الفنان التشكيلي الفلسطيني ( أيمن علي حسين عيسى) من مواليد قطاع غزة بفلسطين عام 1974، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة النجاح بمدينة نابلس عام 1999، مشارك في عدة معارض جماعية داخل فلسطين وخارجها، لوحاته مفتوحة على التميز الملحوظ بالشكل والمضمون واللمسة التقنية الغارقة في جماليات الوجوه الإنسانية من نوع "بورتريه" خصوصاً، يستحوذ فيها على ناصية نصوصه بتقنية فائقة، واقتدار مهني مشهود في مساحة توليفاته البصرية المرصوفة فوق قماش لوحاته.
الإنسان أولاً وأخيراً هو المفردة التشكيلية التي تجد لها في أعماله متسعاً لمكان، ولمخيلته المفتوحة على تجليات الجمال والأمل حدوداً لقول بصري متاح. تُدخل عين المتلقي وبصيرته في مفاتن سردها البصري، وتبني علاقة تأملية من نوع خاص، تفتح العنان للخيال، ومطابقة المرئيات المسرودة مع عوالم ما، مارقة في مساحة الوجد والألفة، وتغرق في رومانسية المشاهدة، واكتشاف ما يمكن تبيانه في منسيات الذاكرة البصرية، وتُعيد الاعتبار للتراث بأخذ مكانته الطبيعية في جماليات الصورة المرسومة، وتُظهره في حلة جمالية معاصرة مواكبة لروح العصر المعاش، وتحتفظ في خصوصيتها كمحتوى بصري ينتمي للذاكرة الفلسطينية، ومدخلاً لإحالات الرمز والتعبير المحببة.
كسوته الشكلية معنية باختبار المقدرة الفنية والتقنية على توليف حدود بصرية، تقربه من واحة الابتكار والتميز المتكئة بطبيعة الحال على خبرات مهنية مكتسبة في أثناء دراسته الأكاديمية وما قبلها وبعدها، كحصيلة ثقافية جامعة للموهبة والرغبة. تجعله واحداً من فرسان التصوير الأكثر أهمية ما بين جيله. لأن لوحاته تلامس مساحة الوجدان وحساسية الروح والفكرة ومعطيات البيئة الفلسطينية وأنفاسها الجمالية المتوالدة من جماليات الإنسان الفلسطيني الذي أخرجها الفنان في هيئات عامرة بالشفافية اللونية والجودة التقنية والنظافة الأدائية الملموسة في جميع نصوصه.
النسوة كمفردات تشكيلية حاضرة على الدوام في متن لوحاته، يوازيها في تواجدها عناصر لشخوص مُستعارة لوجوه رجال حلُّوا ضيفواً مكرَّمين في مرسمه وفوق قماش لوحاته. تستشعرنا بالبيئة الاجتماعية وحيز المكان الجغرافي، وملامح الهوية والانتماء للذاكرة الفلسطينية الرحبة. وجوه مستلهمة من واحة مخيلة سابرة جماليات الهوى والرغبة الذاتية، وأُخرى سابحة في ميادين المحاكاة التصويرية لشخوص متناسلة من واقع الحياة اليومية الفلسطينية، يدونها بخطوطه وملوناته شخوصاً طافحة بالملامح الفلسطينية.
لوحاته التصويرية تسبر أغوار الاتجاهات التعبيرية المدرسية، متنقلة في أحضان المدارس الواقعية التعبيرية، والتعبيرية الرمزية، وملامسة لتجليات الحساسية الشخصية المنفعلة بالجمال، ومُمجدة للإنسان الفلسطيني بطريقته الوصفية الخاصة، عامرة بالوجدانيات المشهودة في تقاسيم الوجوه وتقص الأثر المرتسم فيها، تجد في تقنيات الرسم والتلوين متعددة الخصائص والصنائع ، مجالاً واسعاً للتجلي، لاسيما ملونات الأكرليك التقنية الأكثر تفاعلاً في عموم مرئيَّاته البصرية، تُغازل في بيتها المعماري الألوان الرئيسة، الأساسية منها والمساعدة، وتحتضن لوحاته ملونات مشتقة وتدريجات متعددة في حيز المعالجة التقنية، والحاشدة بكل حساسيتها حدة وتوازناً وتناغماً سردياً.
بنيته التشكيلية المتبعة في رسم معالم نصوصه، تقوم على المقابلة الموضوعية والتجانس اللوني ما بين خلفيات اللوحات والعناصر الأساسية المرسومة داخلها، فيها رتابة وصفية، ووحدة تعبيرية عضوية جامعة، وأشبه بمقطوعات بصرية لموسيقى اللون المتدرج في عموم مقاماته الشكلية. ترقص ألوانه رقة وشفافية فوق أسطح لوحاته. مداعبة تفاصيل مرئياته بكامل أناقتها التقنية وخبرته التراكمية المنظورة في عمائره الشكلية، تُفصح عن طريقته الخاصة في نسج معابر تجلياته بيد ماهرة وعين قادرة على التقاط الجمال البشري،وريشة مرنة تعرف طريقها في رسم تفاصيل حكاياته.
التبسيط الشكلي، واتساع المساحات الملونة من المستلزمات الضرورية الواجب توفرها في عموم لوحاته، وكأنها سمة وبصمة لازمة وضرورية في توليفة مقاماته البصرية، ومن موجبات الموهبة والصنعة والخبرة، تجمع في طياتها خصائص السهل الممتنع البصري، وتُقرِّبنا في بعض الحالات من فسحة السرد البصري المحمول بنكهة إعلانية. لاسيما المساحات الممتدة داخل العناصر الأساسية، وفي تداعيات الملونات الخلفية، تُدخل المتلقي في دائرة المسرَّة والفرح اللحظي، ومتعة التأمل والبحث والموازنة ولحظات الإعجاب.
لوحته "برقوق نيسان الحزين" تكريس لمكانته الفنية وتلخيص فريد لجميع تجاربه التصويرية، بما فيها من جماليات شكلية، وجودة في المعالجة التقنية للعناصر المسرودة، وطريقته المعهودة في التوازن البصري والانفعالي ما بين المحتوى الشكلي (التقنية والأسلوب)، والموضوعي (الشخوص والحيز البصري)، حيث وزع مفرداته داخل أسوار اللوحة في مستويين بصريين، الأول: مُتَجَلٍّ بالنسوة المتجاورات في مقدمة اللوحة، وبيد إحداهما باقة من البرقوق الفلسطيني، كإشارة لدورة الحياة الفلسطينية وديمومة الأمل، وإحالة رمزية من نوع "تناص بصري" لقصة برقوق نيسان الحزين للراحل الكبير الشهيد غسان كنفاني، تعكس بريقها على وجوه النسوة المحزونة والمتفائلة في هيئاتهن وملامحهن وأثوابهن غير المطرزة، كرمزية مضافة من قبل الفنان لربط الماضي التراثي بالحاضر المعاصر. والمستوي البصري الثاني: متجلٍّ بالخلفية السابحة بملونات زُرقة السماء وبريق الحقول الفلسطينية الذهبية العامرة برمزية القمح والعطاء، مكرسة لأصحاب الأرض وساكنيها الفلسطينيين منذ الأزل ومتواليات الأيام.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر