في إحدى رسائل الأديب المقاتل شهيد القلم والبندقية غسان كنفاني لابنة شقيقته الشهيدة "لميس" كتب لها: في تاريخ البشر هنالك الناس ينقسمون إلى معترِك، ومتفرِّج، أما المتفرج فلسوف يعيش جيله كله، ويمتصه حتى آخره، أما المعترِك، فسرعان ما سوف يسقط، فالمعركة قاسية، ولقد اخترت أيتها الصغيرة، ألا أكون متفرجاً، وهذا يعني أنني اخترت أن اعيش اللحظات الحاسمة من تاريخنا مهما كانت قصيرة، إن مشيئة التاريخ أن نكون نحن المعتركين، ونحن فقط جيل الانقلاب. يقينا أن هذه الكلمات التي خطها الرفيق غسان قبل أكثر من ثلاثين عاماً، هي الفكرة الرائعة التي أدركها الاستشهادي خليل شحادة وهو ينهل من تراث جبهتنا المقاتلة وتاريخ حزبنا المجيد، فقد تعلم كيف يغدو ثائراً مجسداً قيماً ومبادئاً تشربها كيف التفاني والعطاء والإيثار، لا بثقافة التعصب والغرور والكوبون والدولار، ليستوقفنا هذا الفارس المتحفز مشهراص قبضته، ممتشقاً بندقيته، مرتدياً بزته العسكرية، متوشحاً وسام كتائبنا المظفرة، يزين جبينه اسم الفقراء والكادحين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وذراعها المقاتل كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، هذا الاسم الذي زرع الرعب في قلوب الغزاة الصهاينة وأوقع الذعر في صفوف قادته ووزرائه قبل جنوده، كابوساً ظل يساروهم على مدى عقود عديدة ومنذ بدايات إنشاء كيانهم المزعوم، هذا الاسم يعيد للأذهان أيام هزت العالم وأيام سوداء لم يعهدوها. فهؤلاء من ذات المدرسة التي أسسها الدكتور جورج حبش وأنجبت وديع حداد وليلى خالد يقتحموا الذاكرة بعمليات خطف طائرات (العال) وعمليات تفجير السفارات واقتحام المطارات واختطاف الباصات، هم من طراز جيفارا في غزة وأبو منصور في جبال الخليل هي ذاتها اكاديمية الصمود الأسطوري في أقبية التحقيق ينحدر منها الراعي والعكاوي، هو ذات البركان المتدفق عارماً تنحدر منه خلايا ومجموعات النسر الأحمر يقود معارك عزتها وبسالتها الرزة في نابلس وأبو عرب في جنين وعادل موسى في غزة مؤثرين الموت على تسليم الذات، هي قلعة الرعب التي ينحدر منها رائد نزال وأشرف أبو لبدة والقناص الماهر نضال سلامة ويامن وأمجد وجبريل وفادي وعمر والزعانين وحمد ونصير والسعيدني وأبو لبدة وأبو سرية وصادق وسائد وعامر وسعيد ومبروك وعسكر وجلاد .. وقافلة تمتد آلاف وآلاف من الشهداء العظماء والجرحى والأسرى البواسل تزين صدر الوطن المقاتل، هي مسيرة درب طويل عُمدت بالدماء، وما زالت عزائمنا أشد عناداً على مواصلة المسير، هو نهر عطاء لم ولن ينضب. يقتحم عليهم سكونهم، مقاتلنا الصنديد خليل يرفع بيرق جبهتنا العظيم، يؤكد صوابية النهج، يعلن لهم قدوم الطوفان العارم، ويحمل لنا تباشير النصر القادم. ميلاد ونشأة الفدائي المتحفز: ولد الرفيق الاستشهادي خليل محمد شحادة بتاريخ 23/6/1984م، لأسرة تنحدر أصولها من قرية "زرنوقة" إحدى قرى فلسطين التي هُجر أهلها منها قسراً في العام 1948م ليحط بهم قطار اللجوء في مخيم النصيرات حيث ولد وترعرع هذا المقاتل العنيد. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الغوث في المخيم ودرس المرحلة الثانوية حتى الصف الحادي عشر، مع بداية انتفاضة الأقصى انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لينال شرف عضويتها بجدارة أواخر العام 2001م، واصل فعله ونشاطه بتفاني وإخلاص منقطع النظير .. هادئاً بطبيعته لكنه متميزاً بجاهزيته واستعداده لتنفيذ أعقد وأصعب المهمات. المقاتل العنيد في صفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى: في شهر يناير 2004م، التحق رفيقنا بصفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى "وحدة الشهيد إسماعيل السعيدني" واجتاز فترة التدريبات وكان مثالاً للإقدام والجرأة والشجاعة، ومن المواقف التي سجلها الرفيق الشهيد خليل: 1) شارك في عمليات إطلاق الصواريخ على مغتصبات نتساريم وكفار داروم وشرق مخيم البريج. 2) شارك في عمليات اشتباك وهجوم استهدفت قوافل لسيارات المستوطنين بمنطقة أبو العجين وعلى طرق مغتصبتي كفار داروم ونتسر حزاني. 3) بتاريخ 8/8/2004 قاد مجموعة كوماندوس لتنفيذ عملية هجومية على طريق كوسوفيم وأثناء استطلاع المكان اكتشفوا كميناً للقوات الخاصة فباغتوها واشتبكوا معها وانسحبوا من المكان تاركين خلفهم العديد من الاصابات حسب اعترافات راديو العدو. 4) بتاريخ 4/11/2004 انطلق لتنفيذ عملية استشهادية في مغتصبة نتسر حزاني في ذات المنطقة التي نفذ بها الرفيق الاستشهادي سعيد المجدلاوي عمليته البطولية ولكنها لم تتم لظروف طارئة أحاطت بالعملية. 5) بتاريخ 6/11/2004 انطلق يرافقه أحد مقاتلي سرايا القدس لتنفيذ عملية اقتحامية لمغتصبة نتسر حزاني لاحظتهم طائرة استطلاع في المكان وقصفت باتجاههم ثلاثة صواريخ وأصيب أحد أفراد مجموعة الإسناد التي كانت ترافقهم بإصابات طفيفة وتمكنوا من الانسحاب ومغادرة المكان. العملية البطولية والاستشهاد بعد معركة باسلة: في مساء يوم السبت الموافق 20/11/2004 انطلق الرفيق المقاتل خليل يرافقه مقاتل من سرايا القدس لتنفيذ عملية هجومية مشتركة تم الاعداد لها بعد عملية رصد دقيقة، وتخطيط وتجهيز متقنين تستهدف قافلة لسيارات المستوطنين كانت تمر على ما يسمى طريق كوسوفيم، نصبوا لها كميناً محكماً وفي تمام الساعة السادسة وخمس وأربعون دقيقة من صباح الأحد الموافق 21/11/2004 وأثناء مرور القافلة أغار المقاتلان عليها وشنوا هجومهم البطولي وامطروها برصاصات الغضب الثوري، فأوقعوا العديد من القتلى والمصابين، بعد ذلك اتخذ الأبطال مواقعهم وخاضوا معركة بطولية باسلة مع التعزيزات التي حضرت للمكان مدعومة بالطائرات، واستمر الاشتباك قرابة الساعتين تمكن خلالها مقاتل السرايا من الانسحاب، واستشهد الرفيق البطل خليل ليحلق نجماً في سماء الوطن المقاوم وليلتحق بكوكبة الشهداء العظماء. عهدا ان نبقى الاوفياء لدماء الشهداء .. الحافظين لوصاياهم والامناء عليها الضاغطين على الزناد .. القابضين على جمر المقاومة |
الشهيد خليل شحادة
لمى جبريل- المدير العام
- جنسيتك : اردنية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 2
نقاط : 27505
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
- مساهمة رقم 1
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر