ردا على مقالة ياسر أبو هلالة:"لا حل بغير تسليح الشعب السوري"!
قرأت مقالة الاعلامي المحترم ياسر أبو هلالة مدير مكتب قناة"الجزيرة" في الأردن بعنوان"لا حل بغير تسليح الشعب السوري", وقبل الرد على مقالته لا بد من القول بأنني ضد قتل الأبرياء أينما تواجدوا, قكيف يكون موقفي اذا كان الحديث عن قتل الأبرياء والمدنيين العزل في بلادنا العربية من المحيط الى الخليج.
انني أقف موقفا لا تراجع عنه ويكمن في ضمان حريات الشعوب بأشكالها المختلفة وتطورها وتقدمها, وأقف ضد الأنظمة الاستبدادية الرجعية التي تحكم بلادها من المهد الى اللحد وتقوم بنهب ثروات هذه الشعوب لتجعلها تعيش معيشة من عاشوا في العصور الوسطى أو ما قبلها, وهذا يعني انني مع ثورات الربيع العربي الشبابية وان اختلف مع كيفية قيادتها وتوجيهها وفترة ما بعد الاطاحة بقادتها العملاء الذين يعلنون تبعيتهم للغرب الذي يسعى دوما لدعمهم بقمع شعوبهم, كيف لا وهو من أول المستفيدين من قمع هذه الشعوب.
في بداية مقاله, يقسم ابو هلالة حراك الربيع العربي الى ثلاثة أوجه تعا لكيفية تعامل الأنظمة معه, فالأردن والمعرب والكويت مثلا بحسب الكاتب واجهت الحراك بالعمليات الاصلاحية, وأما تونس ومصر واليمن فقد واجهته بالعناد والصلافة وسفك دماء التي في نهاية الأمر سمحت بحل وسط مع النظام, وأما سوريا وليبيا فقد وصل الأمر الى الثورة المسلحة.
من باب التذكير أقول للأخ أبو هلالة أنك تعرضت للضرب مرتين في اعتصام ساحة النخيل وسط عمان في شهر تموز من العام السابق، وأقول انه بالامكان وضع ذلك الاستهداف ضمن إطار النزق في التعاطي مع الحدث ومجمل النشاط المعارض، بدليل أن هناك صحفيين آخرين تعرضوا للضرب، لكن اللافت أن استهداف ياسر قد تجاوز ما جرى في الساحة إلى محاولة البعض اغتياله معنويا عبر فيديو بث على الإنترنت تحت عنوان "ياسر أبو هلالة يريد إحراق عمان".
وقد دافعنا عنك, لكننا دافعنا أكثر عن التنوع والتعددية والحرية والعدالة ومنطق القانون، وإن كنا واثقين أن أحدا لن يكون بوسعه تشويه شخصية إعلامية يشهد لها القاصي والداني. يشهد لها بالحب والولاء للأردن وفلسطين وقضايا الأمة، بل كل قضية عادلة في هذا الكون.
بعد عقد من انطلاقتها, قامت قناة الجزيرة بإطلاق"الجزيرة الانجليزية"، والتي هدفت في ما هدفت اليه لتغطية الأحداث في الشرق الأوسط والعالم باللغة الأكثر انتشارا حاليا, وتعتبر"الجزيرة الإنجليزية" أول قناة دولية إخبارية ناطقة بالانجليزية مركزها الرئيسي في الشرق الأوسط, وتحاول إيجاد تواصل بين هذه المنطقة و أكثر من مليار ناطق بهذه اللغة حول العالم.
ومع خالص تقديرنا للدور الذي تقوم به قناة الجزيرة الناطقة بالعربية في خدمة قضايا الأمة ودورها التوعوي والنهضوي الذي تتصدى له في عالم غابت فيه المنابر الحرة"حتى قبل بضعة أعوام", الا أنه يهيمن على تفكير الكثير من المتابعين هواجس وشكوك حول نهج قناة الجزيرة الناطقة بالانجليزية في التعامل مع القضايا المصيرية للأمة على الصعيدين العربي والإسلامي وهي التي كنا ننتظر إطلاقها بفارغ الصبر.
وقد برز هذا جليا في التغطية الإعلامية التي قامت بها هذه القناة لمحرقة غزة الأخيرة والتي يساوي فيها الإعلام الغربي بين الضحية والجلاد وبين صاحب الحق والمغتصب.
وقد نشرت مؤسسة الراصد الإعلامي العربي"العرب ميديا واتش" نتائج دارسة أجراها مدير ومؤسس الجمعية, السيد شريف حكمت نشاشيبي وبعد ستة شهور من المجزرة الصهيونية على غزة, أسفرت عن انحيازية هيئة الإذاعة البريطانية وقناة الجزيرة بالانجليزية الشهيرة للكيان الصهيوني في تغطيتها الإخبارية للنزاع الصهيوني الفلسطيني العتيق.
وللاعلامي أبو هلالة نقول, لا نعجب من رأيك, فقد رحلت قناتك باجهزتها من ليبيا بعدما تم تنفيذ مخططاتها وادارت ظهرها لأهل ليبيا وشعبها, وقد رحبت وسارعت بادخال"الناتو" الى أراضيها. والسؤال الذي يطرح نفسه:هل تتابعون الى ما وصلت اليه ليبيا اليوم من حروب قبائلية ودمار بنية تحتية ووصل الوضع فيها الى تقسيمها شرقية وغربية..هذه ليبيا اليوم كيفما شئتم لها أن تكون, تبعا لما يريد لها أسيادكم في قطر.
واليوم تتوجه أنظاركم نحو سوريا ونسيتم أو تناسيتم بأن الطرفين اشقاء واخوة وسوريين بغض النظر عن ما تسعى اليه أنت وقطريتك للطائفية.ونقول: لماذا لم تسلحوا حماس بغزة؟, ولماذا لم تسلحوا شعب العراق بلد المليون شهيد ضد الامريكان؟. والجواب واضح, فأسيادكم في قطر يعتبرون ما طالبنا به ارهابا, وأما في سوريا فيعتبرونه عملا انسانيا.نقول لكم وللأسف بأنكم تنقلون الصورة للعالم معكوسة وكما يطيب لكم, فمصلحة أسيادكم أمراء الخيانة القطريين تتطلب تنفيذ المؤامرات وذلك من خلال التحالف مع الناتو والغرب.
باختصار, لقد سقطت عنكم وعن أسيادكم ورقة التوت وبانت أهدافكم الصهيوامريكية واضحة للعيان, لذا عصفت بقناتكم موجة استقالات, لكن فضلت أنت البقاء لغاية في نفس يعقوب..سنرى مستقبلا كيف ستنون كتاباتك لا سمح الله ان كان الموضوع يخص الأردن.
انني وكما ذكرت سابقا ضد أي نظام مستبد وقامع, ولكن الحل للوضع في سوريا له أوجه كثيرة, ونرفض جملة وتفصيلا تدخل الغرب في هذا الأمر, ويقول أبو هلالة في مقاله:"في ظل تعذر الحل العسكري العربي والإسلامي والدولي، لا حل بغير تلبية مطالب الشعب السوري بالتسلح".
وللأستاذ"أبو هلالة" أقول:فتواك بتسليح الشعب السوري تعتبر تمهيدا لحرب طائفيه أهلية لا يحمد عقباهى..انها حرب ستأكل الأخضر واليابس ونهايتها تدمير سوريا تدميرا كاملا وازالتها من خارطة العالم, فهل هذا ما تريده يا ابا هلالة؟, والله انني لأعجب أن يصدر هذا الكلام من اعلامي كنا نشهد له بالنزاهة والوطنية والانتماء العروبي القومي.
لقد كان فرحنا كبيرا بل لا يوصف ونحن نشاهد هذه الثورات الشبابية وهي تنتشر من بلد إلى آخر كالسرطان, ولا نزال نطالب بأن تشمل كافة الأقطار العربية والإسلامية المتخلفة والرجعية وبدون استثناء.
للإنصاف أقول بأن المشهد السوري يختلف عن غيره, فسورية كانت تعتبر أم فلسطين وحاضنتها وهي قلب العروبة النابض, وفيها كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته الشهيرة والتي مطلعها:سلامٌ من صَبا بَرَدى أَرقُّ**ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دِمَشْقُ, قبل نحو تسعين سنة ويقول فيها أيضا:جزاكم ذو الجلالِ بني دِمَشقٍ**وعزُّ الشرقِ أَوَّلُهُ دِمَشْقُ.
نعم, إنها سورية الحضارة والتاريخ..سورية التي علمت العالم حروف الكتابة,فهل يمكننا أن نستوعب ما يجري على أراضيها من مجازر بحق أبنائها والفاعل هو النظام الحاكم؟. يدعون بأن مؤامرة خارجية تحاك ضد النظام الحاكم تهدف إلى إسقاطه, أتفق مع كل من يدعي ذلك تمام الاتفاق, وأضيف بأن هناك مؤامرة داخلية أيضا, والسؤال الذي يطرح نفسه:هل بقتل الأبرياء العزل يتم القضاء على هذه المؤامرات؟, لا يا سادة, الحل أبسط من ذلك بكثير ويكمن في التلاحم ما بين الشعب والقيادة للقضاء على مثل هذه المؤامرات.ويدعون أيضا بأن من يقف وراء المظاهرات والاحتجاجات عصابات مسلحة تهدف إلى إثارة الفتنة الداخلية, ومن هنا أقول بأن نظاما بثقل وحجم النظام السوري الحاكم غير قادر على القضاء على هذه العصابات يعتبر فاقدا لشرعيته لأنه ليس بمقدوره توفير الأمن والطمأنينة لمواطنيه.
إن هذه الطريقة التي يُدير بها النظام الانتفاضة السورية وهذا التعنت والاستخفاف بالدم والشعب السوري حين نحيله إلى بنية ووعي وتاريخ هذا النظام، بإمكاننا أن نتصور أنه اليوم يمشي بمنهجية تقوم على الإمعان في الوحشية والإبادة لإجبار السوريين على تخفيض مطلبهم بحقهم بالحرية إلى مطلب الحق بالحياة فقط, وبنفس الوقت هذا النظام الذي لم يعترف بوجود الشعب منذ أربعين عاماً لازال يراهن اليوم عليه ك كائنات وك أشياء وأحياناً ك عدم لكنه لم يستوعب بعد أن الروح السوري عاد يتدفق في جسد الشعب معطياً للنظام درساً في روح الحرية وروح التاريخ الذي لا يتوقف تحت أحذية العسكر.
نطالب القيادة السورية بضبط النفس فالمطالب مشروعة وعدم استخدام أساليب القمع الوحشية ضد شباب ثاروا على الظلم والفساد وسلاحهم الوحيد هو حقهم المشروع وصدورهم العارية. ومن ناحية أخرى ندين أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي السوري والا سيكون مصير بلاد الشام كمصير بلاد الرافدين وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا.
ونذكر القيادة البعثية في سوريا بأن هنالك جزء من الأراضي السورية تم احتلاله في حرب حزيران ولا يزال محتلا الى يومنا هذا, ولم تطلق طلقة واحدة لتحريره ونذكرهم أيضا بأن الصهاينة هاجموا المفاعل النووي السوري ولم تكن أية ردة فعل سوى الاستنكار..فهل مواجهة الصدور الشبابية العارية بأسلحة فتاكة تعتبرونه عملا بطوليا؟..فاما الرحيل واما التغيير الجذري بكل ما تعنيه الكلمة وكفى اراقة دماء.
من حق الشعب السوري أن يطالب بالعيش باستقلالية وحرية وكرامة, ولكنه هو الوحيد المخول باختيار نهج التغيير, نهج لا يعتمد على اراقة الدماء الزكية, ومن حقنا أن ندافع عن سوريا واليكم الأسباب:
ندافع عن سوريا التي انجبت الجيش السوري الباسل الذي اخترق الجبهة في حرب تشرين واحتل طبريا خلال ساعات في حين تخلى بعض القادة العرب عن الدعم حتى المعنوي في هذه الحرب.
ندافع عن سوريا التي دعمت كل الشعوب العربية التحررية, ورفضت كل اتفاقيات العار والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ندافع عن سوريا التي علمت ولا زالت تعلم في جامعاتها الاف الطلبة العرب..جامعات تعتبر من أرقى الجامعات في العالم.
ندافع عن سوريا التي رغم الحصار الامريكي الاقتصادي عليها ورغم انها لم تقبض دولارا واحدا من امريكا خلافا لبعض الدول العربية, يعيش شعبها مكتفيا بنفسه"المواد التموينية, الأدوية, الملابس, وغيرها", في وقت تقوم فيه بعض الدول العربية باستيراد"ابر بابور الكاز" من الصين وغيرها من بلاد العالم.
ندافع عن سوريا التي وقفت مع المقاومة اللبنانية خلال عدوان الصهاينة في تموز قبل بضعة أعوام خلت, في وقت استنكرت بعض الدول العربية ما قامت به قوات حزب الله, وحملته مسؤولية تدمير لبنان.
ندافع عن سوريا التي وقف شعبها مع غزة خلال الحصار والعدوان الصهيوني, في وقت قام فيه بعض المسئولين المصريين بتهديد أبناء غزة بتكسير عظامهم اذا دخلوا الى مصر. ندافع عن سوريا التي اكثر من نصف المفكرين والكتاب والصحفيين والفنانيين العرب هم سوريون, وندافع عنها لأنها استضافت مليون عراقي وتقاسمت معهم لقمة العيش بعد ان غدر بهم اخرون واستغلوهم أبشع استغلال.
ندافع عن سوريا التي انجبت الزعيم الوطني الخالد" خالد العظم" وبطل الثورة السورية يوسف العظمة, وبطل الثورة الفلسطينية السوري الأصل ابن جبلة" عز الدين القسام" وأسد سوريا" سلطان باشا الاطرش"..ندافع عن سوريا التي أنجبت البطل جول جمال, ابن اللاذقية الذي درس في مصر في الكلية الحربية, وعندما علم بأن البارجة والمدمرة الفرنسية جان بار تتقدم نحو السواحل المصرية تطوع في قيادة عملية بحرية للزوارق الطوربيدية المصرية في البحر الأبيض المتوسط شمال البرلس يوم 4 (نوفمبر) تشرين الثاني عام 1956م إبان العدوان الثلاثي على مصر، مدافعآ ببسالة ومسجلآ نفسه بطلآ شجاعآ ورافعآ راية بلاده عاليآ مدافعآ عن قطعة من وطنه العربي بكل شجاعة..جول جمال الذي قال فيه الرئيس السوري القوتلي:" بين شاطئ اللاذقية وشاطئ بور سعيد أيها الإخوان الأعزاء استطاع جندي سوري ثاقب بصره وعميق إيمانه وعظيم حبه لوطنه وعروبته أن يرى حقيقة لا تخفى ويجب أن لا تخفى على أحد وهي أن البارجة الإفرنسية المعتدية الغادرة لو أتيح لها أن تقهر بالأمس بور سعيد فإنها غداً ستقهر اللاذقية وأن العدو واحد وأن الوطن العربي واحد أيضاً، وعندما وجه هذا الجندي السوري المغوار نفسه إلى أحضان الخطر كان على يقين كبير بأنه لا يدافع عن مصر وسورية وحدهما بل عن العروبة وسلامتها الخالدة وسيادتها".
جول جمال, الذي قال فيه الشاعر عمر الفرا:"جول جمال..يا مشعل حُريّه ومناوي جول جمال..يا هالشب الحلو الغادي البعيونك.. تجرح..وتداوي إقرا بصفحة مجدك نسمع إنت القُصة..وإنت الرّاوي جول جمال.. يا حامل رايات الوحده ومحطم راس التنين..يا حامي أعراض النيل من عام السته وخمسين..عاد التنين لغدّار من البحر المتوسط..جايي تنين البحر المتوسط يفرغ سموم..بالساحات ويزرع بالأرض..الويلات".
قد يسأل سائل وبحق, كيف لفلسطيني مثلي أن يدافع عن سوريا وقائدها"الباسل" حافظ الأسد قد ارتكب مجزرة تل الزعتر المشهورة ضد الفلسطينيين في لبنان عام 1976 متحالفا مع اليمين المتطرف بقيادة بيير الجميل, والتي تضاهي مجزرة دير ياسين التي ارتكبها الصهاينة ضد أبناء شعبنا الباسل..مجزرة تل الزعتر استشهد فيها ثلاثة الاف فلسطيني وشرد أكثر من عشرين ألفا, وقبل الاجابة أقول بأن أبناء شعبنا أيضا لاقوا الويلات في مجازر أيلول الأسود في الأردن, ولكن يجب أن يفهم القارىء بأنني أدافع عن سوريا كشعب تماما كما هو دفاعي عن باقي الشعوب العربية المغلوب على أمرها, نعم, انه من الصعب أن ننسى ولكن هذه هي عجلة التاريخ, فما مذى قد مضى, فكثير من الدول كانت على عداوة من الصعب وصفها واليوم تراها متحالفة.
وقبل أن أنهي لا بد من التطرق الى أمراء الخيانة والعمالة في قطر، لن يدّخروا أي جهد من أجل إطالة الأزمة في سوريا، لأنهم أصبحوا متعطّشين أكثر من أي وقت مضى، لإراقة المزيد من الدّم السوري والعربي على حدّ سواء.واليوم وبعد أن تراءت لهم مؤشّرات فشلهم في سوريا، باتوا يتصرّفون كالكلاب المسعورة، وينبحون بدون توقف عبر قناتهم الصهيونية بامتياز "الجزيرة" التي كانت أوّل قناة "عربية" تُدخل الصهاينة إلى بيوتنا عبر محاورتهم على المباشر في نشراتها المسمومة, بعد أن كنا على قناعة بأنها قناة نزيهة عند انطلاقتها.
انني مقتنع جدا بأنني لا أنتظر نهاية قريبة للنباح القطري، حتى لا أقول المُؤامرات القطرية، لأن هؤلاء الأمراء الأعراب، لا قوة عقلية لهم كي يخططوا المؤامرات، فهم كالدواب تحمل أسفارا، رغم أن الدواب أشرف منهم، لأنها تقدم خدمات للبشر، والأمراء الأعراب، يحملون المؤامرات، ويمولونها، ويصدرونها إلى الشعوب العربية، أقول كل ذلك، لأنني تابعت هذه الأيام ولفترات طويلة جدا، ما تبثه قنوات الأمراء الدواب، ورأيت أنها جنّ جنونها، ولم تعد ترى في الكرة الأرضية من أحداث تستحق التغطية، سوى الأحداث في سوريا سواء كانت حقيقية أو كاذبة، وفي حال عدم توفرها تقوم بفبركتها على طريقة أسيادها في هوليود.
وسيواصل أمراء الحقد والجراهية التجييش والتحريض، وكأن كل الدماء السورية التي سالت لم تشف غليلهم، ردات الفعل المسعورة هذه، لا يمكن فهمها، وتفسيرها، سوى بكون سوريا قد إقتربت من شاطئ الأمان، وأمراء السوء المسعورين، لا يروقهم ذلك، وكل حلمهم أن يحولوا سوريا إلى نار ورماد، لأنهم يعلمون علم اليقين، أن الشعب السوري سوف لن ينسى صنائعهم، مثله مثل باقي الشعوب العربية الحرة، وأن خروج سوريا سالمة معافاة، سيكون له أكبر تأثير على المنطقة، وأن أول من سيدفع الثمن غاليا هم هؤلاء الأمراء المسعورين، الذين استعبدوا شعبهم، واستباحوا ماله وشرفه، وبذلك فلا عجب أن يتواصل الحقد والتآمر على سوريا والأمة العربية ككل، لكنني أطمئن الجميع، بأن السحر سينقلب على الساحر قريبا، وسنرى كيف ستنتقم الشعوب العربية من أمراء الخيانة والعمالة.
وللشعب السوري نقول، عليكم أن تواصلوا صمودكم، لأن ما يحاك ضدكم،هو شبه حرب عالمية، تحالف فيها الأمراء الأعراب والصهاينة، والأمريكيون والغرب، حتى جماعات الموت "القاعدة" التي تدعي أمريكا أنها تحاربها، في حين أنها هي من تصنعها وتمولها، بدعم مباشر من دويلة قطر، التي فتحت مكتبا لحركة طالبان في الدوحة، لتسهيل عمليات التجنيد وضمان فاعلية التنفيذ.
وانهي بما قاله شاعرنا الراحل العظيم نزار قباني, وهي أبيات معبرة تتحدث عن نفسها ولا داعي لشرحها وتفصيلها: يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟** فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا..دمشقُ،يا كنزَ أحلامي ومروحتي**أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟..أدمـت سـياطُ حـزيرانَ ظهورهـم**فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا..وطالعوا كــتبَ التاريخِ واقــتنعوا**متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا.
حمى الله كافة شعوبنا العربية والنصر حليف الأحرار.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
قرأت مقالة الاعلامي المحترم ياسر أبو هلالة مدير مكتب قناة"الجزيرة" في الأردن بعنوان"لا حل بغير تسليح الشعب السوري", وقبل الرد على مقالته لا بد من القول بأنني ضد قتل الأبرياء أينما تواجدوا, قكيف يكون موقفي اذا كان الحديث عن قتل الأبرياء والمدنيين العزل في بلادنا العربية من المحيط الى الخليج.
انني أقف موقفا لا تراجع عنه ويكمن في ضمان حريات الشعوب بأشكالها المختلفة وتطورها وتقدمها, وأقف ضد الأنظمة الاستبدادية الرجعية التي تحكم بلادها من المهد الى اللحد وتقوم بنهب ثروات هذه الشعوب لتجعلها تعيش معيشة من عاشوا في العصور الوسطى أو ما قبلها, وهذا يعني انني مع ثورات الربيع العربي الشبابية وان اختلف مع كيفية قيادتها وتوجيهها وفترة ما بعد الاطاحة بقادتها العملاء الذين يعلنون تبعيتهم للغرب الذي يسعى دوما لدعمهم بقمع شعوبهم, كيف لا وهو من أول المستفيدين من قمع هذه الشعوب.
في بداية مقاله, يقسم ابو هلالة حراك الربيع العربي الى ثلاثة أوجه تعا لكيفية تعامل الأنظمة معه, فالأردن والمعرب والكويت مثلا بحسب الكاتب واجهت الحراك بالعمليات الاصلاحية, وأما تونس ومصر واليمن فقد واجهته بالعناد والصلافة وسفك دماء التي في نهاية الأمر سمحت بحل وسط مع النظام, وأما سوريا وليبيا فقد وصل الأمر الى الثورة المسلحة.
من باب التذكير أقول للأخ أبو هلالة أنك تعرضت للضرب مرتين في اعتصام ساحة النخيل وسط عمان في شهر تموز من العام السابق، وأقول انه بالامكان وضع ذلك الاستهداف ضمن إطار النزق في التعاطي مع الحدث ومجمل النشاط المعارض، بدليل أن هناك صحفيين آخرين تعرضوا للضرب، لكن اللافت أن استهداف ياسر قد تجاوز ما جرى في الساحة إلى محاولة البعض اغتياله معنويا عبر فيديو بث على الإنترنت تحت عنوان "ياسر أبو هلالة يريد إحراق عمان".
وقد دافعنا عنك, لكننا دافعنا أكثر عن التنوع والتعددية والحرية والعدالة ومنطق القانون، وإن كنا واثقين أن أحدا لن يكون بوسعه تشويه شخصية إعلامية يشهد لها القاصي والداني. يشهد لها بالحب والولاء للأردن وفلسطين وقضايا الأمة، بل كل قضية عادلة في هذا الكون.
بعد عقد من انطلاقتها, قامت قناة الجزيرة بإطلاق"الجزيرة الانجليزية"، والتي هدفت في ما هدفت اليه لتغطية الأحداث في الشرق الأوسط والعالم باللغة الأكثر انتشارا حاليا, وتعتبر"الجزيرة الإنجليزية" أول قناة دولية إخبارية ناطقة بالانجليزية مركزها الرئيسي في الشرق الأوسط, وتحاول إيجاد تواصل بين هذه المنطقة و أكثر من مليار ناطق بهذه اللغة حول العالم.
ومع خالص تقديرنا للدور الذي تقوم به قناة الجزيرة الناطقة بالعربية في خدمة قضايا الأمة ودورها التوعوي والنهضوي الذي تتصدى له في عالم غابت فيه المنابر الحرة"حتى قبل بضعة أعوام", الا أنه يهيمن على تفكير الكثير من المتابعين هواجس وشكوك حول نهج قناة الجزيرة الناطقة بالانجليزية في التعامل مع القضايا المصيرية للأمة على الصعيدين العربي والإسلامي وهي التي كنا ننتظر إطلاقها بفارغ الصبر.
وقد برز هذا جليا في التغطية الإعلامية التي قامت بها هذه القناة لمحرقة غزة الأخيرة والتي يساوي فيها الإعلام الغربي بين الضحية والجلاد وبين صاحب الحق والمغتصب.
وقد نشرت مؤسسة الراصد الإعلامي العربي"العرب ميديا واتش" نتائج دارسة أجراها مدير ومؤسس الجمعية, السيد شريف حكمت نشاشيبي وبعد ستة شهور من المجزرة الصهيونية على غزة, أسفرت عن انحيازية هيئة الإذاعة البريطانية وقناة الجزيرة بالانجليزية الشهيرة للكيان الصهيوني في تغطيتها الإخبارية للنزاع الصهيوني الفلسطيني العتيق.
وللاعلامي أبو هلالة نقول, لا نعجب من رأيك, فقد رحلت قناتك باجهزتها من ليبيا بعدما تم تنفيذ مخططاتها وادارت ظهرها لأهل ليبيا وشعبها, وقد رحبت وسارعت بادخال"الناتو" الى أراضيها. والسؤال الذي يطرح نفسه:هل تتابعون الى ما وصلت اليه ليبيا اليوم من حروب قبائلية ودمار بنية تحتية ووصل الوضع فيها الى تقسيمها شرقية وغربية..هذه ليبيا اليوم كيفما شئتم لها أن تكون, تبعا لما يريد لها أسيادكم في قطر.
واليوم تتوجه أنظاركم نحو سوريا ونسيتم أو تناسيتم بأن الطرفين اشقاء واخوة وسوريين بغض النظر عن ما تسعى اليه أنت وقطريتك للطائفية.ونقول: لماذا لم تسلحوا حماس بغزة؟, ولماذا لم تسلحوا شعب العراق بلد المليون شهيد ضد الامريكان؟. والجواب واضح, فأسيادكم في قطر يعتبرون ما طالبنا به ارهابا, وأما في سوريا فيعتبرونه عملا انسانيا.نقول لكم وللأسف بأنكم تنقلون الصورة للعالم معكوسة وكما يطيب لكم, فمصلحة أسيادكم أمراء الخيانة القطريين تتطلب تنفيذ المؤامرات وذلك من خلال التحالف مع الناتو والغرب.
باختصار, لقد سقطت عنكم وعن أسيادكم ورقة التوت وبانت أهدافكم الصهيوامريكية واضحة للعيان, لذا عصفت بقناتكم موجة استقالات, لكن فضلت أنت البقاء لغاية في نفس يعقوب..سنرى مستقبلا كيف ستنون كتاباتك لا سمح الله ان كان الموضوع يخص الأردن.
انني وكما ذكرت سابقا ضد أي نظام مستبد وقامع, ولكن الحل للوضع في سوريا له أوجه كثيرة, ونرفض جملة وتفصيلا تدخل الغرب في هذا الأمر, ويقول أبو هلالة في مقاله:"في ظل تعذر الحل العسكري العربي والإسلامي والدولي، لا حل بغير تلبية مطالب الشعب السوري بالتسلح".
وللأستاذ"أبو هلالة" أقول:فتواك بتسليح الشعب السوري تعتبر تمهيدا لحرب طائفيه أهلية لا يحمد عقباهى..انها حرب ستأكل الأخضر واليابس ونهايتها تدمير سوريا تدميرا كاملا وازالتها من خارطة العالم, فهل هذا ما تريده يا ابا هلالة؟, والله انني لأعجب أن يصدر هذا الكلام من اعلامي كنا نشهد له بالنزاهة والوطنية والانتماء العروبي القومي.
لقد كان فرحنا كبيرا بل لا يوصف ونحن نشاهد هذه الثورات الشبابية وهي تنتشر من بلد إلى آخر كالسرطان, ولا نزال نطالب بأن تشمل كافة الأقطار العربية والإسلامية المتخلفة والرجعية وبدون استثناء.
للإنصاف أقول بأن المشهد السوري يختلف عن غيره, فسورية كانت تعتبر أم فلسطين وحاضنتها وهي قلب العروبة النابض, وفيها كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته الشهيرة والتي مطلعها:سلامٌ من صَبا بَرَدى أَرقُّ**ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دِمَشْقُ, قبل نحو تسعين سنة ويقول فيها أيضا:جزاكم ذو الجلالِ بني دِمَشقٍ**وعزُّ الشرقِ أَوَّلُهُ دِمَشْقُ.
نعم, إنها سورية الحضارة والتاريخ..سورية التي علمت العالم حروف الكتابة,فهل يمكننا أن نستوعب ما يجري على أراضيها من مجازر بحق أبنائها والفاعل هو النظام الحاكم؟. يدعون بأن مؤامرة خارجية تحاك ضد النظام الحاكم تهدف إلى إسقاطه, أتفق مع كل من يدعي ذلك تمام الاتفاق, وأضيف بأن هناك مؤامرة داخلية أيضا, والسؤال الذي يطرح نفسه:هل بقتل الأبرياء العزل يتم القضاء على هذه المؤامرات؟, لا يا سادة, الحل أبسط من ذلك بكثير ويكمن في التلاحم ما بين الشعب والقيادة للقضاء على مثل هذه المؤامرات.ويدعون أيضا بأن من يقف وراء المظاهرات والاحتجاجات عصابات مسلحة تهدف إلى إثارة الفتنة الداخلية, ومن هنا أقول بأن نظاما بثقل وحجم النظام السوري الحاكم غير قادر على القضاء على هذه العصابات يعتبر فاقدا لشرعيته لأنه ليس بمقدوره توفير الأمن والطمأنينة لمواطنيه.
إن هذه الطريقة التي يُدير بها النظام الانتفاضة السورية وهذا التعنت والاستخفاف بالدم والشعب السوري حين نحيله إلى بنية ووعي وتاريخ هذا النظام، بإمكاننا أن نتصور أنه اليوم يمشي بمنهجية تقوم على الإمعان في الوحشية والإبادة لإجبار السوريين على تخفيض مطلبهم بحقهم بالحرية إلى مطلب الحق بالحياة فقط, وبنفس الوقت هذا النظام الذي لم يعترف بوجود الشعب منذ أربعين عاماً لازال يراهن اليوم عليه ك كائنات وك أشياء وأحياناً ك عدم لكنه لم يستوعب بعد أن الروح السوري عاد يتدفق في جسد الشعب معطياً للنظام درساً في روح الحرية وروح التاريخ الذي لا يتوقف تحت أحذية العسكر.
نطالب القيادة السورية بضبط النفس فالمطالب مشروعة وعدم استخدام أساليب القمع الوحشية ضد شباب ثاروا على الظلم والفساد وسلاحهم الوحيد هو حقهم المشروع وصدورهم العارية. ومن ناحية أخرى ندين أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي السوري والا سيكون مصير بلاد الشام كمصير بلاد الرافدين وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا.
ونذكر القيادة البعثية في سوريا بأن هنالك جزء من الأراضي السورية تم احتلاله في حرب حزيران ولا يزال محتلا الى يومنا هذا, ولم تطلق طلقة واحدة لتحريره ونذكرهم أيضا بأن الصهاينة هاجموا المفاعل النووي السوري ولم تكن أية ردة فعل سوى الاستنكار..فهل مواجهة الصدور الشبابية العارية بأسلحة فتاكة تعتبرونه عملا بطوليا؟..فاما الرحيل واما التغيير الجذري بكل ما تعنيه الكلمة وكفى اراقة دماء.
من حق الشعب السوري أن يطالب بالعيش باستقلالية وحرية وكرامة, ولكنه هو الوحيد المخول باختيار نهج التغيير, نهج لا يعتمد على اراقة الدماء الزكية, ومن حقنا أن ندافع عن سوريا واليكم الأسباب:
ندافع عن سوريا التي انجبت الجيش السوري الباسل الذي اخترق الجبهة في حرب تشرين واحتل طبريا خلال ساعات في حين تخلى بعض القادة العرب عن الدعم حتى المعنوي في هذه الحرب.
ندافع عن سوريا التي دعمت كل الشعوب العربية التحررية, ورفضت كل اتفاقيات العار والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ندافع عن سوريا التي علمت ولا زالت تعلم في جامعاتها الاف الطلبة العرب..جامعات تعتبر من أرقى الجامعات في العالم.
ندافع عن سوريا التي رغم الحصار الامريكي الاقتصادي عليها ورغم انها لم تقبض دولارا واحدا من امريكا خلافا لبعض الدول العربية, يعيش شعبها مكتفيا بنفسه"المواد التموينية, الأدوية, الملابس, وغيرها", في وقت تقوم فيه بعض الدول العربية باستيراد"ابر بابور الكاز" من الصين وغيرها من بلاد العالم.
ندافع عن سوريا التي وقفت مع المقاومة اللبنانية خلال عدوان الصهاينة في تموز قبل بضعة أعوام خلت, في وقت استنكرت بعض الدول العربية ما قامت به قوات حزب الله, وحملته مسؤولية تدمير لبنان.
ندافع عن سوريا التي وقف شعبها مع غزة خلال الحصار والعدوان الصهيوني, في وقت قام فيه بعض المسئولين المصريين بتهديد أبناء غزة بتكسير عظامهم اذا دخلوا الى مصر. ندافع عن سوريا التي اكثر من نصف المفكرين والكتاب والصحفيين والفنانيين العرب هم سوريون, وندافع عنها لأنها استضافت مليون عراقي وتقاسمت معهم لقمة العيش بعد ان غدر بهم اخرون واستغلوهم أبشع استغلال.
ندافع عن سوريا التي انجبت الزعيم الوطني الخالد" خالد العظم" وبطل الثورة السورية يوسف العظمة, وبطل الثورة الفلسطينية السوري الأصل ابن جبلة" عز الدين القسام" وأسد سوريا" سلطان باشا الاطرش"..ندافع عن سوريا التي أنجبت البطل جول جمال, ابن اللاذقية الذي درس في مصر في الكلية الحربية, وعندما علم بأن البارجة والمدمرة الفرنسية جان بار تتقدم نحو السواحل المصرية تطوع في قيادة عملية بحرية للزوارق الطوربيدية المصرية في البحر الأبيض المتوسط شمال البرلس يوم 4 (نوفمبر) تشرين الثاني عام 1956م إبان العدوان الثلاثي على مصر، مدافعآ ببسالة ومسجلآ نفسه بطلآ شجاعآ ورافعآ راية بلاده عاليآ مدافعآ عن قطعة من وطنه العربي بكل شجاعة..جول جمال الذي قال فيه الرئيس السوري القوتلي:" بين شاطئ اللاذقية وشاطئ بور سعيد أيها الإخوان الأعزاء استطاع جندي سوري ثاقب بصره وعميق إيمانه وعظيم حبه لوطنه وعروبته أن يرى حقيقة لا تخفى ويجب أن لا تخفى على أحد وهي أن البارجة الإفرنسية المعتدية الغادرة لو أتيح لها أن تقهر بالأمس بور سعيد فإنها غداً ستقهر اللاذقية وأن العدو واحد وأن الوطن العربي واحد أيضاً، وعندما وجه هذا الجندي السوري المغوار نفسه إلى أحضان الخطر كان على يقين كبير بأنه لا يدافع عن مصر وسورية وحدهما بل عن العروبة وسلامتها الخالدة وسيادتها".
جول جمال, الذي قال فيه الشاعر عمر الفرا:"جول جمال..يا مشعل حُريّه ومناوي جول جمال..يا هالشب الحلو الغادي البعيونك.. تجرح..وتداوي إقرا بصفحة مجدك نسمع إنت القُصة..وإنت الرّاوي جول جمال.. يا حامل رايات الوحده ومحطم راس التنين..يا حامي أعراض النيل من عام السته وخمسين..عاد التنين لغدّار من البحر المتوسط..جايي تنين البحر المتوسط يفرغ سموم..بالساحات ويزرع بالأرض..الويلات".
قد يسأل سائل وبحق, كيف لفلسطيني مثلي أن يدافع عن سوريا وقائدها"الباسل" حافظ الأسد قد ارتكب مجزرة تل الزعتر المشهورة ضد الفلسطينيين في لبنان عام 1976 متحالفا مع اليمين المتطرف بقيادة بيير الجميل, والتي تضاهي مجزرة دير ياسين التي ارتكبها الصهاينة ضد أبناء شعبنا الباسل..مجزرة تل الزعتر استشهد فيها ثلاثة الاف فلسطيني وشرد أكثر من عشرين ألفا, وقبل الاجابة أقول بأن أبناء شعبنا أيضا لاقوا الويلات في مجازر أيلول الأسود في الأردن, ولكن يجب أن يفهم القارىء بأنني أدافع عن سوريا كشعب تماما كما هو دفاعي عن باقي الشعوب العربية المغلوب على أمرها, نعم, انه من الصعب أن ننسى ولكن هذه هي عجلة التاريخ, فما مذى قد مضى, فكثير من الدول كانت على عداوة من الصعب وصفها واليوم تراها متحالفة.
وقبل أن أنهي لا بد من التطرق الى أمراء الخيانة والعمالة في قطر، لن يدّخروا أي جهد من أجل إطالة الأزمة في سوريا، لأنهم أصبحوا متعطّشين أكثر من أي وقت مضى، لإراقة المزيد من الدّم السوري والعربي على حدّ سواء.واليوم وبعد أن تراءت لهم مؤشّرات فشلهم في سوريا، باتوا يتصرّفون كالكلاب المسعورة، وينبحون بدون توقف عبر قناتهم الصهيونية بامتياز "الجزيرة" التي كانت أوّل قناة "عربية" تُدخل الصهاينة إلى بيوتنا عبر محاورتهم على المباشر في نشراتها المسمومة, بعد أن كنا على قناعة بأنها قناة نزيهة عند انطلاقتها.
انني مقتنع جدا بأنني لا أنتظر نهاية قريبة للنباح القطري، حتى لا أقول المُؤامرات القطرية، لأن هؤلاء الأمراء الأعراب، لا قوة عقلية لهم كي يخططوا المؤامرات، فهم كالدواب تحمل أسفارا، رغم أن الدواب أشرف منهم، لأنها تقدم خدمات للبشر، والأمراء الأعراب، يحملون المؤامرات، ويمولونها، ويصدرونها إلى الشعوب العربية، أقول كل ذلك، لأنني تابعت هذه الأيام ولفترات طويلة جدا، ما تبثه قنوات الأمراء الدواب، ورأيت أنها جنّ جنونها، ولم تعد ترى في الكرة الأرضية من أحداث تستحق التغطية، سوى الأحداث في سوريا سواء كانت حقيقية أو كاذبة، وفي حال عدم توفرها تقوم بفبركتها على طريقة أسيادها في هوليود.
وسيواصل أمراء الحقد والجراهية التجييش والتحريض، وكأن كل الدماء السورية التي سالت لم تشف غليلهم، ردات الفعل المسعورة هذه، لا يمكن فهمها، وتفسيرها، سوى بكون سوريا قد إقتربت من شاطئ الأمان، وأمراء السوء المسعورين، لا يروقهم ذلك، وكل حلمهم أن يحولوا سوريا إلى نار ورماد، لأنهم يعلمون علم اليقين، أن الشعب السوري سوف لن ينسى صنائعهم، مثله مثل باقي الشعوب العربية الحرة، وأن خروج سوريا سالمة معافاة، سيكون له أكبر تأثير على المنطقة، وأن أول من سيدفع الثمن غاليا هم هؤلاء الأمراء المسعورين، الذين استعبدوا شعبهم، واستباحوا ماله وشرفه، وبذلك فلا عجب أن يتواصل الحقد والتآمر على سوريا والأمة العربية ككل، لكنني أطمئن الجميع، بأن السحر سينقلب على الساحر قريبا، وسنرى كيف ستنتقم الشعوب العربية من أمراء الخيانة والعمالة.
وللشعب السوري نقول، عليكم أن تواصلوا صمودكم، لأن ما يحاك ضدكم،هو شبه حرب عالمية، تحالف فيها الأمراء الأعراب والصهاينة، والأمريكيون والغرب، حتى جماعات الموت "القاعدة" التي تدعي أمريكا أنها تحاربها، في حين أنها هي من تصنعها وتمولها، بدعم مباشر من دويلة قطر، التي فتحت مكتبا لحركة طالبان في الدوحة، لتسهيل عمليات التجنيد وضمان فاعلية التنفيذ.
وانهي بما قاله شاعرنا الراحل العظيم نزار قباني, وهي أبيات معبرة تتحدث عن نفسها ولا داعي لشرحها وتفصيلها: يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟** فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا..دمشقُ،يا كنزَ أحلامي ومروحتي**أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟..أدمـت سـياطُ حـزيرانَ ظهورهـم**فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا..وطالعوا كــتبَ التاريخِ واقــتنعوا**متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا.
حمى الله كافة شعوبنا العربية والنصر حليف الأحرار.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر