أمام المحكمة..المتهمون بقتل آية أنكروا أنهم قتلوها..اعترفنا من التعذيب

الخليل-معا- أنكر المتهمون الأربعة بقتل آية براذعية في أولى جلسات محاكمتهم امس الاثنين، أنهم قد قتلوها وقالوا بأن اعترافاتهم أخذت منهم بالقوة، حيث تعرضوا للتعذيب وأجبروا على الاعتراف بأنهم قد قتلوا آية.

وقال المتهم الأول (ع.ب): "أنا بريء من التهمة ولا علاقة لي بها واستنكر هذه الجريمة وأدينها، ما حدث أني تعرضت للتعذيب الشديد من قبل المباحث وقد كسر فكي، وأنا لم أكن موجوداً في صوريف فترة اختفاء المغدورة، وهي التي طلبت مني مساعدتها للزواج من الشاب (ب.ز) وأنا غير مذنب بهذه الجريمة".

وقال المتهم الثاني (ن.ص): "إنني غير مذنب وألقي بالتهمة على والد المغدورة ولا يوجد لدي دوافع للقتل".

وأضاف المتهم الثالث(أ.هـ): "أنا غير مذنب ولم اعترف واشجب واستنكر العمل بهذه البنت المغدورة، وتعرضت للتعذيب الشديد وليس لدي دوافع لارتكاب الجريمة".

أما المتهم الرابع (ز.ح.) فقال: "أنا غير مذنب وأنكر التهمة وليس لي علاقة لا من قريب ولا من بعيد وعلاقتي مع باقي المتهمين الثلاثة سيئة جداً ولم التق بأي أحد منهم منذ العام 2007".

واعترض محامو الدفاع عن المتهمين الأربعة، على قيام النيابة العامة بتقديم لائحة الاتهام وملف التحقيق لهيئة المحكمة لعدم قانونيتها وأخذت بالتعذيب ولعدم السماح لهم بحضور جلسات التحقيق حيث أخذت إفاداتهم بالتعذيب والقهر، واضطروا للاعتراف تحت التعذيب الرهيب، بحسب ما قاله محامي الدفاع عن المتهمين الأربعة لهيئة المحكمة.

وقال وكيل النيابة، أثناء تلاوته للائحة الاتهام أمام هيئة محكمة بداية الخليل: التهمة، القتل العمد بالاشتراك خلافا لأحكام المادة 328 بدلالة المادة 76 من قانون العقوبات رقم16 لسنة 1960 للمتهمين الأول والثاني والثالث، وتهمة التزوير في أوراق رسمية خلافا لأحكام المادة 260 و262 و 265 من قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960 للمتهم الثاني، وتهمة التحريض على القتل خلافا لأحكام المادة 328 بدلالة المادة 80 فقرة (1أ +2أ ) من قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960 للمتهم الرابع.

وجاء في تفاصيل لائحة الاتهام: انه في شهر 2010/ 4 وحيث إن المغدورة آية إبراهيم براذعية كانت تدرس في جامعة الخليل قسم اللغات، وقد تعرفت على شاب من مدينة الخليل، وتقدم لخطبتها من والدها والذي رفض في البداية ولإصرار المغدورة على الارتباط بذلك الشاب كونها متعلمة وبالغة وكاملة الأهلية وتعرف مصلحتها وهذا اختيارها وافق والدها على ذلك بشرط أن يكون بعد إنهائها دراستها، وقد علم المتهم الأول بذلك حيث انه عم المغدورة ومقرب إليها جداً فقد قام بالتحدث معها وعرض عليها مساعدتها في إقناع والدها بالموافقة وتسهيل عملية زواجها من ذلك الشاب".

وقال وكيل النيابة: "في يوم السبت الموافق 2010/ 4/ 15 اجتمع المتهمين الأول والثاني والثالث بناء على دعوة وتخطيط من المتهم الأول حيث إن باقي المتهمين أصدقائه، وتم الاجتماع في مخزن بيت المتهم الأول وعرض عليهم أن المغدورة متعلقة بشاب وتريد الزواج منه، وهو يريد قتلها بمساعدتها، فتردد المتهمان الثاني والثالث أول الأمر وبعدها طلب المتهم الثاني بيان الحكم الشرعي لحالتها وأيده على ذلك المتهم الثالث، وبعدها انصرف المتهم الأول الى بيت المتهم الرابع وهو شقيق زوجته متدين وصاحب فكر متشدد وعرض عليه الأمر، فأجابه: بأنه ما لم ترتدع فأخف الضررين أن تقتل ويخفى جثتها درءاً لمفاسدها وحرر بذلك فتوى من صفحتين معنونة باسم "أخف الضررين/آية براذعية" وفي اليوم التالي اجتمع المتهمين الثلاثة في منزل المتهم الثاني حيث أوقدوا فحماً للشواء وجلسوا حول النار وأبرز لهم المتهم الأول الفتوى بعد أن قرأها المتهم الثاني ألقاها في النار لتحترق بعد أن أبدى إعجابه بمضمونها وثقته بمصدرها وتوكل المتهمون الثلاثة على نية الشر".

وجاء في لائحة الاتهام: "في يوم الثلاثاء الموافق 2010/4/20 تم الاتفاق بين المتهمين على تنفيذ جريمتهم في ذلك اليوم، حيث انه بتمام الساعة التاسعة صباحاً، أخذ المتهم الأول بتربص بسيارته منتظراً خروج المغدورة من منزلها للجامعة فيما حصل المتهم الثاني على إذن مغادرة من عمله وحرره الساعة (10) صباحاً لكنه عاد في اليوم التالي وتلاعب به بتزوير رسمي محولا الساعة الى (13:10) ظهراً ليموه أنه كان في دوامه عند وقوع الجريمة فيما كان المتهم الثالث ينتظر إشارة للتحرك وهو موظف في بلدية صوريف ويعمل جابياً في قسم الكهرباء ومن السهل عليه المغادرة في أي وقت. وفعلا اتصلت المغدورة بالشاهد الرابع -الشاب الذي تقدم لخطبتها- وأخبرته أنها ستغادر المنزل الى الجامعة وودعت والدتها وغادرت المنزل".

وأضافت لائحة الاتهام: "لحق بها المتهم الأول الذي كان يتربص لها وقام بأخذها معه حيث صعدت في سيارته ومن ثم توجه نحو منزله حيث التقى شريكاه المتهمان الثاني والثالث واللذان كانا في سيارة المتهم الثاني من نوع (سوبارو) مشطوبة وطلب المتهم الأول من المغدورة أن يركبا في السيارة مع صديقاه بحجة أنهم سوف يذهبان معه لمقابلة الشاهد الرابع لتسهيل عملية زواجهما، فركبت في الكرسي الخلفي بجانب المتهم الأول وانطلقت السيارة لمنطقة واد السور بين صوريف وخاراس ونوبا، وهناك ولما تساءلت المغدورة عن الطريق غافلها المتهم الأول وهاجمها مغلقاً مجاريها التنفسية بمنديله حيث أخذت تقاوم بين يديه محاولة التنفس وتركل الكراسي الأمامية بقدميها فاستنفر المتهم الثالث واستدار ليطبق بيديه على رقبتها كالكماشة مما أدى الى كسر العظمة الأمامية في عنقها وأرداها قتيلة، فيما استمر المتهم الثاني بالقيادة حتى وصلوا بئراً نائياً بعيداً حيث قاموا بإنزالها من السيارة وإلقائها في البئر مع حقيبتها وأغلقوا بابه خلفهم وغادروا المكان بعد تعهدهم بالكتمان وبقيت جثتها لمدة تقارب العام حتى تم اكتشاف وجود جثة في ذلك البئر وبالتحقيق تبين أنها تعود للمغدورة التي فقدت منذ تاريخ ارتكاب الجريمة".

وبعد أن تليت لائحة الاتهام، نودي على الشاهد الأول في هذه القضية وهي السيدة حليمة براذعية، وهي جدة المغدورة ووالدة المتهم الأول (ع.ب) وبعد أن قام رئيس المحكمة بتنبيهها بعدم الإدلاء بشهادتها ضد ابنها حسب القانون، أجابت بأنها ترغب بقول الحق..

في الجزء الثاني من الجلسة الأولى سنقوم بنشر جزء من شهادة الجدة، والشاهد الأول في القضية وهو إبراهيم براذعية والد آية، حيث استمعت هيئة المحكمة لشهادتهما وتم مناقشتهما من قبل محامي الدفاع عن المتهمين الأربعة.

يشار الى أن جلسة المحكمة استمرت لقرابة خمسة ساعات متواصلة، وحددت هيئة المحكمة تاريخ 2012/1/23 موعداً للجلسة الثانية لسماع إفادات بقية الشهود ...

يتبع الجزء الثاني: