يمارس الإسرائيليون واحدة من سياساتهم الهمجية التي لم تكن جديدة على أطفال فلسطين، أؤلئك الأطفال الذين أصبحوا حقل تجارب لأسلحتهم، بات مطلوب من أجسادهم أن تكون بساطاً لاحتلال فاشي لا يأخذ بالحسبان الحد الأدنى من الأعراف والقوانين الدولية والديمقراطية والعدالة التي يدّعيها العالم وتدعيها إسرائيل، لكن الحقائق سرعان ما تتكشّف، فالممارسة على الأرض تسبق الأقوال والشعارات الرنّانة تزول، فسياساتهم الرامية إلى قتل الأطفال والأبرياء تتزايد يوماً بعد يوم، بالمقابل لا محاسب لهم، على النقيض يجدون لسياساتهم المعين والناصر والمؤازر، هناك من يدعمهم ويقف إلى جانبهم، ليس ذلك فحسب بل يدافعون عنهم وعن مخططاتهم ضد هذا شعب أعزل لا حول له ولا قوة.
والمخططات الإسرائيلية اليوم أصبحت أكثر تطوراً، فلم تعد مجرد مقترحات على الورق وهي تنفّذ بسياسة الأمر الواقع، سرعان ما يعلن عنها لاحقاً. كثيراً ما جربوا من خلال سياسات أخرى تفرض اليوم بقوة السلاح، وباسم التكنولوجيا المتطورة التي لم يسلم منها الأطفال والنساء والشيوخ، فهل صنعت هذه الصواريخ لتسقط على الرؤوس البريئة!
في الوقت نفسه تستغل إسرائيل حالة الانقسام العربي الذي يشلّ قرارهم وكلمتهم تماماً عن الاتفاق على كلمة وقرار أوحد، هنا لا بدّ من الاعتراف أولاً أن الحال الفلسطيني الذي وصلوا إليه من تمزق داخلي هو صدى ونتاج فعلي للتمزق الخارجي في العالمين العربي والإسلامي مما حوّل البوصلة الفلسطينية عن مسارها الصحيح. والأغرب من ذلك أننا لا تستفيد من تجاربنا وهم غير مستعدين لذلك، ويكتفى بسياسة التخبط والعشوائية، وتبادل التهم والشتائم، تسوقنا العواطف، وتغيب العقول تماماً.
الأغرب أن الحروب تشنّ على عالمنا بصور مرحلية وبتسلسل زمني واضح بالنسبة إليها، تارة تكون الحرب في العراق وأخرى في لبنان، واليوم في فلسطين، وما أشبه اليوم بالأمس. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تتزامن الحروب جميعاً في وقت واحد، لماذا تعطي إسرائيل فرص النجاح والتفوق، ونطبق نحن المثل الذي يقول:" أكلت يوم أكل الثور الأبيض" إسرائيل تنتهج تلك السياسة دون خوف وهي على دراية بما يجري، فهل نقف مع أنفسنا جميعاً حتى تكون معركتنا فعلاً في الخندق الواحد الأوحد؟!
تشن إسرائيل هجوماً على أطفال ونساء غزة وشيوخها، حرباً غير مبررة، دون هوادة أو رحمة، وفي الوقت نفسه تظهر ضحية للعالم، وكأنها من تدفع الثمن، ويعجز الخطاب الفلسطيني والعربي عن بلوغ المستوى المأمول أو المعقول، يصبحون مدافعين عن قضيتهم وكأنهم في لائحة الاتهام!
إن المخططات الإسرائيلية ترمي إلى طمس القضية والهوية الفلسطينية، وفي ذات الوقت تستخدم الدول العربية والإسلامية ومن وراءها الأحزاب الفلسطينية والفصائل التي مارست ولا زالت تمارس دوراً سلبياً وسارعت إلى في تنفيذ تلك المخططات بقصد وربما بغير قصد.
ويتهافت المنتفعون وأصحاب المصالح خلف الفضائيات وتحديداً في دمشق وطهران وغيرهما ليتحدثوا بسكينة وارتياح، هؤلاء لا يقفون صفاً منيعاً للمعارك، لكنهم ينتظرون تلك أشلاء الأطفال لتكون بساطاً لحواراتهم ومفاوضاتهم؟! لا علاقة لهم بما يجري على أرض غزة وفلسطين، نراهم في مثل تلك المناسبات، يصرخون فرحاً بالنصر. يحق لغزة أن تسألهم ماذا قدموا لها ولأطفالها! لماذا لا يقدّمون التضحيات كل في موقعه! يظهرون قادة لفصائل وأحزاب والتلاعب بمعارك هي ليست لهم أصلاً! عليهم ألا يحيدوا عن الطريق الصحيح، فجميع الأنظمة في قائمة الاتهام! لا يحق لهم أن ينصّبوا أنفسهم بمنزلة الحاكم وصاحب القرار لوصف دولة بالمقاومة ويتهمون أخرى بالخيانة، نعلم ويعملون أنهم مسيّرون، مجرد أبواق تهتف بلسان آخرين! فبالأمس مثلاً كان الفلسطينيون عالقون أثناء حرب العراق على حدود لدول مجاورة، لم نسمع من يعترض أو يجادل. فهل أصبحت الأموال معياراً لتقليد أوسمة الشرف والوطنية في هذا العصر الرديء؟!
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر