مقدمة
في صباح اليوم الخامس من حزيران من عام 1967، أطاحت الآلة العسكرية الجوية الصهيونية، وهي أحد تجليات المشروع الإمبريالي الصهيوني الأمريكي، بكامل القوة العربية فاجتاحت الأرض وكانت القدس وضمنها الحرم القدسي، أبرز الأهداف لهذا الاجتياح.
في صباح اليوم الخامس من حزيران من عام 1967، أطاحت الآلة العسكرية الجوية الصهيونية، وهي أحد تجليات المشروع الإمبريالي الصهيوني الأمريكي، بكامل القوة العربية فاجتاحت الأرض وكانت القدس وضمنها الحرم القدسي، أبرز الأهداف لهذا الاجتياح.
ما حدث يوم الهزيمة الكبرى، لم يكنْ حدَثاً عابراً في سلسلة الاعتداءات الصهيونية خلال قرنٍ كاملٍ ونيّف، بل لحظة حاسمة حُضّر لها بإعدادٍ هائل في دوائر صنع القرار في الغرب خلال قرونٍ عديدة بلغ أشدّه في القرنيْن الماضيين. لقد بدأ الغرب الدفع باتجاه عملية اختراق العالم العربي والسيطرة عليه، وتهديد فلسطين والقدس خاصةً بدءاً من الثلث الأخير من القرن التاسع عشر.
بدأت المركزية الأوربية وأبرز أدواتها المعرفية "الاستشراق" بإنشاء معرفةٍ اعتمدت فكرة البحث عن "إسرائيل" القديمة بأورشليم يهودية باعتبارها منشأ الحضارة الغربية.
وسنرى أنّه سيجرى استثمار التحولات التاريخية التالية كلحظاتٍ حاسمة باتجاه تحقيق دولة الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين، ومن هنا يمكن اعتبار وصول أوّل مستوطن يهودي إلى فلسطين بدايةً فعلية لمشروع الهيمنة والتهويد. والهدف النهائي كان واضحاً منذ البداية، هو: "طرد السكان الأصليين العرب من ديارهم، وإقامة دولةٍ قوامها استيطان صهيوني بنموذج غربي يشكّل جداراً وسدّاً في وجه البربرية العربية" والقول لهرتزل.
اللحظةُ الحاسمة، كانت حاسمة بامتياز، فقد دخل مردخاي غور على رأس محاربيه ساحة حائط البراق، الجدار الغربي للحرم القدسي، ووسط احتفالية كبرى اعتلى جنود الاستيطان الصهيوني قبة مسجد الصخرة، ورفعوا العلم "الإسرائيلي" استهدافاً السيادة العربية الإسلامية ومقدساتها.
في اللحظات الحاسمة يزاوج الفكر الفلسطيني بين الحراك النسبي والمطلق الصهيوني.
لقد كانت اللحظة الحاسمة هذه المرة مذهلة، المكان في حدّه الأقصى والزمن في بعده اللامعقول.
لقد كانت اللحظة الحاسمة هذه المرة مذهلة، المكان في حدّه الأقصى والزمن في بعده اللامعقول.
لقد قام بن غوريون عام 1949 بعدما انهارت الجيوش العربية أمام العصابات الصهيونية بإنشاء الخط الأخضر على أنّه بادرة حسن جوار، لكنّه في الحقيقة أنشأ حدّاً مؤقتاً يفصل الدولة الغاصبة عن أشلاء ما تبقّى من فلسطين لإعمار دولته بعيداً عن الضغوط والممانعة.
لم يكنْ ما فعله دايان وزير الدفاع الصهيوني، عشية يوم الخامس من شهر حزيران لعام 1967، بعيداً عن الرؤية الصهيونية لابن غوريون. لقد زاوج بين الحراك النسبي والمطلق الصهيوني بإحداث تبديل في المتغيرات:
الخط الأخضر عند دايان كان إنزال العلم "الإسرائيلي" عن المقدسات الإسلامية، وفتح الحرم القدسي للصلاة، الذي قُدّم للعالم على أنّه أريحية يهودية، لذلك تلقّى ليفى أشكول رئيس الوزراء "الإسرائيلي" كتب شكرٍ من العديد من قيادات النظام الرسمي الإسلامي. إضافةً إلى الإشارة العالمية للحدث في مراكز القرار العالمي. وأمّا الحركات الطارئة عند دايان وهي انعكاسات الحركة المطلقة، فقد عُتِّم عليها إعلامياً.
بدأت المدفعية الصهيونية بقصف المدينة. خارج السور وداخله، حدث ذلك على الرغم من انسحاب الجيش الأردني من مدينة القدس واستسلامه الكامل دون شرط.
الهدف النهائي كان هدم المعالم العربية التي تشير إلى الثقافة والتاريخ العربي الإسلامي في محيط الحرم القدسي وأرجاء المدينة القديمة.
الهدف النهائي كان هدم المعالم العربية التي تشير إلى الثقافة والتاريخ العربي الإسلامي في محيط الحرم القدسي وأرجاء المدينة القديمة.
لقد سوّت الجرافات حي المغاربة بالأرض، ولاقت أحياء الشرف والسلسلة وصولاً إلى باب يافا المصير نفسه. واتّضحت الصورة خلال أيام. ما كان يُدْعى حي المغاربة أضحى ساحة صلاة. كُشفت أساسات حائط البراق، ليُعلَن على أنّها تعود لأحجار الهيكل الثاني، وعلى امتداد الجهة الغربية، يُعّد "أوتوستراد" ضخم لربط حائط المبكى المدّعى بباب يافا.
لقد روّج الإعلامي الغربي والصهيوني للصورة على كونها لحظة تاريخية حاسمة، استعاد فيها اليهوديّ حقّه التاريخي بأداء الصلاة، ولتلميع صورة ما حدث، نُظمت حملةٌ عالمية لفرش الحدائق بالمسطّحات الخضراء، فسارعت الدول والمؤسسات الغربية إلى شحن أزهار التوليب والهيسانت، لتغليف الجريمة المرتكبة بصياغة غربية براقة.
ومن أجل كشف التزوير التاريخي الصارخ، واستجلاء قصّة حائط المبكى ومصير الأحياء العربية في إطار حائط المبكى ومصير الأحياء العربية في إطار الحرم القدسي، ومستقبل مدينة القدس، لا بُد من استقراء التاريخ من خلال تتبّع أعمال التنقيب بحلقاتها المتعددة بصورة وجيزة، وقراءة النتائج المستخلصة وكشف الاعتداءات الصهيونية التي تعرّضت لها القدس خلال عشرات السنين الماضية، ومن ثمَّ التوجيه بما يجب فعله، على ضوء الواقع العربي المأزوم، والحالة الفلسطينية المنقسمة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر