الفنان التشكيلي الفلسطيني (شريف سرحان) من مواليد قطاع غزة عام 1976، عمل في ميادين التصميم والتصوير الفني التقني وصناعة الأفلام الوثائقية. خضع لمجموعة دورات تدريبية في مجالات فنون الرسم والتصوير وتقنيات متعددة الأغراض، في سياق ورشات عمل متنوعة المحتوى في فترات زمنية وأماكن متعددة، موزعة بين الأردن والولايات المتحدة والقطاع والضفة الغربية. هو عضو مؤسِّس في مجموعة الفن المعاصر، وفي جمعية الفنانين التشكيلين الفلسطينيين، ساهم في إدارة مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية في القطاع، وله مشاركات فاعلة في معارض فردية وجماعية داخل فلسطين وخارجها، وله مجموعة من الأفلام التسجيلية.
لوحاته التشكيلية، تفوح منها رائحة التجريبية النَّشِطة التي لا تقف في حدود وَصْف بصري أو سرد شكلي محدد لمضامين لوحاته وتقنياته. بل هي متنوعة على الدوام، ومشغولة ببناء هيكلية شكلية جامعة لمجمل رسومه ومكوِّناته، تصطفي اللقطات التصويرية المستعارة من وحي ذاكرة المكان الفلسطيني ومحيط دائرته الوجودية، وتُعيدها صياغةً شكلية بصرية مفتوحة على التعبير. تَعْبُر ملوناته أسوارَ التعبيرية التجريدية المحمولة بتيارات الحداثة التشكيلية.
تتغنى لوحاته في بيوت المخيم وأزقته وناسه، وتفتح بوَّابة الحنين والمعايشة ليوميَّاته، بصور تشكيل زاخرة بحركة الخطوط والملونات والعناصر الشكلية المؤتلفة في داخلها، تأخذ دثارها الفني في قوالب هندسية مسطحة غير معنية بواقعية الواقع، بل تجعل من الواقع صورة رمزية متحركة، عبر تشكيلات سردية موشَّاة بعناصر المربَّع والمستطيل والمقطوعات الشكلية المتعددة، تختزل أبعادَها المنظورة في مسطحات تبسيطية، الخط فيها واللون متناغمان، ومتلاحمان يرسمان معالم أهزوجة بصرية مُبسَّطَة، عنوانها ساحات المخيم الفلسطيني وطقوسه الشكلية المعهودة، مُدرجة في خصوصية التعبير والتقنية والتوصيل.
ونجد في لوحاته ورسومه، قصَّة ممتعة مع حبال الغسيل - كسطوة بصرية ظاهرة في كثير من لوحاته-، وكأنها علامة مميزة وإحالة شكلية دالة على انحياز مؤلِّفها ونوعية ساكنيها، تحدد بشكل أو بآخر مستوى طبقتهم الاجتماعية، مُعبرة عن بساطتهم وحدود تفاعلاتهم البَينية،. الخطوط الداكنة حاضنةٌ لملونات "الأكرليك" المكشوفة على تدريجات الألوان الأساسية (الأحمر، الأزرق، الأصفر)، تُشكل أسرة لونية مشابهة لرمزية المخيم وبساطة مكوناته الاجتماعية.
صخب الحياة اليومية يعكس ظلَّه في عموم لوحاته، كإحالة رمزية لكثافة السكان في مخيمات قطاع غزة، حيث يجد المتلقي في حركية الخطوط الداكنة، وتداخلات الملونات السابحة في متْنِها، علامات بصرية تسجيلية واضحة، مؤتلفة في بيوتها المتلاصقة ومساجدها ومآذنها المرتفعة، وبنية صَوْغِها التقني الممتدة ما بين عناصرها الرئيسة الممتدة في ثلثَي مساحات اللوحات، والخلفيات المتسعة على سماء ملونة منوعة الخصائص وفق تجلِّيات الفنان الذاتية. فهي أقرب لرسوم الموتيف الصحفية السريعة، ترنو إلى اكتمال صورتها الشكلية في عين المتلقي وبصيرته.
كما نجد في متن لوحاته، فسحة تعبيرية لمفاعيل الأنا الذاتية التي تجوب الإنسان في شكله الخارجي، ومظهره الوصفي المتصلة من شخوص مُستعارة من المخيم، يُدرجها في سياق رسوم نصفية من نوع "بورترية"، غير متكلفة بدورها مُحمَّلة بلمسات تعبيرية من ريشته و(باليت) ملوناته، بلا ملامح محددة، تكتنفها التورية المقصودة ورمزية الوجوه والحالات الإنسانية المنسوخة، مُرَكِّزاً فيها على عنصر إنساني واحد، وترك هامش الحركة اللونية للمساحات الخلفية، كنوع من التوازن البصري.
مكونات الشعب العربي الفلسطيني، مدرجة في تعبيرية الوصف وتجريديَّته، متفردة العناصر ومتآلفة في مجموعات ثنائية أو أكثر، تلامس واقع المعاناة، ولا تنسى خيرها وشرها، لاسيما الشر المتأتي من ممارسات العدو الصهيوني وهمجيته وعدوانيته المتكررة، والتي نلمح في كثير من رسومه ولوحاته بعضاَ منها، لشخوص موضوعين داخل أسوار الزنازين، والأسلاك الشائكة، يرسمهم الفنان بأحاسيس طفولة هاربة، وكأنها صور بصرية محفورة في عمق ذاكرته ومُخيلته في مرحلة عابرة من عمره.
وبعضٌ من لوحاته، مشغولٌ بحالات إنسانية مفتوحة على المتعة الآنية والجمال على طريقته التشكيلية، في رمزية دلالتها الوصفية، وعناصرها الشكلية المؤتلفة، والقول: أن الشعب العربي الفلسطيني بجميع فئاته ومكوناته الاجتماعية، لاسيما أبناء المخيمات في قطاع غزة، مقبلين على الحياة ويستحقونها، نرى ملامحها الخطِّية واللونية داخل تنويعاته السردية، في إشارات رمزية هنا، ودلالة شكلية هناك.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر