إيران وشجون أخرى: الصورة من زاوية المواطنة/ عزمي بشارة |
28/06/2009 10:48 |
أ. 1. تختلف منطلقات أوساط جيل إيراني معلمن بتوقه إلى حياة ينحسر فيها تدخل الدين (رجال الدين والدولة باسم الدين) في حياتهم وقراراتهم كمواطنين عن حسابات التيار الإصلاحي السياسية الداخلية والخارجية. 2. ويسود تفاوت أكبر بين منطلقات كل منهما وحسابات المحافظين من الشق الذي تضرر من فترة حكم نجاد، وبات يختلف مع طريقه في السياسة الداخلية والخارجية. 3. تختلف مصالحهم داخليا وتلتقي حاليا ضد نجاد، ولصالح إضعاف دور المرشد. ولكن حساباتهم جميعا تلتقي خارجيا في رؤية وطنية لإيران كدولة. وهي دولة تجاوزت نضجا في نظرهم ما يسمى بمبادئ الثورة الإسلامية. ودعم القضايا العربية غير قائم في حساباتهم، خاصة إذا تعارض هذا الدعم مع السعي لكسر الحصار على إيران. وهم يقفون منه موقفا يتفاوت بين الأداتية والتحفظ والعداء. 4. عادة تنسجم النزعة لتعزيز مفهوم المواطنة وواقعها، حقوقا وواجبات، مع تعزيز مفهوم الدولة الوطنية وحدودها وواقعها وهويتها. 5. يخطئ من يعتقد أن التوق إلى تعزيز حقوق المواطنة هو نضال الأغنياء، حتى لو أخذنا بعين الاعتبار أن قواعد الاحتجاج تنشأ بين أبناء الطبقات الوسطى. 6. في الدول الاشتراكية سابقا اتخذ تعزيز المواطنة وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية أيضا شكل ارتداد ضد الدور المدفوع (أو المبرَّر فقط) بالإيديولوجيا خارج الحدود الوطنية. ومن هنا الردة لصالح الصهونية وضد قوى التحرر الوطني في العالم في دول في دول المعسكر الاشتراكي سابقا. لقد أوهمتهم حكومات الحزب الواحد أن مستوى معيشتهم المتردي ليس ناجما عن جمود رأسمالية الدولة البيروقراطية وانعدام الديناميكية في الإنتاج والتوزيع والعرض والطلب، بل بسبب دعمها للشعوب خارجها. فظهر التردي الاقتصادي وكأنه تضحية مفروضة من أجل الغير. وارتبطت حركات التحرر في أذهان تلك الشعوب بال"نومنكلاتورا" والبيروقراطية الفاسدة وانعدام الديمقراطية. 7. وهذا ما سوف يحصل في إيران، على مستوى أوساط واسعة من الرأي العام ضد القضايا العربية، إذا لم تجد الدولة التوزان المناسب بين المواطنة ومهام الدولة داخليا وخارجيا... نقول هذا مؤكدين ما كتبناه سابقا أن مؤسسات الدولة، والمنافسة السياسية المؤطرة، والرابط المذهبي تشكل عوائق جدية أمام تطور كهذا في إيران. ولكن حين تتمأسس الثورة يصبح العائق الرئيس أمام أصولييها هو تطلعات وحقوق المواطن وتوقعاته من الدولة، ويعقبها دخول هذه التوقعات والحاجات حلبة الصراع السياسي بين القوى المتصارعة على الحكم. ب. 1. الفجوة بين السياسات الخارجية الأميركية والأوروبية وأهدافها في إيران من جهة ومسألة المواطنة في إيران أو في بلادهم ذاتها من جهة أخرى هي أكبر من الموصوفة أعلاه. فالهدف الأميركي والأوروبي هو حاليا وقف برنامج إيران النووي، والتعاون الإيراني الكامل في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان. أما داخليا، فحال رفع العقوبات والحصار كتحصيل حاصل لتغير السياسات فسوف يتضح: أن الاقتصاد والمجتمع الإيراني قابل للانسجام في السوق العالمي، أكثر حتى من دول محيطة به، وأن نمط الحياة سوف يتغير نتيجة لذلك على الأقل بالاتجاه الذي يحلم به أبناء الطبقات الوسطى، وأن الغرب لن يأبه كثيرا لمسألة الحقوق المدنية والسياسية التي تُترَك للإيرانيين وحدهم. 2. الادعاء الغربي بالرغبة في الحوار مع البلد لإقناعه بلجم مشروعه النووي، والتآمر عليه داخليا وخارجيا في الوقت ذاته، هو ما يطلق عليه اسم لعبة الدول. يريدون إضعافه في المفاوضات، ولن يذرفوا دمعة إذا سقط بالمناسبة. ولكن عُقَّال المؤسسات الحاكمة يعلمون أن إيران سوف تجتاز الأزمة. ولذلك يريدون التوقف قبل تطور رد فعل إيراني على التدخل الحالي يتجسد بالتصلب في المفاوضات، والتسبب بأوجاع رأس لأميركا في ملفات أخرى معقدة أصبح لإيران دور فيها. 3. ولا بد من التذكير أن من "المتعاطفين" مع الاحتجاج في إيران من دعوا لقصف إيران. لم يكن لديهم مانع من قصف نفس هؤلاء المتظاهرين وعائلاتهم من طائرات لن تميز بين الإصلاحي والمحافظ. يتظاهرون بالتأثر لصورة فتاة سقطت مدماة برصاص قمع المظاهرات، ولكنهم قتلوا الملايين في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان. و ما زالوا حتى هذه اللحظة يدعون لقصف إيران، أي لقتل الآلاف مثلها في طهران نفسها. جون ماكين أنشد عمليا وعلى الملأ "اقصفوا، أقصفوا، اقصفوا ايران" أثناء حملته الانتخابية. و حين كان عمدة نيويورك السابق جولياني مرشحا للرئاسة فضَّل أن تتم الضربة بالسلاح التقليدي، ولكنه لم يستثن إمكانية استخدام سلاح نووي في ضرب إيران (موقع سي. أن. أن. 5 حزيران 2007). كم فتاة بجنيز وبجلباب، بشادور وبدون شادور، كان هذه التافه على استعداد أن يقتل؟ 4. الخبر الأكثر أهمية في هذه الأثناء هو دخول دنيس روس (إياه) البيت الأبيض مستشارا لهذه الشؤون بعد أن عينته كلينتون مسؤول الملف في الخارجية. وهو الذي عمل طوال الحملة الانتخابية الرئاسية من قبل اللوبي الإسرائيلي لإقناع حملتي أوباما وماكين للتوقيع على بيان تعهّد بمنع إيران من التمكن من إنتاج سلاح نووي في حالة الفوز بالرئاسة. وقد وقّّع مركزا الحملتين في حينه فعلا على بيان كهذا. وبعدما نشرت كافة الأجهزة الأمنية الأميركية في تقريرها للعام 2007 باسم 16 جهازا أمنيا واستخباراتيا أميركيا (الذي حاول ديك تشيني منع نشره) استنتاجها أنه ليس لدى إيران خطط لإنتاج سلاح نووي، كتب المذكور مقالا في "وال ستريت جورنال" تحت عنوان "كل إنسان يجب أن يقلق بشأن إيران". إنه نفس دينس روس الذي يعلن صراحة أنه يؤمن بتصعيد العقوبات إلى درجة إقفال الممرات المائية أمام صادرات إيران من النفط، ثم الانتقال إلى قصف شامل يشل قدرة إيران على إنتاج أي تكنولوجيا ويعيدها عقودا الى الوراء. إنه نفس المسؤول الأميركي الذي بدأ الحملة على ياسر عرفات بعد أوسلو مباشرة، وعرقل إعادة الجولان كاملا في مفاوضات جنيف، وُعيِّن من قبل الوكالة اليهودية رئيس للجنة لفحص العلاقة بين إسرائيل ويهود الشتات... سيكون هذا الرجل قريبا من أذن أوباما في الشأن الإيراني. هذا خبر!! |
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر