بقلم د.أسعد عبد الرحمن
[b]تتصاعد مشاريع القوانين «العنصرية والفاشية» التي يدعمها أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية لإقرارها في الكنيست. وسواء رفضتها الأخيرة «في نهاية المطاف» أم لا فإنها تبين كيف ينظرون إلى فلسطينيي الـ 48، أن كان في «مشروع» القرار المتعلق بحظر إحياء ذكرى «النكبة الفلسطينية»، أو ذلك الذي يجرم الدعوة لرفض «حق إسرائيل في الوجود على أساس أنها دولة ديمقراطية ويهودية»، أو المتعلق بفرض «قسم الولاء للدولة» على كل من يرغب في الحصول على الجنسية الإسرائيلية. كما يجب أن لا ننسى مشروع التعديل الذي يدرس الآن على ما يسمى بقانون «دائرة أراضي إسرائيل» الذي ـ إن تم تمريره ـ سيغير بشكل كبير نمط ملكية الأراضي فيها، لتنتقل من ملكية الدولة إلى الملكية الفردية، بما في ذلك الأراضي تحت بند «أملاك الغائبين»، فضلا عن ما تقوم به تلك «الدائرة» خلال السنتين الأخيرتين، من بيع لأملاك اللاجئين الفلسطينيين. أما الأمر الأخطر فيتجلى في مطلب الاعتراف بـ «يهودية الدولة» الإسرائيلية الذي يلغي «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين وطبعا سيدفع فلسطينيو الـ 48 الثمن كذلك. وهو موقف إسرائيلي لا يطرحه أقطاب الحكومة اليمينية الحالية فحسب، بل والمعارضة أيضا. فرئيسة حزب كاد يما «تسيبي ليفني» ترى أن فلسطينيي الـ 48 يجب أن يعيشوا في دولة فلسطينية، قائلة:«بعد إنشاء الدولة الفلسطينية يمكننا أن نقول للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، الذين ندعوهم عرب إسرائيل، أن الحل لتطلعاتكم الوطنية موجود في مكان آخر»!! كما أن مواجهات تشرين أول/ أكتوبر الماضي التي شهدتها مدينة عكا، ثم لاحقا انتفاضة الشركس والدروز، وجهت ضربة لأسطوانة «التعايش بين العرب والشركس واليهود»، حيث عكست هذه المواجهات حقيقة النظرة اليهودية للآخر، وفهمها لتعايش بدون أسس حقوقية متساوية.
هاجس الخوف الإسرائيلي من فلسطينيي الـ 48 ـ فيما يبدو ـ لن يتوقف، بل سيدوم ما دامت هناك قضية للشعب الفلسطيني. وفي مقال نشره الكاتب «شموئيل طوليدانو» يقول: رئيس المخابرات الأسبق «يوسف هيرملن»، قضى بأنه إذا ما قرر عرب إسرائيل الصعود إلى المتاريس سينشأ خطر جسيم على أمن المواطنين اليهود، وذلك لأنهم لا يحتاجون إلى اجتياز الحدود كي ينفذوا عمليات تخريبية، فهم يوجدون في قلب الدولة. فهل لهذا جاء اقتراح وزير الخارجية «افيغدور ليبرمان» وحزبه اشتراط منح المواطنة للعرب بإعلان الولاء للدولة، ومنح الحقوق الإنسانية الأساسية لهم بأداء الواجبات الصهيونية؟! أيضا، ثمة بعد آخر يؤكد ديناميكية العداء المتنامي لفلسطينيي 48، يمثله فكر ووجود «ليبرمان» نفسه، باعتباره ما زال يمثل حزبا «روسيا» في إسرائيل. فبالإضافة إلى البعد العنصري لمشروع قانون «الولاء للدولة» الذي ينادي به، فإنه يعطي دورا مركزيا لهوية حزبه، حيث الأغلبية من مهاجري روسيا الذين يرى أحقيتهم في أن يكونوا بدلاء عن فلسطينيي 48. فالهجرة الجماعية من الاتحاد السوفييتي «سابقا» بلورت سكة تصادم لا مفر منها بين هاتين الشريحتين الواسعتين في إسرائيل ـ المهاجرون الجدد والعرب. وفي هذا السياق تقول «ليلي جاليلي»: «التغير في التوازن الديموغرافي الذي نجم عن الهجرة الروسية زج بالعرب أكثر فأكثر نحو الزاوية والهوامش. هناك خطر كبير يكمن في هذا الوضع. فالمدن المختلطة تحولت إلى أكثر التجمعات توترا في إسرائيل. ويد السوق الحرة الخفية والسياسة الهزلية أرسلت المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفييتي للإقامة في مدن مثل اللد وعكا. وعلاقات الجوار القسرية لهذين التجمعين السكانيين الضعيفين زادت من العنصرية المتبادلة ».
منذ تفاقم «الهاجس الديموغرافي» هذا، سعت الحكومات الإسرائيلية بكل الطرق « القانونية » والتشريعية والثقافية والسياسية لحماية ما تسميه «الهوية اليهودية للدولة»على الرغم من كون واحد من كل خمسة من السكان القاطنين فيها هم من الفلسطينيين. وما هذه المشاريع المقترحة إلا جزء آخر من تلك المحاولات، وهي تدل على هلع المؤسسة الإسرائيلية اليمينية ورفضها الاعتراف بتمسك فلسطينيي 48 بانتمائهم للأرض، وبأنهم لن ينتقلوا إلى خانة الصمت والعزلة والخوف، حالهم حال فلسطينيي الضفة والقطاع والشتات، وبأنهم لن يكونوا أقلية معزولة بل رقما صعبا في معادلة الصراع القائم، يلخصون أصل الصراع بقضية الأرض وثبات الوجود، وبان هوية الوطن وأسمائه وشواهده الأصلية، أقوى من العقلية العنصرية. وحقا، أن حقيقة التاريخ لا يمكن تزييفها بلافتات شوارع أو عبر التزوير واستحضار تاريخ «توراتي» مزيف في إطار صهيونية «علمانية»!!!
[/b]
[b]تتصاعد مشاريع القوانين «العنصرية والفاشية» التي يدعمها أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية لإقرارها في الكنيست. وسواء رفضتها الأخيرة «في نهاية المطاف» أم لا فإنها تبين كيف ينظرون إلى فلسطينيي الـ 48، أن كان في «مشروع» القرار المتعلق بحظر إحياء ذكرى «النكبة الفلسطينية»، أو ذلك الذي يجرم الدعوة لرفض «حق إسرائيل في الوجود على أساس أنها دولة ديمقراطية ويهودية»، أو المتعلق بفرض «قسم الولاء للدولة» على كل من يرغب في الحصول على الجنسية الإسرائيلية. كما يجب أن لا ننسى مشروع التعديل الذي يدرس الآن على ما يسمى بقانون «دائرة أراضي إسرائيل» الذي ـ إن تم تمريره ـ سيغير بشكل كبير نمط ملكية الأراضي فيها، لتنتقل من ملكية الدولة إلى الملكية الفردية، بما في ذلك الأراضي تحت بند «أملاك الغائبين»، فضلا عن ما تقوم به تلك «الدائرة» خلال السنتين الأخيرتين، من بيع لأملاك اللاجئين الفلسطينيين. أما الأمر الأخطر فيتجلى في مطلب الاعتراف بـ «يهودية الدولة» الإسرائيلية الذي يلغي «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين وطبعا سيدفع فلسطينيو الـ 48 الثمن كذلك. وهو موقف إسرائيلي لا يطرحه أقطاب الحكومة اليمينية الحالية فحسب، بل والمعارضة أيضا. فرئيسة حزب كاد يما «تسيبي ليفني» ترى أن فلسطينيي الـ 48 يجب أن يعيشوا في دولة فلسطينية، قائلة:«بعد إنشاء الدولة الفلسطينية يمكننا أن نقول للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، الذين ندعوهم عرب إسرائيل، أن الحل لتطلعاتكم الوطنية موجود في مكان آخر»!! كما أن مواجهات تشرين أول/ أكتوبر الماضي التي شهدتها مدينة عكا، ثم لاحقا انتفاضة الشركس والدروز، وجهت ضربة لأسطوانة «التعايش بين العرب والشركس واليهود»، حيث عكست هذه المواجهات حقيقة النظرة اليهودية للآخر، وفهمها لتعايش بدون أسس حقوقية متساوية.
هاجس الخوف الإسرائيلي من فلسطينيي الـ 48 ـ فيما يبدو ـ لن يتوقف، بل سيدوم ما دامت هناك قضية للشعب الفلسطيني. وفي مقال نشره الكاتب «شموئيل طوليدانو» يقول: رئيس المخابرات الأسبق «يوسف هيرملن»، قضى بأنه إذا ما قرر عرب إسرائيل الصعود إلى المتاريس سينشأ خطر جسيم على أمن المواطنين اليهود، وذلك لأنهم لا يحتاجون إلى اجتياز الحدود كي ينفذوا عمليات تخريبية، فهم يوجدون في قلب الدولة. فهل لهذا جاء اقتراح وزير الخارجية «افيغدور ليبرمان» وحزبه اشتراط منح المواطنة للعرب بإعلان الولاء للدولة، ومنح الحقوق الإنسانية الأساسية لهم بأداء الواجبات الصهيونية؟! أيضا، ثمة بعد آخر يؤكد ديناميكية العداء المتنامي لفلسطينيي 48، يمثله فكر ووجود «ليبرمان» نفسه، باعتباره ما زال يمثل حزبا «روسيا» في إسرائيل. فبالإضافة إلى البعد العنصري لمشروع قانون «الولاء للدولة» الذي ينادي به، فإنه يعطي دورا مركزيا لهوية حزبه، حيث الأغلبية من مهاجري روسيا الذين يرى أحقيتهم في أن يكونوا بدلاء عن فلسطينيي 48. فالهجرة الجماعية من الاتحاد السوفييتي «سابقا» بلورت سكة تصادم لا مفر منها بين هاتين الشريحتين الواسعتين في إسرائيل ـ المهاجرون الجدد والعرب. وفي هذا السياق تقول «ليلي جاليلي»: «التغير في التوازن الديموغرافي الذي نجم عن الهجرة الروسية زج بالعرب أكثر فأكثر نحو الزاوية والهوامش. هناك خطر كبير يكمن في هذا الوضع. فالمدن المختلطة تحولت إلى أكثر التجمعات توترا في إسرائيل. ويد السوق الحرة الخفية والسياسة الهزلية أرسلت المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفييتي للإقامة في مدن مثل اللد وعكا. وعلاقات الجوار القسرية لهذين التجمعين السكانيين الضعيفين زادت من العنصرية المتبادلة ».
منذ تفاقم «الهاجس الديموغرافي» هذا، سعت الحكومات الإسرائيلية بكل الطرق « القانونية » والتشريعية والثقافية والسياسية لحماية ما تسميه «الهوية اليهودية للدولة»على الرغم من كون واحد من كل خمسة من السكان القاطنين فيها هم من الفلسطينيين. وما هذه المشاريع المقترحة إلا جزء آخر من تلك المحاولات، وهي تدل على هلع المؤسسة الإسرائيلية اليمينية ورفضها الاعتراف بتمسك فلسطينيي 48 بانتمائهم للأرض، وبأنهم لن ينتقلوا إلى خانة الصمت والعزلة والخوف، حالهم حال فلسطينيي الضفة والقطاع والشتات، وبأنهم لن يكونوا أقلية معزولة بل رقما صعبا في معادلة الصراع القائم، يلخصون أصل الصراع بقضية الأرض وثبات الوجود، وبان هوية الوطن وأسمائه وشواهده الأصلية، أقوى من العقلية العنصرية. وحقا، أن حقيقة التاريخ لا يمكن تزييفها بلافتات شوارع أو عبر التزوير واستحضار تاريخ «توراتي» مزيف في إطار صهيونية «علمانية»!!!
[/b]
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر