بيت لحم تستضيف وفدا ارجنتينيا كبيرا اطلع على صورة الاوضاع الفلسطينية

بيت لحم -معا- استضافت محافظة بيت لحم مساء الجمعة وفدا سياسيا وبرلمانيا كبيرا من الارجنتين يضم اعضاء في البرلمان وسياسيين واقتصاديين واكاديميين يضم اكثر من 60 شخصية ويحل ضيفا على وزارة الخارجية الفلسطينية في اطار علاقات الصداقة بين البلدين وبهدف تعريف السياسيين الارجنتينين على حقيقة وواقع الحال في الاراضي الفلسطينية .

وفي بداية زيارته لبيت لحم زار الوفد برفقة طاقم من وزارة الخارجية الفلسطينية محافظة بيت لحم حيث كان في استقبالهم نائب محافظ بيت لحم محمد طه ابو عليا الذي قدم لهم شرحا مفصلا عن واقع الحياة الفلسطينية بكل تجلياتها في ظل الاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية من قتل وحصار ومصادرة للاراضي وتوسيع المستوطنات وبناء الجدار وسرقة للموارد الطبيعية الفلسطينية هذا بالاضافة الى تقديم شرح عن الموقف السياسي وتازم عملية السلام نتيجة ممارسات الحكومة اليمنية المتطرفة في اسرائيل التي رفضت كل المبادرات الدولية لاحياء عملية سلام حقيقية نتيجة تعنتها وعنصريتها ورفضها لوقف الاستيطان وهو المطلب الذي اضحى مطلبا دوليا وليس فلسطينيا .

ودعا ابو عليا الوفد الارجنتيني الضيف الى العمل الجاد من بلاده من اجل تعزيز الدعم السياسي للشعب الفلسطيني المطالب بحريته كما شعوب العالم اجمع مشددا على اهمية وشجاعة موقف دول امريكا اللاتينية جميعها وعلى راسها الارجنتين التي قالت لا للظلم والاضطهاد ودعمت الحق الفلسطيني حيث كانت الارجنتين اولى الدول التي اعترفت بحق الفلسطينين باقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران 67.

وشكر ابو عليا الوفد على زيارته واهتمامه بفلسطين واجاب على العديد من التساؤولات التي تتعلق بالواقع الفلسطيني حيث قام بعد ذلك باصطحاب الوفد في جولة للغرفة التجارية ومخمي عايدة للاجئين الفلسطينين .

وفي الغرفة التجارية استقبل صقر رمضان الجراشي نائب رئيس الغرفة التجارية الوفد بحضور عضوي الغرفة التجارية سامي ثلجية وضرار عابدين وفيروز خوري مديرة مركز ترويج التجارة / المعرض للمنتجات الفلسطينية ورحب الجراشي بالوفد وقدم له شرحا عن واقع الاقتصاد والصناعة في فلسطين وما يواجه من عقبات اسرائيلية ابرزها منع التصدير والاستيراد الا بقرار اسرائيلي بحكم السيطرة على المعابر بالاضافة الى الاشارة الى سلسلة طويلة من الممارسات الاسرائيلية التي تستهدف الاقتصاد الفلسطيني وعلى راسها الحواجز الداخلية .

كما اشار الجراشي الى ان الاقتصاد الفلسطيني تطور رغم كل الممارسات الاسرائيلية الا ان عجلة هذا الاقتصاد وصلت الى حد معين من التطور ولن تكون قادرة على حصد مزيد من الانجازات بفعل الاحتلال الاسرائيلي وممارساته وفق العديد من الدراسات الدولية مؤكدا انه وبالرغم من هذه الاوضاع الصعبة الا ان هناك ارادة فلسطينية قوية للسعي من اجل التطور .

وبحث الجراشي واعضاء الغرفة التجارية امكانيات تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل بين البلدين في مجالات مختلفة حيث عبر اعضاء الوفد الارجنتيني عن سعادتهم بما شاهدون من انجازات وصناعات اقتصادية فلسطينية مؤكدين انهم سيسعون عند عودتهم الى بلادهم للبحث في اليات التعاون الاقتصادي .

بعد ذلك قدمت خوري للوفد خلال جولة في معرض المنتوجات الصناعية الفلسطينية الدائم في غرفة صناعة وتجارة بيت لحم شرحا للوفد تناولت فيه كل صناعة على حدة حيث اشارت الى اسماء المصنعين والمواصفات الدولية التي استطاعوا الحصول عليها وبلدان التصدير رغم عقبات الاحتلال واهمية هذه الصناعات في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني .

كما اجابت خوري على تسؤولات اعضاء الوفد الخاصة بالصناعات الموجودة في المعرض الدائم والاليات التي يمكن التواصل بها من اجل المساهمة في ترويج الصناعات الفلسطينية مستقبلا .

وفي نهاية الجولة بالغرفة التجارية ومعرض المنتوجات الدائم قدم الجراشي باسم الغرفة التجارية ادارة واعضاء هيئة عامة وموظفين هدية تذكارية للوفد الارجنتيني وهي عبارة عن مجسم صدفي لمدينة بيت لحم وكنيسة المهد فيها .

واصطحب نائب المحافظ الوفد الارجنتيني الى مخيم عايدة للاجئين الفلسطينين وكان في استقبالهم محمد لطفي المدير الاداري في مركز شباب عايدة الاجتماعي الذي قدم لهم شرحا مفصلا عن نشاة المخيمات الفلسطينية والرمزية التي تحملها هذه المخيمات باعتبارها رمز القضية الوطنية الفلسطينية وانه لا سلام دون حق العودة الى الديار الفلسطينية الاصلية مشيرا في حديثه للوفد عن الواقع الصعب الذي يعايشه المخيم منذ 63 عاما ومراحل واشكال المعاناة الفلسطينية من جهة والتمسك بالحقوق وعلى راسها حق العودة من الجهة الاخرى مشيرا الى ان مفتاح العودة المقام على مدخل المخيم يعكس عمق هذا الانتماء .

كما عرض لاعضاء الوفد فلم وثائقي باللغة الانكليزية عن واقع المخيمات الفلسطينية ونشاتها .

من جهته عبر رئيس الوفد كارلوس ملهيني عن سعادته وشكره للشعب الفلسطيني على حفاوة الاستقبال وحراراته مشيرا الى ان الارجنتين دعمت وتدعم الحقوق الفلسطينية المتمثلة بالحرية والاستقلال ورفض الظلم مشيرا الى تنظيم العديد من الفعاليات والانشطة الكبيرة من اجل ارسال رسالة للعالم وللشعب الفلسطيني بان هناك من يقف معهم في سعيهم للحرية .

واكد ملهيني على اعجابه واعضاء الوفد الذي جاء من الارجنتين للاطلاع على الواقع الفلسطيني من اجل دراسة حقيقة الامور والبحث في امكانيات تعزيز العلاقات الفلسطينية الارجنتينية والمساهمة في احلال السلام العادل والشامل .

وشدد على ان الوفد وفي ختام جولته لفلسطيني سيعود الى بلاده من اجل البحث في الاليات وشكل تعزيز العلاقات الفلسطينية الارجنتينية وفي مختلف المجالات مشيرا الى انه والوفد يعبرون عن عميق تقديرهم واحترامهم للشعب الفلسطيني الذي استطاع خلق حياة قوية تتسم بقوة الارداة والعيش رغم كل اشكال القهر التي يتعرض لها شاكرا وزارة الخارجية على حسن الاستقبال والترتيب لهذه الزيارة المتميزة التي جرى فيها اطلاق الوفد على اشال الحياة الفلسطينية كما شكر محافظة بيت لحم ونائب المحافظ على حفاوة الاستقبال.

وفي ختام الجولة استضاف نائب المحافظ الوفد على مادبة عشاء فلسطينية رسمية جرى خلالها التاكيد على علاقات الصداقة واهمية توثيقها وتطويرها في مختلف المجالات فيما جر تبادل الهدايا التذكارية ايضا .