هذا الأقتصاد يعيش في جوف قمقم يحرسه جني يمنع تسلل أي رياح تعكره , لكن الذي يهمنا الى متى ستبقى ميزانيات البحث العلمي والتطور والأكتشاف رهينة بمزاج حكومات لاتقدر معنى ان توصل شعوبها الى لذة التفوق .
هناك اعترافات صادقة من قبل علماء عرب حيث يؤكدون ان دولهم خذلتهم لذلك احتضنهم الغرب , وقد ردد الحائز على جائزة نوبل العالم "احمد زويل" هذا الكلام عدة مرات , بل اضاف انه لايوجد في مصر ميزانية للبحث العلمي ومختبرات تليق بهذا العصر وايضاً ينطبق هذا الأمر على جميع الدول العربية .
ومن دولة الأمارات العربية تأتي المفاجأة , لأول مرة يكون هناك عملية استنساخ, واذا كانت النعجة "دولي " قد اغدقت على البشرية ثورة علمية واحدثت تغيراً في المفاهيم الطبية والأنسانية , فها هي دولة الأمارات تهدي العالم العربي " جملاً " نعم كأن الصحاري العربية بحاجة الى جمل مستنسخ , جمل يضيف الى جمال الجمال اطلالة استنساخية , بعدما قامت سابقاً بأستبدال الأطفال المتسابقين في سباقات " الهجين " بطراز من الرجل الآلي , او كما يطلق عليه " الروبوت " وبذلك استطاعوا اخراس المنظمات التي تعنى بحقوق الأطفال , وكانت هذه المنظمات قد اعتبرت هذه السباقات نوعاً من انتهاك حقوق الأطفال , لأن الأطفال يخضعون للتدريبات صعبة وقاسية وايضاً الى استغلال مادي .
فريق اجنبي بتمويل اماراتي ينجح في مهمته بأستنساخ جمل , مع ان أحلامنا العربية أكبر من الجمل- نريد ثورة صناعية ونووية تحمل المواطن العربي الى اللحاق بركب الحضارة ونزع صفة التخلف - مع ان هذا ألأستنساخ قد يضيء قليلاً من الظلام لكن يشعرنا بالخوف والرعب, فقد يستنسخون غداً زعماء عرب على شاكلة المتواجدين , بالطبع ستقولون لن نخاف لأن الأستنساخ موجود بالتوريث , وما دام التوريث سارياً سنبقى في حسرات ولن نصل الى لذة التفوق .
مبروك للأمة العربية التي وقعت انجازاتها العلمية بأستنساخ جمل وقد تستنسخ بعد ذلك حصاناً عربياً وبذلك نبقى على موعد مع ثراثنا وتاريخنا .
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918