( 36 ) عملية تبادل أسرى عربياً وفلسطينياً منذ العام 1949
عربياً بدأتها مصر وفلسطينياً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
عربياً بدأتها مصر وفلسطينياً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
*إعداد / عبد الناصـر عوني فروانة
شهد الصراع العربي – الإسرائيلي منذ العام 1948-2008 العديد من الحروب العربية – الإسرائيلية الكلاسيكية وحروب الاستنزاف ، بالإضافة لظاهرتي المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية وهذا الصراع أسفر عن اعتقال قوات الإحتلال الإسرائيلي لقرابة ( 800 ألف ) مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ، والآلاف من الجنود والمواطنين العرب والعشرات من جنسيات أخرى مختلفة .
فيما اعتقلت القوات العربية أكثر من ألف أسير اسرائيلي ، كما وأحتجزت فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية العشرات من الجنود الإسرائيليين وبعض الجثامين والأشلاء لجنود اسرائيليين أيضاً .
وارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين له أسبابه أولها الوجود المباشر لقوات الإحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح في كل شارع ومخيم ، مع امكانية وصولهم لكل بيت واعتقال أفراده العُزل بسهولة .
ونسبة المعتقلين الفلسطينيين تعتبر أكبر نسبة في العالم إذا ما قيست بعدد السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، كما ولم يقتصر الأمر على هذا الرقم الضخم ، بل أن أضعاف أضعاف هذا الرقم عانوا أيضاً من الاعتقال وآثاره ، حيث أن مرارة الاعتقال وآثاره تمتد لتطول الأهل والأبناء والأقارب ، وحتى الأصدقاء والجيران ، كما أنهم ليسوا أرقام وأعداد مجردة ، إنهم تاريخ وقصص ، آلام ومعانيات ، ولكل أسير حكاية وقصة بل حكايات وقصص .
وهذا يعني أيضاً بأن سياسة الاعتقال شكََّلت – ولازالت - ظاهرة طالت كل مخيم ومدينة ، كل بيت وأسرة ، ويمكن فقط أن نستثني القلائل من شعبنا الفلسطيني الذين لم يتأثروا من الاعتقال وتبعاته ، كما لم تبقَ هناك بقعة في فلسطين ، إلا وأقيم عليها سجناً أو معتقلاً أو مركز توقيف من الشمال وحتى صحراء النقب في الجنوب .
كما أن الاعتقال أصبح مفرد ثابت في القاموس الفلسطيني ، ومن أبجديات الحياة الفلسطينية ، فالطفل الفلسطيني وقبل أن يولد يكون قد تعلم أبجديات الفقر والدمار وأحياناً الموت ، وإن كتبت له الحياة يكون قد تهجى مفردات الاحتلال والسجن والتعذيب والقتل ، وقد يولد على المعابر والحواجز العسكرية أو في غرف السجون ، ويكبر فيها ويتغذى على مشاهد السجن والسجان ، ويتعلم على شبابيك الزيارة.
ويبقى من حق المعتقل الفلسطيني والعربي أن يحلم بالحرية وأن يتسلح بأمل التحرر إما بانتهاء فترة محكوميته ، أو ضمن عملية تبادل أسرى ، أو من خلال المفاوضات السياسية ، والأخيرة ازدادت بعد اتفاق أوسلو .
ومن الأهمية بمكان هنا التأكيد على أنه واجب الأمتين العربية والإسلامية وكافة الشعوب وقيادتها وقواها المقاومة والمناضلة السعي المتواصل من أجل تحرير هؤلاء الأسرى الذين ناضلوا وضحوا بزهرات شبابهم من أجل قضاياهم العادلة ، والمستقبل الفلسطيني بشكل خاص سيبقى مشوهاً ما لم ينل كافة الأسرى حريتهم .
ومنذ قيام دول الإحتلال الإسرائيلي في العام 1948 على أنقاض القرى والبيوت الفلسطينية المهدمة ، وعلى أشلاء جثث آلاف الشهداء ودماء عشرات الآلاف من الجرحى وآلام مئات الآلاف من المعتقلين ، جرت عشرات عمليات تبادل للأسرى ما بين حكومة الإحتلال الإسرائيلي ودول مصر والأردن وسوريا ولبنان ومنظمة حزب الله اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، تم بموجبها إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية ، واستعادة المئات من رفات الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال في ما تعرف بمقابر الأرقام.
كما حدث أكثر من مرة أن رفضت " إسرائيل " مبدأ التبادل ، أو التفاوض من أجل التبادل كما جرى في عنتيبي ومعالوت وغيرها من عمليات الخطف واحتجاز الرهائن ، كقضية اختطاف الباص الإسرائيلي " رقم 300 " المليء بالركاب حيث اختطفته مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين من عسقلان باتجاه الأراضي المصرية في 12 نيسان 1984، وتمت مهاجمة الباص من قبل القوات الإسرائيلية قبالة دير البلح بقطاع غزة مما أدى لمقتل وإصابة العديد من الركاب الإسرائيليين واستشهاد اثنين من المقاتلين الفلسطينيين وقتل اثنين آخرين بعد أسرهما ، وقضية الجندي الإسرائيلي " نحشون فاكسمان " الذي خطفه نشطاء من حركة حماس عام 1994 وتم مهاجمة المكان المحتجز فيه مما أدى لمقتله واستشهاد محتجزيه ، كما كان هناك العديد من المحاولات لفصائل المقاومة الفلسطينية منها خطف طائرات من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أعوام 68 ، 69 ، 1970 واحتجاز الركاب كرهائن لتحرير الأسرى والأسيرات .
وهناك محاولات عدة لخطف جنود ومستوطنين في فلسطين المحتلة من قبل العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية ، وكانت أولى تلك العمليات هي أسر الضابط الإسرائيلي " دافيد بن شموئيل شامير" عام 1979 واحتجازه لبضعة شهور في رفح ، وتلاها عمليات كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر ، كان عملية خطف الجندي الإسرائيلي " موشيه تمام " التي نفذتها مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منتصف الثمانينات في فلسطين واحتجزت الجندي لعدة أيام ، وعندما استحال نقله الى خارج فلسطين قتلوه ، وكذلك خطف الجنديين الإسرائيليين " ايلي سعدون وآفي سبارتوس " من قبل مجموعة من حركة المقاومة الإسلامية – حماس بتاريخ 3-5-1989 ، وتم قتلهما ودفن جثتيهما ، واكتشفت جثة الأول بعد شهر تقريباً وجثة الثاني بعد بضعة سنوات وكان الهدف مبادلتيهما بأسرى ، وفي العام 1992 تمكنت مجموعة من مقاتلي حركة حماس من أسر الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو وتم قتله حين هاجمتهم القوات الإسرائيلية .
ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل ولم تنجح في تحرير أيٍ من الأسرى ، وتبقى عملية أسر الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " بتاريخ 25 حزيران 2006 هي الأبرز ونأمل أن تنجح في اطلاق سراح العديد من الأسرى لا سيما القدامى منهم .
أما عن أسباب فشل تلك المحاولات فلسطينياً وعدم نجاح اتمام عمليات تبادل جديدة والتي كان آخرها في مايو عام 1985 ، فيمكن تلخيصها على أنها ذاتية وموضوعية ، ذاتية مرتبطة بأجندة الفصائل وعدم اصرارها على ذلك أحياناً ، و بخبرة منفذي العمليات ومحتجزي الجنود أحياناً أخرى ، وموضوعية تتعلق بالوضع الجغرافي والوجود العسكري المباشر لقوات الإحتلال في كل مدن ومخيمات وشوارع فلسطين مما صَّعب من مهمة نجاحها ، ومن ناحية أخرى طبيعة حكومات الإحتلال المتعاقبة التي ترفض مبدأ التبادل ، أو التفاوض من أجل التبادل والرهان على القدرات الأمنية والعسكرية وانتهاج القوة في تحرير المحتجزين لدى المقاومة كما تطرقنا اليه آنفاً .
فلسطينياً وللأمانة المهنية يمكن القول بأن حركة "حماس" تميزت عن غيرها من الفصائل الفلسطينية خلال الإنتفاضة الأولى وكانت الأكثر محاولة وتنفيذاً لعمليات أسر جنود ومستوطنين إسرائيليين ، فيما تراجعت غالبية الفصائل عن هذا النهج ، أما حركة فتح والسلطة الوطنية فركزت اهتمامها ومنذ اعلان المبادئ في أوسلو بتاريخ 13سبتمبر 1993 ، على تحرير الأسرى من خلال العملية السلمية والمفاوضات المباشرة ، وبالرغم مما سجلناه من تحفظات وانتقادات شديدة لما تخلل أوسلو والإتفاقيات اللاحقة وما واكب العملية التفاوضية من أخطاء كبيرة ذات علاقة بقضية الأسرى ، إلا أنها " أي السلطة الوطنية الفلسطينية ومن خلال العملية السلمية " نجحت فعلياً خلال الفترة الممتدة ما بين أوسلو سبتمبر 1993 وحتى انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 في تحرير الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب ، وصلت نسبتهم الى قرابة 90 % من الأسرى ، وحتى خلال انتفاضة الأقصى تم اطلاق سراح أكثر من ألف وخمسمائة معتقل تحت عنوان " حسن النية " أو تعزيز الثقة .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر