السفير د.عبد الله الأشعل -
خلال
الستين عاما التي تفصل بين قيام إسرائيل عام 1948 حتى اليوم 2008 دخلت
مصطلحات فورية إلى القاموس السياسي العربي، وكانت أولي هذه المصطلحات هو
النكبة عام 1948 ثم النكسة عام 1967 وما بين النكبة والنكسة جرت مياه
وتطورات وما بعد النكسة وحتى هذه الأيام تمدد المشروع الصهيوني.
في هذه
الورقة نقدم أولا للإطار العام لمسيرة المشروع الصهيوني والعوامل الحاكمة
له ومستقبله ، ثم نقدم دراسة تحليلية للمصطلحات القانونية التي شاعت خلال
هذه الستين عاما ، وهى في نفس الوقت توضيح عربي لما حاول الفقه الاسرائيلى
أن يغرسه في النفوس حتى يتم تنقية المفاهيم في الذهن العربي.
أولا: الملامح العامة للمشروع الصهيوني خلال العقود الستة الماضية
من
الواضح أنه لا تجدي كل عبارات الرثاء فى الحالة العربية التي تشهد انكسارا
متزايداً في الحساب الختامي منذ عام 1948 حتى الآن. كما لم يعد يجدي في
النظرة الإستراتيجية أن نقدم توصيات بعد أن حكم المنطقة قانون حديدي له
متطلباته الإقليمية والعالمية، ومع ذلك فمن المهم أن نطل على صعود المشروع
الصهيوني لنرى جوانب قوته ودواعي اندفاعه وجوانب ضعفه وإمكانية انكساره.
لابد أن نقرر أننا فى الجانب العربي تمسكنا بالبكائيات العربية شعرا ونثرا
وفى أعمالنا الدرامية ونجحنا في تصوير أبعاد المأساة العربية التي سببها
أساسا إسرائيلٍ ، ولكننا أغفلنا أمرين هامين، الأول هو الطريق الذي يجب أن
نسلكه ولو كان متواضعا بشرط أن يكون ممكنا ، والثاني أننا لم نصارح أنفسنا
بأن عيوبنا أعظم من قوة إسرائيل . بل أن فريقا منا اطمأن تماماً إلى أن
إسرائيل زائلة وليس على المنطقة إلا أن تتحلى بطول النفس والانتظار.
على
الجانب الآخر، خططت الحركة الصهيونية لإقامة إسرائيل كما تخطط لإتمام
المشروع الصهيوني والدخول مرحلة ما بعد الصهيونية بإنشاء الدولة اليهودية
على كل فلسطين. كذلك تتصور إسرائيل مكانا لنفسها فى المنطقة عام 2020. أما
الجانب العربي فقد انفرط عقده تحت أوهام السلام والضغوط الأمريكية منذ عام
1979 مما سمح بالتطورات الدرامية اللاحقة وأبرزها احتلال العراق وتطوير
واتساع المشروع ليشمل مواقع ساخنة أخرى فى لبنان والسودان، وسوف تكشف
الأيام القادمة عن المزيد من الساحات التى تشهد على تردى أوضاع العالم
العربي.
هذه المناسبة تسمح لنا بالتأمل في العشرات من القضايا أولها
رحلة إسرائيل من قرار التقسيم وتجمع أعداد من المهاجرين وفق مخطط محكم
نفذته بريطانيا وأمريكا إلى توغل هذه الحفنة فى المنطقة. وثانيها تحول
معنى الصهيونية فى العالم العربي من الصورة السلبية البغيضة إلى صورة
تقدمها إسرائيل وتعتبرها حركة تحرر قومي،ٍ وحيث أرغم العرب على نفى الصفة
الإجرامية والعنصرية عن الحركة العنصرية ، حتى صارت القوانين تعاقب أي
تطاول على الصهيونية بتهمة اللاسامية، كما عدلت القوانين الجنائية فى مصر
لإزالة كلمة الصهيونية وغيرها مما كان يعد التعامل معها جريمة سياسية
خطيرة، ٍبل صار التعاون الأمني العربي الصهيوني ممكنا وأصبحت إسرائيل جزءا
من الأمن فى بعض النظم العربية، بينما صارت المقاومة تهديداً لهذا الأمن،
فاختلطت الأوراق واختل الميزان.
أما القضية الثالثة فهي أن الأمن
القومي العربي صار لفظا بلا معنى، وصارت الرموز القومية بكاءا على لبن
مسكوب واسترجاعا لفترة مضت وقد لا تعود. وهذه القضية تسلم إلى قضية رابعة
وهى أن واشنطن طوال هذه العقود كانت تعتبر إسرائيل الديمقراطية الغربية
ٍالوحيدة فى المنطقة، واعتبر البعض أن ضعف الدول العربية وفشلها إزاء
إسرائيل سببه الدكتاتورية، ولو تحولت هذه النظم إلى الديمقراطية فسوف تهزم
إسرائيل وتنهى الصراع العربي الإسرائيلي لصالحها .ورغم أن هذه المقولة
صحيحة تماماً، فقد لوحت واشنطن بٍشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق
الإنسان ولكن ثبت أنها أدوات فى سياستها الخارجية وأنها غير جادة مطلقاً
فى مساندة الحركة الديمقراطية ٍفى المنطقة لأنها سوف تفرز نظما بالضرورة
معادية لها ، وأسعدها أن تلهب ظهر النظم العربية بالتظاهر ٍبالدعوة إلى
الديمقراطية، ولكنها طمأنت هذه النظم إلى أن المصالح السياسية التي تخدمها
التحالفات أقوى من أية دوافع أخلاقية.
قضية خامسة مرتبطة ٍبهذه
المناسبة هي أن واشنطن أكدت أن السلام فى فلسطين يتطلب بالضرورة تنظيف
البيت الفلسطيني عن طريق إزالة الفساد وإدخال الديمقراطية ، ولكن عندما
فازت حماس هدمت المعبد فوق سكانه، فحاصرت الشعب كله عقابا له على "سوء"
اختياره، وعمدت إلى اقتلاع حماس، وتحاول ذلك بالتعاون مع السلطة الوطنية
بعد أن غضت الطرف عن الدكتاتورية والفساد، وبذلك ظهرت خرافة العلاقة بين
الديمقراطية والسلام. تعلمنا درساً سادساًٍ وهو أن السلام لا يعنى سوى
التسليم بالمشروع الصهيوني والإملاءات الأمريكية. ظهر خلال هذه المرحلة
الطويلة أن الانكسار العربي أمام أمريكا وإسرائيل قد سمح لقوى أخرى تتقدم
لملء الفراغ ووراثة العالم العربي، فاختفى العامل العربي من القضايا
العربية.
والسؤال: إلى أين تسير المنطقة بعد ستة عقود على إنشاء إسرائيل التي تسببت في رهن العالم العربي ومقدراته وعلاقاته فى هذا الصراع؟
تلوح أمامنا ثلاثة احتمالات:
الاحتمال
الأول: هو أن الفجوة تتعمق فى جدار النظم مادامت إسرائيل وأمريكا مستمرتان
فى الضغط وتمكين إسرائيل فتشهد المنطقة انتفاضات شعبية أو انقلابات خاصة
مع تراجع القوة الأمريكية وعدم قدرتها وحدها على إدارة العالم دون تدبر
وتفكير.
الاحتمال الثاني: أن تضطر الحكومات العربية إلى التخلي عن حالة
التراجع المستمر أمام إسرائيل فيصبح للسلام الاستراتيجي معنى حقيقي مع
استخدام أوراق القوة العربية. فى هذا الاحتمال تصبح النظم نفسها مقاومة
وتختفي قوى المقاومة ليحل محلها الجيوش العربية، وهذا احتمال أكثر قربا من
الواقع.
الاحتمال الثالث: أن يستمر التراجع العربي والضغط الأمريكي
والإسرائيلي مع الاجتهاد فى تعطيل آليات التنفيس الشعبي على أمل توسيع
دائرة طبقات كاملة من النخب الموالية لإسرائيل تحت ستار المصلحة الوطنية.
ولكن هذا الاحتمال قد ينجح في المدى القصير ولا يتعدى سنوات قليلة. لكن
الدرس الأهم والاستراتيجي هو أن إسرائيل هي التجسيد الأرضي للمشروع
الصهيوني، وأن مصادر قوة هذا المشروع خمسة وهى العجز العربي، والاختراق
الصهيوني، والتوغل الأمريكي، والوحشية الإسرائيلية، ومعالجة عوامل الضعف
في كفاءة إسرائيل، والدرس الأخير هو أن التعايش بين العرب وإسرائيل ممكن
بشروط أهمها أن يتم تقييد إسرائيل فى نطاق جغرافي معين، وأن يدرك العالم
العربي مخاطر المشروع الصهيوني ويستخدم كل الأوراق لوقفه، وأن يتعامل
العالم العربي كوحدة واحدة متجاوزاً الاختراقات الصهيونية، وأن يظهر كرقم
مهم في معادلة القوة. بهذه الشروط فقط يمكن التعايش، وإلا فإن البدائل
الثلاثة السابقة هي الأرجح.
ثانيا: المصطلحات والمفاهيم القانونية التي شاعت خلال العقود الستة
لم
يكن إعلان قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو 1948 مفاجئا، ولم يهبط
الحدث من السماء في تلك الليلة ، ولكنه يبدو أن العقل العربي مسكون دائما
بالشعور بالمفاجأة فأسمى الحدث النكبةCatastrophe وهو يعنى أقصى درجات
الضرر الذي أصاب النفس والجسد والعقل جميعا ، فالمنطقة المنكوبة هي وصف
قانوني يدل على أن المنطقة لم تعد قادرة على البقاء الطبيعي فيسقط عنها
التكليف وتستحق العون والدعم.
والشخص المنكوب هو ذلك الشخص الذي أنزل
القدر عليه ما لا يقدر عليه ويرهقه، والكلمة تظهر الفجائية والقدرية
والعجز عن المواجهة وعدم التوقع لنطاق الضرر وهول المصيبة.
فالنكبة هي
في الحق مجمل المشروع الصهيوني، وإن كان المصطلح قد وقف عند حادث إنشاء
الدولة العبرية0 وفى المصطلح دقة وصحة ، لان فلسطين قد اختيرت دون سائر
الأقطار العربية لكي يؤسس المشروع الصهيوني فيها مقره المختار وينطلق منها
إلى ما جاورها من أقطار. إذا كان هذا الحدث هو أول ترجمة على الأرض
للمشروع، فمن الطبيعي أن يقترن هذا الحدث بمصطلحات تجاورت ضمن مفردات هذا
المشروع، ويهمنا منها ثلاثة بالغة الدلالة.(1) قرار التقسيم 181:
خلال
الستين عاما التي تفصل بين قيام إسرائيل عام 1948 حتى اليوم 2008 دخلت
مصطلحات فورية إلى القاموس السياسي العربي، وكانت أولي هذه المصطلحات هو
النكبة عام 1948 ثم النكسة عام 1967 وما بين النكبة والنكسة جرت مياه
وتطورات وما بعد النكسة وحتى هذه الأيام تمدد المشروع الصهيوني.
في هذه
الورقة نقدم أولا للإطار العام لمسيرة المشروع الصهيوني والعوامل الحاكمة
له ومستقبله ، ثم نقدم دراسة تحليلية للمصطلحات القانونية التي شاعت خلال
هذه الستين عاما ، وهى في نفس الوقت توضيح عربي لما حاول الفقه الاسرائيلى
أن يغرسه في النفوس حتى يتم تنقية المفاهيم في الذهن العربي.
أولا: الملامح العامة للمشروع الصهيوني خلال العقود الستة الماضية
من
الواضح أنه لا تجدي كل عبارات الرثاء فى الحالة العربية التي تشهد انكسارا
متزايداً في الحساب الختامي منذ عام 1948 حتى الآن. كما لم يعد يجدي في
النظرة الإستراتيجية أن نقدم توصيات بعد أن حكم المنطقة قانون حديدي له
متطلباته الإقليمية والعالمية، ومع ذلك فمن المهم أن نطل على صعود المشروع
الصهيوني لنرى جوانب قوته ودواعي اندفاعه وجوانب ضعفه وإمكانية انكساره.
لابد أن نقرر أننا فى الجانب العربي تمسكنا بالبكائيات العربية شعرا ونثرا
وفى أعمالنا الدرامية ونجحنا في تصوير أبعاد المأساة العربية التي سببها
أساسا إسرائيلٍ ، ولكننا أغفلنا أمرين هامين، الأول هو الطريق الذي يجب أن
نسلكه ولو كان متواضعا بشرط أن يكون ممكنا ، والثاني أننا لم نصارح أنفسنا
بأن عيوبنا أعظم من قوة إسرائيل . بل أن فريقا منا اطمأن تماماً إلى أن
إسرائيل زائلة وليس على المنطقة إلا أن تتحلى بطول النفس والانتظار.
على
الجانب الآخر، خططت الحركة الصهيونية لإقامة إسرائيل كما تخطط لإتمام
المشروع الصهيوني والدخول مرحلة ما بعد الصهيونية بإنشاء الدولة اليهودية
على كل فلسطين. كذلك تتصور إسرائيل مكانا لنفسها فى المنطقة عام 2020. أما
الجانب العربي فقد انفرط عقده تحت أوهام السلام والضغوط الأمريكية منذ عام
1979 مما سمح بالتطورات الدرامية اللاحقة وأبرزها احتلال العراق وتطوير
واتساع المشروع ليشمل مواقع ساخنة أخرى فى لبنان والسودان، وسوف تكشف
الأيام القادمة عن المزيد من الساحات التى تشهد على تردى أوضاع العالم
العربي.
هذه المناسبة تسمح لنا بالتأمل في العشرات من القضايا أولها
رحلة إسرائيل من قرار التقسيم وتجمع أعداد من المهاجرين وفق مخطط محكم
نفذته بريطانيا وأمريكا إلى توغل هذه الحفنة فى المنطقة. وثانيها تحول
معنى الصهيونية فى العالم العربي من الصورة السلبية البغيضة إلى صورة
تقدمها إسرائيل وتعتبرها حركة تحرر قومي،ٍ وحيث أرغم العرب على نفى الصفة
الإجرامية والعنصرية عن الحركة العنصرية ، حتى صارت القوانين تعاقب أي
تطاول على الصهيونية بتهمة اللاسامية، كما عدلت القوانين الجنائية فى مصر
لإزالة كلمة الصهيونية وغيرها مما كان يعد التعامل معها جريمة سياسية
خطيرة، ٍبل صار التعاون الأمني العربي الصهيوني ممكنا وأصبحت إسرائيل جزءا
من الأمن فى بعض النظم العربية، بينما صارت المقاومة تهديداً لهذا الأمن،
فاختلطت الأوراق واختل الميزان.
أما القضية الثالثة فهي أن الأمن
القومي العربي صار لفظا بلا معنى، وصارت الرموز القومية بكاءا على لبن
مسكوب واسترجاعا لفترة مضت وقد لا تعود. وهذه القضية تسلم إلى قضية رابعة
وهى أن واشنطن طوال هذه العقود كانت تعتبر إسرائيل الديمقراطية الغربية
ٍالوحيدة فى المنطقة، واعتبر البعض أن ضعف الدول العربية وفشلها إزاء
إسرائيل سببه الدكتاتورية، ولو تحولت هذه النظم إلى الديمقراطية فسوف تهزم
إسرائيل وتنهى الصراع العربي الإسرائيلي لصالحها .ورغم أن هذه المقولة
صحيحة تماماً، فقد لوحت واشنطن بٍشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق
الإنسان ولكن ثبت أنها أدوات فى سياستها الخارجية وأنها غير جادة مطلقاً
فى مساندة الحركة الديمقراطية ٍفى المنطقة لأنها سوف تفرز نظما بالضرورة
معادية لها ، وأسعدها أن تلهب ظهر النظم العربية بالتظاهر ٍبالدعوة إلى
الديمقراطية، ولكنها طمأنت هذه النظم إلى أن المصالح السياسية التي تخدمها
التحالفات أقوى من أية دوافع أخلاقية.
قضية خامسة مرتبطة ٍبهذه
المناسبة هي أن واشنطن أكدت أن السلام فى فلسطين يتطلب بالضرورة تنظيف
البيت الفلسطيني عن طريق إزالة الفساد وإدخال الديمقراطية ، ولكن عندما
فازت حماس هدمت المعبد فوق سكانه، فحاصرت الشعب كله عقابا له على "سوء"
اختياره، وعمدت إلى اقتلاع حماس، وتحاول ذلك بالتعاون مع السلطة الوطنية
بعد أن غضت الطرف عن الدكتاتورية والفساد، وبذلك ظهرت خرافة العلاقة بين
الديمقراطية والسلام. تعلمنا درساً سادساًٍ وهو أن السلام لا يعنى سوى
التسليم بالمشروع الصهيوني والإملاءات الأمريكية. ظهر خلال هذه المرحلة
الطويلة أن الانكسار العربي أمام أمريكا وإسرائيل قد سمح لقوى أخرى تتقدم
لملء الفراغ ووراثة العالم العربي، فاختفى العامل العربي من القضايا
العربية.
والسؤال: إلى أين تسير المنطقة بعد ستة عقود على إنشاء إسرائيل التي تسببت في رهن العالم العربي ومقدراته وعلاقاته فى هذا الصراع؟
تلوح أمامنا ثلاثة احتمالات:
الاحتمال
الأول: هو أن الفجوة تتعمق فى جدار النظم مادامت إسرائيل وأمريكا مستمرتان
فى الضغط وتمكين إسرائيل فتشهد المنطقة انتفاضات شعبية أو انقلابات خاصة
مع تراجع القوة الأمريكية وعدم قدرتها وحدها على إدارة العالم دون تدبر
وتفكير.
الاحتمال الثاني: أن تضطر الحكومات العربية إلى التخلي عن حالة
التراجع المستمر أمام إسرائيل فيصبح للسلام الاستراتيجي معنى حقيقي مع
استخدام أوراق القوة العربية. فى هذا الاحتمال تصبح النظم نفسها مقاومة
وتختفي قوى المقاومة ليحل محلها الجيوش العربية، وهذا احتمال أكثر قربا من
الواقع.
الاحتمال الثالث: أن يستمر التراجع العربي والضغط الأمريكي
والإسرائيلي مع الاجتهاد فى تعطيل آليات التنفيس الشعبي على أمل توسيع
دائرة طبقات كاملة من النخب الموالية لإسرائيل تحت ستار المصلحة الوطنية.
ولكن هذا الاحتمال قد ينجح في المدى القصير ولا يتعدى سنوات قليلة. لكن
الدرس الأهم والاستراتيجي هو أن إسرائيل هي التجسيد الأرضي للمشروع
الصهيوني، وأن مصادر قوة هذا المشروع خمسة وهى العجز العربي، والاختراق
الصهيوني، والتوغل الأمريكي، والوحشية الإسرائيلية، ومعالجة عوامل الضعف
في كفاءة إسرائيل، والدرس الأخير هو أن التعايش بين العرب وإسرائيل ممكن
بشروط أهمها أن يتم تقييد إسرائيل فى نطاق جغرافي معين، وأن يدرك العالم
العربي مخاطر المشروع الصهيوني ويستخدم كل الأوراق لوقفه، وأن يتعامل
العالم العربي كوحدة واحدة متجاوزاً الاختراقات الصهيونية، وأن يظهر كرقم
مهم في معادلة القوة. بهذه الشروط فقط يمكن التعايش، وإلا فإن البدائل
الثلاثة السابقة هي الأرجح.
ثانيا: المصطلحات والمفاهيم القانونية التي شاعت خلال العقود الستة
لم
يكن إعلان قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو 1948 مفاجئا، ولم يهبط
الحدث من السماء في تلك الليلة ، ولكنه يبدو أن العقل العربي مسكون دائما
بالشعور بالمفاجأة فأسمى الحدث النكبةCatastrophe وهو يعنى أقصى درجات
الضرر الذي أصاب النفس والجسد والعقل جميعا ، فالمنطقة المنكوبة هي وصف
قانوني يدل على أن المنطقة لم تعد قادرة على البقاء الطبيعي فيسقط عنها
التكليف وتستحق العون والدعم.
والشخص المنكوب هو ذلك الشخص الذي أنزل
القدر عليه ما لا يقدر عليه ويرهقه، والكلمة تظهر الفجائية والقدرية
والعجز عن المواجهة وعدم التوقع لنطاق الضرر وهول المصيبة.
فالنكبة هي
في الحق مجمل المشروع الصهيوني، وإن كان المصطلح قد وقف عند حادث إنشاء
الدولة العبرية0 وفى المصطلح دقة وصحة ، لان فلسطين قد اختيرت دون سائر
الأقطار العربية لكي يؤسس المشروع الصهيوني فيها مقره المختار وينطلق منها
إلى ما جاورها من أقطار. إذا كان هذا الحدث هو أول ترجمة على الأرض
للمشروع، فمن الطبيعي أن يقترن هذا الحدث بمصطلحات تجاورت ضمن مفردات هذا
المشروع، ويهمنا منها ثلاثة بالغة الدلالة.(1) قرار التقسيم 181:
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر