ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة

    قومي عربي
    قومي عربي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الحمل جنسيتك : سورية
    اعلام الدول : حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة Syria_a-01
    نقاط : 174
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/04/2009

    حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة Empty حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة

    مُساهمة من طرف قومي عربي الأحد 31 مايو 2009, 10:04 am



    حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة


    بقلم: أحمد صديقي


    تمهـيد:

    ليس للتحالف الطبقي المسيطر إلا أن يحافظ على سيطرته هذه، ولا بديل للتحالف الطبقي الثوري غير تكسير هذه السيطرة، تكسير من حيث هو هدم لعلاقات الإنتاج القائمة، هي بدورها نفي لنظام آخر هالك.

    انه دائما التناقض، تناقض مادي دياليكتيكي. تناقض في الوضع، الوعي والممارسة الطبقية، أي بمعنى آخر: إنه الصراع الطبقي، القوة المحركة للتاريخ« فمعلوم أنه في كل مجتمع تتصادم مطامح البعض مع مطامح البعض الآخر، وأن الحياة مليئة بالتناقضات»1 .ليس في هذا القول من جديد، فهذا ما تقول به الماركسية من حيث هي علم بقوانين التاريخ وتطوره.

    مقدمــــــــــة:

    عندما نقول بتطور البنية الاجتماعية، فهذا لايعني أنها تتطور نتيجة رغبة ذاتية، انعكاسا لإرادة ذاتية، حتى وان كانت إرادة الأغلبية، بل تتطور وفقا للشروط "الموضوعية" الخاصة بتطورها، بمعنى، تخضع للضرورة التاريخية.«فالبشر يصنعون تاريخهم بأيديهم، ولكنهم لايصنعونه على هواهم... في ظروف يختارونها هم أنفسهم، بل في ظروف يواجهون بها مباشرة، ظروف معطاة ومنقولة لهم من الماضي»2. غير أن «فكرة الضرورة التاريخية لاتقلل على الاطلاق من دور الفرد في التاريخ... فالتاريخ كله مكون من أفعال أفراد هم بلا شك كائنات فعالة. والسؤال الحقيقي الذي يبرز حين تقيم النشاط الاجتماعي لفرد ما هو: ماهي الشروط التي تضمن نجاح أعماله، ما الذي يضمن أن لاتظل أعماله فعلا معزولا لايضيع في خضم أفعال معاكسة؟»3.

    من أهم الاسئلة المحورية التي من الواجب طرحها في موضوع تطور البنية الاجتماعية هو هذا السؤال، ففهمه يقتضي معرفة الشروط "الموضوعية" و "الذاتية" المتحكمة في تطور البنية الاجتماعية، والوقت المناسب4 لأي نشاط ثوري من شأنه أن يحقق التغير النوعي على علاقات الانتاج القائمة، أي بمعنى آخر: أنه يفرض علينا ضرورة التمييز داخل حركة التاريخ الاجتماعي بين بنيات زمانية مختلفة5 ولا يمكن فهم حركة البنية الاجتماعية في أفق تحويلها بالذات، الا بتمييز أزمنتها المختلفة6.

    أولا: في إطار التطور البنيوي

    « ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا7 لم يكن سوى تاريخ صراع بين الطبقات، فالحر والعبد، النبيل والعامي، السيد الإقطاعي والقن، المعلم والصانع، أي باختصار المضطهدين والمضطهدون. كانوا في تعارض دائم وكانت بينهم حرب مستمرة، تارة ظاهرة وأخرى مستترة. حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانهيار الطبقتين معا...»8.

    إضافة الى تماثل النقيضين الذي نسجله عند التناقض الهيغيلي، يفتقر كذلك الدياليكتيك الهيغلي الى عنصر وحدة الأضداد. فالعبد من وجهة نظر هيغل ليس نتيجة للعلاقات التي أقامها الحر (المجتمع العبودي)، وكذلك النبيل والعامي، الإقطاعي والقن... أي بمعنى أن نفي النفي ليس نتيجة للنفي الاول، وبمعنى أبسط نقيض الاطروحة ليس نتاج الاطروحة، ومن ثمة فالتناقض الهيغيلي ليس في معظمه سوى مجموعة تقابلات. وهذا ما يميز كل دياليكتيك مثالي، بعكس التناقض الماركسي، فاذا كان يؤكد على عدم تماثل النقيضين9 فهو من حيث كونه دياليكتيك مادي، يؤكد على وحدة الاضداد وبالدينامية الذاتية.10

    «...أما المجتمع البرجوازي الحديث الذي خرج من رحم/ أحشاء المجتمع الاقطاعي الهالك، فانه لم يقض على التناقضات بين الطبقات، بل أقام طبقات جديدة محل القديمة وأوجد ظروفا جديدة للاضطهاد وأشكالا جديدة للنضال... وخلافا للمجتمعات السالفة التي ارتكزت في بنائها على تركيبة قائمة على طبقات وفئات معقدة فان المجتمع الراسمالي العصري أقام انقساما طبقيا شفافا للغاية، لقد انتظم المجتمع المعاصر بالرغم من التنوع الواسع للمهن والتقسيم للعمل بصورة شاملة في معسكرين كبيرين متعارضين، يقفان وجها لوجه: البروليتاريا والبورجوازية»11.

    ان طبقة البروليتاريا لم تخلق نفسها بنفسها، ولا نزلت من السماء.. بل هي نتاج طبيعي للبورجوازية، لعلاقات الانتاج التي اقامها النظام الرأسمالي (كل شيء يولد ضده)، وهذا ما نفهمه من مقولة كارل ماركس الشهيرة« أن الرأسمالية تخلق قبل كل شيء حفاري قبرها» وبذلك فانعتاقها لايمكن أن يتم الا على يدها أو لايتم على حد تعبير ماركس أيضا.12

    انتاج واعادة إنتاج نفس علاقات الانتاج الرأسمالية- بما فيها اتساع حجم الطبقات العاملة- هو مايميز الزمان البنيوي، فهو زمان التطور في البنية الاجتماعية، الزمان الذي تبدو –وهي كذلك- حركة التطور فيه وكأنها حركة طبيعية مستمرة. انه الزمان الدائري التكراري على حد تعبير مهدي عامل.

    لا مبالغة في القول أن زمن التطور هذا هو أزهى مرحلة للتحالف الطبقي المسيطر من مراحل تطور البنية الاجتماعية بعد زمان التكون. فاذا كان هذا الأخير زمن اقامة اسس نظام الانتاج الراسمالي على حساب اضمحلال نمط الانتاج الاقطاعي فان زمن التطور هو زمان انتاج واعادة إنتاج نفس علاقات الإنتاج بكل مل يميز ذلك من فقدان العامل السياسي لهيمنته. فلايظهر بمظهر التناقض المسيطر كتناقض رئيسي.وهذا دائما في خدمة الطبقة المسيطرة، فاذا كان قد لعب دوره في زمان التكون كونه كان مسؤولا عن اقامة علاقات الانتاج الرأسمالية، فانه أشد ما يمكن رفضه في زمان التطور لأن ظهوره بمظهر حقيقي كتناقض رئيسي مسيطر ليس سوى في مصلحة التحالف الطبقي الثوري (الطبقة النقيض= البروليتاريا) كما كان في مصلحة الطبقة المسيطرة المستغلة (بكسر الغين) خلال زمان التكون من العهد الإقطاعي.

    ان ظهور الصراع السياسي على غير حقيقته كصراع طبقي بمظهر صراع ايديولوجي أو اقتصادي، هو ما يدفع للقول بغياب الصراع الطبقي. بينما وجب التأكيد على أن غيابه (الصراع الطبقي) كصراع سياسي ليس غيابا له بمعنى الغياب المطلق. بمعنى انتفاء الوجود، بل هو غياب له على مستواه البنيوي وحضور له في المستويات الأخرى.13 وهذا ما يجب أن يفهم من القول"...حرب تارة ظاهرة، وأخرى مستترة"فالاستتار لايعني العدم. اذن خطورة أن يظهر المظهر الرئيسي للتناقض الرئيسي في مظهر رئيسي يحجب حقيقته السياسية الطبقية. هي اظهار التاريخ على غير حقيقته، وكأنه مجرد نتاج لعلاقات انتاج ليست الجماهير الا سندا لها على حد تعبير مهدي عامل دائما.

    وبذلك فحركة النبذ هذه أو الابتعاد عن مركز الحركة المحورية للصراع الطبقي من حيث هو صراع سياسي لاتخدم فقط الا الممارسة السياسية للتحالف الطبقي المسيطر. معناه أن هذه الحركة الانتباذية تحرم الطبقية العاملة خلال الزمانالبنيوي من تسييس مختلف التناقضات الاجتماعية وهذا ما يتحقق لها في زمان القطع كلحظة ثورية حاسمة.15

    كما سبق أعلاه، أن تطور البنية الاجتماعية تتحكم فيها شروطا "موضوعية" (الضرورة التاريخية) بالضرورة دون أن تلغي أثر ما هو "ذاتي". وضرورة التمييز بين الموضوعي والذاتي لايعني انفصالهما المطلق بعضهما عن بعض، بل الترابط والتفاعل بينهما هو الحاصل. وتدخل ما هو ذاتي لايكون الا بعد معرفة علمية بما هو موضوعي حتى يتبين ماذا يتوجب عن هذا الذاتي ان لم نقل أن الموضوعي شرطا أساسيا للذاتي هذا لأنه يمكننا من معرفة ما يتوجب علينا فعله. ليصير الذاتي محددا والموضوعي مساعدا. أي، بمعنى أنه يحدده بشكل نوعي فالذاتي كان ويكون استجابة للموضوعي أولا يقدر على تحقيق مسعاه الا أن يخسر الكثير. ومن بين ما هو ذاتي نرى انطلاقا من قناعاتنا الماركسية اللينينية أنه يكتسي أهمية كبرى في مسيرة النضال من أجل تحقيق الهدف الأسمى (التغيير الجدري) هو التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة.

    ثانيا: تطور البنية الاجتماعية واهمية التنظية السياسي

    ان الدرس المركزي الذي أبرزته الماركسية كنظرية للثورة البروليتارية منذ البداية هو ضرورة بناء حزب شيوعي، كنواة قائدة لهذه الثورة، وليس من قبيل الصدف أن كان أول نص يشكل اندماج هذه النظرية الثورية بالحركة الثورية البروليتارية يسمى بــ "البيان الشيوعي".16

    يدعي المتحدثون باسم البورجوازية أن الدولة مؤسسة ضرورية، نشأت للارادة الجماعية للناس وتحقق السلطة المشتركة لأعضاء المجتمع، يقال أن القوانين السائدة هي مجموعة من المبادىء البديهية والطبيعية والتي اتفق بشأنها أفراد المجتمع، وأن الدولة ضامنة لتلك القوانين ومنفذة لها. ان تصوير الدولة بوصفها مؤسسة مستقلة تقع خارج المصالح الطبقية المتناقضة داخل المجتمع هو أحد الاركان الأساسية لاديلوجية البورجوازية.17 فالدولة على حد تعبير "لينين" جهاز قمعي ، فهي وسيلة الطبقة الحاكمة الأهم للابقاء على اخضاع الجماهير المستغلة (بفتح الغين)18.

    « اذا كانت أحزاب البورجوازية الصغيرة، كما أحزاب الطبقة المسيطرة تنتهي دوما بالتحنط في أجهزة تابعة لجهاز الدولة، حين تصل البورجوازية الصغيرة الى السيطرة الطبقية19. فالحزب الوحيد الذي يجد في تكوينه الطبقي بالذات القوة الثورية على نقد جهازالدولة ، أي على تكونه كنقيض ثوري لجهاز الدولة، هو الحزب الشيوعي . حزب الطبقة العاملة لأن الطبقة العاملة أكثر الطبقات الاجتماعية ثورية على الاطلاق».20

    نحن الآن أمام تناقض جديد استدعاه الوضع الطبقي لكل من البورجوازية البروليتارية كما استدعته الممارسة السياسية من حيث هي ممارسة للصراع الطبقي لكل من الطبقتين المتناقضتين. انه تناقض على مستوى الأداة السياسية . فاذا كان للبورجوازية جهاز الدولة كأداة للممارسة السياسية21 فان "الحزب الشيوعي" هو التنظيم السياسي الذي من خلاله تمارس الطبقة العاملة ممارتها السياسية.

    قومي عربي
    قومي عربي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الحمل جنسيتك : سورية
    اعلام الدول : حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة Syria_a-01
    نقاط : 174
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/04/2009

    حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة Empty رد: حول تطــور البنيــة الاجتمــاعيـــة

    مُساهمة من طرف قومي عربي الأحد 31 مايو 2009, 10:06 am

    ثالثا: أثر الفكر الاشتراكي في حركة البنية الاجتماعية وضرورة النضال الديموقراطي الجماهيري الحق.

    اذا كانت النظرية الماركسية أقصى ما يمكن أن يتوصل اليه العقل البشري في العصر الحالي كما عبر عن ذلك "سارتر" أحد أعلام المذهب الوجودي25، واذا كانت المقولة: لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية، فان النظرية الثورية ذاتها بحاجة الى اكتشاف واعادة الاكتشاف باستمرار، وبحاجة ماسة أيضا الى الإغناء والتطور باستمرار وبحاجة ماسة أيضا للابداع خاصة في الجوانب المتجددة والمعقدة التي تبرز في الحياة، أو تمليها الأسئلة والتحديات التي لاتتوقف يوما واحدا.26

    علاقة الفكر بالواقع علاقة تفاعل بالضرورة، هذه مقولة أساسية في الفكر الماركسي. غير أن علاقة التفاعل هذه لاتتم بشكل بسيط، بل أشد تعقدا مما نتصور فالعلاقة علاقة بنيوية تتم بين بنية فكر وبنية واقع.27 واذا كان من السهل علينا معرفة أثر الواقع الاجتماعي في البنية الفكرية، فان الأمر يستعصي عندقلب المسألة أي معرفة كيف يؤثر الفكر في تطور البنية الاجتماعية، أي بمعنىأثره في التاريخ. لكن الأمر قد يسهل بعد معرفة الشروط التي من الواجب أن يتوافر عليها هذا الفكر. فهل كل فكر قادر على التأثير في البنية الاجتماعية وتطورها؟

    بالتأكيد لا .قال مهدي عامل:"ان منطق الفكر الثوري أن يمارس فعله في حركة الواقع الاجتماعي الا تجسد في ممارسة سياسية واعية لمسارها الثوري."28 ان في هذا القول لمناضل ومفكر متميز في الفكر الماركسي "مهدي عامل" يعكس أهمية التجربة التي وعاها من خلال نضاله في الحزب الشيوعي اللبناني. وهي ترجمة لمسألة شديدة الأهمية بخصوص أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحررالوطني.كيف لا. وهو صاحب المرجع الشهير "مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكيفي حركة التحرر الوطني".

    المسألة تتعلق بالشروط الواجب توفرها في الفكر حتى يكون له أثر في تطور البنية الاجتماعية. في حركة التاريخ وتطوره. ان الأمر لايتعلق بعلمية الفكر فحسب، وان كان ذلك مهما،29 بل يتعلق الأمر بانصهاره في الممارسة السياسية من حيث هي صراع طبقي للجماهير البروليتارية وعموم الكادحين أي بمعنى أن يصير قوة مادية في التاريخ. العلمية وحدها لاتكفي لاجراءأي تغير نوعي فالفكر لايحمل في ذاته أداة التغيير وهو مستقل عن الممارسة بل أهميته لا تأتي الا من خلال صيرورته وعي الجماهير التي تصنع التاريخ وصيرورة الفكر هذه ليست صيرورة الممارسة السياسية للجماهير الكادحة. أي تجسيده في الممارسة العملية هو الذي يضمن ظهور أثر له في تطور البنية الاجتماعية، في ممارسات التاريخ وحركة تطوره30.

    ان رفضنا للطرح البلانكي، والتأكيد على تسليح الجماهير الشعبية والطبقة العاملة وعموم الكادحين بالفكر الحر من حيث هو سلاحه النظري الحامل للمشروع المجتمعي البديل يدفعنا للتأكيد مرة أخرى على ضرورة "النضال الديمقراطي الجماهيري "31. كشرط أساسي في المسيرة النضالية لكل القوى الحية المناضلة. ان النضال الديمقراطي الجماهيري سيساعد على ضرب الفهم المثالي الأسطوري للثورة لدى الجماهير.32 فهو أداتها ووسيلتها تدافع بها عن مصالحها وأهدافها السياسية والاقتصادية الآنية، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط الموضوعية والذاتية لهاته الجماهير وكذا المتطلبات الملموسة للصراع الطبقي33. وان نشر وتوطيد ثقافة نضالية هادفة لايتم إلا عن طريق هذا النضال. الذي لايعد بديلا للعمل الثوري، بل يفتح الباب أما هذا الأخير ويرفع من وتيرة النضالات الجماهيرية واستعداداتها الكفاحية، وهكذا فان العمل هو الذي يعطي للبرنامج الثوري مضمونه الحقيقي والفعلي.34

    غير أن النضال الديموقراطي الجماهيري هو ذو طبيعة اصلاحية، حيث لايطرح مهمة اسقاط النظام، غير أنه من وجهة نضر القوى الثورية يندرج في صيرورة عملها الجذري، الذي يعني انضاج الشروط الموضوعية والذاتية لاحداث التحول المجتمعي المنشود. وهذا مايميز هذه القوى المناضلة الثورية عن القوى الاصلاحية التي ترى في هذا العمل الديموقراطي مجالها الوحيد. وأكثر من ذلك فغالبا ما يتم لديها بالموسمية والمناسباتية تماشيا مع الهامش الذي سمح به النظام. 35

    خلافا للفوضويين، يعترف الماركسيون بالنضال من أجل الاصلاحات من أجل تحسينات في أوضاع الكادحين لكنهم يخوضون في الوقت نفسه نضالا في منتهى الحزم ضد الاصلاحيين الذين يحدون بواسطة الاصلاحات مباشرة أوبصورة غير مباشرة. من تطلعات الطبقة العاملة ونشاطها.36 ان الثورة العمالية ليست ثورة ناجمة عن الفقر والعجز واضطراب أوضاع العمال فالجوع ان لم يؤدي الى الموت يؤدي الى التخلف. ان الثورة العمالية هي عملية مبنية على الوعي والاستعداد المادي والمعنوي للطبقة العاملة، كلما تمتعت الجماهير بقسط أوفر من الحريات السياسية، كلما ترسخت شخصية وكرامة الناس بصورة عامة والطبقة العاملة بصورة خاصة في المجتمع بدرجة أكبر37، وكلما استطاعت الطبقة العاملة التمتع بقسط أوفر من الرفاه الإقتصادي، كلما زادت انخراطاتها في النضالات وزاد اقبالها على الوعي بحقها النضالي وهدفها المجتمعي. وتزداد ايمانا بأن تحقيق المساواة الكاملة والحرية لايتم عن طريق الاصلاحات. بل عن طريق الثورة فالاصلاحات هي تحولات كمية، بينما الثورة تحويل كيفي أي بمعنى نوعي.

    خاتمة:

    لايلومنا القارىء اذا عدنا به الى مسألة التطور البنيوي. لأن في هذه العودة ضرورة أكيدة فنحن لم ننتهي بعد ذلك اذا كان زمن التطور زمن انتاج واعادة علاقات الانتاج وكأنه زمن دائري تكراري. في زمن القطع واللحظة الحاسمة التي يعود فيها للعامل السياسي أهمية ويظهر بمظهره الحقيقي أي مظهره السياسي بشكل مباشر. تكون الحركة المحورية في البنية الاجتماعية حركة انجذابية،أي حركة تجذب بقوة الى مركز التناقض السياسي. كتناقض رئيسي كبقية التناقضات الاجتماعية كلها38. بشكل يصير فيه حل التناقض السياسي شرطا ومطلقا لحل مختلف تلك التناقضات.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 7:47 am