وها أنت تأتي رمضان ، لتذكرنا بأن فينا بقية من إرادة ، ولتغلف المشهد
بمسحات فيها من الروحانية ما يوازي ما تكتنزه في صلبها من احتفالية وإن لم
يعلن عنها صراحة .
رمضان يأتي بطابعه الخاص وتقاليده التي
توارثناها كابرا عن كابر ، بقطايفه التي تكتسح ، وكأنها ما وجدت إلا
لرمضان ، بحلاوته التي تتوسّد وجبة السحور والمربّى والجبن ، بفرحة
الأطفال بإنجازهم وصبرهم وتحملهم ، بحرص الآباء على أن يكونوا خير من يلبي
احتياج الأبناء ، وتعود بنا الذاكرة إلى سنوات الطفولة حيث الحداثة لم
تفرض بعد سطوتها :
حينها ، كانت البئر بديلا عن الثلاجة ، وكانت
هناك مبادرة لربط زجاجة "التمبو " الكولا وتدليتها في البئر ، لتكون معلقة
والآمال عليها معلقة ، ولم يكن هناك خيارات عدة من المشروبات ، ومع ذلك
كانت لحظة انتشال العبوة الباردة لحظة تدشين لجهد جبّار ، هكذا خيّل إلينا
.
حينها ، كانت الحواري تشهد قبيل الإفطار حركة دائبة لتبادل
المواعين والصحون بين الجيران ، وهي ظاهرة تلاشت ، فقد تعددت أطباقنا
وتوارت عاداتنا .
حينها ، كان الأطفال يتسابقون لإعادة زجاجة
الكولا الفارغة للبقالة لأن هناك رهنا منتظرا ، أما الآن فقد تعددت
العبوات وحضر الرهن في كل مناحي الحياة إلا في العبوات ، فالبيت برهن وكذا
السيارة والأثاث ، بقي الرهن ولكن بصورة أكثر تعقيدا ، وغابت البساطة.
حينها ، كانت عزومة الولايا احتفالية من نوع خاص وتعبيرا عن تبث الدماء في
شرايين المودة ، وها هي تتحول إلى روتين من باب رفع العتب والملامة ، مع
أن هذه الأيام أيسر حالا ، لكن يبدو أن الأمر منوط بالبال لا بالحال .
وها
هو رمضان يعود ، بسكناته وضوضائه ، بعاداته وأنماطه ، هو الثابت ونحن
المتحولون ، يعود ليكون فرصة للهدوء لكننا وكأنها -باتت جزءا من سلوكياتنا
– العصبية الزائدة والتواري خلف الصيام لافتعال المشاكل ، فالطرقات
والساحات تغدو مرتعا لأصوات تتوعد وتهدد بالانتقام ، وإذا أمعنت في السبب
وجدته لا يتعدى أولوية مرور سيارة أو التناحر على حجز موقع ريادي في صف
الانتظار قبالة بائع القطايف.
وها هو يعود ، ليؤكد من جديد أنه
بطابعه الخاص ، الأقدر على وسم كل ما يحيط بنا بطابع متفرد ، فما يميزه
سرّ خفي وأبرز معطياته أنه سر كامن وإن كانت قدسيته الرافد الأبرز لهذا
التفرد.
يأتي رمضان ... لتعج المساجد بزائريها ، منهم الوافد
الجديد ومنهم المقيم على علاقته معها ، لكن رمضان يرحب بالجميع ، دائمين
وطارئين ، ويؤكد أن مساحة ما فيه من رحمة ومغفرة تفوق مهما ضاقت أرحب
مشاعر الولاء للشهر الفضيل وما فيه من شعائر .
إنه رمضان " الذي أنزل في القرآن " وكفاه شرفا هذه القرينة ، فلنتبصر فيه ، فهو أكثر من مجرد شهر ، وأبهج من أية زينة
.
بمسحات فيها من الروحانية ما يوازي ما تكتنزه في صلبها من احتفالية وإن لم
يعلن عنها صراحة .
رمضان يأتي بطابعه الخاص وتقاليده التي
توارثناها كابرا عن كابر ، بقطايفه التي تكتسح ، وكأنها ما وجدت إلا
لرمضان ، بحلاوته التي تتوسّد وجبة السحور والمربّى والجبن ، بفرحة
الأطفال بإنجازهم وصبرهم وتحملهم ، بحرص الآباء على أن يكونوا خير من يلبي
احتياج الأبناء ، وتعود بنا الذاكرة إلى سنوات الطفولة حيث الحداثة لم
تفرض بعد سطوتها :
حينها ، كانت البئر بديلا عن الثلاجة ، وكانت
هناك مبادرة لربط زجاجة "التمبو " الكولا وتدليتها في البئر ، لتكون معلقة
والآمال عليها معلقة ، ولم يكن هناك خيارات عدة من المشروبات ، ومع ذلك
كانت لحظة انتشال العبوة الباردة لحظة تدشين لجهد جبّار ، هكذا خيّل إلينا
.
حينها ، كانت الحواري تشهد قبيل الإفطار حركة دائبة لتبادل
المواعين والصحون بين الجيران ، وهي ظاهرة تلاشت ، فقد تعددت أطباقنا
وتوارت عاداتنا .
حينها ، كان الأطفال يتسابقون لإعادة زجاجة
الكولا الفارغة للبقالة لأن هناك رهنا منتظرا ، أما الآن فقد تعددت
العبوات وحضر الرهن في كل مناحي الحياة إلا في العبوات ، فالبيت برهن وكذا
السيارة والأثاث ، بقي الرهن ولكن بصورة أكثر تعقيدا ، وغابت البساطة.
حينها ، كانت عزومة الولايا احتفالية من نوع خاص وتعبيرا عن تبث الدماء في
شرايين المودة ، وها هي تتحول إلى روتين من باب رفع العتب والملامة ، مع
أن هذه الأيام أيسر حالا ، لكن يبدو أن الأمر منوط بالبال لا بالحال .
وها
هو رمضان يعود ، بسكناته وضوضائه ، بعاداته وأنماطه ، هو الثابت ونحن
المتحولون ، يعود ليكون فرصة للهدوء لكننا وكأنها -باتت جزءا من سلوكياتنا
– العصبية الزائدة والتواري خلف الصيام لافتعال المشاكل ، فالطرقات
والساحات تغدو مرتعا لأصوات تتوعد وتهدد بالانتقام ، وإذا أمعنت في السبب
وجدته لا يتعدى أولوية مرور سيارة أو التناحر على حجز موقع ريادي في صف
الانتظار قبالة بائع القطايف.
وها هو يعود ، ليؤكد من جديد أنه
بطابعه الخاص ، الأقدر على وسم كل ما يحيط بنا بطابع متفرد ، فما يميزه
سرّ خفي وأبرز معطياته أنه سر كامن وإن كانت قدسيته الرافد الأبرز لهذا
التفرد.
يأتي رمضان ... لتعج المساجد بزائريها ، منهم الوافد
الجديد ومنهم المقيم على علاقته معها ، لكن رمضان يرحب بالجميع ، دائمين
وطارئين ، ويؤكد أن مساحة ما فيه من رحمة ومغفرة تفوق مهما ضاقت أرحب
مشاعر الولاء للشهر الفضيل وما فيه من شعائر .
إنه رمضان " الذي أنزل في القرآن " وكفاه شرفا هذه القرينة ، فلنتبصر فيه ، فهو أكثر من مجرد شهر ، وأبهج من أية زينة
.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر