الفنانة التشكيلية الفلسطينية (كنان طارق محمود) من مواليد مدينة بيروت اللبنانية عام 1979، حصلت على الإجازة الجامعية في مجالات التربية الفنية تخصص تصوير من جامعة الأقصى بمدينة غزة، وتصميم من جامعة حلوان بمدينة القاهرة المصرية، وهي عضو في جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بقطاع غزة. لوحاتها التصويرية لم تُغادر مخدع تجاربها الفنية الأولى، وتبحث عن موطئ قدم ما بين أقرأنها، من خلال محاولاتها المشروعة في رسم معالم شكلية ومحتوى موضوعي، يفتح لها بوابة في مساحة الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر.
لوحاتها متداخلة النصوص والتقنيات، ومسرودها فيها مفتوح على التعدد الشكلي والمحتوى البصري للحكاية التشكيلية، تنتقل في واحات تعبيريَّتها القلقة وأسلوبها في اختيار العناصر المسرودة والمكونات، ورصف خلفيات سردها البصري المتآلف من مجموعة تجارب تقنية مفرودة على سطوح الخامات، متواترة ما بين اللوحات الخطيّة المتناسلة من أروقة الخط العربي، عبر مدونات عباراتها الشكلية المفارقة لنمطية القواعد الرصينة المتبعة بالخط، أو من خلال نصوصها الشكلية المستوحاة من ذاكرة مكان ،وهناك تسبر فيها أروقة المخيلة ومساحة التذكر، ورسم تجليات الحالة النفسية الانفعالية بالأشياء والشخوص العابرين في مرحلة زمنية مارقة.
تشدو حالة ذاتية هنا، وتجريبية هناك، لا تلتقي مع غواية الوصف الأكاديمي والاتجاهات المدرسية النمطيّة، بل تصبو إلى الدوران في مساحة الحلم الشخصي، والتعبيرات الانفعالية اللحظية مع الحالة الوصفية المعيشة، والمرهونة ومساجلات التأليف التقني المشبع بالتجريب والمحاولة، واستعارة خامات بيئية محلية، تُذكرنا بجدَّاتنا وطريقتهم الفاعلة في ممارسة تجليات فنِّهم الشعبي ومطارحات الاقتصاد المنزلي، والاستخدام الوظيفي للأقمشة والثياب المستعملة، وإعادة إنتاجها في أشكال متنوعة وقصاصات ملونة متناسبة ومحتوى ومضامين الأفكار المطروحة.
الجديد في لوحاتها الإحالات الرمزية والخلفيات السياسية التي تطرحها عبر توليفات الشخوص الهلامية الخالية من الملامح الواقعية، وتقترب فيها من الاتجاهات التعبيرية الرمزية ذات الأنفاس التجريدية والشيئية المتحررة من النمطية المدرسية، وتدخل أسوار الحداثة التشكيلية، وتبني عالماً شكلياً فيه من البساطة والسذاجة التشكيلية الشيء الكثير، في لوحات غير معنية بالنسب الذهبية القياسية، ولا المحاكاة الواقعية للنماذج المرسومة والمصورة.
لوحاتها مأخوذة بتنوع الموضوعات، دائرة في فلك الطبيعة الخلوية، والشخوص الآدمية، والكائنات الحيّة والأحصنة خصوصاً، ومؤتلفات الكتابة العربية الخطيّة في خطوط خارجة بدورها عن قسرية الكتابة الخطية المحكومة بالقواعد الرصينة والرتيبة، والخارجة عن سربها الشكلي التقليدي المعروفة في تدوين الخطوط العربية، تسير فيها على هدي مقولة من كل بستان تشكيلي، معزوفة بصرية متعددة الأصوات والملونات.
خطوطها أقرب إلى ميادين التزين، ومواضيع الزخرفة الخطية المعانقة لتجليات المساحات الخلفية في متن كل لوحة من لوحاتها، تلعب على حساسية اللون وتناغمه الشكلي توافقاً وتعارضاً، واندماجًا في مدارات وصف لوني من طبيعة لونية واحدة، أحادية النغمات محكومة بتجانس السطوح والعناصر والمكونات في الخلفية والمقولة المكتوبة في ظلالها ودلالاتها الرمزية.
الإنسان في لوحاتها مأزوم في الشكل والهيئة والمضمون، فيه إشارة رمزية ومؤشر دلالي على حقيقة الواقع ومؤثراته النفسية على سلوكها ومناهل ابتكارها، لتغدو الوجوه والأجساد في حالة بصرية منقسمة على ذاتها تقنياً، تارة نراها منحازة لفنون الإعلان والتصاميم المزينة بأشكال تجريدية متعددة السمات والخصائص الشكلية، وأخرى محمولة بتجليات التراث الشعبي الفلسطيني، والثوب الفلسطيني بزخارفه المتنوعة.
الأحصنة المتواجدة في كثير من لوحاتها هي عناوين بارزة للألفة ورمزية الثورة، سواء أكانت في أشكالها العفوية المكرسة لواقعية تعبيرية أو تعبيرية تجريدية، قائمة على الحركة ومفاعيل الألوان كحاضنة رئيسة ومشهودة في وصف الحالة التصويرية ومجاز القول البصري، ونشاهد في بعض لوحاتها المتصلة بمواضيع الطبيعة الصامتة، ذلك الصخب اللوني والشكلي،والتداخل المجازي لتحويرات العناصر النباتية، لتُعيدنا لواحة البوح الصريح في مقول القول: إنها فنانة مقبلة على الحياة ومناقب الطموح، وما زالت تبحث عن ذاتها الفنية في أروقة البحث والتجريب.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر