الفنان التشكيلي الفلسطيني (يوسف كتلو) من مواليد بلدة دورا الخليل عام 1965، عضو رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، ونائب رئيس مؤسسة إبداع للثقافة والفنون في محافظة الخليل، وعضو مجلس الأمناء والهيئة الإدارية في جمعية العنقاء الثقافية، والمشرف الفني للجمعية وقائد لورش العمل الفنية ( تشكيل على طول ). يعمل في ميادين التصوير والتصميم والجرافيكي. وله بصمات واضحة في مجالات الكتابة في الفن والنقد الفني التشكيلي، أقام عدة معارض فردية، ومشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها.
يُعد الفنان "كتلو" من الأسماء الفنية التشكيلية الفلسطينية اللامعة، وحضوره لافت في ميادين الفن التشكيلي الفلسطيني عموماً والداخل الفلسطيني المحتل على وجه التخصيص، سواء في تنظيم المعارض والندوات والمساهمة في إثراء الذاكرة الفلسطينية البصرية بما هو جديد ومفيد. وصاحب خصوصية تعبيرية في ميادين لوحاته الفنية التشكيلية متعددة الصنائع والمدارس والاتجاهات، وملتزمة بشكل ما أو بآخر بقضايا الوطن الفلسطيني ومواطنيه، تسرد آمالهم وآلامهم بطريقته التعبيرية والتقنية الخاصة، خارجة في كثير من الأحوال عن الشروط المعهودة في أكاديميَّات الفنون الجميلة، لتجد لها خصوصية أسلوب وفسحة رؤى لتوصيل أفكاره المشمولة بسريالية مواضيعه ومفرداته.
يلعب على مفاتن الحداثة التعبيرية، والقص المثيولوجي ورمزية الوصف والتعبير، والاستعارة المشروعة لمضامين لوحاته بوسائط تقنية متاحة، سواء أكانت بالرسم والتلوين اليدوي المباشر في عراكها مع موصوف الفكرة، ومرصوف الخطوط والملونات، أو باستخدامه الوظيفي لتكنولوجيا عصر المعلوماتية، المتأتية من برامج الكمبيوتر المتنوعة، بما يُعرف بتقنيات "الغرافيك دزاين" التصاميم الحفرية. تلك التقنيات تُعطيه حرية وحركية ملحوظة في نسج معالم صوره المتوالدة من وحي الواقع والذاكرة الحافظة، والمسبوكة في أنساق صوريّة عاكسة لتجلياته الذاتية، وناقلة لأفكاره وانفعالاته الشخصية، وتسبر مساحة وجدانه وتفاعله مع القضية الفلسطينية بما فيها من دروب ألم ومعاناة، ومسارات أمل وتفاؤل بالغد المشرق القادم، أفكار ومواضيع متناغمة مع مساحة الحلم والتعبيرية الرمزية والسريالية التجريدية المكشوفة على تناسق اللون وتدرجه في أروقة الخطوط والمساحات المتداخلة، مشَكِّلة مقامات بصرية من لون جديد.
مفرداته التشكيلية غير متكلفة وغير معنية بالنسب الذهبية القياسية في الفنون، ترسم معالم تفردها وشخصية صانعها ببساطة التوليف والتأليف البصري، والدخول المرن في تفاصيل الحكاية السردية لشجون ومعاناة الشعب العربي الفلسطيني المتجلية في يوميات اللجوء والقتل والعدوان الصهيوني المتكرر بأشكاله المختلفة، تلم أشتات قصيدة الحزن الفلسطيني المتواصل، وتفتح نوافذ أمل في جدار الصمت العربي والدولي، تبني جدار الحقيقة والمقاومة المنثورة في لوحاته عن الانتفاضة وجدار الفصل العنصري الصهيوني، بأسطورية الطرح ورمزيته، تستحضر في متنها مقولة عنقاء الرماد الفلسطينية دائمة التوالد والتواجد في ساح النضال.
يبرزها في توليفات متشابكة من الخطوط والملونات، تستكمل دورة القصيدة الفلسطينية وبيانها السردي في محطات تاريخية عديدة، تستذكر المدن والأرياف والشواطئ والجبال، والناس الطيبين في أجسادهم ووجوههم المحملة بأنفاس المقاومة وأمل النصر والتحرير، يصوغها في مساحات هندسية متحررة ومتحركة في بحر الحكايات, متجاورة ومتداخلة الطبقات الشكلية تحمل في أحشائها بنية خطية ولونية متجانسة، متناسلة من ملونات الدائرة اللونية الرئيسة، تحوي في ضلوعها المرئية حركية التقنيات المتعددة والمُستعارة من تجارب فنية سابقة له في ميدانه، كخط وأسلوبية حافلة بالوحدة العضوية لمجموع تجلياته التصويرية.
فيها جرعات تقنية متنوعة مستلهمة من فنون التصوير والتصميم الإعلاني والحفر الملون، تعتمد لوحاته على البنية الهندسية متوالية النصوص والأبعاد المرئية في اتجاهاتها الأربعة صعودًا وهبوطاً، يمنة ويَسرة، مساحات متوالية الأشكال السردية، تفوح منها أنفاس الحداثة التعبيرية بكل ما فيها من تبسيط واختزال للمفردات والعناصر المرسومة، تستقوي بذاكرة المكان وتداعياته، المنثورة مزقاً شكلية فوق سطوح الخامات، فيها ما فيها من أماكن وأبنية وشخوص مزروعين داخل أسوار النصوص المسرودة بلا ملامح وتفاصيل واقعية، مختزلة تماماً في جميع رؤاها الشكلية، تجريدية ومجردة حتى حدود التخمة البصرية.
فيها جمع فريد لمكونات الطبيعة والإنسان، وحديث الحقول والشمس والبحر والجبل والمروج الخضراء، وطيور الحمام السابحة في متن النصوص، الباحثة عن موطئ نظرة لتوصيل فكرة ما أو مقولة جمالية وحياتية، تسافر عبر مروج التجلي الشخصي، وخصوصية الرمز والمضمون والمبنى، تُحاول تصيُّد لحظات التأمل والمكاشفة مع عين المتلقي وبصيرته، وتنقله إلى مساحات غير متوقعة، وإلى سويعات غابرة من الزمن الفلسطيني الحاشد بالصور والذكريات.
مدينة القدس مسكونة في وعيه الذاتي والبصري، ولها مكانة واسعة الطيف في لوحاته الفنية، تحمل في طياتها رسائل رمزية المدلول والخلفيات، وإحالات المكان في قدسيته، وترسم مسيرة متكاملة لعواطفه الجياشة نحوها بالخط واللون والفكرة التعبيرية المشتهاة، تجمع في مفرداتها وعناصرها المسرودة بساطة التوليف التقني، وتنوع الرؤى المعنوية والرمزية، وما تُجسده القدس وما حولها في ذاكرة العرب المسيحيين والمسلمين والفلسطينيين خصوصاً، فيها مقاربة صورية لتجليات الحلم والتمني، وإصرار على الصمود ومواجهة المؤامرة الصهيونية والدولية على وحدة القدس العربية وتاريخها وعروبة أرضها وشعبها.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر