المرابطون على العودة في أزمنة النكبة!
رغم مرور
61 عاماً على النكبة الفلسطينية، إلا أن المفتاح ما زال شعارًا للعودة ؛
عودةِ اللاجئ الفلسطيني من لبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، والشتات، وحتى
من قطاع غزة، والضفة الفلسطينية، إلى الوطن المحتل.. إلى فلسطين التاريخية.
فمفتاح
البيت بعكا، وحيفا، والمثلث، واللُّدّ، ما زال يُزَيِّنُ أعناقَ
جَدَّاتِنَا وأُمَّهَاتِنا. يقول الحاج أبو عصام من مخيم بلاطة للاجئين:
«وُلِدْت في يافا، وعشتُ سنوات طفولتي فيها، ولن أنسى مهما طال عمري رائحة
بيارة البرتقال إلى جانب بيتنا، ولن أنسى شجر الليمون والرُّمَّان والعنب
التي كانت بحديقتنا، كانت دارُنَا كبيرة، وفيها حَوْشٌ واسع، كنا نلعب فيه
مع أولاد عمي، وأولاد الجيران».
ويتابع: «هذا مفتاح بَيْتِنَا، ورِثْتُه عن والديَّ بعد موتهما، وهذه
أوراق الْمِلْكِيَّة التي تُثْبِتُ حقي بالأرض، ولن أتخلى ما حييت عن
حَقِّي وحق والدي الذي مات بحسرته».
مضيفًا: «والله لو جُبْنَا الأرض كلها فلن تسعنا بلاد مثل بلادنا، ولن نجد
مثل بِلَادِنا». وبينما كان أبو عصام يتحَدَّثُ، جلس حفيداه علاء ورامي
بجانبه، يستمعان لجدهما، وكلهما آذان صاغية، ويقاطعون جَدَّهُم بالحديث
قائلين: «جدي كل يوم يحكي لنا عن يافا، وعن دارهم وبيارة البرتقال،
ويوصينا بالدفاع عن حقنا فيها، وعدم الرضا بالعيش في المخيم، إننا نريد أن
نرجع إلى يافا، ونعيش ببيت جدي، وعلى أرضه.. ومفتاح البيت ما زال معنا».
لن نتنازل.. ونقبل التعويض
هذا ما أكَّدَهُ مراد سلامه 44 عاماً من مخيم العين، الذي كان رَدُّهُ على
سؤالنا: هل تُؤَيِّد مبدأ التعويض عن العودة؟ فكان جوابه جواباً واضحاً
ومختصراً: من يقبل التنازل عن حق أبيه وجده؟ من يقبل التنازل عن أراضيه
وممتلكاته لمن احتل أرضه وشَرَّدَ أجداده؟ من يقبل التَّنَازُلَ عن الجنة
ويعيش بجهنم المخيمات؟!
من جانبه يقول الحاج محمد أبو ليل، من مخيم عين بيت الماء، إلى الغرب من
نابلس: إن المفاوضات لا تُجْدِي شيئًا، والله تبارك وتعالى أمرنا بالجهاد
والعُدَّةِ والقُوَّة والرجوعِ إلى الله، ولا يمكن الرجوع إلا بالجهاد،
ولا يمكن للمفاوضات أن ترجعنا؛ لأن ما أُخِذَ بالقُوَّة لا يُسْتَرَدُّ
إلا بالقوة.
وبَيَّنَ أبو ليل قائلًا: والله لو أعطوني أموال الدنيا كلها؛ فلن تغنيني
عن ذرة ترابٍ من بلدي، أو عن رؤية البحر، أو عن سكن آبائي وأجدادي.. ولنا
15 دونماً وبيت واحد.
لا تنازل عن الثوابت
وأكدت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن محافظة نابلس؛ منى منصور عن كتلة
حماس البرلمانية، أنْ لا أَحَد مهما كانت صفته، ولا دولةَ مهما كانت
قُوَّتُها وتأثيرها، ولا حِزْبَ مهما كانت جماهيره، يمكنه إسقاطُ حَقّ
العودة، فهو أمْرٌ لا تراجُعَ عنه مهما تغَيَّرَتِ الظروف، فهو حق مكفولٌ
قانونيًّا ودوليًّا وإنسانيًَّا.
وقالت منصور في بيانٍ أصْدَرَتْهُ بحلول الذكرى الـ 61 للنكبة: «إنّ
جريمةَ تشريدِ الفلسطينيين من ديارهم عام 1948 على أيدي العصابات
الصهيونية المجرمة، وإحلال اليهود من شَتَّى أنحاء العالم مكانَهُم حتى
الآن، هي وصْمَةُ عارٍ في جبين الإنسانية، وعلى العالم أن يَكُفَّ عن
دَعْمِهِ لدولة الاحتلال الإسرائيلي».
وأضافت منصور: «إن اقتلاع الفلسطيني من أرضه جريمةُ حَرْبٍ، ومَنْعَهُ من
العودة إليها جريمةٌ مضاعفةٌ»، مشيرةً إلى ضرورة ترسيخ ثقافة المقاومة لدى
أبناء شعبنا الفلسطيني، وخاصة الجيل الذي لم يشهد أحداثَ التشريد.
وأشارتْ إلى أن «ذكرى النكبة تُذَكِّرُنا بجرائم الاحتلال في دير ياسين،
وقانا، وغيرهما، فدولة الاحتلال الإسرائيلي أُسِّسَتْ على أنقاض الدماء
الفلسطينية، وعلى أنقاض البيَّارَات والبيوتِ الْمُهَدَّمة، ولم يتوقف ذلك
في بدايَةِ الاحتلال، بل استَمَرَّ الإجرامُ الإسرائيلي في القرن الواحد
والعشرين، عندما افتتح الاحتلال هذا القرن بمجازر مخيم جنين، والبلدة
القديمة في نابلس، وبيت لاهيا في قطاع غزة، وغيرها من الأعمال الوحشية
التي تُثْبِتُ وجه الاحتلال الحقيقي».
ووجهت النائب منصور مناشدةً إلى كل إنسانٍ أو مؤسسةٍ أو دولةٍ في هذا
العالم، تؤمن بالإنسانية والعدل والحرية أن تعمل على مساعدة الفلسطينيين
للتخلص من الاحتلال الذي مضى عليه61 عاماً من القتل والتشريد والدمار، وأن
تعمل على فضح جرائم الاحتلال وتقديمه للمحاكمة دوليا، وأن تنظر إلى حقيقة
ما يعانيه الشعب الفلسطيني ولا تتأثر بالدعاية الصهيونية الكاذبة التي
تفندها أفعال الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
70 مذبحة فلسطينية
وقد ارتكبت الجماعات الصهيونية في مرحلة النكبة حسب إحصائية أصْدَرَهَا جهاز الإحصاء الفلسطيني 70 مذبحةً بفلسطين المحتلة عام 48.
وبين التقريرُ أن عدد الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بلغ
حوالي 154 ألفًا، في حين يُقَدَّرُ عددهم في الذكرى الحادية والستين
للنكبة هذا العام بنحو 1.2 مليون نسمة.
وأوضح أنه تم طَرْدُ وتهجيرُ أكثر من 800 ألف فلسطيني خارج وطنهم؛ ليقيموا
في الدول العربية المجاورةِ وكُلِّ أرجاء العالم، وسيطر الإسرائيليون خلال
مرحلة النكبة وما تلاها على 774 قريةً ومدينةً فلسطينية، فيما دمروا 531
قريةً ومدينة.
واقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين،
وقتلت ما يزيد عن 15 ألفَ فلسطيني خلال أحداث النكبة، في إشارةٍ إلى ما
ارتكبَتْهُ العصابات الصهيونية من جرائم.
وتُشَكِّلُ نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية 43.6% من
مجملِ السُّكَّان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية.
وبلغ عدد اللاجئين الْمُسَجَّلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين نهاية عام 2008 حوالي 4.7 ملايين لاجئ فلسطيني يُشَكِّلُون ما
نسبته 44.3% من مُجْمَلِ السُّكَّان الفلسطينيين في العالم، ويتوَزَّعُون
بواقع 41.8% في الأردن و9.9% في سوريا و9% في لبنان، و16.3% في الضفة،
و23% في غزة يعيش حوالي ثلثُهم في 59 مخيمًا
المصدر القدس المحتلة ـ قيس أبو سمرة
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر